fbpx

ما الهلوسة؟ وما أنواعها؟ | عندما أرى ما لا يراه غيري..!

   هل سمعت أصواتًا بجانبك وكنت تجلس وحيدًا؟ هل أقسمت لصديقك أنك رأيت صديقك المتوفي بل وعلَّق على اختيارك لملابسك أيضًا؟

   حكى لي صديقي أنه يرى صديقنا المتوفي كثيرًا وتطور الأمر بأنه يحكي معه ويؤنس وحدته، ولكن لا أحد يراه لأنه لا يحب الناس كثيرًا، عندها شعرت بضرورة اصطحابه لطبيب نفسي، لعلها هي الهلوسة التي نسمع عنها!

   فإذا كنت مثل معظم الناس فربما تعتقد أن الهلوسة لها علاقة برؤية أشياء غير موجودة بالفعل، ولكن هناك الكثير مما هو أكثر من ذلك مما يعني أنك قد تلمس أو تشم شيئًا غير موجود، كما أن هناك العديد من الأسباب المختلفة للإصابة بالهلوسة، منها: أن يكون مرضًا عقليًا يسمى الفصام، أو مشكلة في الجهاز العصبي، مثل: مرض باركنسون، أو الصرع، أو عدد من الأشياء الأخرى.

   عزيزي القارئ.. إذا كنت تعاني أنت أو أحد أفراد أسرتك من الهلوسة فعليك قراءة هذا المقال لتدرك ماهية الهلوسة، وأنواعها، وأسبابها، وكيفية التعامل مع مريض الهلاوس، ثم اذهب به لزيارة الطبيب.

محتويات المقال:

1. ما المراد بالهلوسة؟
2. ما أنواع الهلوسة؟
3. ما أسباب الهلوسة؟
4. كيفية تشخيص الهلوسة.
5. كيفية علاج الهلوسة.
6. هل يمكنني التعافي من الهلوسة؟
7. استراتيجيات المساعدة الذاتية.

  • ما المراد بالهلوسة؟
الهلوسة البصرية

   تأتي كلمة “الهلوسة ” من اللغة اللاتينية وتعني “التجول عقليًا” وتُعرف بأنها “إدراك شيء أو حدث غير موجود”، أو “تجارب حسية لا تنتج عن تحفيز الأعضاء الحسية ذات الصلة”.

   فالهلوسة هي تجارب حسية تبدو حقيقية ولكنها من صنع عقلك، ومن منظور الشخص العادي تتضمن الهلوسة سماع أشياء غير حقيقية، أو رؤيتها، أو الشعور بها، أو شمها، أو حتى تذوقها، وتُعد الهلوسة السمعية التي تنطوي على سماع أصوات ليس لها مصدر مادي هي النوع الأكثر شيوعًا.

   تحدث الهلوسه بشكلٍ متكررٍ لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات نفسية، منها: الفصام، والاضطراب ثنائي القطب ومع ذلك فقد لا تحتاج بالضرورة إلى الإصابة بمرض عقلي لتجربة الهلوسة، ف سماع الأصوات في العقل  هو أكثر أنواع الهلوسه شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات الصحة العقلية، مثل: الفصام.

  • يمكن للأصوات أن تكون انتقادية، أو مجاملة، أو محايدة، وقد تصدر أوامر ضارة أو تشرك الشخص في محادثة، وقد يقدمون تعليقًا مستمرًا على تصرفات الشخص.
  • عادةً تكون التجربة محزنة للغاية لكنها ليست سلبية دائمًا، ويستطيع بعض الأشخاص الذين يسمعون أصواتًا العيش معها والتعود عليها أو قد يُعدِّوها جزءًا من حياتهم، ولكن ليس من غير المألوف أن يسمع الأشخاص الذين فُقدوا مؤخرًا أصواتًا، وقد يكون هذا أحيانًا صوت أحبائهم.
  • ما أنواع الهلوسة؟

    هناك 5 أنواع من الهلوسة، وهي:

1. الهلوسة البصرية:

   تتضمن الهلوسة البصرية رؤية أشياء غير موجودة، وقد تكون بسبب الأشياء، أو الأنماط المرئية، أو الأشخاص، أو الأضواء، فعلى سبيل المثال: قد ترى شخصًا ليس في الغرفة أو أضواء وامضة لا يمكن لأي شخص آخر رؤيتها.

