fbpx

ماذا يقول العلم في العلاقة بين ألوان الطعام والنشاط المفرط؟

يمكن أن يكون للون طعامنا تأثير كبير على ماذا نأكل، وكيف؟ ولا يبدو بالطبع اللوح الرمادي أو البني الممل جذابًا لمعظم الناس؛ لهذا السبب يستخدم العديد من علماء الأغذية  والمعالجات إضافات ألوان الطعام؛ لتحسين مظهر  الأطعمة.

ألوان الطعام الاصطناعية أو الصبغات مسؤولة عن الألوان الزاهية للحلوى، والمشروبات الرياضية، والمخبوزات، حتى أنها تستخدم في أنواع معينة من المخللات، والسلمون المدخن، وتوابل السلطة، وكذلك الأدوية.

في الواقع زاد استهلاك ألوان الطعام الصناعية بنسبة 500٪ في الخمسين عامًا الماضية، وكان الأطفال هم أكبر المستهلكين، ولقد ظهرت ادعاءات بأن الألوان الاصطناعية تسبب آثارًا جانبية خطرة، مثل: فرط النشاط عند الأطفال، وكذلك السرطان، والحساسية.

عزيزي القارئ إن الموضوع مثير للجدل إلى حد كبير، وهناك العديد من الآراء المتضاربة حول سلامة الأصباغ الغذائية الاصطناعية، لذا إليك هذا المقال يُريك تفصيلًا آخر ما يقوله العلم الحديث في هذا الموضوع لفصل الحقيقة عن الخيال.

محتويات المقال:

  • ما المراد بألوان الطعام الاصطناعية؟
  • ما ألوان الطعام الاصطناعية المستخدمة حاليًا في الغذاء؟
  • ما العلاقة بين ألوان الطعام وفرط النشاط عند الأطفال؟
  • هل يجب أن يتجنب طفلي ألوان الطعام هذه؟
  • كيف تتجنب تناول ألوان الطعام؟
  • الأطعمة الصحية الخالية من الأصباغ طبيعيًا

ما المراد بألوان الطعام الاصطناعية؟

  أصباغ الطعام هي مواد كيميائية تستخدم لتحسين مظهر الطعام من خلال إعطائه لونًا صناعيًا، ولقد أضاف الناس ألوانًا إلى الطعام لعدة قرون، وكان إنشاء أول تلوين غذائي اصطناعي في عام 1856 من قطران الفحم، وفي الوقت الحاضر أصباغ الطعام مصنوعة من البترول.

طوِّرت المئات من أصباغ الطعام الاصطناعية على مر السنين، ولكن تعرف على معظمها منذ ذلك الحين أنها سامة، ولا يوجد سوى عدد قليل من الأصباغ الاصطناعية التي لا تزل تستخدم في الطعام.

غالبًا يفضل مصنعو المواد الغذائية الألوان الغذائية الاصطناعية على الملونات الغذائية الطبيعية، مثل: بيتا كاروتين، ومستخلص البنجر؛ لأنها تنتج لونًا أكثر حيوية.

هناك قدر كبير من الجدل بشأن سلامة ألوان الطعام الغذائية الاصطناعية، وخضعت جميع الأصباغ الاصطناعية المستخدمة حاليًا في الطعام لاختبار السُمِّية في الدراسات التي أجريت على الحيوانات، ولقد استنتجت الوكالات التنظيمية، مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، والهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA)، أن الأصباغ لا تشكِّل مخاطر صحية كبيرة.

ولا يتفق الجميع مع هذا الاستنتاج، ومن المثير للاهتمام أنه بعض الأصباغ الغذائية تعدّ آمنة في بلد ما، ولكنها محظورة من الاستهلاك البشري في دولة أخرى؛ مما يجعل تقييم سلامتها أمرًا محيرًا للغاية.

ما ألوان الطعام الاصطناعية المستخدمة حاليًا في الغذاء؟

\"ألوان

   وافقت كلًا EFSA و FDA على أصباغ الطعام التالية للاستخدام:

1. الأحمر رقم 3 (إريثروزين):

  لون أحمر كرزي يستخدم عادة في الحلوى والمثلجات وجل تزيين الكيك.

2. الأحمر رقم 40 (Allura Red):

  صبغة حمراء داكنة تستخدم في المشروبات الرياضية، والحلوى، والتوابل، والحبوب.

3. الأصفر رقم 5 (تارترازين):

  صبغة ليمون صفراء توجد في الحلوى، والمشروبات الغازية، ورقائق البطاطس، والفشار، والحبوب.

4. الأصفر رقم 6 (أصفر غروب الشمس):

   صبغة برتقالية صفراء تستخدم في الحلوى، والصلصات، والمخبوزات، والفواكه المحفوظة.

