كيف تساهم التغذية في التعافي بعد عمليات القلب ؟
المغذيات هي المكونات البنائية للطعام الذي يحتاجه الجسم لأداه وظيفته بشكل مناسب . و تنقسم إلى مغذيات كبرى ( البروتينات , الدهون , و النشويات ) , و مغذيات صغرى ( الفيتامينات , البروفيتامين , والمعادن المتنوعة و غيرهم ) . و خلو الجسم من هذه المغذيات يسمى بنقص المغذيات Nutrients deficiency .
و يٌبدي الطب الحديث اهتماما قليلا بنقص المغذيات عند المرضى الذين خضعوا لعمليات القلب . و في نفس الوقت يزداد الإهتمام بالمغذيات أكثر في طب الأورام , طب الأطفال , و أمراض الجهاز الهضمي . و لتصحيح هذا الوضع بدأ الباحثون بجامعة سانت بطرسبيرغ بعمل دراسة تتضمن التعرف على نقص المغذيات بين الذين خضعوا لعمليات القلب , و ذلك برئاسة دكتور سيرجي ايفريموف , رئيس قسم البحث العملي بعيادة بيرجوف جامعة سانت بطرسبيرج .
يوجد مصطلح في الطب يسمى بالدنف القلبي و هو عبارة عن هزال شديد يصيب المريض المصاب بفشل حاد في عضلة القلب . و تتعدد الأسباب بداية من قلة النتاج القلبي , و حتى الأدوية التي تسبب فقدانا للشهية . و تتضمن أعراض الدنف القلبي ضعفا عاما بالجسم , و فقدان الوزن بشكل سريع . و نتيجة لذلك لا يتم امداد الجسم بالكمية المطلوبة من المغذيات .و تزداد المشكلة تعقيدا كذلك من خلال أن معظم المرضى المشخصين بذلك لا يبدو عليهم أنهم يشعرون بالجوع . و ربما يوهم احتباس الماء ( الاستسقاء ) في الجسم على أن وزنهم زائد . و لهذا السبب كان على الباحثين إيجاد طريقة فعالة للتعرف على هذه الحالة .
قام الباحثون ,و لأكثر من 8 سنوات , بمراقبة أكثر من 1000 شخص خضع لجراحة القلب عن طريق استخدام استبيانات و استطلاعات للرأي بمقاييس متنوعة . و تمكن الباحثون من خلال تسجيل المرضى بالعيادة من معرفة الحالة الغذائية للمرضى ( و هي مجموعة من النقاط التي تصف النسب الكَمِية للكتلة العضلة و الدهنية ) . قاموا أيضا بتجميع بعض البيانات الخاصة ببعض المتطوعين قبل و بعد القيام بالجراحة , و بعد سنة , اثنين , ثمان سنوات قاموا بالإتصال بهم و الإستسفسار عن صحتهم .
اقرأ المزيد : مالفرق بين إصابة عمال القطاع الصحي بفيروس كورونا و غيرهم من عمال الفئات الأخرى ؟
و قال دكتور سيرجي : لقد وجدنا أنه من خلال معرفة الحالة الغذائية للمرضى سيتيح لنا ذلك التعرف على معدل حدوث مضاعفات بعد الجراحة . و كما توقعنا فإنه كلما زادت درجة نقص المغذيات , زادت احتمالية حدوث مضاعفات . و بالإضافة إلى ذلك تمكنا من التعرف على مجموعة صغيرة من مرضى خضعوا لجراحة القلب و معرضون أيضا لحدوث مضاعفات . و هم حاليا مصابون بأمراض صمام القلب .
و طبقا لدكتور سيرجي , فإن هناك عدة مقاييس يمكن استخدامها لتقييم الحالة الغذائية في العالم ,لكنه لم يتم عمل واحدة خصيصا لمرضى القلب و الأوعية الدموية . و من خلال المقارنة بين الطرق المختلفة قام الباحثون باختيار أداة للفحص تتميز بدقتها و حساسيتها و بالتالي سيتم حل هذه المشكلة , و تسمى بمقياس سوء التغذية العالمي MUST , و الذي نستطيع استخدامها خلال العمل اليومي في العيادات . و يمكن لأي عامل بالقطاع الطبي في قسم الطوارئ أن يقيم حالة المريض من خلالها . و يعمل هذا المقياس ببساطة من خلال أسئلة معينة نسألها للمريض , و اذا اتضح وجود سوء التغذية فإن الطبيب المختص سيقوم بالإشراف على الحالة , و اكتشاف معلومات مفصلة عن الحالة الغذائية للمريض .
و يستمر العلماء في البحث عن حلول لتحسين الحالة الصحية للمرضى الذين يعانون من نقص المغذيات . و بالأخص فهم يحققون في كفاءة بعض المغذيات السريرية في جراحات القلب .
المصدر : اكسبرس
تعليقات