fbpx

متلازمة الضائقة التنفسية لحديثي الولادة | هل تعد حالة خطيرة؟

طفل يعاني من متلازمة الضائقة التنفسية عند حديثي الولادة

تُعدُّ متلازمة الضائقة التنفسية لحديثي الولادة سببًا شائعًا لضيق التنفس في المولود الجديد، حيث تظهر عادةً خلال ساعات قليلة بعد الولادة، وفي بعض الحالات فإنها تظهر فورًا بعد الولادة.
تؤثر هذه المتلازمة بشكل أساسي على الأطفال الخدج حديثي الولادة، ونادرًا ما تحدث للأطفال الرضع، ويزداد احتمال حدوثها مع زيادة صغر سن الجنين حيث تكون حدة المرض أكبر لدى الأطفال الخدج وأولئك الذين يولدون في وقت مبكر.

على الرغم من تحسن النتائج للأطفال المصابين بمتلازمة الضائقة التنفسية بفضل التدابير العلاجية المتاحة، إلا أنها لا تزال تعتبر سببًا رئيسًا للمشاكل الصحية والوفيات في الأطفال الخدج.

محتويات المقال:

ما عسر التنفس عند حديثي الولادة؟ وما أسباب حدوثه؟

يحدث عسر التنفس عند حديثي الولادة بسبب عدم وجود ما يكفي من خافضات التوتر السطحي في الرئتين، والمادة الخافضة للتوتر السطحي هي مادة سائلة دهنية تغطي الحويصلات الهوائية في الرئتين، وتساعد هذه المادة خافضة التوتر السطحي الحويصلات الهوائية على البقاء مفتوحة، ومنعها من الانهيار عندما يبدأ الطفل في التنفس.

يبدأ الجنين في صنع مادة خافضة للتوتر السطحي في الأسبوع 24 من الحمل، وسيكون معظمهم قد حققوا ما يكفي عند الأسبوع 34 ليكونوا قادرين على التنفس بشكل طبيعي.

لكن إذا ولد الطفل في وقت مبكر فقد لا يكون لديه ما يكفي من هذه المادة الحاسمة لمساعدته، فكلما حاول التنفس بجهد أكبر زاد انهيار الحويصلات الهوائية في رئتيه؛ مما يجعل من المستحيل -تقريبًا- على الطفل الحصول على ما يكفي من الأكسجين بمفرده؛ لذلك من حين لآخر تؤثر متلازمة الضائقة التنفسية لحديثي الولادة على الأطفال الذين لم يولدوا قبل الأوان، على سبيل المثال: عندما:

  • تكون الأم مصابة بمرض السكري.
  • يعاني الطفل من نقص الوزن.
  • لم تكتمل الرئتان للطفل بشكل صحيح.

حوالي نصف الأطفال المولودين بين 28 و32 أسبوعًا من الحمل يصابون بـمتلازمة الضائقة التنفسية لحديثي الولادة، وعلى الرغم من وجود اسم مماثل إلا أنه تختلف أعراض ضيق التنفس عند حديثي الولادة عن أعراض متلازمة الضائقة التنفسية الحادة.

ما أعراض الضائقة التنفسية عند حديثي الولادة؟

العلامة الرئيسة لمتلازمة الضائقة التنفسية عند الأطفال حديثي الولادة هي عند وجود صعوبة في التنفس، فعادة ما ترى هذا على الفور، ولكن يمكن أن يبدأ أيضًا بعد دقائق أو ساعات من الولادة، وتتضمن أعراض متلازمة الضائقة التنفسية ما يلي:

  1. إصدار صوت نخر أو «آه» مع كل نفس.
  2. تغير لون الجلد والشفاه إلى اللون الأزرق، وتعرف بالزرقة.
  3. انكماش الصدر عند التنفس -عندما يسحب صدر الطفل أثناء تنفسه-.
  4. فتحات الأنف منتفخة أو مفتوحة على مصراعيها.
  5. أنفاس سريعة وضحلة.
حديثي الولادة

كيف يمكن تشخيص الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية لحديثي الولادة؟

أول الأشياء التي يجب البحث عنها إذا كنت تشك في أن المولود الجديد قد يكون لديه متلازمة الضائقة التنفسية هي الطريقة التي يبدو بها الطفل، ولونه، وما إذا كان يتنفس بشكل مريح. بعد الفحص البدني، كما قد يطلب طبيبك المزيد من الفحوصات للتأكد.

توجد العديد من المشاكل الأخرى التي قد تواجه حديثي الولادة، بما في ذلك: انهيار الرئتين، والالتهاب الرئوي البكتيري، وأمراض القلب الخلقية، كما أن لها العديد من الأعراض نفسها، مثل: متلازمة الضائقة التنفسية؛ لذلك عند تشخيص متلازمة ضائقة الجهاز التنفسي لدى الأطفال حديثي الولادة بدقة قد يجري الأطباء واحدًا أو أكثر من هذه الاختبارات:

  • الأشعة السينية على الصدر؛ لمعرفة مدى جودة أداء القلب والرئتين.
  • فحص الدم؛ للبحث عن العدوى، وقياس كمية الأكسجين في الدم.
  • اختبار القلب؛ للتحقق من أمراض القلب المحتملة.

كيف يمكنك علاج متلازمة الضائقة التنفسية لحديثي الولادة؟

يعمل العلاج بشكل أفضل عندما يبدأ في الدقائق أو الساعات التي تلي الولادة مباشرة، وعادة ما تزداد أعراض ضيق التنفس عند حديثي الولادة سوءًا في أول يومين إلا أنها تتحسن مع استمرار العلاج.

