مرض اضطراب ثنائي القطب | الأعراض والأسباب والعلاج
ما هو مرض اضطراب ثنائي القطب؟ ثنائي القطب أو ثنائي القطبين هو اضطراب عقلي يؤثر على الحالة المزاجية بشكل رئيسي، ويسبب تغييرها بشكل جذري وعنيف ما بين الحزن الشديد (الاكتئاب) والفرح الشديد (الهوس)؛ كان هذا الاضطراب معروفًا من قبل باسم الهوس الاكتئابي، وعادةً ما تدوم نوبات الاكتئاب ما بين عدة أسابيع وحتى عدة أشهر قبل أن تتغير.
أسباب مرض اضطراب ثنائي القطب
السبب الحقيقي وراء هذا الاضطراب غير معروف، إلا أن الخبراء والأطباء لاحظوا وجود عددًا من العوامل والمحفّزات المشتركة التي تزيد من احتمالية إصابة الشخص به. وهذه العوامل هي مزيج بين عوامل بيئية، وجسدية، واجتماعية.
١. اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ
يوجد رأي شائع بأن ثنائي القطب هو نتاج خلل في كيمياء المخ، وكيمياء المخ هي عبارة عن مجموعة من النواقل العصبية الكيميائية المسئولة عن وظائف المخ؛ ومن أمثلتها النورأدرينالين، والسيروتونين، والدوبامين. وتوجد بعض الأدلة الطبية التي تشير إلى أن وجود خلل في في توازن هذه النواقل العصبية يؤدي إلى ظهور أعراض الهوس تلك.
ولتوضيح الفكرة فقد يصاب الشخص بنوبات الهوس عند ارتفاع نسبة النورأدرينالين في الدماغ، بينما يحدث الاكتئاب عند انخفاض نسبته بشدة.
٢. العامل الوراثي
مرض اضطراب ثنائي القطب يبدو متوارثًا ويسري في العائلات، لذا فإن وجود شخص ثنائي القطب في العائلة يزيد من احتمالية إصابة البقية به. إلا أنه لا يوجد جين محدد مسئول عن هذا الاضطراب، لذا فإنه يُعتقد أن توافر مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية معًا هو الذي يحفز ظهوره.
محفّزات الاضطراب
عادةً ما تظهر متلازمة ثنائي القطبين في بيئة شديدة الضغط والتوتر، ومن أمثلة المحفّزات في هذه البيئة:
- الانفصال عن علاقة عاطفية
- التعرض للاعتداء الجسدي
- التعرض للاعتداء الجنسي
- الإساءة العاطفية والنفسية
- وفاة شخص قريب للمريض
من الطبيعي أن هذه الأحداث ستسبب الحزن والاكتئاب لأي شخص طبيعي وسليم، وذلك لا يعني أن كل من يشعر بذلك مصاب بالمرض.
من المحفزات الأخرى:
- المرض الجسدي
- اضطرابات النوم
- المعاناة من مشاكل يومية مجهدة وتسبب الضيق و التوتر كالمشاكل المالية أو العلاقات السامة
المرشحون للإصابة بمرض اضطراب ثنائي القطب
اضطراب ثنائي القطبين شائع ويتم تشخيص مريض واحد من كل 100 شخص تقريبًا. يمكن أن يصيب المرض أي شخص في أي مرحلة عمرية بدءًا من عمر 15 إلى 19 سنة ولكنه نادرًا ما يظهر بعد سن الأربعين. ولا فرق بين الرجال والنساء في هذه الحالة فاحتمالية إصابتهم متساوية.
أعراض متلازمة ثنائي القطبين
تعتمد أعراض مرض اضطراب ثنائي القطبين على نوع النوبة التي يعاني منها المريض، وتنقسم هذه النوبات إلى:
- نوبة اكتئاب – حيث يشعر المريض بالحزن وانخفاض المعنويات والإجهاد
- نوبة هوس – والتي يشعر المريض فيها أنه في غاية السعادة ويكون شديد النشاط والحيوية
وبعكس اضطرابات الحالة المزاجية العادية فإن نوبات مرض اضطراب ثنائي القطب قد تدوم لعدة أشهر، فيقضي المريض أيامه بين أسابيع من الاكتئاب الشديد وأسابيع من السعادة الغامرة دون أسباب واضحة ومحددة لذلك.
