ما مقاومة المضادات الحيوية، وأضرارها، وكيفية تجنبها؟
تحرص الأمهات على إعطاء أبنائهم المضادات الحيوية باستمرار؛ اعتقادًا منهم أنَّه العلاج الفعال فى جميع الأحوال سواء في حالة إصابتهم بعدوى بكتيرية أو فيروسية أو حتى عدم إصابتهم؛ بسبب عدم معرفتهم الكافية بكيفية استخدام المضادات الحيوية.
تُستَخدَم المضادات الحيوية لعلاج أو منع بعض أنواع العدوى؛ إذا كانت تلك العدوى بكتيرية، لكن ليس من المفيد تناول المضادات الحيوية في علاج جميع العدوى البكتيرية؛ لأنه يوجد العديد من الالتهابات البكتيرية الخفيفة التي يمكنها أن تتحسن من تلقاء نفسها؛ لذلك لابد من الحرص عند تناول المضاد الحيوي حتى لا يتصرف الجسم تصرفًا عكسيًا ويعمل على مقاومة المضادات الحيوية.. لذا من خلال هذا المقال سنعرف المزيد عن مقاومة المضادات الحيوية في الجسم، وأضرارها، وكيفية تجنبها.
محتويات المقال:
ما عمل المضادات الحيوية؟ما المُراد بمقاومة المضادات الحيوية (ِAntibiotic Resistance)؟أسباب مقاومة المضادات الحيوية.أنواع العدوى المُقاوِمة للمضادات الحيوية.كيفية تجنب مقاومة المضادات الحيوية. |
ما عمل المضادات الحيوية؟
تعمل المضادات الحيوية على تقليل نمو العديد من أنواع العدوى وقتلها فى بعض الحالات، مثل:
- ما قبل العمليات الجراحية؛ لمنع حدوث العدوى.
- التهابات المسالك البولية.
- التهابات الجهاز التنفسي.
- علاج حَبّ الشباب.
- التهابات الأذن الوسطى.
- الأمراض الجنسية.
- بعد خلع الأسنان.
- علاج التهاب اللثة.
ما المُراد بمقاومة المضادات الحيوية (ِAntibiotic Resistance)؟
تحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تزيد الجراثيم (البكتيريا، والفطريات) قدرتها على البقاء على قيد الحياة داخل جسم الإنسان، ومع سوء استخدامها تعمل البكتيريا على تطوير عمليات مقاومة المضادات الحيوية (علمًا بأنَّ مقاومة المضادات الحيوية لا ترتبط بمرحلة عمرية معينة).
قد يَصعُب معالجة الالتهابات التى تسببها الجراثيم المُقاومَة، وقد تصل في بعض الأحيان إلى استحالة علاجها، مثل: (الالتهاب الرئوي، ومرض السل، والتسمم الدموي، والسيلان، والأمراض المنقولة بالغذاء)؛ و ذلك لقلة فعَّالية المضادات الحيوية، فقد ترتفع مقاومة المضادات الحيوية فى جميع أنحاء العالم، وتظهر آليات مقاومة جديدة مما يهدد القدرة على علاج الأمراض المُعدِية الشائعة.
أسباب مقاومة المضادات الحيوية
تحدث مقاومة المضادات الحيوية لعدة أسباب، وهي:
1. سوء استخدام المضادات الحيوية:
تحدث مقاومة المضادات الحيوية عند تناول المضاد الحيوي بدون توجيه من الطبيب المعالج، أو عند عدم إكمال المرضى الدورة الكاملة للمضاد الحيوي؛ بسبب شعورهم بالتحسن.
2. الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية:
قد يتناول المرضى الكثير من المضادات الحيوية وذلك إما بسبب الوصف الخاطئ من الأطباء؛ لأنهم فى بعض الأحيان يُكثِرون من وصف المضادات الحيوية للمرضى، أو عند تناول بعض المواشي والأسماك (فى حالة تناولهم المضادات الحيوية بكثرة)، فكلما زاد استخدام المضادات الحيوية زادت فرص مقاومة البكتيريا لها، وهذا يدل على أنَّ المضادات الحيوية لن تعمل بنفس فعَّاليتها عندما نحتاج إليها فيما بعد.
