ما طرق علاج إصابة الرأس الشديدة؟ وما المضاعفات المترتبة عليها؟
لا شك أننا نسمع كثيرًا تحذيرات من عدم ارتداء خوذة الأمان في أثناء ممارسة بعض الأنشطة، مثل: التزلج وركوب الدراجات، ولعل من أبرز المخاوف هي حدوث إصابة الرأس وخاصةً الشديدة والخطرة منها، وجدير بالذكر أنه قد يفقد الأشخاص الذين يعانون من إصابة شديدة في الدماغ قوة العضلات، والمهارات الحركية الدقيقة، أو الكلام، أو الرؤية، أو السمع، أو وظيفة التذوق؛ اعتمادًا على منطقة الدماغ المصابة وشدة تلف الدماغ، كما قد تحدث -أيضًا- تغيُّرات طويلة أو قصيرة المدى في الشخصية أو السلوك.
ويعتمد مدى شفاء الشخص على نوع إصابة الرأس والمشكلات الطبية الأخرى التي قد تكون موجودة، فمع إصابة الرأس الخفيفة -غالبًا- لا توجد أعراض غير الألم في موضع الإصابة، أما إذا كنت تعاني إصابة الرأس الخطرة والشديدة؛ فقد تحتاج إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج المناسب، ومن المهم التركيز على تعظيم قدرات الشخص في المنزل وفي المجتمع؛ لذلك استمر معنا -عزيزي القارئ- في قراءة هذا المقال لتتعرف على: أعراض إصابة الرأس الشديدة، وكيفية علاجها، وما المضاعفات الناتجة عنها؟ بالإضافة إلى كيفية منع إصابة الرأس الخطرة.
محتويات المقال:
- ما المراد بإصابة الرأس؟
- ما أعراض إصابة الرأس الشديدة؟
- كيفية تشخيص إصابة الرأس الشديدة.
- كيفية علاج إصابة الرأس الشديدة.
- طرق التعافي بعد إصابة الرأس الشديدة.
- ما المضاعفات التي تترتب على إصابة الرأس الشديدة؟
- كيفية الوقاية من إصابة الرأس الشديدة.
- ما المراد بإصابة الرأس؟
إصابة الرأس هي أي نوع من الإصابات التي تُصيب الدماغ أو الجمجمة أو فروة الرأس، وتتراوح الإصابات من نتوءٍ خفيف أو كدمة إلى إصابة في الدماغ، بالإضافة إلى أنها تختلف العواقب والعلاجات إلى حدٍ كبير اعتمادًا على سبب إصابة رأسك، ومدى شدتها، فقد تكون إصابة الرأس مغلقة أو مفتوحة (الإصابة المغلقة: هي أي إصابة لا تكسر جمجمتك، أما الإصابة المفتوحة: هي إصابة يحدث بها كسر لفروة رأسك، وجمجمتك ويدخل إلى الدماغ).
كذلك قد يكون من الصعب تقييم مدى خطورة إصابة الرأس بمجرد النظر؛ فقد تنزف بعض إصابات الرأس الطفيفة كثيرًا بينما لا تنزف بعض الإصابات الخطرة على الإطلاق؛ لذلك من المهم معالجة جميع إصابات الرأس بجدية وتقييمها من قبل الطبيب، وسوف نستعرض في هذا المقال كل ما يخص إصابة الرأس الشديدة والخطرة؛ لذلك هيا بنا نتعرف على الأعراض.
- ما أعراض إصابة الرأس الشديدة؟
تتطلب إصابات الرأس في الحوادث (الشديدة) عناية طبية فورية نظرًا لوجود خطر حدوث تلف خطير في الدماغ، وقد تشمل أعراض إصابة الرأس الشديدة ما يلي:
- فقدان الوعي: إذ ينهار الشخص ولا يستجيب لفترة وجيزة من الزمن.