أولًا: الاكتئاب
أعراض نوبات الاكتئاب هي:
- الشعور بالحزن واليأس والقنوط طوال الوقت
- الإجهاد وانعدام الطاقة
- صعوبة في التركيز
- ضعف الذاكرة
- فقدان الشغف في أبسط الأشياء حتى الأنشطة اليومية المعتادة
- الشعور بالخواء وانعدام القيمة
- الشعور بالذنب
- التفكير بسلبية وتشاؤم
- فقدان الثقة بالنفس
- الهلوسات والأفكار غير المنطقية
- فقدان الشهية
- اضطرابات النوم
- الاستيقاظ مبكرًا
- ميول وأفكار انتحارية
ثانيًا: الهوس
أعراض نوبات الهوس هي:
- الشعور بالسعادة الغامرة
- تسارع الكلام والأفكار
- الشعور بالطاقة الشديدة
- تقدير الذات
- الطموح والأفكار الإبداعية والخطط الجديدة
- التشتت بسهولة
- الغضب بسهولة
- الهلوسات والأفكار غير المنطقية
- عدم الرغبة في النوم
- عدم الرغبة في الأكل
- التهور والإقدام على تصرفات تكون عواقبها كارثية في بعض الأحيان – مثل إنفاق الكثير من المال دفعةً واحدة وقد يكون ذلك على أشياء غير قيمة
- اتخاذ قرارات غير معتادة ومتهورة أو خطيرة
ثالثًا: نمط تتابع الاكتئاب والهوس ثنائي القطب
في المعتاد يصاب المريض بكلا النوبتين بالتتابع، إلا أن كل شخص يختلف عن الآخر، فالبعض يصاب بنوبات اكتئاب أكثر من نوبات الهوس، والبعض يصاب بنوبات هوس أكثر من نوبات الاكتئاب. كما أن هنالك نوبات ثالثة بين الاكتئاب والهوس يكون المريض طبيعيًا فيها.
نمط تتابع النوبات لا يكون منتظمًا ويعتمد على المريض نفسه، فعلى سبيل المثال يمر البعض بـ:
- دورات متسارعة – وهو تتابع النوبات بسرعة شديدة وبدون وجود فواصل من النوبات أو المراحل الطبيعية
- تضارب النوبات – حيث يشعر المريض بأعراض الاكتئاب والهوس معًا في نفس الوقت، فقد يكون متحمسًا بشدة بالرغم من انخفاض معنوياته واكتئابه
إذا كانت نوبات المريض تدوم لفترات طويلة ولا تعتبر شديدة أو حادة لتدخل ضمن متلازمة اضطراب ثنائي القطبين، فعندها تُسمى هذه الحالة بأنها حالة معتدلة من اضطراب المزاج الدوري أو المعروف باسم دوروية المزاج.
الذهان ثنائي القطب
يعتبر مرض ثنائي القطبين أحد الحالات القوية والعنيفة، وقد لا يكون الشخص ثنائي القطب مدركًا لتصرفاته ونوباته. وبعد مرور النوبة يكون مذهولًا من تصرفاته وأفعاله ولا يصدق أنه فعل ذلك، وبمرور الوقت قد يبدأ في التفكير في أن المحيطين به غير متعاونين ولا يريدون مساعدته.
للأسف فإن النوبات الحادة تجعل الحفاظ على وظيفتك وعلاقاتك الاجتماعية أمرًا صعبًا ومجهدًا، كما أن تضارب النوبات بهذه الطريقة يزيد من الميول الانتحارية لدى صاحبها. يصاب بعض المرضى بهلوسات سمعية وبصرية، كما أنهم يقتنعون بأفكار غير منطقية ووهمية وتُعرف هذه الحالة باسم ذهان ثنائي القطب ويحتاج تفهمًا من الآخرين.
تشخيص مرض اضطراب ثنائي القطب
الطبيب المسئول عن تشخيص الحالات والاضطرابات العقلية هو الطبيب النفسي. قد يقوم طبيب آخر بإحالتك إليه إذا لاحظ عليك أية أعراض أو مؤشرات الاضطراب النفسي، خاصةً إذا كنت تشكل خطرًا على نفسك أو على من حولك مثل محاولات الانتحار.
تقييم المرض
في موعدك مع الطبيب النفسي سيطرح عليك عددًا من الأسئلة التي يستشف منها احتمالية كونك مصابًا بمرض الهوس الاكتئابي أو غيره. وبمجرد تأكيد إصابتك به سيبدأ في مناقشتك في خيارات العلاج المتاحة والمناسبة لك.
