fbpx

مرض السل

نظرة شاملة

السل هو عدوى بكتيرية تصيب الجهاز التنفسي بشكل رئيسي وتنتقل عن طريق استنشاق الرذاذ المتطاير من أحد المصابين به عند العطس أو السعال. بالرغم من أن السل مرض خطير إلا أنه يسهل علاجه بالمضادات الحيوية المناسبة.

يمكن أن يصيب السل أي جزء آخر من الجسد كالبطن، والغدد الصغيرة (العقد الليمفاوية)، والعظام، والمفاصل، والجهاز الهضمي، والمثانة، والجهاز التناسلي، والجهاز العصبي. ويحدث ذلك لذوي المناعة الضعيفة.

image_transcoder.php?o=bx_froala_image&h=117&dpx=1&t=1595934246

اعراض مرض السل

تتباين أعراض مرض السل وفقًا للجزء المصاب من الجسم، عادةً ما يكون تطور المرض بطيئًا على مدار عدة أسابيع قبل أن يلاحظ المريض أنه ليس على ما يرام. تظهر الأعراض بعد الإصابة بالعدوى بعدة أشهر وأحيانًا يستغرق الأمر سنوات لظهورها، ويُسمى ذلك بالسل النشط.

إلا أنه في بعض الحالات لا تظهر أية أعراض على الإطلاق بالرغم من كون الشخص حاملًا للمرض وتُعرف هذه الحالة بالسل الخامل.

إذا شعرت بأي من أعراض السل التي سنذكرها أو لاحظتها على أي فرد من أفراد أسرتك فسارع باستشارة الطبيب.

أعراض السل العامة

  • فقدان الشهية
  • الحمى
  • التعرق ليلًا
  • الإرهاق الشديد

تعتبر هذه الأعراض عامة ويمكن أن تحدث لعدة أسباب لذا فإنها وحدها لا تدل على إصابتك بالسل.

أعراض السل على الجهاز التنفسي

  • سعال يستمر لأكثر من 3 أسابيع ويصاحبه مخاط أو بلغم قد يكون ممزوجًا بالدم.
  • مواجهة صعوبة في التنفس تزداد سوءًا بمرور الوقت.

أعراض السل على باقي الجسم

  • تورّم العقد الليمفاوية
  • آلام البطن
  • الشعور بالألم في العظام أو المفاصل المصابة والعجز عن تحريكها
  • الشعور بالاضطراب الذهني
  • صداع مستمر
  • الإصابة بنوبات تشنجات

اسباب مرض السل

يتسبب نوع محدد من البكتيريا يُعرف باسم Mycobacterium tuberculosis في داء السل، وهو ينتقل من شخص مصاب إلى آخر سليم عن طريق استنشاق الرذاذ المُحمّل بهذه البكتيريا أثناء السعال أو العطس. وبالرغم من أنه ينتقل بنفس الطريقة التي ينتقل بها الزكام أو الانفلونزا فإنه ليس مرضًا معديًا.

ينتقل السل بقضاء وقت طويل مع المصاب (العديد من الساعات) والاحتكاك به، فعلى سبيل المثال ينتقل بين أفراد الأسرة الواحدة لأنهم يعيشون في نفس المنزل معًا. لذا فمن المستبعد أن تصاب بالسل بمجرد جلوسك بالقرب من شخص مصاب في الحافلة أو القطار.

كما أن الإصابة بداء السل لا تعني بالضرورة قابلية نقله للآخرين، فالأطفال المصابون بالسل لا ينقلون العدوى لغيرهم، كما أن السل الذي يصيب أجزاء أخرى من الجسد بخلاف الجهاز التنفسي لا يمكن نقله.

السل النشط والسل الخامل

يستطيع جهاز المناعة القوي القضاء على البكتيريا المسببة لداء السل، ولهذا السبب من الصعب أن يصاب الأصحاء به. وفي حالة ضعف جهاز المناعة يصاب الشخص بالمرض وقد لا تظهر أية أعراض على بعض الحالات (السل الخامل)، أو قد تظهر أعراض على البعض الآخر خلال عدة أسابيع أو أشهر أو سنوات (السل النشط).

