ما فوائد العلاج الاهتزازي؟
هل شعرت يومًا بالتعب الدائم والخمول والتوتر؟ هل حاولت تخفيف هذه الأعراض دون اللجوء للمسكنات؟ سنتعرف في هذا المقال عن العلاج الاهتزازي، وقدرته على منح الجسم الحيوية والراحة.
تعود فكرة المعالجة بالاهتزاز إلى قرون مضت، فقد ساعدت على تحسين الدورة الدموية، والمحافظة على كتلة العظام من الفقد؛ إذ يتم تطبيقها يدويًّا، أما الآن فنجد أنواعًا متعددة من الأجهزة التي تقوم بالعلاج الاهتزازي في مراكز إعادة تأهيل الحركة وبعض المراكز الرياضية، والذي أصبح له استخدامات طبية علاجية أو تدريبية؛ لاكتساب اللياقة.
العلاج الاهتزازي هو علاج يمكِّن العضلات من الانقباض والاسترخاء عشرات المرات في الثانية من خلال الاهتزازات الميكانيكية التي يتم توصيلها عن طريق الوقوف أو الاستلقاء على منصة متذبذبة، حيث أن تقلصات العضلات تصنع بطبيعتها ضغطًا أو إجهادًا جيدًا على العظام، وذلك بسبب ارتباطها بها؛ مما يجبرها على الاستجابة والنمو.
تاريخ العلاج بالاهتزاز
يتمتع العلاج بالاهتزاز بتاريخ طويل حيث يعود تاريخه إلى اليونان القديمة، ففي القرن التاسع عشر تم تطوير نوع من العلاج بالاهتزاز لمرض باركنسون، والذي ألهم المزيد من الدراسة في أوائل القرن العشرين.
أنواع العلاج بالاهتزاز
- اهتزاز الجسم بالكامل WBV: مثل: power plate والذي يستخدم -عادةً- في صالات الألعاب الرياضية وأستوديوهات اللياقة البدنية، كما يمكن لهذه الأجهزة إنشاء نطاق من الشدة، ويتم قياس الشدة من خلال سعة وسرعة الاهتزاز.
- الاهتزاز منخفض الشدة LIV: تميل هذه الأجهزة إلى أن تبدو مثل موازين الحمام، وترسل اهتزازات صغيرة لأعلى من القدمين حتى العمود الفقري السفلي، وقوتها تعتبر أقل عدوانية من النوع السابق.
فوائد العلاج بالاهتزاز
وصلت الأبحاث إلى أن العلاج بالاهتزاز يوفر فوائد عديدة سواء في البيئات السريرية أو اللياقة البدنية، وتتضمن بعض الفوائد ما يلي:
- يبطئ تدهور العظام: أظهرت الأبحاث ارتباطًا إيجابيًّا بين liv وإبطاء فقدان العظام.
- يخفض مستويات الكورتيزول: لقد ثبت أن جلسات wbv سواء مجتمعة مع تدريبات المقاومة أو بمفردها ،تعمل على تقليل مستويات هرمون الكورتيزول المسبب للتوتر؛ مما يقلل من الضغط النفسي والعصبية.
- يزيد من القدرة الهوائية: حيث أثبتت الأبحاث أن معدل دوران الطاقة الأيضية قد ارتفع وزادت القدرة الهوائية نتيجة للعلاج بالاهتزاز.
- يعيد التوازن للجسم: وجدت دراسة أجريت عام 2020 أن ممارسة التمارين الرياضية مع استخدام wbv منخفض التردد يحسن من اختلال التوازن العضلي.
- يزيد من القوة والمرونة :تشير الأبحاث من عام 2018 الى أن العلاج الاهتزازي يفيد في تنشيط العضلات، والقوة، والقدرة، ونطاق الحركة، والمرونة.
- يزيد من فقدان الدهون: في حين أن البحث لا يزال قيد التطوير على هذه الجبهة، يبدو أن هناك صلة بين العلاج بالاهتزاز وتقليل الدهون؛ خاصةً عند دمجه مع استراتيجيات أخرى لفقدان الوزن.
- تخفيف آلام العضلات: تشير بعض الأبحاث إلى أن العلاج بالاهتزاز يمكن أن يقلل من تأثير وجع العضلات المتأخر.
- يحسن الألم والتصلب المرتبط بالتهاب المفاصل: وفقًا للأبحاث تبين أن العلاج الاهتزازي له تأثير إيجابي على هشاشة العظام وفعال للأشخاص المصابين، أو المتقدمين في السن، أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، كذلك الذين قد لا يتمكنون من المشاركة في التمارين التقليدية.
