معلومات صادمة لا تعرفها عن اللحوم
تعتبر اللحوم مصدرًا رئيسًا للغذاء منذ العصور القديمة والإنسان البدائي فهي تستخدم وتُستهلك بشكل يومي حتى يومنا هذا، وتعتبر أيضًا من أنواع الطعام المثيرة للجدل بشكل كبير. تُعتبر اللحوم من ناحية عنصرًا أساسيًا في الكثير من الأنظمة الغذائية، ومصدرًا ممتاز للبروتين، والعناصر الغذائية المهمة، ومن ناحية أخرى يعتقد بعض الناس أن تناولها غير صحي وغير أخلاقي وغير ضروري كذلك.. و سوف نناقش معًا كل التفاصيل والجوانب المختلفة، وسنزودك بالمعلومات التي تحتاج أن تعرفها عن اللحوم.
محتويات:
ما اللحوم؟ أنواع اللحوم. فوائد اللحوم. أضرار اللحوم. كيف تتجنب أضرار اللحوم؟ هل أكل اللحوم مفيد أم ضار؟ |
ما اللحوم؟
تُعرف اللحوم على أنها لحم الحيوانات التي يعدها الإنسان ويستهلكها كمصدر للغذاء، وفي بعض الدول (مثل: الولايات المتحدة) يشير مصطلح اللحوم بشكل أساسي إلى الأنسجة العضلية للثدييات والطيور، وعادةً ما يتم تناوله على شكل شرائح، أو أضلاع، أو مشوي … إلخ.
يُطلق على الكبد، والكلي، والمخ، والأمعاء اسم ”المخلفات” وكانت تُشيع قديمًا في معظم الأنظمة الغذائية الغربية ولا زالت تحظي بشعبية في بعض أنحاء العالم. في يومنا هذا تأتي معظم اللحوم في جميع أنحاء العالم من الحيوانات التي يتم تربيتها في المزارع ولا سيما المجمعات الصناعية الكبيرة التي غالبًا ما تأوي آلاف الحيوانات في وقت واحد، ومع ذلك في بعض الثقافات التقليدية يظل صيد الحيوانات هو الوسيلة الوحيدة للحصول عليها.
أنواع اللحوم
تُصنف أنواع اللحوم حسب مصدرها الحيواني، وكيفية تحضيرها:
اللحم الأحمر:
تُعتبر الثدييات مصدرًا للحوم الحمراء، وهو يحوي في تركيبه على بروتين الميوجلوبين الغني بالحديد بنسبة أكثر من وجودها في اللحوم البيضاء، ويأتي اللحم الأحمر من العديد من الحيوانات، مثل: الأبقار، والعجول، والماعز.
اللحم الأبيض:
يكون هذا النوع أفتح في اللون من اللحوم الحمراء، ويأتي غالبًا من الطيور، مثل: الدجاج، والديك الرومي، والبط، والبجع، وكذلك من الطيور البرية، مثل: السمان، والدِراج.
اللحوم المصنعة:
تمر اللحوم المصنعة بالعديد من العمليات، منها: التمليح، والمعالجة، والتدخين، والتجفيف، وتعزيز النكهة، .. وغيرها من العمليات؛ للحفاظ عليها. من أمثلة هذه اللحوم، هي: السجق، والنقانق، واللحوم المقددة، ولحوم اللانشون، والبسطرمة.
ملحوظة: أ غلب الأشياء المحيطة بنا هي سلاح ذو حدين إذا أُستخدمت بشكل السليم فهي مفيدة، وإذا أُستخدمت بشكل غير المناسب فتكون غير مفيدة وضارة.
بعد أن عرفنا ما اللحم؟ وما أنواعه؟.. نتطرق الآن إلى معرفة فوائد اللحم وأضراره.
ما فوائد اللحوم؟
تعد اللحوم من المصادر الغذائية الرئيسية والهامة فاللحوم الخالية من الدهون هي مصدر ممتاز للبروتين، حيث تحتوي على حوالي 25-30٪ بروتين بالوزن بعد الطهي. يحتوي 100 جرام من صدور الدجاج المطبوخة على حوالي 31 جرام من البروتين، وتحتوي نفس الكمية من اللحم البقري الصافي علي حوالي 27 جرام من البروتين. البروتين الحيواني هو بروتين كامل، مما يعني أنه يوفر جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة.
أفاد بعض الباحثون في جامعة إلينوي أن الأنظمة الغذائية عالية البروتين ” 0.73 جرام من البروتين لكل رطل من وزن الجسم ” تعزز فقدان الوزن والحفاظ على كتلة العضلات بشكل أفضل من الأنظمة الغذائية منخفضة البروتين، ولذلك يعد اللحم مصدراً جيداً للبروتين بالنسبة للرياضيين. تسبب اللحوم أيضاً قلة الشهية وزيادة التمثيل الغذائي، حيث أظهرت العديد من الدراسات أن الأنظمة الغذائية عالية البروتين التي تشمل اللحوم تزيد من معدل الأيض، وتقلل من الجوع، وتعزز الشبع.
يرتبط تناول البروتين الحيواني باستمرار بزيادة كتلة العضلات، حيث أُثبت في إحدى الدراسات التي أجريت على النساء الكبيرة في السن أن تناول لحم البقر أدي إلى زيادة الكتلة العضلية وتقليل علامات الالتهاب.
تحسن اللحوم من كثافة العظام، حيث تحصل على عظام أقوي عند تناول اللحوم. اللحوم الحمراء غنية أيضًا بالحديد، وهو شيء تفتقر إليه العديد من المراهقات وأيضًا النساء في سنوات الإنجاب.