5. الأزرق رقم 1 (أزرق لامع):

صبغة زرقاء مخضرة تستخدم في الآيس كريم، والبازلاء المعلبة، والحساء المعبأ والمثلجات.

6. الأزرق رقم 2 (نيلي كارمين):

صبغة زرقاء ملكية توجد في الحلوى، والآيس كريم، والحبوب، والوجبات الخفيفة.

أكثر أصباغ الطعام شيوعًا هي الأحمر 40 والأصفر 5 والأصفر 6، وتُمثِّل هذه الألوان الثلاثة 90٪ من جميع ألوان الطعام المستخدمة في الولايات المتحدة.

حدثت الموافقة على عدد قليل من الأصباغ الأخرى في بعض البلدان، ولكن حُظرت في بلدان أخرى، فعلى سبيل المثال: Green رقم 3 المعروف أيضًا باسم Fast Green، تمت الموافقة عليه من قِبل إدارة الأغذية والعقاقير ولكنه محظور في أوروبا.

وفقًا لبحث أجرته وكالة معايير الغذاء،  فإن ألوان الطعام الستة الأكثر ارتباطًا بفرط النشاط عند الأطفال هي:

  • E102 (ترترازين).
  • E104 (أصفر كينولين).
  • E110 (غروب الشمس الأصفر FCF).
  • E122 (كارمويسين).
  • E124 (ponceau 4R).
  • E129 (أحمر ألورا).

ما العلاقة بين ألوان الطعام وفرط النشاط عند الأطفال؟

\"ألوان

  تشمل المضافات الغذائية الألوان الصناعية والمحليات الصناعية والمواد الحافظة، ولا يوجد دليل قوي على أن المضافات الغذائية تسبب اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)، ومع ذلك فإن موضوع المضافات الغذائية وتأثيراتها المحتملة مثير للجدل.

  • تشير الدراسات إلى أن بعض ألوان الطعام والمواد الحافظة قد تزيد من سلوك النشاط المفرط لدى بعض الأطفال، لكن اللجنة الاستشارية للأغذية التابعة لإدارة الغذاء والدواء (FDA) قررت أن الدراسات حتى الآن لم تثبت وجود صلة بين ألوان الطعام وفرط النشاط.
  • في عام 1973، ادعى أخصائي الحساسية لدى الأطفال أن فرط النشاط ومشكلات التعلم لدى الأطفال ناتجة عن تلوين الطعام الاصطناعي والمواد الحافظة في الطعام، وفي ذلك الوقت كان هناك القليل جدًا من العلم لدعم ادعائه، لكن العديد من الآباء تبنوا فلسفته.
  • قدم الطبيب حمية الإقصاء كعلاج لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، وبها يزيل النظام الغذائي جميع ألوان الطعام الاصطناعية، بالإضافة إلى بعض المكونات الاصطناعية الأخرى.
  • لم تجد الدراسات الأولية التي نُشرت عام 1978 أي تغيُّرات في سلوك الأطفال، وذلك عندما تناولوا جرعة من ألوان الطعام الاصطناعية، ومنذ ذلك الحين، وجدت العديد من الدراسات ارتباطًا صغيرًا ولكنه مهم بين الأصباغ الغذائية الاصطناعية وفرط النشاط عند الأطفال، ولقد وجدت إحدى الدراسات السريرية أن إزالة ألوان الطعام الاصطناعية من النظام الغذائي جنبًا إلى جنب مع مادة حافظة تسمى بنزوات الصوديوم قللت بشكل كبير أعراض فرط النشاط.
\"ألوان
  • وجدت دراسة صغيرة أن 73٪ من الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أظهروا انخفاضًا في الأعراض عند التخلص من أصباغ الطعام الصناعية والمواد الحافظة.
  • وجدت دراسة أخرى أن ألوان الطعام، جنبًا إلى جنب مع بنزوات الصوديوم تزيد فرط النشاط لدى كل من الأطفال في عمر 3 سنوات ومجموعة من 8 و 9 سنوات، ومع ذلك فمن الصعب تحديد سبب فرط النشاط؛ نظرًا لأن هؤلاء المشاركين في الدراسة تلقوا مزيجًا من المكونات.
  • ارتبط التارترازين (المعروف أيضًا باسم Yellow 5)، مع التغيُّرات السلوكية مثل: التهيج، والقلق، والاكتئاب، وصعوبة النوم، بالإضافة إلى ذلك، أثبتت الدراسات أن ألوان الطعام الاصطناعية تزيد النشاط المفرط لدى الأطفال، ولكن يبدو أنه ليس كل الأطفال يتفاعلون بنفس الطريقة مع ألوان الطعام.
  • بينما لوحظت تأثيرات ألوان الطعام لدى الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، يبدو أن بعض الأطفال أكثر حساسية للأصباغ من غيرهم، وبالرغم من ذلك صرحت كل من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، وهيئة الرقابة المالية (EFSA) أنه لا يوجد حاليًا دليل كافٍ لاستنتاج أن الصبغات الغذائية الاصطناعية غير آمنة.
  • تعمل الوكالات الصحية التنظيمية على فرضية أن المادة آمنة حتى تثبت أنها ضارة، ومع ذلك هناك بالتأكيد أدلة كافية لإثارة بعض القلق، ومن المثير للاهتمام أن الحكومة البريطانية بدأت في عام 2009 في تشجيع مصنعي المواد الغذائية على إيجاد مواد بديلة لتلوين الطعام، واعتبارًا من عام 2010 في المملكة المتحدة يلزم وجود تحذير على ملصق أي طعام يحتوي على أصباغ غذائية صناعية.

