fbpx

ما هي السلالسة الجديدة لفيروس كورونا ؟ و هل ستؤثر على جدوى اللقاح المضاد للوباء ؟

تقوم الفيروسات بالتحور و عمل الطفرات طوال الوقت . و أغلب التحورات الجديدة للفيروسات ضعيفة و لا تستمر . و في بعض الأحيان تنتشر بدون أن تؤثر على سلوك الفيروس نفسه , لكن يمكنها من حين لآخر إحداث تغييرات كبيرة . و تبقى الأسئلة التي تراود العلماء حاليا : هل يعتبر التحور الأخير للفيروس في الخريف الحالي من النوع الذي يُحدث تغيرات كبيرة ؟ و هل سيؤدي ذلك التغير إلى زيادة خطورة الفيروس ؟ أم هل حدث انتشار كبير له جنوب بريطانيا نظرا لقيام الكثير بنشر العدوى ؛ نظرا لتجاهلهم الإجراءات الإحترازية  لفيروس كورونا  ؟ 

و نتيجة للإنتشار السريع للسلالة الجديدة , و الزيادة الكبيرة في معدلات الإصابة  جنوب بريطانيا  , اعتبر العلماء أن  السلالة الجديدة  لها معدل انتشار سريع , و تم تنبيه  منظمة الصحة العالمية  بذلك و ما زالوا يستمرون في تحليل البيانات المتاحة لفهم السلاسة الجديدة أكثر . 

و سوف تتضمن هذه التحاليل مجموعة من العلماء الذين يقومون حاليا بالتجارب المعملية على السلالة الجديدة , و دراسة  رد فعلها للأجسام المضادة  , و إخضاعها لنفس الإختبارات التي تم القيام بها على  لقاح فيروس كورونا  . بالإضافة إلى ذلك فإن بعض المسئولين بالصحة يقومون بجمع عينات عشوائية من بعض الحالات الإيجابية عبر البلاد ؛ لكي يقومون بالكشف عن توزيع النتشارها عبر البلاد , و ليقومون بعدها بعمل خريطة لتوزيع مناطق الإصابة . و سيستغرق ذلك أسبوعين تقريبا . 

و ينذر ظهور السلالة الجديدة بالخطر بالرغم من وجود  طفرات عديدة  سابقة لفيروس كورونا . ففي الشهر الماضي قامت الحكومة الدنماركية بإعدام الملايين من  حيوانات المنك  بعد اكتشافها أن المئات من حالات فيروس كورونا كوفيد- 19 لها علاقة مباشرة بالطفرة الجينية  للفيروس SARs CoV-2  و التي كانت موجودة بحيوانات المنك . و في أكتوبر الماضي أشارت التحليلات إلى أن أحد طفرات فيروس كورونا , و التي كان أصلها من أحد عمال المزارع بأسبانيا انتشرت بشكل سريع في أوروبا , و كانت السبب في معظم الحالات في بريطانيا . 

و وُجد في كلتا الحالتين أن الطفرة الجديدة للفيروس تزيد من معدل نقل المرض , لكن من الواضح أنها ليست المعضلة حتى الآن , بل ما يجب على العلماء أن يضعوا كل إهتمامهم به هو تأثير هذه الطفرة , خاصة إذا كانت ستزيد من شدة المرض أو ستقلل من عدد الحالات . و المشكلة الأخرى أيضا هي : هل ستتجنب الطفرة الجديدة للحماية التي يوفرها اللقاح الذي يتم تطعيمه حاليا في بريطانيا ؟ 

و علق دكتور إيوان بيرني , الباحث في البيولوجيا الجزيئية  بجامعة كامبريدج  , قائلا :  إذا كانت السلالة الجديدة ستؤثر بالفعل على شدة المرض , فكنا سنراها من الآن , و أيضا لم تتغير معدلات الحالات بالمستشفيات كثيرا سواء بالارتفاع أو الانخفاض الشديد , لذلك يمكننا الإستنتاج أنه من المحتمل أن يكون التأثير خفيف قليلا على عدد من الحالات الشديدة و يمكن أن يزداد أو يقل . 

بالإضافة إلى ذلك قال دكتور بيرني أن اللقاح تم اختباره مع الكثير من أنواع الفيروسات المنتشرة حاليا , لذلك هناك أسباب عديدة تجعلنا نتأكد من أن اللقاج مازال سيعمل على السلالة الجديدة . لكن من الواضح أنه يجب علينا اختبار ذلك الأمر . و ليس من المعروف أين ظهرت السلالة لأول مرة . فربما قام نظام المراقبة القوي للفيروسات ببريطانيا بالتقاطه قبل أن تقوم بذلك الدول الأخرى . لكن من المرجح أن الطفرة التي أدت لتكوين السلالة ظهرت في الممكلة المتحدة حيث تم التقاطها لأول مرة .

المصدر :  الجارديان

Responses