- الارتجاج: وهو فقدان مفاجئ ولكن قصير الأمد للوظيفة العقلية، ويحدث بعد ضربة أو إصابة أخرى في الرأس، كما قد يكون لدى الشخص المصاب بالارتجاج مظهر زجاجي أو يبدو مرتبكًا، ولكن ليس بالضرورة أن يكون فاقدًا للوعي.
- حدوث النوبات.
- صعوبة في التحدث، أو البقاء مستيقظًا.
- مشكلات في الحواس، مثل: فقدان السمع أو الرؤية المزدوجة.
- حدوث نوبات متكررة من القيء.
- وجود الدم أو السوائل الصافية القادمة من الأذنين أو الأنف.
- فقدان الذاكرة.
- تورم مفاجئ أو كدمات حول كلتا العينين أو خلف الأذن.
- صعوبة في المشي أو التنسيق.
متى يجب الذهاب إلى المستشفى على الفور؟
يجب عليك الذهاب إلى المستشفى إذا أصيب شخصٌ ما في رأسه في الحالات الآتية:
- كانت الإصابة ناتجة عن ضربة قوية في الرأس بسرعة، مثل: الاصطدام بسيارة، أو السقوط مترًا واحدًا أو أكثر.
- عند خضوع الشخص لعملية جراحية سابقة في الدماغ.
- إذا كان الشخص قد عانى سابقًا من نزيف لا يمكن السيطرة عليه، أو اضطراب تخثر الدم، أو تناول أدوية قد تسبب مشكلات النزيف، مثل: الوارفارين.
- إذا كان الشخص يشرب الكحول، أو يتعاطى المخدرات .
- لم تكن الإصابة عرضية، فعلى سبيل المثال: إذا آذيت نفسك عمدًا أو أساء شخص آخر لك عن قصد.
- كيفية تشخيص إصابة الرأس الشديدة:
إذا كنت قد تعرضت لإصابة شديدة في الرأس فهناك احتمال أن تكون مصابًا في الدماغ؛ لذلك فستخضع لنوعين من الفحوصات، وهما:
1-فحص بالتصوير المقطعي المحوسب (CT) لتقييم خطورة الإصابة:
يُعطي التصوير المقطعي المحوسب صورة مفصلة لداخل رأسك، كذلك يظهر إذا كان هناك أي نزيف أو تورم في دماغك، واعتمادًا على نتائج الفحص قد يُسمح لك بالعودة إلى المنزل، ولكنك ستبقى في المستشفى -عادةً- لفترة قصيرة؛ للتأكد من أن إصابتك لم تسبب أي مشاكل خطرة.
2.قياس غلاسكو للغيبوبة (GCS) لتقييم إصابات الرأس:
يُستخدم -غالبًا- (GCS)؛ لتقييم شدة الضرر الذي يلحق بالدماغ، ويسجل لك على:
- الردود اللفظية (سواء كان بإمكانك إحداث أي ضجيج).
- الحركات الجسدية.
- كيف يمكنك فتح عينيك بسهولة.
يتم إضافة درجاتك لكل منها لإعطاء المجموع، وغالبًا يستخدم هذا المقياس (من 3 إلى 15) لتحديد مدى خطورة إصابة رأسك بناءً على أعراضك، وما إذا كان الدماغ قد تعرض للتلف (حيث 3 هي الأشد و15 هي الأقل خطورة)، كما تشير درجة GCS 13 أو أعلى إلى إصابة طفيفة في الرأس، وتشير درجة 9 إلى 12 إلى إصابة متوسطة في الرأس، أما إذا كان الشخص يعاني من إصابة شديدة في الرأس فسيكون لديه درجة 8 أو أقل، ويجب الإشارة إلى أنه يحصل بعض الأشخاص الذين يعانون من إصابات خطرة في الرأس على درجة عالية من GCS في البداية، ولكن تنخفض درجاتهم عند إعادة تقييمهم في مرحلة لاحقة، وإذا كنت تعاني من إصابة شديدة في الرأس فسوف تُراقب عن كثب ويُعاد تقييمك بشكلٍ متكرر؛ للتحقق من حالتك.