2. الهلوسة الشَّمية:

   تتضمن الهلوسة الشَّمية حاسة الشم لديك؛ فقد تشم رائحة كريهة عند الاستيقاظ في منتصف الليل، أو تشعر أن رائحة جسمك كريهة عندما لا تكون كذلك، ويشمل هذا النوع من الهلوسة -أيضًا-: الروائح التي تجدها ممتعة، مثل: رائحة الزهور.

3. الهلوسة الذوقية:

   هي تشبه الهلوسة الشمية لكنها تنطوي على حاسة التذوق لديك بدلاً من حاسة الشم، وغالبًا تكون هذه الأذواق غريبة أو غير سارة، وتُعد الهلوسة الذوقية (غالبًا بطعم معدني) من الأعراض الشائعة نسبيًا للأشخاص المصابين بالصرع.

4. الهلوسة السمعية:

الهلوسة

   تُعد الهلوسة السمعية من أكثر أنواع الهلوسة شيوعًا؛ فقد تسمع شخصًا يتحدث إليك أو يخبرك بفعل أشياء معينة، وغالبًا يكون الصوت غاضبًا، أو محايدًا، أو دافئًا، ومن الأمثلة الشائعة لهذا النوع من الهلوسة: سماع الأصوات، مثل: شخص يمشي في العلية، أو نقر، أو نقر متكرر للضوضاء.

5. الهلوسة اللمسية:

   تتضمن الهلوسة اللمسية الشعور باللمس أو الحركة في جسمك، فعلى سبيل المثال: قد تشعر أن الحشرات تزحف إلى جلدك، أو أن أعضائك الداخلية تتحرك، وقد تشعر -أيضًا- بلمسة تخيل يديّ شخصٍ ما على جسدك.

  • ما أسباب الهلوسة؟

   تُعد الهلوسه شائعة في الأشخاص المصابين بالفصام، وعادةً ما يكون تشخيصهم على أساس أنهم يسمعون أصواتًا، ولعلك تعرف أن المشاعر السلبية الشديدة، مثل: التوتر أو الحزن يمكن أن تجعل الناس عرضةً بشكلٍ خاصٍ للهلوسة، مثل: حالات (مثل: فقدان السمع، أو الرؤية، أوالمخدرات، أو الكحول)، ويُعتقد أن العمليات العقلية التي تحدث أثناء الهلوسة تشمل الذكريات والصور التي يصعب على الدماغ التحكم فيها، وتؤثر الطريقة التي يتفاعل بها الأفراد مع هلاوسهم -أيضًا- على شعورهم تجاهها، وقد تكون الهلوسة مخيفة ولكن عادةً يكون لها سبب محدد ، وأسباب الهلوسة، هي:

حالات الصحة العقلية:

   تُعد الأمراض العقلية من أكثر أسباب الهلوسة شيوعًا، منها: الفصام (الشيزوفرنيا)، والخرف، والهذيان،.. وغيرها.

تناول المواد المخدرة أو الكحول:

   استخدام المواد المخدرة هو سبب شائع آخر للهلوسة، فقد يرى بعض الأشخاص أو يسمعون أشياء غير موجودة بعد شرب الكثير من الكحول، أو تعاطي المخدرات، مثل: الكوكايين، كما يمكن للأدوية المهلوسة -أيضًا-، مثل: LSD، و PCP أن تسبب لك الهلوسة.

قلة النوم:

   قد يؤدي عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم (قلة النوم) -أيضًا- إلى الهلوسة؛ فقد تكون أكثر عرضةً للإصابة بالهلوسة إذا لم تنم لعدة أيام أو لم تحصل على قسطٍ كافٍ من النوم لفتراتٍ طويلةٍ من الزمن، ومن الممكن -أيضًا- حدوث الهلوسة قبل النوم مباشرةً والمعروفة باسم الهلوسة hypnagogic، أو قبل الاستيقاظ من النوم مباشرةً والمعروفة باسم الهلوسة التنويمية.

الأدوية:

   يمكن أن تسبب بعض الأدوية التي قد تتناولها لحالات صحية عقلية وجسدية في حدوث الهلوسه؛ فقد تؤدي أدوية مرض باركنسون، والاكتئاب، والذهان، وأدوية الصرع -أحيانًا- إلى ظهور أعراض الهلوسة.

هناك بعض الأسباب الأخرى:

   يمكن أن تسبب بعض الحالات الصحية الأخرى الهلوسة أيضًا، وتشمل:

1. الحمى الشديدة:  

   خاصةً عند الأطفال، وكبار السن.

2. مرض الشلل الرعاش:

   ما يصل إلى نصف الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة (شلل الرعاش) يرون -أحيانًا- أشياء غير موجودة.

