ما هو دور منظمات الصحة العالمية في إنقاذ فلسطين؟
“أن تعمل كمنظمة فلسطينية تخدم قضية فلسطين شيء، وأن تُكرِّس منظمات أخرى حول العالم نفسها للقضية شيء آخر”، تساعد منظمات الصحة العالمية على تقديم الخدمات الصحية والطبية للفلسطينيين وخاصةً في أوقات الأزمات والحروب.
يَقطُن سكان غزة البالغ عددهم 2 مليون نسمة في قطاع طوله 25 ميلًا وعرض 6 أميال على الساحل الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، ووِفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة يعيش 46% من سكان غزة تحت خط الفقر، كما يُعاني ما يُقدَّر بنحو 62% من الأسر من انعدام الأمن الغذائي، ويواجهون قيودًا شديدة للوصول إلى الحد الأدنى من خدمات الرعاية الصحية لهم.
عزيزي القارئ سوف نستعرض معًا أهم منظمات الصحة العالمية، التي تساهم في تقديم خدمات الرعاية الصحية والدعم الصحي والنفسي للفلسطينيين.
ما هي منظمات الصحة العالمية التي تساهم في إنقاذ الفلسطينيين؟
مع تصاعد العنف المستمر من الإسرائيليين في قطاع غزة، تقل قدرة وزارة الصحة في الأراضي الفلسطينية المحتلة على مواجهة حالة الطوارئ المتزايدة، وخاصةً في ظل ارتفاع مستويات النقص في الأدوية والمعدات الطبية، لذلك تساعد بعض منظمات الصحة العالمية على تقديم المساعدة الطبية والصحية والدعم النفسي للفلسطينيين، وهذه المنظمات هي:
1. منظمة الصحة العالمية (World Health Organization)
تلتزم منظمة الصحة العالمية بصفتها (السلطة التوجيهية) التنسيق بشأن الصحة الدولية داخل منظومة الأمم المتحدة، كما تتبنى مجموعة من القيم التي تسعى لبناء أعلى مستوى ممكن من الرعاية الصحية لجميع الشعوب وعلى رأسها الشعب الفلسطيني، وأيضًا لتعزيز الصحة والحفاظ على العالم وخدمة المستضعفين.
خدماتها
بدأت منظمة الصحة العالمية (who) في عام 1948 ومقرها الرئيسي في جنيف وتُقدم العديد من الخدمات للعديد من الدول ومنها دولة فلسطين، وهذه الخدمات هي:
- تقديم خدمات الصحة الشاملة
- التركيز على الرعاية الصحية الأولية.
- تحسين الوصول إلى الأدوية الأساسية والمنتجات الصحية.
- تدريب القوى العاملة الصحية ودعم مشاركة الناس في السياسات الصحية الوطنية.
- تقديم الخدمات في حالات الطوارئ الصحية
- الاستعداد لحالات الطوارئ من خلال تحديد المخاطر وتخفيفها.
- دعم تطوير الأدوات اللازمة للعلاج في أثناء تفشي الأمراض.
- تقديم الخدمات الصحية الأساسية في الأماكن الموبوءة.
- تعزيز النهج المشترك بين القطاعات الصحية وذلك بإعطاء الأولوية للصحة في جميع السياسات والأماكن الصحية.
2. الهيئة الطبية الدولية (international medical corps)
تُعد من أهم منظمات الصحة العالمية التي تساعد الفلسطينيين، تعمل الهيئة الطبية الدولية في غزة منذ عام 2008 ولا يقتصر عملها على تقديم خدمات الطوارئ الطبية فقط، بل تُقدم الخدمات الصحية النفسية والدعم النفسي الاجتماعي للفلسطينيين الضعفاء، ودمج خدمات الصحة العقلية مع خدمات الرعاية الصحية الأولية.
تقدم الهيئة الطبية الدولية أيضًا خدمات الطوارئ للمتضررين من الكوارث والنزاعات، وتعمل على تزويدهم بالمهارات التي يحتاجون إليها للتعافي والاعتماد على الذات، كما قدمت الإغاثة الطارئة للفلسطينيين في أعقاب الحرب على غزة عام 2014، وذلك بعد أن غيرت الحرب حياة العديد من العائلات إلى الأبد، كما ساعدت الناجين على بناء مستقبل أفضل لهم وخاصةً من الناحية النفسية.
خدماتها
تقدم العديد من الخدمات للفلسطينيين في قطاع غزة، مثل:
- خدمات الرعاية الصحية الأولية للمجتمعات المنكوبة في جميع أنحاء قطاع غزة.