سيكون الشخص الذي حصل على درجة 3 -أقل درجة ممكنة- في غيبوبة (وهي حالة غير واعية حيث لا يستجيب الشخص ولا يمكن إيقاظه)، كما ستكون فرصتهم في البقاء على قيد الحياة ضئيلة، وبناءً على تقييمك قد يُسمح لك بالعودة إلى المنزل، أو قد تُجال لمزيد من الفحوصات والعلاج في المستشفى، كما قد تحتاج -أيضًا- إلى مواعيد متابعة في مركز الأعصاب المحلي أو عيادة إصابات الرأس.
متى تستطيع الذهاب الى المنزل؟
بعد إصابة الرأس الشديدة لن يُسمح لك بالعودة إلى المنزل إلا إذا أظهرت نتائج فحص التصوير المقطعي المحوسب أنك لا تعاني من إصابة دماغية، وكان الشخص المسؤول عن رعايتك -جراح أعصاب أو استشاري طب وجراحة- يعتقد أنه لديك مخاطر منخفضة لتطوير واحد، كذلك ستحتاج إلى شخصٍ ما ليأخذك إلى المنزل؛ لأنه لن يُسمح لك بالقيادة حتى تتعافى تمامًا، فإذا كان ذلك ممكنًا فإنك سوف تحتاج -أيضًا- إلى شخصٍ ما؛ ليبقى معك لمدة 24 ساعة بعد إصابتك لمراقبة المشكلات، وقبل مغادرة المستشفى سوف يتم إخطارك بما يجب القيام به، وما لا يجب فعله في الأسابيع التي تلي إصابتك.
الدخول إلى المستشفى:
قد تحتاج إلى دخول المستشفى لمراقبتك بعد إصابة الرأس الشديدة، وقد يكون هذا بسبب:
- أن عمليات المسح حددت وجود مشكلة.
- لديك أعراض مستمرة لمشكلة عصبية محتملة (مشكلة في الجهاز العصبي).
- لم تعد درجة GCS الخاصة بك 15.
- لديك إصابات أخرى، مثل: وجود كسور في العظام، أو نزيف داخلي.
- كنت تحت تأثير الكحول، أو المخدرات.
- لا يوجد أحد في المنزل لرعايتك.
- كيفية علاج إصابة الرأس الشديدة:
يجب -دائمًا- علاج إصابة الرأس الشديدة في المستشفى؛ لتقليل مخاطر حدوث مضاعفات، وإليكَ بعض طرق العلاج ، وهي:
1. العلاج الأوَِّّلي:
سيعطي الأطباء المعالجين الأولوية لأي إصابات قد تهدد حياتك ومعالجتها، فعلى سبيل المثال:
- التحقق من خلو مجرى الهواء الخاص بك.
- التحقق من تنفسك والبدء في الإنعاش القلبي الرئوي، أو من الفم.
- تثبيت رقبتك وعمودك الفقري، على سبيل المثال: باستخدام دعامة للرقبة.
- وقف أي نزيف حاد.
- تخفيف الآلام إذا كنت تعاني من ألمٍ شديد.
- تجبير أي عظام مكسورة (ربطها في الموضع الصحيح)، ثم بمجرد استقرار حالتك ستخضع لفحص بالأشعة المقطعية؛ للمساعدة في تحديد شدة إصابتك.
2.الملاحظة:
إذا كنت بحاجة إلى البقاء في المستشفى للمراقبة فسيعمل الأطباء المعالجين على فحص ما يلي بانتظام:
- مستوى وعيك، ومدى انتباهك.
- حجم بؤبؤ العين، ومدى تفاعلهم مع الضوء.