3. سوء النظافة، ونقص الوقاية من العدوى والسيطرة عليها:
فذلك يوفر المزيد من الفرص لانتشار البكتيريا المقاوِمة للمضادات الحيوية، وتصيب قلة النظافة المزيد من الناس أيضًا بالأمراض؛ وبالتالي تزيد الحاجة إلى المضادات الحيوية وأبسط مثال على ذلك: هى قلة نظافة اليدين؛ لأنها أهم وسيلة لمنع انتشار العدوى، بما في ذلك: الالتهابات المُقاوِمة للمضادات الحيوية.
4. سفر الناس إلى الخارج:
تُعَد مقاومة المضادات الحيوية أكثر شيوعًا في بعض البلدان ويكون انتقال هذا النوع من البكتيريا بسبب تناول الطعام المُلَوث، أوشرب الماء المُلَوث، أولمس الأسطح المُلَوَثة، أوالاتصال أيضًا بالحيوانات، وقد يتلقى البعض أيضًا العلاج الطبي بالخارج؛ وكل تلك الطرق تؤدي إلى انتقال البكتيريا من منطقة إلى أخرى في إلى جسم الإنسان، أو من بلد إلى غيرها من البلدان.
أنواع العدوى المُقاوِمة للمضادات الحيوية:
هناك 3 أنواع من العدوى المقاومة للمضادات الحيوية، وهي:
1. عدوى (MRSA):
هى المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين؛ وهي أحد مسببات الأمراض التى توجد بشكل شائع على الجلد أو بداخل الأنف، وفي بعض الأحيان تكون هذه البكتيريا غير ضارة، فهذا النوع من البكتيريا مُقاوم للعديد من المضادات الحيوية بما في ذلك الميثيسيلين.
غالبًا تبدأ أعراض عدوى (MRSA) على شكل نتوءات حمراء صغيرة على الجلد، وقد تتطور إلى خراجات أو دمامل عميقة مؤلمة، ويمكن أن تحتاج إلى تدخل جراحي، وفي أحيانٍ أخرى تبقى MRSA على الجلد لكنها قد تغزو الجسم في أيّ وقت مسببة التهابات قد تهدد صحة العظام، والمفاصل، والقلب، والرئتين.
2. العقدية الرئوية (Streptococcus Pneumoniae):
تسبب بكتيريا S.pneumoniae أنواعًا عديدة من الأمراض، مثل: (الالتهاب الرئوي، والتهاب الأذن والجيوب الأنفية، وكذلك التهاب السحايا؛ وهو التهاب الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي)، و قد يسبب أيضًا هذا النوع من البكتيريا تجرثم الدم (عدوى في مجرى الدم)، وتنتشر بكتيريا (S.pneumoniae) بالسعال، والعطس، والاتصال الوثيق بشخص مصاب.
تعتمد الأعراض على الجزء المصاب، وتشمل: (الحمى، والسعال، وضيق التنفس، وألم الصدر، وتيبس الرقبة، والارتباك، وحساسية الضوء، وآلام المفاصل، والأذن والقشعريرة، والأرق، والتهيج)، ومن الممكن أن تسبب بكتيريا S.pneumoniae فقدان السمع، وتلف الدماغ، والموت -إذا كانت العدوى شديدة-.
3. المعوية المقاومة للكاربابينيم (Carbapenem-Resistant Enterobacteriaceae):
هى عائلة من البكتيريا التى تشمل مسببات الأمراض فى الجهاز الهضمي، بما في ذلك: (E.coli, Salmonella, Shigella)، ويمكن للبكتيريا أن تعيش في الأمعاء دون أن تسبب أي مرض ولكن إذا كان الماء أو الطعام ملوثًا بسلالات معينة من البكتيريا المعوية فإنها من الممكن أن تسبب التسمم الغذائي أو التهاب المعدة والأمعاء، وأعراضها الرئيسية، هى: القيء والإسهال، أيضًا من الممكن أن تنتشر هذه الكائنات خارج القناة الهضمية وتسبب التهابات خطرة في المسالك البولية، أو مجرى الدم، أو الجروح، كما تنتشر هذه العدوى في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأخرى، وترتبط بالقسطرة والإجراءات الجراحية.