يحدث امتصاص أفضل للحديد أثناء تناول اللحوم ، حيث تحتوي اللحوم على حديد الهيم الذي يمتصه جسمك بشكل أفضل من الحديد غير الهيم من النباتات. توفر اللحوم الحمراء فيتامين ”ب 12″ الذي يساعد في تكوين الحمض النووي ويحافظ على صحة الأعصاب وخلايا الدم الحمراء، وتوفر أيضاً الزنك مما يحافظ على عمل الجهاز المناعي بشكل صحيح.
ما أضرار اللحوم؟
هل اللحم ضار؟ كيف يمكن أن يكون ضارًا بعد أن عرفنا كل هذه الفوائد عنه! كيف لهذا المصدر الجميل الغنيّ بالبروتين والعناصر الغذائية المفيدة لنا أن يكون ضار!
نعم عزيزي القارئ كما ذكرنا فإن معظم الأشياء المحيطة بنا هي سلاح ذو حدين وكذلك اللحوم.
وُجد في إحدي الدراسات دراسة نُشرت في المجلة الدولية لعلم الأوبئة؛ أن الأشخاص الذين يتناولون اللحوم الحمراء والمعالجة أربع مرات أو أكثر في الأسبوع تزيد لديهم مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 20٪ مقارنة بأولئك الذين يتناولون اللحوم الحمراء والمُعالجة بشكل أقل من مرتين في الأسبوع. في حين أن اللحوم الحمراء المطبوخة في درجات حرارة عالية قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، ولا يبدو أن اللحوم البيضاء لها هذا التأثير في الواقع، كما وجدت إحدى الدراسات أن استهلاك الدواجن كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون حتى عند طهيها لدرجة التفحم.
وتشير وحدة مراقبة ودراسة الحيوانات إلى أنه بالإضافة إلى المركبات السّامة التي تكونت أثناء الطهي -عالي الحرارة- فإن حديد الهيم ”نوع من أنواع الحديد الموجودة باللحم” الموجود في اللحوم الحمراء قد يلعب دورًا في تطور سرطان القولون، بالإضافة إلى ذلك يعتقد بعض الباحثين أن اللحوم المصنعة قد تؤدي إلى التهاب القولون الذي يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
وقد وُجد أيضًا أن الدهون المشبعة الشائعة في جميع أنواع لحوم البقر ترفع نسبة الكوليسترول؛ مما يؤدي إلى تراكم الترسبات الدهنية في الأوعية الدموية التي تجبر القلب على العمل بجهد أكبر، علاوةً على ذلك يمكن أن تتفكك هذه الترسبات وتُشكـِّل جلطة دموية؛ يمكنها التسبب بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية.
كما يوجد الكثير من الجدل حول دور الدهون المشبعة في الوجبات الغذائية، وتشير مؤسسة القلب إلى أن إزالتها من نظامك الغذائي ليس وَحدَه ضمانًا لصحة أفضل؛ حيث يعتمد ذلك على مصدر الطاقة الذي تستبدله به، وتحتوي الدواجن والأسماك على دهون مشبعة أقل وفي الوقت نفسه فإن الدهون غير المشبعة في الأسماك وخاصة ”السلمون” لها فوائد صحية.
كذلك أظهرت العديد من الدراسات الكبيرة إلى وجود ارتباط بين اللحوم المصنعة أو الحمراء ومرض السكري النوع الثاني؛ حيث وُجدت بالرجوع لثلاث دراسات أن تناول أكثر من نصف حصة من اللحوم الحمراء يوميًا زاد من خطر الإصابة بمرض السكري في غضون 4 سنوات بنسبة 30٪؛ ويرجع ذلك جزئيًا إلى زيادة الوزن.
كيف تتجنب أضرار اللحوم؟
إليك بعض الخطوات البسيطة التي عليك اتباعها؛ لتجنب أضرار اللحوم:
- اختر المنتجات غير المصنعة؛ حيث ستكون اللحوم غير المصنعة دائمًا أكثر صحة بالنسبة لك من الأصناف المصنعة.
- اشترِ اللحم الطازج دائمًا.
- قلـِّل من درجة حرارة الطهي العالية.
- تجنب دائمًا الإفراط في الطهي، أو الشوي.
- اختر لحوم الأبقار والماشية التي تتغذى على العشب بدلـًا من الحبوب -إن أمكن ذلك-.
نأتي الآن إلى السؤال الذي يدور في رأسك حاليًا ألا وهو:
هل أكل اللحوم مفيد أم ضار؟
رغم صعوبة هذا السؤال إلا أن إجابته سهلة؛ وهي أن أكل اللحوم بشكل مفرط وبدون اعتدال بالطبع ضار ” أي شيء يتم استهلاكه بإسراف ودون مراقبة يكون ضار”، ولكن إذا تم استهلاك اللحوم بشكل معتدل وبنسب منخفضة مع الأخذ بالحذر، وطهيه بالطريقة السليمة، واتباع الخطوات الصحيحة لإعداده عندئذٍ فإنه لا يضرّ.
وفي النهاية عزيزي القارئ.. راقب أكلك وصحتك دائمًا، واستهلك المواد الغذائية باعتدال حتى تحافظ على استقرار صحتك.
المصادر:
- The Meat Effect (webmd.com)
- Is Eating Red Meat Bad for Your Health? (webmd.com)
- Does Eating Red & Processed Meat Really Affect Your Cancer Risk? | by Jeremy Braude, Ph.D. | Mediu
تعليقات