وهناك نوع آخر من العلاج الاهتزازي يعتمد على التدليك باليد دون استخدام الأجهزة:
التدليك: هو جزء من الطب التكاملي، وغالبًا ما تقدمه المراكز الطبية مع العلاج القياسي، كما يمكن استخدامه لمجموعة واسعة من الحلات الطبية، وفي العلاج بالتدليك يقوم المعالج بتدليك الأنسجة الرخوة في الجسم، وتشمل: الأنسجة الرخوة، والعضلات، والأنسجة الضامة، والأوتار، والأربطة، والجلد، كما يغير المعالج بالتدليك مقدار الضغط والحركة.
التدليك الاهتزازي: هو تقنية تدليك تستخدم بشكل أساسي لعلاج مشاكل الجهاز العضلي الهيكلي، مثل: الشد، والإصابات الرياضية، وهو يتضمن تطبيق ضغط مستمر باستخدام ضربات بطيئة وعميقة؛ لاستهداف الطبقات الداخلية من العضلات والأنسجة الضامة، ويساعد هذا التدليك على تفتيت الأنسجة الندبية التي تتكون بعد الإصابة، وتقليل التوتر في العضلات والأنسجة.
فوائد التدليك العميق للأنسجة
يوفر التدليك العميق للأنسجة فوائد جسدية ونفسية، وعلى عكس تقنيات التدليك الأخرى التي تركز على الاسترخاء يساعد التدليك العميق للأنسجة في علاج آلام العضلات، وتحسين تصلبها:
- يساعد في تقليل الألم لدى الأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر المزمنة: حيث يشبه تأثيره تأثيرات الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، مثل: الإيبوبروفين.
- يساعد في التقليل من التوتر، وعلاج القلق والاكتئاب والأرق: وبالتالي يزيد من مستوى هرمون السعادة السيروتونين.
- يوفر التدليك العميق للأنسجة العديد من الفوائد العاطفية: التي يمكن أن تكون بنفس أهمية الفوائد الجسدية حيث يرتفع شعور الاسترخاء والهدوء بعد التدليك، ويحسن الحالة المزاجية، كما يزيد الثقة بالنفس والصورة الذاتية.
- خفض ضغط الدم: حيث يؤدي التدليك إلى تقليل تصلب الشرايين، وتحسين ضغط الدم.
- ينشط مستقبلات الحس العميق: وهي الخلايا العصبية الموجودة داخل العضلات والأوتار.
- وظيفة إدراكية أفضل:حيث يتم تحسين المهارات الإدراكية والتفكير والتقليل من مشاكل الخرف واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
مساوئ العلاج الاهتزازي
يعد العلاج الاهتزازي آمنًا نوعًا ما، ولا يمثل خطورة عند استخدام تردد منخفض من الاهتزازات، وتتمثل المساوئ فيما يلي:
- قد يشعر الممارس للعلاج ببعض من الغثيان، ودوار الحركة؛ لذلك ينصح الأطباء بضرورة تجربة الأجهزة الاهتزازية بضع مرات قبل المداومة عليها.
- نوبات من الصداع النصفي.
- زغللة في الرؤية.
- مشاكل بالسمع.
- حدوث ألم أسفل الظهر.
اهتزاز الجسم بالكامل، ودوره في فقدان الوزن
يعد اهتزاز الجسم بالكامل طريقة جيدة لفقدان الوزن، وتحسين اللياقة البدنية، فبينما يهتز الجهاز فإنه ينقل الطاقة إلى الجسم مما يجبر العضلات على الانقباض والاسترخاء عشرات المرات في الثانية، وهذا النشاط يجعل الشخص الممارس يشعر وكأنه يبذل جهدًا.
وأشار الباحثون على أن ممارسة 15 دقيقة فقط من اهتزاز الجسم ثلاث مرات في الأسبوع يساعد في إنقاص الوزن وحرق الدهون الحشوية؛ خصوصًا المتمركزة في منطقة البطن، كذلك يساعد أيضًا على تحسين توزيع الدهون في الجسم بحيث يصبح الجسم أكثر تناسقًا، ومع هذا كله لا تكمن الفائدة المرجوة من الاهتزاز إلا مع إرفاقه بالتمارين الرياضية كالمشي، والسباحة، والحمية الغذائية، وتقليل السعرات الحرارية، وزيادة تناول البروتينات. .
وفي الختام؛ بناءًا على الأبحاث الكثيرة حول العلاج الاهتزازي والتدليك، إلا أنه لا يزال يحتاج إلى العديد من الأبحاث والتجارب لإثبات فاعلية العلاج الاهتزازي، والطرق المثلى والآمنة لتطبيقه، وذلك لتجنب الأضرار والمخاطر التي قد تنتج عن التعرض للترددات العالية من العلاج الاهتزازي أو الفترات الطويلة من التدليك؛ لذلك يفضل -دائمًا- استشارة الطبيب قبل البدء بتلقي مثل تلك المعالجات.
تعليقات