ستتمحور أسئلة الطبيب حول أعراضك، والوقت الذي ظهرت فيه. بالإضافة إلى شعورك وأفكارك حيال نوبات الهوس والاكتئاب وكيف تتعامل معها وما إن كنت تواجه أية أفكار انتحارية أو رغبات في إيذاء نفسك.
سيسألك الطبيب عن تاريخ عائلتك الطبي وما إن كان أحد أقربائك أو أفراد عائلتك مصابًا بمرض ثنائي القطب. وإذا كانت إجابتك بنعم فسيود الطبيب التحدث مع هذا الشخص بعد الحصول على موافقتك بالطبع.
فحوصات أخرى
إذا لاحظ الطبيب وجود عدد من الأعراض المعينة فسيجري لك بعض الفحوصات والتحاليل للكشف عن أية مشكلة جسدية لديك، مثل خمول أو فرط نشاط الغدة الدرقية.
علاج مرض اضطراب ثنائي القطب
الهدف الرئيسي من العلاج هو تقليل حدة وتكرار نوبات الاكتئاب والهوس، والسماح للفترات الطبيعية بأن تدوم لأطول وقت ممكن. إذا لم يحصل المريض على العلاج والرعاية المناسبين فقد تدوم النوبة الواحدة لديه ما بين 3 إلى 6 أشهر. وقد تدوم نوبات الاكتئاب لفترات أطول، ما بين 6 إلى 12 شهرًا.
العلاج سيساعد هذه النوبات على التحسن خلال 3 أشهر تقريبًا. ويشمل ذلك اتباع نوع أو أكثر من خيارات العلاج التالية:
- الأدوية التي تمنع حدوث نوبات الهوس أو الاكتئاب – وتُعرف هذه الأدوية باسم مثبتات المزاج وتُؤخذ بشكل يومي لفترات طويلة
- أدوية مستخدمة لعلاج الأعراض الرئيسية للاكتئاب أو الهوس عند حدوثها
- أن يتعلم الشخص ثنائي القطب كيف يدرك أعراض نوباته ومحفّزاتها
- العلاج النفسي – ويكون على هيئة جلسات للحديث مع الطبيب أو المعالج النفسي، و التي تساعدك على التعامل مع الاكتئاب وتقديم المشورة حول كيفية تحسين العلاقات
- اتباع نظام حياة صحي – عن طريق ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، و توفير الوقت الكافي للهوايات والأنشطة التي تحبها والتي ستمنحك إحساسًا مُشبعًا بالإنجاز، ويشمل ذلك أيضًا اتباع نظام غذائي صحي وتنظيم النوم
أولًا: الأدوية
توجد العديد من الأدوية التي تدخل ضمن قائمة مثبتات المزاج. ومن أهمها:
- الليثيوم
- مضادات التشنجات
- مضادات الذهان
إذا كنت تتناول أحد أدوية الاضطراب ثنائي القطب وأصيبت بالاكتئاب فأخبر طبيبك ليراجع جرعة دوائك ويتأكد من أنها تناسبك. علاج الاكتئاب المصاحب لمرض ثنائي القطبين مختلف عن علاج الاكتئاب العادي، فمضادات الاكتئاب المعتادة وحدها قد تسبب نوبات انتكاس، ولذا فينصح الأطباء بعلاج اكتئاب اضطراب ثنائي القطبين بمثبتات المزاج.
وعادةً ما تُستخدم مضادات الاكتئاب مع مثبتات المزاج أو مضادات الذهان. إذا نصحك الطبيب بالتوقف عن تناول أدوية علاج مرض ثنائي القطب فيجب تقليل الجرعة بالتدريج على مدار 4 أسابيع على الأقل وقد يصل الأمر إلى 3 أشهر إذا كنت تتناول مضادات الذهان أو الليثيوم.
إذا توقفت عن تناول الليثيوم لأي سبب فاطلب من الطبيب تبديله بمضادات الذهان أو حمض الفالبرويك.
ثانيًا: الليثيوم
يعتبر الليثيوم العلاج الرئيسي لاضطراب ثنائي القطبين في بعض البلاد مثل المملكة المتحدة. وهو علاج طويل المدى لنوبات الهوس والاكتئاب المصاحبة لهذا الاضطراب. وعادةً ما يصفه الطبيب للمريض لمدة 6 أشهر.