- تُقدم إمدادات ومعدات الطوارئ لثلاث مستشفيات محلية.
- تدريب موظفي المستشفيات والعمال الصحيين على الاستعداد للطوارئ.
- تقدم الخدمات الجراحية وما بعد الجراحة في ثلاث مستشفيات محلية.
- توفير تدريب خاص في مجال الوقاية من العدوى ومكافحتها.
- تقدم الرعاية الصحية النفسية للأسر المتضررة من العنف في غزة.
إنجازاتها
تقدم الهيئة الطبية الدولية العديد من المساعدات في غزة بالإضافة إلى العديد من الدول منها: أفغانستان وجمهورية أفريقيا الوسطى واليابان وسوريا وأوكرانيا واليمن وليبيا والعراق وغيرها من البلاد.
قدمت العديد من الإنجازات في قطاع غزة، منها:
- في عام 2014: استجابت لنداء الطوارئ في 26 منطقة يصعب الوصول إليها، وساعدت في إدارة مشروع غزة.
- في عام 2020: قدمت الرعاية الصحية الأولية والثانوية التي تخدم أكثر من 30 ألف شخص طوال فترة المشروع.
3. الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى)
تُقدم الأونروا (unrwa) الرعاية الصحية الأولية والتعليم الابتدائي والمهني ودعم البنية التحتية، والإقراض الصغير والاستجابة الطارئة وخاصةً في حالات النزاع المسلح.
من أكثر منظمات الصحة العالمية التي تقدم خدمات شاملة في الرعاية الصحية الأولية على أساس تقديم الرعاية الكلية للأسرة في مجال الصحة، والعديد من القضايا الشاملة التي تؤثر في الصحة مثل: التعليم والفقر والنظام الغذائي والنشاط البدني.
تعمل الوكالة على ضبط جودة مياه الشرب وتقديم خدمات الصرف الصحي، والسيطرة على نواقل الأمراض في مخيمات اللاجئين مما يساهم في خفض مخاطر الأوبئة.
خدماتها
تسعى الوكالة إلى تحقيق 4 أهداف رئيسية للتنمية البشرية، وهي:
الهدف الأول : العيش في حياة صحية.
تقدم خدمات صحية أساسية من خلال شبكة من العيادات المتنقلة ومرافق الرعاية الصحية الأولية، كما تقدم خدمات طبية أساسية ورعاية خاصة لكل مرحلة من المراحل العمرية، كما تعمل من أجل تحقيق بنية صحية جيدة للفلسطينيين.
الهدف الثاني : المعرفة والمهارات المكتسبة
تعمل على تدريس نصف مليون طفل في أكثر من 70 مدرسة، وهي المزود الرئيسي للتعليم الأساسي للاجئين في فلسطين منذ 60 عامًا.
الهدف الثالث : تحقيق مستوى لائق من المعيشة
تقدم خدمات الحماية الاجتماعية لللاجئين الأشد فقرًا كما تُقدم الإمدادات الغذائية الأساسية والإعانات، بالإضافة إلى المنح النقدية الطارئة والمساكن الملائمة لللاجئين الأشد عرضة للمخاطر، كما تعمل على تحسين البنية المادية والاجتماعية في مخيمات اللاجئين.
الهدف الرابع: التمتع بحقوق الإنسان إلى الحد الأقصى
تعمل الوكالة على حماية وتعزيز حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وذلك بضمان وصول خدمات نوعية للمجتمعات والأفراد المعرضون للخطر، كما تعمل في غزة والضفة الغربية على مراقبة وتوثيق الحوادث التي تنتهك فيها حقوق الإنسان، وتعمل على التدخل لدى السلطات بشأنها.
إنجازاتها
تعمل الوكالة على تقديم المساعدات الطبية والإنسانية للعديد من اللاجئين في الكثير من الدول، منها: غزة والضفة الغربية ولبنان بالإضافة إلى الأردن وسوريا، كما تقدم الدعم والمساعدة والحماية لأكثر من خمسة ونصف مليون لاجئ فلسطيني.
4. منظمة أطباء بلا حدود (international medical corps)
هي منظمة طبية إنسانية دولية مستقلة غير حكومية تقدم المساعدة الطبية والإنسانية للمتضررين من النزاع المستمر في فلسطين، وكذلك المتضررين من الأوبئة والكوارث أو المحرومين من الرعاية الطبية، وتُعد من أشهر منظمات الصحة العالمية في مساعدة الفلسطينيين.