- كيف يمكنك تحريك ذراعيك ورجليك بشكلٍ جيد؟
- تنفسك، ومعدل ضربات القلب، وضغط الدم، ودرجة الحرارة، ومستوى الأكسجين في الدم، فإذا أظهرت نتائج التصوير المقطعي المحوسب نزيفًا أو تورمًا داخل جمجمتك فقد يعمل الأطباء على تركيب جهاز صغير يسمى جهاز قياس الضغط داخل الجمجمة (ICP) “حيث يدخل سلك رفيع في الفراغ بين جمجمتك، والدماغ من خلال ثقب صغير يُحفر في الجمجمة، والسلك متصل بجهاز الكتروني ينبه طاقم المستشفى إلى أيّ تغيُّرات في الضغط داخل جمجمتك”.
3.معالجة الجروح:
سيعمل الأطباء على تنظيف أي جروح أو خدوش خارجية في رأسك ومعالجتها؛ لمنع المزيد من النزيف أو العدوى، فإذا كانت هناك أجسام غريبة في الجرح (مثل: الزجاج المكسور) فستحتاج إلى إزالتها، وقد يلزم إغلاق الجروح العميقة أو الكبيرة بالغرز حتى تلتئم، كما قد يستخدم الأطباء مخدر موضعي؛ لتخدير المنطقة المحيطة بالجرح حتى لا تشعر بأي ألم.
4.جراحة الأعصاب:
جراحة المخ والأعصاب هي أي نوع من الجراحة المستخدمة لعلاج مشكلات الجهاز العصبي (مشكلات في الدماغ، والحبل الشوكي، والأعصاب)، وتُجرى جراحة المخ والأعصاب -عادةً- في حالات إصابة الرأس الشديدة، وتشمل الأسباب المحتملة لجراحة الأعصاب ما يلي:
- نزيف: وجود نزيف حاد داخل رأسك، مثل “نزيف تحت العنكبوتية” فيضغط على الدماغ، وقد يؤدي إلى إصابة الدماغ، وفي الحالات الشديدة الموت.
- ورم دموي: وجود جلطة دموية داخل رأسك، مثل: ورم دموي تحت الجافية التي قد تؤدي إلى الضغط -أيضًا- على الدماغ.
- الكدمات الدماغية: وجود كدمات على الدماغ يمكن أن تتطور إلى جلطات دموية.
- كسر في الجمجمة: سيتم تحديد هذه المشكلات في أثناء الاختبارات والأشعة المقطعية، فإذا كانت هناك حاجة لعملية جراحية فقد يأتي جراح أعصاب (خبير في جراحة المخ والجهاز العصبي) ويتحدث إليك أو إلى عائلتك حول ذلك، ولكن نظرًا لأن المشكلات المذكورة أعلاه قد تكون خطرة وتتطلب علاجًا عاجلًا فقد لا يكون هناك وقت لمناقشة الجراحة قبل إجرائها، وفي مثل هذه الحالات سيأخذ الجراح وقتًا لمناقشة تفاصيل الجراحة معك ومع أسرتك بعد العملية.
5.حج القحف:
هو أحد أنواع الجراحة الرئيسة المستخدمة لعلاج إصابات الرأس الشديدة، إذ يحدث في أثناء حج القحف أنه يحدث ثقب في الجمجمة حتى يتمكن الجراح من الوصول إلى دماغك، ويكون إجراء العملية تحت تأثير التخدير العام؛ لذلك ستكون فاقدًا للوعي ولن تشعر بأي ألم أو انزعاج، كما سيعمل الجراح على إزالة أي جلطات دموية قد تكونت في دماغك، وإصلاح أي أوعية دموية تالفة، وسيحدث استبدال القطعة التي تمت إزالتها من عظم الجمجمة، وإعادة توصيلها بمجرد توقف أي نزيف داخل دماغك وذلك باستخدام براغي معدنية صغيرة.
