مخدرات السبايس خطر جديد أشد ضررًا من الحشيش وأعنف إدمانًا!
مع انتشار العديد من المخدرات الصناعية أو ما تسمى بـ” الكيمكال “، تتزايد المخاطر حول أضرار هذا المواد المخدرة؛ ما يؤدي إلى اهتمام متخصصي العقاقير النفسية لمعرفة تأثيراتها على متعاطيها وسبل التعافي من إدمان المخدرات.
تشير الأبحاث المنشورة من قبل علماء النفس في جامعة باث إلى أن مخدر السبايس Spice – التي تحتوي على مخدرات اصطناعية صنعت خصيصًا لتشبه تأثير القنب- أكثر ضررًا من الحشيش، وأن المتعاطين من المحتمل أن يعانون من أعراض انسحاب أكثر حدة عند محاولة الإقلاع عنها .
أفاد أكثر من ثلثي (67٪) المشاركين في الدراسة وحاولوا الإقلاع عن (السبايس) أنهم عانوا من ثلاثة أعراض انسحاب على الأقل بعد محاولة الإقلاع عن تدخينها، بما في ذلك مشكلات في النوم والعصبية وسوء المزاج ، حيث كان هذا أسوأ بكثير من الأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن تعاطي الحشيش.
مخدرات السبايس Spice هو المسمى العامي الذي يُطلق على فئة من المخدرات تُعرف باسم “ ناهضات مستقبلات القنب الاصطناعية “، واختصارها بالإنجليزية “ SCRAs “. تنتج هذه السموم صناعياً وتُرش عادةً على مادة عشبية تشبه القنب ويمكن تدخينها.
نظرًا لسهولة الوصول إليها ولتجنب الكشف عن اختبارات الأدوية، تُستخدم مخدرات السبايس أحيانًا كبديل للحشيش (أو غيره من المواد المخدرة )، لا سيما بين الأشخاص المشردين أو المسجونين . على الرغم من أنها تعمل على نفس مستقبلات الدماغ، إلا أن السبايس أقوى بكثير من الحشيش؛ مما قد يجعله أكثر إدمانًا ويزيد من شدة أعراض الانسحاب.
الانسحاب هي ظاهرة يشعر فيها المتعاطي بعدة أعراض مزعجة عند التوقف المفاجئ أو تقليل جرعة المخدر بعد اعتياد تعاطيها بكميات كبيرة لفترة طويلة من الزمن . وتحدث أعراض الانسحاب أيضًا عندما يحاول الجسم التكيف مع عدم وجود تأثير المخدر، والتي يمكن أن تستمر لمدة أسبوعين تقريبًا، وقد تدفع الأشخاص إلى استخدام المزيد من المخدر لتخفيف هذه الأعراض. كلما زادت حدة أعراض الانسحاب، كان من الصعب التوقف عن استخدام هذا المخدر.
في هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة علم العقاقير النفسية، طلبت مجموعة بحثية في الإدمان والصحة النفسية في قسم علم النفس بجامعة باث- عينة من المشاركين الذين يستخدمون كل من السبايس والحشيش لمقارنة آثارهم عبر مقاييس مختلفة.
اهتمت تقييماتهم لمعرفة إلى أي مدى تتسبب المخدرات الصناعية أو السبايس في ضرر طويل المدى ، مثل مدى خطورة أعراض الانسحاب، ومدة استمرار التأثيرات، وسرعة حدوث ظاهرة التعود (ما يعني حاجة المتعاطي لكميات أكبر من المخدر للشعور بنفس التأثير المرغوب للمخدر كما كان من قبل). كما سألوا المشاركين عن أعراض الانسحاب التي عانوا منها عند محاولتهم التوقف.
اقرأ أيضًا : لماذا يسبب تدخين الحشيش بين المراهقين اندفاعية ومشكلات بالانتباه ؟
وصف المشاركون تأثيرات مخدرات السبايس على أنها أكثر ضررًا من القنب، مشيرين إلى أن هذه التأثيرات كانت أسرع في الظهور، ولكن ذو مفعول قصير زمنيًا . ومع ذلك، أفاد المشاركون أن التعود على السبايس يتطور بسرعة أكبر؛ مما يعني أن الأشخاص قد يضطرون إلى تعاطي جرعات أكبر بشكل منتظم لتحقيق نفس التأثير كما كان من قبل.
أما بالنسبة لأعراض الانسحاب ، فقد وُصفت على أنها أكثر حدة مقارنة بالحشيش، مما يعني أنه قد يكون من الصعب على المتعاطين الإقلاع عن تدخين مخدرات السبايس. أفاد المشاركون أيضًا أنهم عانوا من أعراض بعد محاولة التوقف عن استخدام مخدرات السبايس، بما في ذلك مشكلة الأرق والتهيج وتعكر الحالة المزاجية وخفقان القلب ولهفة الحصول على المخدر(رغبة قوية في تعاطي المزيد من المخدر).
تضمنت الدراسة 284 شخصًا شاركوا في المسح العالمي للمخدرات والذين حاولوا سابقًا التوقف عن استخدام مخدرات السبايس. هذه هي أكبر دراسة عن انسحاب السبايس أجريت على الإطلاق وأول دراسة تقارن شدة أعراض انسحابها بأعراض انسحاب الحشيش.
على الرغم من أن المخدرات الصناعية أنتجت في الأصل كبديل قانوني للقنب، إلا أن النتائج التي توصلنا إليها تُظهر أن السبايس مخدرًا أكثر ضررًا، ومن المرجح أن يعاني الأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن تعاطيه من مجموعة من أعراض الانسحاب الشديدة . لذلك من المهم بذل جهد أكبر لضمان عدم استخدام السبايس كبديل للقنب أو أي مخدر آخر، ويجب دعم الأشخاص الذين يعانون من مشاكل مع مخدرات السبايس بالعلاج المناسب “.
أضاف دكتور توم فريمان ، كبير مشاركي الدراسة ومدير مجموعة الإدمان والصحة النفسية في جامعة باث: “تحدد هذه النتائج أعراض الانسحاب الحادة باعتبارها مشكلة سريرية رئيسية بين الأشخاص الذين يستخدمون السبايس، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لتطوير علاجات فعالة للمساعدة في إقلاع المتعاطين”.
تعليقات