إذا كنت تستخدم الليثيوم فيجب عليك الالتزام بالجرعة التي وصفها لك الطبيب، ولا تتوقف عن تناوله فجأة إلا إذا نصحك الطبيب بذلك. تعتمد فعالية الليثيوم على جرعته، فإذا لم تكن الجرعة دقيقة سيسبب أضرارًا جانبية مثل الإسهال والتوعك. أخبر الطبيب على الفور إذا ظهرت عليك أية أعراض جانبية مع هذا الدواء.
يجب عليك إجراء اختبار دم كل 3 أشهر للتأكد من أن نسبة الليثيوم في دمك ليست مرتفعة أو منخفضة عن المطلوب. كما سيتوجب عليك فحص وظائف الكلى والغدة الدرقية بانتظام كل شهرين أو 3 أشهر عند تعديل جرعة الليثيوم، أو كل 12 شهرًا إذا لم يطرأ تغيير في الجرعة.
ثالثًا: مضادات التشنجات
وهي:
- فالبرويت
- كاربامازابين
- لاموتريجين
تُستخدم هذه الأدوية في بعض الأحيان لعلاج نوبات الهوس، كما أنها تعتبر من مثبتات المزاج طويلة الأمد. عادةً ما تُستخدم مضادات التشنجات في علاج الصرع، إلا أنها أيضًا فعالة في علاج اضطراب ثنائي القطب. قد يصف لك الطبيب مضاد تشنج فقط أو يجمع بينه وبين الليثيوم في حالة لم يستجب جسدك لليثيوم وحده.
الفالبرويت
عادةً لا يستخدم الأطباء الفالبرويت مع النساء في سن الإنجاب لأنه يسبب مشاكل وتشوهات للأجنة مثل السنسنة المشقوقة، وتشوهات القلب، والشفة المشقوقة. كما أنه قد يسبب العديد من مشاكل النمو مثل تراجع القدرات العقلية، تأخر النطق والإدراك، مشاكل في الذاكرة، اضطراب طيف التوحد، وتأخر المشي والكلام.
لا يُستخدم الفالبرويت مع النساء في سن الإنجاب إلا في حالة لم يستجب الجسد لأي نوع آخر من العلاج، وفي هذه الحالة سيتأكد الأطباء من استخدامك لوسيلة منع حمل فعالة، بالإضافة إلى اطلاعك على جميع المخاطر المتعلقة بهذا الدواء.
الكاربامازابين
عادةً لا يصف الأطباء هذا الدواء إلا بناءً على توصية مختص في المرض ثنائي القطبين. يبدأ الدواء بجرعة منخفضة ثم تزيد تدريجيًا بمرور الوقت. سيتابع الطبيب استجابة الجسد للدواء عن كثب خاصةً إذا كنتي تتناولين أقراص منع الحمل أو أية أدوية أخرى.
سيجري الطبيب فحصًا لوظائف الكبد والكلى واختبار دم عند البدء بالعلاج وسيكررها مرةً أخرى بعد مرور 6 أشهر.
اللاموتريجين
يبدأ تناول هذا الدواء بجرعة صغيرة وتزداد مع الوقت تدريجيًا. أخبر الطبيب على الفور إذا كنت تتناول اللاموتريجين وأصيبت بطفح جلدي. لا توجد فحوصات معينة لهذا الدواء، ويجب على النساء اللواتي يستخدمن أقراص منع الحمل استخدام وسيلة أخرى أكثر فعالية.
رابعًا: مضادات الذهان
تُستخدم مضادات الذهان في بعض الأحيان لعلاج نوبات الهوس، كما أنها تُعتبر مثبتات مزاج طويلة الأمد. وتُستخدم بعضها لعلاج اكتئاب ثنائي القطب. كما أنها فعالة في الحالات التي تكون أعراضها حادة وسلوكياتها مضطربة.
تسبب مضادات الذهان أعراضًا جانبية مثل اضطراب الرؤية، وجفاف الفم، والإسهال، واكتساب الوزن.
تحتاج لإجراء فحوصات دورية كل 3 أشهر مع هذه الأدوية، وإذا كنت مصابًا بأمراض مزمنة مثل مرض السكري فستحتاج لإجراء هذه الفحوصات على فترات متقاربة. إذا لم تشعر بتحسن فسينصحك الطبيب بتناول الليثيوم أو الفالبرويت أيضًا.