6.كسور الجمجمة:
قد تكون جمجمتك مكسورة في أثناء حدوث إصابة الرأس؛ لذلك سوف يساعد الفحص بالأشعة المقطعية في تحديد مدى الإصابة، وهناك أنواع مختلفة من كسور الجمجمة، منها:
- كسر بسيط (مغلق): حيث لم ينكسر الجلد، ولا تتضرر الأنسجة المحيطة.
- الكسر المركب (المفتوح): حيث ينكسر الجلد والأنسجة، ويتعرض الدماغ للإصابة.
- كسر خطي: حيث يبدو كسر العظم كخط مستقيم.
- كسر مكتئب: حيث يُسحق جزء من الجمجمة إلى الداخل.
- كسر قاعدي: يوجد كسر في قاعدة الجمجمة.
وغالبًا ما تكون الكسور المفتوحة خطرة؛ نظرًا لوجود خطر أكبر للإصابة بعدوى بكتيرية إذا حدثت إصابة الجلد، كما يمكن أن تكون الكسور المكتئبة شديدة الخطورة أيضًا؛ لأن بعض قطع صغيرة من العظام يمكن أن تضغط إلى الداخل على الدماغ.
علاج كسور الجمجمة:
في الغالب ستشفى معظم كسور الجمجمة من تلقاء نفسها وخاصةً إذا كانت كسورًا خطية بسيطة، ويمكن أن تستغرق عملية الشفاء عدة أشهر بالرغم من أن أيّ ألم سيختفي عادةً في حوالي 5 إلى 10 أيام، فإذا كان لديك كسر مفتوح فقد توصف لك المضادات الحيوية؛ لمنع أي إصابة بالعدوى، أما إذا كان لديك كسر حاد أو مكتئب فقد تكون هناك حاجة لعملية جراحية؛ للمساعدة في منع تلف الدماغ، وعادةً ما يحدث إجراء ذلك تحت تأثير التخدير العام.
كذلك يمكن إزالة أي قطعة من العظام تم الضغط عليها للداخل وإعادتها إلى موضعها الصحيح في أثناء الجراحة، وإذا لزم الأمر يمكن استخدام سلك معدني أو شبكة لإعادة توصيل قطع جمجمتك، ثم بمجرد عودة العظام إلى مكانها يجب أن تلتئم بشكل طبيعي.
بعد الجراحة:
قد تحتاج إلى التعافي في وحدة العناية المركزة (ICU) اعتمادًا على خطورة العملية (هذا جناح صغير متخصص حيث تكون مراقبتك باستمرار)، ثم توضع على جهاز التنفس الصناعي (هو جهاز تنفس صناعي يحرك الهواء الغني بالأكسجين داخل وخارج رئتيك) في وحدة العناية المركزة، ثم بمجرد أن تصبح صحتك جيدة بما يكفي سيكون نقلك إلى وحدة عالية الاعتماد (HDU) أو جناح آخر، ثم يستمر مراقبة حالتك حتى تصبح جيدًا بما يكفي لمغادرة المستشفى.
- طرق التعافي بعد إصابة الرأس الشديدة:
عند خروجك من المستشفى سيُعطيك طبيبك نصائح؛ لمساعدتك على التعافي في المنزل، وسيعتمد برنامج التعافي الخاص بك على الطبيعة الدقيقة لإصابتك، واحتياجاتك الفردية، وصحتك العامة.
نصائح للكبار عند التعافي:
إذا كنت تتعافى من إصابة شديدة في الرأس فقد يُنصح بما يلي:
- اطلب من شخصٍ ما البقاء معك لمدة 24 ساعة الأولى، واحتفظ بهاتف في متناول يدك في حالة ظهور أي مشكلات وتحتاج إلى مساعدة طبية.
- احصل على قسطٍ وافرٍ من الراحة، وتجنب المواقف العصيبة.
- تجنب شرب الكحول، أو تعاطي المخدرات.