عادةً ما يتلقى الأطفال المصابون بالضائقة التنفسية الرعاية في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، اعتمادًا على: العمر، والأعراض، والصحة العامة للطفل، كما توجد العديد من خيارات علاج متلازمة الضائقة التنفسية:

  1. الأكسجين:

قد يحتاج بعض الأطفال إلى أكسجين إضافي، حيث يرتدي الطفل قناعًا بشقين صغيرين يدخلان في الأنف، ويتصل القناع بجهاز لدعم تنفس الطفل عن طريق تدفق الأكسجين إلى الأنف والرئتين.

  1. في الحالات الأكثر خطورة:

    قد يحتاج الطفل إلى أنبوب للحصول على المساعدة من جهاز التنفس الصناعي أو آلة التنفس، ويتضمن التنبيب وضع أنبوب صغير في حلق الطفل ليتمكن من إرسال الأكسجين والهواء مباشرة إلى الرئتين، وعندما يعاني المولود الجديد من ضيق تنفس شديد فإن أجهزة التنفس الصناعي ستتنفس بشكل أساسي للطفل.

  2. خافض للتوتر السطحي:

    يعد إعطاء الطفل خافض للتوتر السطحي بشكل مباشر خيارًا علاجيًا آخر لمتلازمة الضائقة التنفسية، حيث يغذي الخافض للتوتر السطحي الاصطناعي مباشرة رئتي الطفل من خلال التنبيب، فيعمل على تسريع شفاء الطفل، كما يساعد على تقليل مخاطر حدوث مضاعفات أخرى.

  3. الأدوية:

    تعتبر العناصر الغذائية والسوائل والالكتروليتات ضرورية خلال الجزء الأول من علاج متلازمة الضائقة التنفسية، فقد يحصل الطفل أيضًا على دواء مهدئ؛ للمساعدة في الحصول على الراحة، كما قد يصف طبيبك المضادات الحيوية إذا كانت هناك عدوى مشتبه بها.

    وغالبًا ما يعاني الأطفال الخدج من مشاكل متعددة تبقيهم في المستشفى، لكنه عمومًا في حالة جيدة بما يكفي للعودة إلى المنزل حول تاريخ الولادة الأصلي المتوقع، وتعتمد طول المدة التي يحتاجها طفلك للبقاء في المستشفى على وقت ولادته المبكرة.
ضيق التنفس عند حديثي الولادة

هل ضيق التنفس عند حديثي الولادة خطير؟ وما المضاعفات المتوقعة؟

نعم، حيث يمكن أن يؤدي علاج متلازمة الضائقة التنفسية إلى ثلاث مضاعفات شائعة:

  1. تسرب الهواء:

    قد يتسبب استخدام آلة التنفس في بعض الأحيان في تسرب الهواء إلى أنسجة الرئة وحول القلب؛ لذلك يمكن أن يؤدي هذا إلى مضاعفات أكثر خطورة، مثل: انهيار الرئتين، والالتهاب الرئوي.

  2. نمو الدماغ:

    قد يظهر الأطفال الذين يحتاجون إلى آلة تنفس ميكانيكية أعراض تأخر نمو الدماغ في وقت لاحق من الحياة، فالاضطرابات التي تؤثر على الدماغ (مثل: الشلل الدماغي) هي أيضًا مضاعفات محتملة لمتلازمة الضائقة التنفسية.

  3. أمراض القلب:

    قد يصاب الرضع المصابون بمتلازمة الضائقة التنفسية بحالة قلبية مزمنة تسمى خلل التنسج القصبي الرئوي؛ مما يؤدي إلى مشاكل في التنفس على المدى الطويل.

هل هناك طريقة فعالة للوقاية من متلازمة الضائقة التنفسية، وعلاج عدم اكتمال الرئة عند حديثي الولادة؟

تكمن الوقاية من متلازمة الضائقة التنفسية في تجنب الولادة المبكرة قدر الإمكان، وفي الحالات التي لا يمكن تجنب الولادة المبكرة يمكن استخدام اختبار السائل الأمنيوسي (السائل الحامي للطفل في الرحم)؛ لتقييم احتمالية تطور متلازمة الضائقة التنفسية، والمساعدة في تحديد التوقيت المثالي للولادة المبكرة.

أما أثناء فترة الحمل فقد يوصف الكورتيكوستيرويدات (نوع من الستيرويدات) بشكل متكرر من قبل الأطباء، وهذه المواد تعزز إنتاج مواد خافضة للتوتر السطحي، وتقلل من خطر تطور متلازمة الضائقة التنفسية الشديدة للطفل، بالإضافة إلى ذلك يمكن في بعض الأحيان وصف كبريتات المغنيسيوم (نوع من الملح)، حيث أنها تعرف بتقليل فرص حدوث مشاكل تتعلق بالولادة المبكرة.

وفي النهاية.. قد تعرفنا على أسباب حدوث متلازمة الضائقة التنفسية لحديثي الولادة، وأعراضها التي تبدأ من الدقائق الأولى بعد الولادة، كما تعرفنا على طرق علاجها -مهما اختلفت حدة المتلازمة-، وكيفية الوقاية منها، وتجنب الولادة المبكرة قدر الإمكان؛ لتقليل فرص الإصابة بالضائقة التنفسية للمولود؛ لذلك يجب عليكِ التحدث -دائمًا- إلى طبيبك ومقدمي الرعاية عند اتخاذ قرار بشأن أفضل خيارات رعاية وعلاج حديثي الولادة.

مقترحات القراءة

المصادر

Responses