تسارع النوبات
إذا كنت تعاني من نوبات متسارعة تتغير حالتك المزاجية فيها من أقصى السعادة لأقصى الحزن بدون نوبات “طبيعية” فاصلة بينهما فسيصف لك الطبيب الليثيوم والفالبرويت معًا.
وإذا لم تتحسن حالتك فسينصحك الطبيب بتناول الليثيوم وحده أو إضافة اللاموتريجين لليثيوم والفالبرويت. لكن في الحالات العادية لن يصف الطبيب أية مضادات اكتئاب إلا بعد توصية مختص في الاضطراب ثنائي القطبين.
تمييز محفزات النوبات
يوجد ما يُعرف باسم العلامات المنبهة أو المؤشرات التي تشير إلى اقتراب نوبات الهوس أو الاكتئاب، لذا فإن كنت من المصابين بهذا الاضطراب فسيكون من المفيد لك تمييزها والعمل على أساسها. بالطبع لن تتمكن من منع النوبة من الحدوث إلا أنك ستكون مستعدًا لها وستتلقى المساعدة التي تحتاجها في الوقت المناسب.
وقد تحتاج إجراء بعض التغييرات في علاجك مثل تناول مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان مع مثبتات المزاج التي تستخدمها بالفعل.
العلاج النفسي
يفضل البعض الالتزام بالعلاج النفسي مع الأدوية للسيطرة على نوبات الاكتئاب والهوس والتعامل معها بشكل أفضل. ويشمل العلاج النفسي لهذا الاضطراب:
- التربية النفسية – حيث تتعلم أكثر عن حالتك الصحية وتحيط بها علمًا
- العلاج الإدراكي السلوكي – وهو الأكثر فعالية في علاج نوبات الاكتئاب
- العلاج الأسري – وفي هذا العلاج يتحدث معك الطبيب أو المختص عن العلاقات الأسرية ويشجع المحيطين بك من أفراد أسرتك وأصدقائك على التعاون معًا لمساعدتك على التحسن
عادةً ما يتكون العلاج النفسي من 16 جلسة، تدوم الجلسة لساعة كاملة وقد يستغرق الأمر ما بين 6 إلى 9 أشهر لإكمال الجلسات.
الحمل وأدوية علاج مرض اضطراب ثنائي القطب
إذا كانت المريضة حاملًا ومصابة باضطراب ثنائي القطب فيجب وضع خطة علاجية لها في أقرب وقت ممكن. ويجب مراجعة هذه الخطة مع الزوج، وطبيب النساء والولادة، وأي مختص صحي متابع للحمل.
عادةً لا يصف الأطباء هذه الأدوية للحامل لأنها مضرة بالجنين:
- فالبرويت
- كاربامازابين
- ليثيوم
- لاموتريجين
- باروكسيتين
- بنزوديازيبين مثل الديازيبام، واللورازيبام
إذا حدث الحمل أثناء فترة العلاج بأحد هذه الأدوية فيجب عدم التوقف عن تناول هذه الأدوية فجأة وحتى التحدث مع الطبيب وترتيب خطة علاج جديدة. يمكن لهذه الأدوية كذلك التأثير على الرضاعة الطبيعية بعد الولادة.
التعايش والتأقلم مع مرض ثنائي القطبين
بالرغم من أن هذا الاضطراب طويل الأمد إلا أن الاستمرار على العلاج المناسب بالإضافة إلى اتباع وسائل التأقلم المناسبة لك سيجعلك تتعايش معه بشكل أفضل ويخفف من تأثيره على حياتك اليومية.
١. النشاط البدني والنظام الغذائي الصحي
يقلل كل من النشاط البدين والنظام الغذائي الصحي من حدة أعراض متلازمة ثنائي القطبين، خاصةً نوبات الاكتئاب والحزن. كما أن التركيز على هذه الجوانب من حياتك يشغل ذهنك وبالك عن المرض ويعطيك أهدافًا أخرى أكثر أهمية وفاعلية في حياتك.
قد يصاب البعض بالاكتئاب من الوزن الزائد المكتسب بسبب العلاج الدوائي لهذا الاضطراب ولذا فإن المواظبة على الرياضة واتباع نظام غذائي صحي يعالج هذه المشكلة ويجنب المريض عاملًا إضافيًا من عوامل الاكتئاب.