- تجنب تناول الحبوب المنومة، أو المهدئات (ما لم يصفها لك طبيبك).
- تناول الباراسيتامول إذا كنت تعاني من الصداع، ولكن تجنب العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، مثل: الأيبوبروفين، والأسبرين (ما لم يصفها لك الطبيب).
- تجنب ممارسة الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي، مثل: كرة القدم، أو الرجبي لمدة 3 أسابيع على الأقل، كذلك تحدث إلى طبيبك قبل البدء في ممارسة هذه الرياضات مرة أخرى.
- لا تعود إلى العمل أو المدرسة حتى تتعافى تمامًا وتشعر بالراحة الكافية لذلك.
- عدم قيادة السيارة، أو الدراجة النارية، أو ركوب الدراجة، أو تشغيل الآلات حتى تتعافى تمامًا، ويصبح ذلك آمنًا وقانونيًا.
متى تطلب العناية الطبية؟
يجب أن تطلب عناية طبية فورية إذا ظهرت عليك أي أعراض أخرى لإصابة الرأس الشديدة في أثناء التعافي في المنزل.
نصائح للأطفال في أثناء التعافي:
إذا كان طفلك يتعافى من إصابة خطيرة في الرأس فقد يُنصح بما يلي:
- إعطائهم باراسيتامول إذا كان لديهم صداع، ولكن تجنب مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، مثل: الإيبوبروفين، والأسبرين (لا ينبغي أبدًا إعطاء الأسبرين للأطفال دون سن 16).
- أعطهم وجبات خفيفة فقط في اليوم الأول أو الثاني.
- تجنب إثارة حماستهم.
- تجنب استقبال الكثير من الزوار عند عودتك إلى المنزل.
- لا تدعهم يمارسون أنواع الرياضة التي تتطلب الاحتكاك الجسدي حتى يأذن لك الطبيب.
- لا تدعهم يلعبون تقريبًا لبضعة أيام.
اطلب عناية طبية فورية إذا ظهرت على طفلك أي أعراض أخرى لإصابة شديدة في الرأس في أثناء التعافي في المنزل.
مواعيد المتابعة والتأهيل:
قد يُنصح بمقابلة طبيبك العام في الأسبوع الذي يلي خروجك من المستشفى حتى يطمئن عليك، وقد يكون لديك -أيضًا- عدد من مواعيد المتابعة في عيادة إصابات الرأس، وعادةً ما تكون المتابعة مع أخصائي، مثل: طبيب أعصاب (خبير في الدماغ والجهاز العصبي).
كذلك قد تحتاج إلى أنواع مختلفة من العلاج؛ للمساعدة في التعافي اعتمادًا على مدى تأثير إصابة رأسك عليك، والتي تشمل:
- العلاج الطبيعي: للمساعدة في المشكلات الجسدية، مثل: الضعف، أو التصلب، أو سوء التنسيق.
- العلاج المهني: لمساعدتك في إجراء تغيُّرات في منزلك، أو مكان عملك إذا كنت تكافح مع المهام اليومية.
- علاج النطق واللغة والعلاج النفسي: مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)؛ لمساعدتك على التأقلم بشكلٍ أفضل إذا أثرت إصابتك على صحتك العقلية.
هل القيادة مسموحة بعد إصابة الرأس الشديدة؟
قد تؤثر إصابة الرأس الخطرة على قدرتك على القيادة؛ لذلك فمن الأفضل عدم القيادة حتى يؤكد لك طبيبك أن القيادة آمنة لك.
- ما المضاعفات التي تترتب على إصابة الرأس الشديدة؟
يمكن أن تُسبب إصابة الرأس الشديدة مضاعفات خطرة، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن الدماغ يمكن أن يتضرر بشكلٍ دائمٍ في بعض الأحيان، فيمكن أن تكون إصابة الرأس الشديدة خصوصًا مميتة؛ لذا سيحدث مراقبة الشخص المصاب بهذا النوع من الإصابات عن كثب في المستشفى حتى يمكن التعامل مع أي مضاعفات قد تنشأ بسرعة وفعالية.