3. مرض الزهايمر وأنواع أخرى من الخرف، وخاصةً خَرَف أجسام ليوي:

   يسبب مرض خرف ألزهايمر تغيُّرات في الدماغ يمكن أن تسبب الهلوسة، وقد تحدث -على الأرجح- عندما يتقدم مرضك.

4. الصداع النصفي:

   يعاني حوالي ثلث المصابين بهذا النوع من الصداع النصفي -أيضًا- من “الهالة”؛ وهي نوع من الهلوسة البصرية التي تبدو مثل هلال متعدد الألوان من الضوء.

5. ورم في المخ:

   قد يُسبب أنواعًا مختلفة من الهلوسة وذلك اعتمادً على مكان وجوده، وإذا كان في منطقة لها علاقة بالرؤية فقد ترى أشياءً غير حقيقية، أو ترى -أيضًا- بقعًا أو أشكالًا من الضوء؛ فتسبب الأورام التي تصيب بعض أجزاء الدماغ هلاوس الشم والذوق.

6. متلازمة تشارلز بونيه:

   تتسبب هذه الحالة في رؤية الأشخاص الذين يعانون مشكلات في الرؤية، مثل: التنكس البقعي، أو الجلوكوما، أو إعتام عدسة العين، وفي البداية قد لا تدرك أنها هلوسة لكن في النهاية تكتشف أن ما تراه ليس حقيقيًا.

7. العزلة الاجتماعية:  

   خاصةً عند كبار السن.

8. النوبات.

9. الصمم، أو العمى، أو مشكلات الرؤية.

10. الصرع:

   في بعض الحالات يمكن أن تتسبب نوبات الصرع في رؤية الأشكال الوامضة، أو النقاط المضيئة.

11. الأمراض المميتة:

   مثل: فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) المرحلة 3، أو سرطان الدماغ، أو الكلى، أوفشل الكبد.

  • كيفية تشخيص الهلوسة:
أسباب الهلوسة

   إذا كنت تشك في أن تصوراتك ليست حقيقية فسوف يسألك طبيبك عن أعراضك وسيجري فحصًا بدنيًا أيضًا، وقد تشمل الاختبارات الإضافية فحص الدم أو البول، وربما فحص الدماغ، كما قد يحتاج الطبيب إلى إجراء اختبارات للمساعدة في اكتشاف المشكلة، ومنها:

1. فحص مخطط كهربية الدماغ:

   يكشف وجود أنماط غير عادية من النشاط الكهربائي في دماغك؛ لهذا يُظهر إذا كانت الهلوسة لديك بسبب النوبات أم لا.

2. التصوير بالرنين المغناطيسي:

   ويستخدم مغناطيسات قوية وموجات الراديو لالتقاط صور لجسمك من الداخل؛ لذلك يمكنك معرفة ما إذا كان ورم في المخ أو أي شيء آخر، مثل: منطقة مصابة بسكتة دماغية صغيرة يمكن أن يكون السبب.

  • كيفية علاج الهلوسة:

   سيكون طبيبك قادرًا على التوصية بطريقة العلاج المناسبة لك بمجرد اكتشاف سبب الهلوسة، وإليك عزيزي القارئ بعض طرق العلاج، وهي:

1. الأدوية:

كيفية التعامل مع الهلوسة

   يعتمد علاج الهلوسة كليًا على السبب الكامن وراءها، فعلى سبيل المثال: إذا كنت تشعر بالهلوسة بسبب الانسحاب الشديد للكحول فقد يصف لك طبيبك دواءً يساعد في تهدئة جهازك العصبي؛ لذلك قد يعالج طبيبك الحالة التي تسبب الهلوسة، ويمكن أن يشمل ذلك بعض الأدوية، مثل:

  • دواء لمرض انفصام الشخصية أو الخرف، مثل: مرض الزهايمر.
  • أدوية مضادات الاختلاج؛ لعلاج الصرع.
  • أدوية علاج الضمور البقعي، والزرق، و إعتام عدسة العين.
  • الجراحة، أو العلاج الإشعاعي للأورام.
  • أدوية تسمى التريبتان، أو حاصرات بيتا، أو مضادات الاختلاج للأشخاص المصابين بالصداع النصفي.
  • قد يصف طبيبك بيمافانسيرين ( نوبلازيد )؛ إذ يعالج هذا الدواء الهلوسة والأوهام المرتبطة بالذهان التي تصيب بعض الأشخاص المصابين بمرض باركنسون.
  • ومع ذلك إذا كانت الهلوسة ناتجة عن مرض باركنسون لدى شخص مصاب بالخرف فقد لا يكون هذا النوع من الأدوية مفيدًا، بل يمكن استبداله بأدوية أخرى.