يظهر السل النشط على نسبة تصل إلى 10% من المصابين بالسل الخامل بعد سنة أو اثنتين من إصابتهم بالعدوى، أو عند ضعف جهاز مناعتهم مثل ما يحدث عند اتباع العلاج الكيميائي للسرطان.

المرشحون للإصابة بالسل

أن تكون مرشحًا للإصابة بالسل لا يعني أنك ستصاب به لكن يعني أن احتمالية إصابتك به أعلى من الآخرين، وينطبق ذلك على الأشخاص الذين:

  • يقيمون في بلاد أو مناطق ترتفع فيها نسبة الإصابة بالسل أو قضوا وقتًا في هذه الأماكن
  • يحتكون مع مصاب بالسل لفترات طويلة
  • يعيشون في مناطق مزدحمة
  • المصابون بأمراض تضعف جهاز مناعتهم مثل داء السكري
  • يتلقون علاجًا يقلل من مناعتهم مثل العلاج الكيميائي
  • صغار السن أو كبار السن حيث تكون مناعتهم أضعف من البالغين الأصحاء
  • سوء الحالة الصحية أو يتبعون نظام حياة غير صحي مثل مدمني العقاقير والكحوليات

تشخيص داء السل

توجد عدة تحاليل وفحوصات مستخدمة لتشخيص داء السل، ويعتمد نوعها على نوع السل الذي يشك الطبيب في إصابتك به.

  • مرض السل الرئوي

يعتبر تشخيصه صعبًا ويحتاج لإجراء العديد من التحاليل والفحوصات والتي قد تشمل تصوير الصدر بالأشعة السينية بحثًا عن أية تغييرات في شكل الرئة تدل على الإصابة بالمرض. كما تُؤخذ عينة من المخاط أو البلغم لفحصها بحثًا عن بكتيريا السل.

image_transcoder.php?o=bx_froala_image&h=116&dpx=1&t=1595933900
  • مرض السل خارج الرئة

من الفحوصات المستخدمة في تشخيص السل خارج الرئة:

  •  تصوير الجزء المصاب بالأشعة المقطعية، أو الرنين المغناطيسي، أو السونار
  • فحص الجسم من الداخل بأنبوب طويل، ورفيع، ومرن، ومزود بضوء وكاميرا في طرفه (المنظار) – يمكن إدخال المنظار من إحدى فتحات الجسم مثل الفم، أو عبر شق جراحي صغير في الجلد عند الحاجة
  •  تحاليل البول والدم
  •  أخذ خزعة – وهي عينة صغيرة من الأنسجة أو السوائل الموجودة في المنطقة المصابة تُفحص بحثًا عن بكتيريا السل

في حالة شك الطبيب في إصابة دماغك أو جهازك العصبي بالسل فإنه يأخذ عينة من السائل النخاعي الموجود في عمودك الفقري ودماغك.

  • فحوصات داء السل الخامل

بالرغم من أن السل الخامل لا تصحبه أية أعراض فبالتالي لن تعرف أنك مصاب به، إلا أنه يُنصح بإجراء فحوصاته في بعض الحالات مثل الاحتكاك المباشر لفترة طويلة بشخص يعاني من مرض السل الرئوي، أو في حالة عودتك من بلد أو منطقة ينتشر السل فيها.

علاج السل

بالرغم من كون السل مرضًا خطيرًا قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يُعالج بالشكل الصحيح، إلا أنه يسهل علاجه بتناول المضادات الحيوية المناسبة لعدة أشهر، وفي أغلب الحالات لا يحتاج المرضى لدخول المستشفى للعلاج. كما أن حالات الوفاة بعد تلقي العلاج نادرة.

  • مرض السل الرئوي

إذا كنت مصابًا بالسل الرئوي النشط فسيصف لك الطبيب دورة علاجية تبلغ 6 أشهر على الأقل بمجموعة من المضادات الحيوية، وعادةً ما يكون علاج هذه الحالة هو:

  • مضادان حيويان (أيزونيازيد وريفامبيسين) لمدة 6 أشهر
  • مضادان حيويان إضافيان (بيرازيناميد وإيثامبيوتول) في أول شهرين من العلاج

قد لا تشعر بتحسن لعدة أسابيع وهو ما يعتمد على صحتك العامة وشدة مرضك. عادةً ما يشعر أغلب المرضى بالتحسن بعد مرور أسبوعين من العلاج ولن يكون بإمكانهم نقل العدوى لغيرهم. إلا أنه من المهم استكمال الدورة العلاجية بالمضادات الحيوية كلها.