العدوى:
إذا كُسِرت جمجمتك في أثناء إصابة الرأس فقد تصبح أكثر عرضةً للإصابة بعدوى، كما يمكن لكسور الجمجمة -أحيانًا- أن تُمزِّق الغشاء (الطبقة الرقيقة من الخلايا) الذي يحيط بالدماغ، وإذا حدث هذا يمكن للبكتيريا أن تدخل الجرح وتسبب العدوى؛ لذا من المهم أن تظل أي جروح خارجية في رأسك نظيفة حتى لا تُصب بالعدوى، وقد يكون من المهم -أيضًا- أن يُوصف لك مضادات حيوية مناسبة لحالتك.
متلازمة ما بعد الارتجاج:
قد يعاني بعض الأشخاص من أعراض طويلة الأمد بعد تعرضهم لارتجاج في المخ من إصابة الرأس فقد يكون هذا “متلازمة ما بعد الارتجاج”، و ي مكن أن تشمل أعراض وآثار متلازمة ما بعد الارتجاج ما يلي:
- صعوبة في الاعتناء بنفسك.
- عدم القدرة على العمل.
- الصداع المستمر.
- الدوخة.
- الشعور بالضعف.
- سماع الأصوات التي تأتي من داخل الجسم وليس من مصدر خارجي ما يُسمى (طنين الأذن).
- الغثيان.
- الشعور بالتعب الشديد ومشكلات النوم.
- مشكلات في الذاكرة.
- صعوبة فهم الآخرين.
- ضعف التركيز.
وتختفي هذه الأعراض عادةً في حوالي 3 أشهر، ولكن قد تحتاج إلى إحالتك لمزيد من التقييم من قبل طبيبك العام، كما قد يراك طبيب أعصاب متخصص في مشكلات الجهاز العصبي (المخ والحبل الشوكي والأعصاب)، أو طبيب نفسي (أخصائي الصحة العقلية).
قلة الوعي:
يدخل بعض الأشخاص الذين يعانون من إصابة شديدة في الرأس في حالة من ضعف الوعي، مثل: الغيبوبة، أو الحالة الإنباتية، أو حالة الحد الأدنى من الوعي، كما تؤثر اضطرابات الوعي على اليقظة (مثل: القدرة على فتح عينيك ولها ردود الفعل الأساسية)، والوعي (مثل: بعض الأفكار والأعمال الأكثر تعقيدا، مثل: اتباع الإرشادات، والتذكر، والتواصل).
تستمر هذه الحالات -أحيانًا- بضعة أسابيع فقط وبعد ذلك الوقت قد يستيقظ الشخص أو يتطور إلى حالة مختلفة من ضعف الوعي، ولكنها قد تستمر لسنوات وبعض الناس لن يستعيدوا وعيهم أبدًا.
إصابة الدماغ:
يمكن أن تؤدي إصابة الرأس الشديدة إلى تلف الدماغ بعدة طرق، فعلى سبيل المثال: يمكن أن يحدث تلف في الدماغ نتيجة لزيادة الضغط عليها؛ بسبب جلطة دموية بين الجمجمة وسطح الدماغ (ورم دموي تحت الجافية) أو نزيف في الدماغ وحوله (نزيف تحت العنكبوتية)، وهناك -أيضًا- خطر متزايد للإصابة بالصرع.
قد يحتاج الشخص المصاب بالصرع بعد إصابة الرأس الشديدة إلى دواء لفترة من الوقت أو مدى الحياة، كذلك قد تؤدي إصابات الدماغ -أيضًا- إلى عدد من المشكلات الأخرى التي يمكن أن تكون مؤقتة أو دائمة، ويعتمد تأثير إصابة الدماغ على:
- الموقع الدقيق للإصابة.