كما أن الحياة الصحية تقلل من احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وتساعد المصابين بها بالفعل على التعايش معها بشكل أفضل. يجب إجراء فحص سنوي على الأقل للاطمئنان على صحة القلب والأوعية الدموية وأنك لم تصب بداء السكري.
٢. تحدث مع الآخرين
يشعر بعض المرضى بالراحة عند التحدث مع أفراد أسرتهم أو أصدقائهم عن حالتهم الصحية وتأثيرها عليهم. ويفضل البعص الآخر المجموعات والبرامج العلاجية أكثر، حيث يمكنهم التفاعل مع مرضى آخرين يواجهون نفس المصاعب والتحديات ويتفهمون شعورهم ومعاناتهم.
٣. الإقلاع عن الكحوليات والمخدرات
يلجأ بعض المصابين بمرض ثنائي القطبين لتعاطي المخدرات أو الإسراف في شرب الكحوليات لتخفيف حدة أعراضهم والقضاء على إحساسهم بالتوتر والقلق. إلا أن النتيجة كانت سلبية وقد أبدى كلٌ منهما أعراضًا جانبية وأضرارًا جسدية فاقت نفعهما، ولذا فلا يمكن الاستعاضة بهما عن العلاج الدوائي الصحيح.
في بعض الحالات يصبح المرضى قادرين بسهولة على الإقلاع عن الكحول والمخدرات بعد بدء الدواء، وفي حالات أخرى يكون الأمر صعبًا ويحتاج المريض لعلاج جانبي مخصص للإقلاع عنهما. ومن المهم أن يدرك المريض أن الإقلاع عن إدمانه لهذه المواد جزء كبير من العلاج واستقرار حالته الصحية.
التعايش مع شخص مصاب باضطراب ثنائي القطب
التعايش مع شخص مصاب بهذا الاضطراب ورعايته قد يكون أمرًا صعبًا ومجهدًا في بعض الأحيان. فخلال فترة المرض تبدأ نوبات الهوس والاكتئاب بالتسارع وقد يصبح المريض عدوانيًا أو عنيفًا مع من حوله. وقد يتطلب الأمر في بعض الأحيان تدخل الشرطة أو الأخصائيين الاجتماعيين لإيقافه عند حده.
كل ذلك يجعل العلاقات الشخصية والأسرية أمرًا صعبًا ومجهدًا للطرفين، فإذا كنت من أقرب المقربين للمريض فإن لك بعض الحقوق التي تضمن سلامته مثل الموافقة على إدخاله مستشفى أو مركز رعاية لحمايته من إيذاء نفسه أو الآخرين.
وتذكر دائمًا أنك لست وحدك، وأن باستطاعتك طلب المساعدة من مجموعات الدعم والأخصائيين الاجتماعيين وأخصائيي العلاقات عند مواجهة أية مصاعب في التعامل مع المريض أو في استكمال علاقتكما.
التعامل مع الأفكار الانتحارية
الأفكار الانتحارية هي واحدة من المشاكل المعتادة التي يواجهها المصابون بمتلازمة ثنائي القطبين في نوبات اكتئابهم، وبدون العلاج المناسب فإن هذه الأفكار والميول تتزايد بشكل قد يصعب السيطرة عليه. وتشير الأبحاث والدراسات إلى أن احتمالية انتحار المصابين باضطراب ثنائي القطب أكبر بحوالي 15 إلى 20 مرة من الأصحاء.
يكون خطر الانتحار أكبر في المرحلة الأولى من المرض، ولذا فإن اكتشافه والسعي في علاجه في فترة مبكرة مهم جدًا لتجنب مشكلة كبيرة كهذه. وعند الشعور بالاكتئاب الشديد أو ميل انتحاري جارف فيجب الاتجاه لأقرب مستشفى أو زيارة الطبيب وعدم الاستسلام لهذا الشعور.
الميل لإيذاء النفس
وهو أحد الأعراض الشهيرة للاضطرابات النفسية والعقلية، والدافع الأساسي وراء إيذاء النفس هو شعور الشخص بأنه بحاجة للسيطرة على حياته بطريقة أو بأخرى، أو كوسيلة لتشتيت الانتباه والتركيز عن المرض.
وللمزيد من المعلومات الطبية النفسية يمكنكم الاطلاع علي المقالات الآتية:
تعليقات