تأسست منظمة أطباء بلا حدود عام 1971 في باريس على يد مجموعة من الصحفيين والأطباء، هدفها الأساسي هو تقديم الرعاية الطبية بما يتناسب مع مصلحة المرضى واحترام خصوصياتهم.
خدماتها
تقدم العديد من الخدمات للمتضررين من الحروب والنزاعات، في فلسطين وإيران وليبيا والعراق وغيرها، ومنها:
- الرعاية الجراحية ورعاية ما بعد الجراحة
- الاستجابة السريعة للطوارئ
- التحدث علانيةً عن معاناة المنكوبين وذلك لتسليط الضوء على الأزمات، أو للتنديد بالإساءات التي تحد من حصول المرضى على الرعاية الطبية.
إنجازاتها
- أطلقت حملة عام 1999 للمطالبة بحصول المرضى على الأدوية واللقاحات وموَّلت هذه المبادرة بالأموال.
- حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 1999.
5. منظمة المعونة الطبية للفلسطينيين (Medical Aid for Palestinians)
من أهم منظمات الصحة العالمية أيضًا منظمة المعونة الطبية للفلسطينيين (MAP)فهي تعمل منذ أكثر من 30 عامًا للوصول إلى الفلسطينيين ودعمهم، كما تسعى جاهدة لتقديم الرعاية الصحية والطبية للمتضررين في فلسطين من الصراع والاحتلال والنزوح.
خدماتها
تقدم العديد من الخدمات للفلسطينيين ومنها:
- تقديم الرعاية الطبية والصحية للفلسطينيين
توفر الخدمات الصحية الأساسية وبناء المعرفة والاستجابة السريعة للخدمات الإنسانية في أوقات الطوارئ.
- التحدث في المملكة المتحدة عن الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون
تلتزم MAP بتقديم الشهود على الظلم الناجم عن الاحتلال والنزوح والصراع، فهي دائمة التحدث في المملكة المتحدة وعلى الصعيد الدولي لمعالجة العوائق السياسية التي تعوق الوصول إلى الرعاية الصحية للفلسطينيين.
- تهتم بصحة المرأة والطفل
تعمل MAP على تقوية النظم الصحية لمواجهة التحديات التي تواجه المرأة والطفل، كما تعمل على إدارة سوء التغذية ومشاريع الأطفال حديثي الولادة في غزة.
- تقدم الدعم في حالات الطوارئ
تعمل على ضمان استجابة المستشفيات لحالات الطوارئ وتحسين القدرة المحلية على التعامل معها.
- تقديم الدعم النفسي والاجتماعي
تساعد خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي الفلسطينيين على التئام جروحهم النفسية، والاجتماعية الناتجة عن التوتر في حياتهم اليومية وعنف المستوطنين، والصدمات الناجمة عن الصراع والتشرد.
- تنفيذ حملات في المملكة المتحدة لدعم حقوق الفلسطينيين
تقدم حملات لإزالة العوائق السياسية لصحة الفلسطينيين وكرامتهم، وذلك لإنهاء العنف والحرب من جميع أنحاء فلسطين.
إنجازاتها
- أسست مركز سرطان النساء في الضفة الغربية لتقديم الخدمات الصحية في هذا المجال.
- في عام 2014: عندما بدأ القصف على غزة كانت من أولى المنظمات التي استجابت للمساعدات الحيوية للمحتاجين.
- تدعم MAP الوحدات المتخصصة لعلاج الحروق في الضفة الغريبة وقطاع غزة، كما افتتحت وحدة حروق جديدة في الخليل.
- في عام 2019: قامت بشراء الأدوية الأساسية والمستهلكات بقيمة 809000 دولار.
- أنشئت وحدة دائمة لإعادة بناء الأطراف في غزة لإعادة تأهيل المصابين.
- في عام 2019: أطلقت MAP مشروع جديد لتحسين برنامج التدريب على الطب النفسي في الضفة الغربية.
ختامًا عزيزي القارئ هناك العديد من المؤسسات ومنظمات الصحة العالمية التي تدعم فلسطين، وتؤمن بحق الشعب الفلسطيني في العيش بصحة وفي حالة إنسانية على أرضها، لذلك يجب علينا دعمها والتبرع والمساهمة في إعمار غزة وبهذا نساعد على إنقاذ شعبها من الدمار بسبب قلة الموارد الصحية والطبية.
اقرأ أيضًا
من قلب المحن تأتي المنح/ قصص نجاح علماء فلسطينيون تتحدى الصعاب
تعليقات