- نوع الإصابة (على سبيل المثال: عند كسر الجمجمة).
- شدة الإصابة (على سبيل المثال: إذا كانت الجراحة مطلوبة).
التأثيرات الجسدية:
يمكن أن تشمل الآثار الجسدية لإصابة الدماغ صعوبة في الحركة أو الحفاظ على توازنك وفقدان التنسيق، كذلك قد تعاني -أيضًا- من الصداع أو زيادة التعب.
التأثيرات الهرمونية:
يمكن لبعض إصابات الرأس أن تتلف الغدة النخامية، وهي غدة صغيرة تقع في قاعدة الدماغ وتنظم الغدة الدرقية، وفي حالة تلف الغدة النخامية فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض إنتاج الهرمون وبعض المشكلات، مثل: قصور الغدة الدرقية.
تأثر الحواس:
قد تفقد حاسة التذوق والشم، كما قد تلاحظ -أيضًا- نقاطًا عمياء في رؤيتك، أو قد لا تتمكن من التحكم في درجة حرارة جسمك كما كان من قبل فقد تشعر بالحر الشديد أو البرودة الشديدة.
التأثيرات العقلية:
قد تجد صعوبة في التفكير، ومعالجة المعلومات، وحل المشكلات بعد إصابة الرأس الشديدة، كما قد تواجه -أيضًا- مشكلات في الذاكرة خاصةً مع ذاكرتك قصيرة المدى، كذلك قد تواجه صعوبة في مهارات الكلام والتواصل.
التأثيرات العاطفية أو السلوكية:
قد تواجه تغيُّرات في مشاعرك وسلوكك بعد إصابة الرأس الشديدة، فعلى سبيل المثال: قد تكون أكثر غضبًا أو تهيجًا بسهولة أكبر من ذي قبل، كما قد تكون أقل حساسية لمشاعر الآخرين، أو تفقد موانعك وتتصرف بطريقة يعُدَّها الآخرون غير مناسبة، فقد تضحك أو تبكي أكثر مما كنت تفعل قبل الإصابة، كذلك قد يصاب بعض الأشخاص بحالة صحية عقلية بعد إصابة الرأس الشديدة، مثل:
- الكآبة.
- اضطراب القلق العام.
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): الذي يمكن أن يحدث حتى لو لم تكن لديك ذاكرة عن الإصابة التي حدثت.
اتصل بطبيبك للحصول على المشورة إذا كنت تعتقد أن لديك واحدًا أو أكثر من الحالات المذكورة أعلاه.
- كيفية الوقاية من إصابة الرأس الشديدة:
ليس من الممكن -دائمًا- منع إصابات الرأس، ولكن يمكن أن تساعد بعض الخطوات في تقليل خطر الإصابة، وتشمل:
- ارتداء حزام الأمان عندما تكون في السيارة.
- ارتداء الخوذة عند ركوب الدراجات أو استخدام الدراجة النارية.
- اتباع احتياطات السلامة عند ممارسة الرياضة التي تتطلب الاحتكاك الجسدي.
يمكن أن يكون لإصابة الرأس عواقب دائمة؛ لذلك من الضروري اتخاذ الاحتياطات -دائمًا-.
ختامًا عزيزي القارئ .. تتطلب إصابة الرأس الشديدة عناية طبية فورية، فإذا رأيت شخصًا مُصابًا فمن الأفضل عدم تحريكه؛ لتجنب تفاقم الإصابة، كما يجب -أيضًا- عدم محاولة نزع الخوذة (إذا كان يرتديها المُصاب)، بالإضافة إلى ضرورة البقاء في المستشفى للضرورة؛ لذلك عزيزي القارئ يجب أن تأخذ إصابة الرأس الشديدة على محمل الجد -دائمًا-، وتحدث إلى طبيبك على الفور.
قد يهمك أيضًا:
تعليقات