المواظبة على العلاج لمدة 6 أشهر هو الطريقة المثلى للقضاء على بكتيريا السل تمامًا، وفي حالة أنك لم تكمل العلاج أو أغفلت بعض الجرعات فقد تصبح بكتيريا السل لديك منيعة ضد المضادات الحيوية وهو ما سيجعل القضاء عليها أكثر صعوبة.

  • السل غير الرئوي

يمكن علاج هذا النوع بنفس الدورة العلاجية بالمضادات الحيوية المستخدمة للسل الرئوي. أما إذا كانت عدوى السل في الدماغ أو الغشاء المحيط بالقلب، فسيتوجب عليك في البداية تناول الكورتيزون لعدة أسابيع مع المضادات الحيوية للحدّ من تورم المنطقة المصابة.

  • السل الخامل

إذا كنت تبلغ من العمر 65 عامًا أو أقل ومصابًا بالسل الخامل فيُنصح بتلقي العلاج السابق، إلا أن المضادات الحيوية قد تؤدي لتلف كبد المرضى كبار السن. لذا فإذا كان تلف الكبد يشكل مشكلة لك فسيقرر الطبيب علاجك من عدمه وفقًا لمنافع ومخاطر العلاج.

ويُنصح بعلاج داء السل الخامل في المرضى الذين يحتاجون علاجًا يضعف جهاز المناعة مثل تناول السترويدات لفترات طويلة أو العلاج الكيميائي.

image_transcoder.php?o=bx_froala_image&h=115&dpx=1&t=1595933868

الأعراض الجانبية لعلاج السل

قد يسبب المضاد الحيوي مثل الأيزونيازيد تلف الأعصاب. ولهذا سيعطيك الطبيب فيتامين ب6 لتقليل احتمالية حدوث ذلك. كما سيتم فحص وظائف الكبد قبل البدء بالعلاج. في حالات نادرة تسبب المضادات الحيوية المستخدمة في علاج السل تلف العينين. لذا يجب فحصهما قبل البدء بالعلاج.

تواصل مع الطبيب فورًا في حالة شعرت بأعراض سيئة خلال فترة العلاج مثل:

  • شعرت بالمرض
  • اصفرار الجلد والعينين
  • حمى مرتفعة بدون سبب
  • خدر اليدين أو القدمين
  • ظهور طفح جلدي أو حكة شديدة
  • ازدواج الرؤية أو أية مشاكل فيها

تتداخل بعض المضادات الحيوية مع حبوب منع الحمل، لذا عند تناولها يجب استخدام وسائل بديلة لمنع حمل مثل الواقي الذكري.

الوقاية من عدوى السل

إذا كنت مصابًا بالسل الرئوي فيجب عليك أن تدرك أنك قادر على نقله لشخص سليم خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع الأولى من علاجك. لست بحاجة لعزل نفسك في هذه الفترة إلا أن اتباع بعض الإجراءات الوقائية سيحمي أسرتك وأصدقاءك من الإصابة بالسل.

لذا يتوجب عليك أن:

  • تبتعد عن أماكن العمل والدراسة حتى يخبرك الطبيب أنه بإمكانك العودة
  • تغطي فمك بمنديل ورقي عند السعال أو العطس أو الضحك
  • تخلص من أية مناديل ورقية مستخدمة بوضعها في كيس بلاستيكي وغلقه بإحكام
  • افتح النوافذ كلما أمكن ذلك لتجدد هواء الغرفة التي تجلس بها
  • لا تنم مع أشخاص آخرين في نفس الغرفة

الدول التي ينتشر السل فيها

  • إفريقيا – خاصةً جنوب وغرب إفريقيا
  • جنوب آسيا – يشمل ذلك دول الهند، وباكستان، وإندونيسيا، وبنغلاديش
  • روسيا
  • الصين
  • أمريكا الجنوبية
  • قطاع غرب المحيط الهادي – يشمل ذلك فيتنام، كمبوديا، الفلبين

تعليقات