   إذًا فإن التشخيص الدقيق مهم جدًا لعلاج الحالة بشكلٍ فعال.

2. تقديم المشورة:

   قد تكون الاستشارة أيضًا جزءًا من خطة العلاج الخاصة بك وخاصةً إذا كان السبب الكامن وراء الهلوسة هو حالة صحية عقلية، فيمكن أن يساعدك التحدث مع مستشار نفسي على فهم أفضل لما يحدث لك، كما قد يساعدك -أيضًا- في تطوير استراتيجيات التأقلم، خاصةً عندما تشعر بالخوف أو بجنون العظمة.

3. العلاج المعرفي السلوكي:

   قد تساعدك الجلسات مع المعالج -أيضًا-؛ فقد يساعد بعض الأشخاص (العلاج المعرفي السلوكي) الذي يركز على التغيُّرات في التفكير، والسلوك على إدارة أعراضهم بشكلٍ أفضل.

  • هل يمكنني التعافي من الهلوسة؟

   يعتمد التعافي من الهلوسة على السبب، فإذا كنت لا تنم بشكلٍ كافٍ أو تشرب كثيرًا فمن الأفضل تعديل هذه السلوكيات؛ لتتعافى سريعًا، فإذا كانت حالتك ناتجة عن مرض عقلي، مثل: الفصام فإن تناول الأدوية المناسبة يمكن أن يحسِّن من الهلوسة لديك بشكلٍ كبير، ومن خلال زيارة الطبيب فورًا واتباع خطة العلاج من المرجح أن تحصل على نتيجة إيجابية على المدى الطويل.

  • استراتيجيات المساعدة الذاتية:

   يمكن لاستراتيجيات المساعدة الذاتية التالية أن تساعد المرضى على التعامل مع الهلوسة السمعية، وهي:

1. بعض الممارسات:

  • سماع أزيز أو غناء أغنية عدة مرات (مثل: “عيد ميلاد سعيد”).
  • تجاهل الأصوات.
  • سماع الأغاني.
  • القراءة.
  • التحدث مع الآخرين.

2. انتبه للبيئة:

   تؤدي البيئة دورًا مهمًا في سوء الفهم وتفاقم الهلوسة، فعلى سبيل المثال: قد يؤدي ضعف الإضاءة في الغرفة، والإعداد الصاخب، والفوضوي إلى زيادة احتمالية حدوث الهلوسة.

3. ابق هادئا:

   عندما يعاني أحد أفراد أسرتك من الهلوسة فقد يكون أمرًا مخيفًا وغير مريح، إلَّا أنه من المهم أن تبذل قصارى جهدك للرد بطريقة هادئة وداعمة، فعلى سبيل المثال: قد تقول: “أعلم أن هذا أمر مخيف بالنسبة لك”، أو “لا تقلق.. أنا هنا.”

4. استخدم الإلهاء:

   قد يساعد اللمس أو التربيت برفق على مَنْ تحب في تشتيت الانتباه وتقليل الهلوسة، ومن مصادر التشتيت المحتملة: المحادثة، أو الموسيقى، أو الانتقال إلى غرفة أخرى.

5. كن صادقا:

   بينما لا تُرِد أن تزعج من تحب أو تدخل في جدال فأنت تريد أن تكون صادقًا وتؤكد له أنك لا تتجاهل مخاوفه، فإذا سألوا: “هل سمعت ذلك؟” ضع في اعتبارك أن تقول: “أعلم أنك سمعت شيئًا، لكنني لم أسمعه”.

6. حافظ على الروتين:

   قد يؤدي الحفاظ على الروتين اليومي العادي والموثوق به إلى تقليل احتمالية أن يبتعد أحد أفراد أسرتك عن الواقع ويعاني الهلوسة؛ لذلك من الأفضل الاحتفاظ بسجل عن وقت حدوث الهلوسة وتحت أي ظروف.

أخيرًا عزيزي القارئ.. قد تكون الهلوسة مؤلمة للغاية، ولكنها عادةً ما تكون نتيجة لسببٍ محدد يمكن العلاج منه، وأيضًا يمكنك اتخاذ بعض التدابير لمنع أو تقليل الهلوسة، ولا بد من استشارة طبيب نفسي إذا كانت الهلاوس ناتجة عن مرض عقلي، وحافظ على ممارسة الحياة الصحية، والتمارين الرياضية بانتظام، والنوم جيدًا.

قد يهمك أيضًا:

المراجع: . healthline  |  nhs

تعليقات