هل يجب أن يتجنب طفلي ألوان الطعام هذه؟

   إذا كان طفلك يعاني فرط النشاط أو يعاني اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)، فهناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن تجنب الألوان الغذائية الستة الفائتة قد يساعد، ولكن من المهم أن تدرك ما يلي:

  • يمكن أن يكون لفرط النشاط أسباب مختلفة، ومنها الوراثة وربما تكون ألوان الطعام مجرد جزء صغير من المشكلة.
  • لن يؤدي بالضرورة إزالة الألوان الغذائية من النظام الغذائي لطفلك إلى تحسين سلوكه.
  • العلاقة بين ألوان الطعام والنشاط المفرط ليست مؤكدة تمامًا، فهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد ذلك.
  • لا تحتج إلى تجنب جميع أرقام E، فهناك المئات من أرقام E المختلفة ومعظمها غير مرتبط بفرط النشاط.

إذا كنت تعتقد أن النظام الغذائي لطفلك قد يؤثر على سلوكه، فقد يساعدك الاحتفاظ بمذكرات لما يأكله وكيف يتغير سلوكه حتى تتمكن من رؤية أي أنماط.

إذا لاحظت وجود ارتباط محتمل بين ألوان الطعام وسلوكهم، فقد ترغب في معرفة ما إذا كان تجنب هذه الألوان مفيدًا، ولكن لا تقم بإجراء تغيُّرات جذرية على النظام الغذائي لطفلك دون الحصول على المشورة الطبية أولاً.

كيف تتجنب ألوان الطعام هذه؟

  يمكنك تجنب ألوان الطعام هذه بالتحقق من الملصقات الغذائية، والبحث عن منتجات بديلة لا تحتوي عليها.

  • يجب تضمين جميع ألوان الطعام الاصطناعية في قائمة المكونات، إما برقمها E أو الاسم الكامل.
  • يجب أن يحتوي الملصق (في حالة تضمين أي من ألوان الطعام الستة المذكورة) أيضًا على تحذير يقول إن اللون \”قد يكون له تأثير سلبي على النشاط والانتباه لدى الأطفال\”.
  • إذا كنت تشتري طعامًا أو شرابًا بدون تغليف، فستحتاج إلى سؤال الشركة المصنعة أو الشخص الذي يبيع المنتج إذا كان يحتوي على ألوان صناعية أم لا.

الأطعمة الصحية الخالية من الأصباغ طبيعيًا

\"ألوان

  أفضل طريقة لإزالة ألوان الطعام الاصطناعية من نظامك الغذائي، هي التركيز على تناول الأطعمة الكاملة غير المصنعة، على عكس الأطعمة المصنعة فإن معظم الأطعمة الكاملة ذات قيمة غذائية عالية.

إليك بعض الأطعمة الخالية من ألوان الطعام طبيعيًا:

  • منتجات الألبان والبيض: الحليب، واللبن الزبادي، والجبن، والبيض، والجبن القريش.
  • اللحوم والدواجن: الدجاج الطازج غير المنقوع، ولحم البقر، والأسماك.
  • المكسرات والبذور: اللوز الخالي من النكهات، وجوز المكاديميا، والكاجو، والجوز، وبذور عباد الشمس.
  • الفواكه والخضروات الطازجة: جميع الفواكه والخضروات الطازجة.
  • الحبوب: الشوفان، والأرز البني، والكينوا، والشعير.
  • البقوليات: الفاصوليا السوداء، والفاصوليا، والحمص، والفاصوليا، والعدس.

ختامًا عزيزي القارئ لا يوجد دليل قاطع على أن ألوان الطعام تُمثِّل خطورة على معظم الناس، ومع ذلك فإنها قد تسبب ردود فعل تحسسية لدى بعض الناس وفرط نشاط عند الأطفال الحساسين، وتوجد معظم ألوان الطعام في الأطعمة المصنعة غير الصحية التي يجب تجنبها على أي حال، وبدلاً من ذلك ركز على تناول الأطعمة الكاملة المغذية الخالية من الصبغة طبيعيًا.

قد يهمك أيضًا

المراجع:  healthline  |  nhs

Responses