إن (الكاربابينيم) هو مضاد حيوي يُستخدم لعلاج بعض أنواع العدوى المقاومة للمضادات الحيوية التى تسببها البكتيريا المعوية، ومع ذلك يمكن أن تصبح البكتيريا أيضًا مقاومة للكاربابينيم، وفى حالة حدوث ذلك تسمى البكتيريا المعوية المقاومة للكاربابينيم.
كيفية تجنب مقاومة المضادات الحيوية
لابد من اتخاذ خطوات على جميع مستويات المجتمع؛ للحد من تأثير المقاومة، والحد من انتشارها، فمثلًا على مستوى:
1. الأفراد:
حيث يمكن للأفراد:
- استخدام المضادات الحيوية فقط عندما يصفها الطبيب، أو أخصائي صحة معتمد.
- عدم استخدام بقايا المضادات الحيوية.
- منع العدوى بغسل اليدين بانتظام، وإعداد الطعام بطريقة صحية.
- تجنب الاتصال الوثيق بالمرضى، وممارسة الجنس الآمن، والحفاظ على التطعيمات.
2. صانعي السياسة(policy makers):
- ضمان وجود خطة عمل قوية؛ للتصدي لمقاومة المضادات الحيوية.
- تحسين مراقبة العدوى المقاومة للمضادات الحيوية.
- تعزيز السياسات والبرامج، وتنفيذ تدابير الوقاية من العدوى، ومكافحتها.
3. المهنيين العاملين بالصحة(health professionals):
لمنع ومكافحة انتشار مقاومة المضادات الحيوية يمكن أن:
- منع العدوى عن طريق التأكد من نظافة يديك، وأدواتك، وبيئتك.
- عدم وصف المضادات الحيوية وصرفها إلا عند الحاجة إليها.
- التحدث إلى المرضى حول كيفية تناول المضادات الحيوية بشكل صحيح، ومقاومة المضادات الحيوية، ومخاطر سوء الاستخدام.
- التحدث مع المرضى حول طرق الوقاية الآمنة، مثل: التطعيم، وغسيل اليدين، والجنس الآمن، وتغطية الأنف والفم عند العطس.
4. قطاع الزراعة (Agriculture sector):
لمنع ومكافحة انتشار مقاومة المضادات الحيوية يمكن لقطاع الزراعة:
- عدم إعطاء المضادات الحيوية للحيوانات إلا تحت إشراف بيطري.
- عدم استخدام المضادات الحيوية لتعزيز النمو أو للوقاية من الأمراض في الحيوانات السليمة.
- تطعيم الحيوانات؛ لتقليل الحاجة إلى المضادات الحيوية.
- تحسين الأمن البيولوجي في المزارع، ومنع العدوى من خلال تحسين النظافة، ورعاية الحيوان.
خلاصة القول عزيزي القارئ.. أنَّه لا يمكنك تناول المضادات الحيوية في جميع أحوال مرضك، ولابد من التأكد أولـًا من نوع الالتهاب الذى أصابك أكان بسبب البكتيريا أم بسبب الفيروسات؛ لأنه في حالة الفيروسات فلن يكون عمل المضادات الحيوية فعالًا؛ و بذلك تزداد مقاومة المضادات الحيوية.. فانتبه إلى صحتك، واعرف جيدًا مدى خطورة مقاومة المضادات الحيوية حتى لا تضع صحتك تحت تهديد خطر هذه المقاومة.
قد يهمك أيضًا
- احذر تلك الأدوية أثناء الصيام | قد تفقدك سوائل الجسم وتعرضك للجفاف
- تعرف إلى أهم أعراض جرثومة المعدة بالتفصيل وكيفية علاجها
المراجع: .nhs |verywellhealth
تعليقات