من قلب المحن تأتي المنح | قصص نجاح علماء فلسطينيون تتحدى الصعاب

فلسطين ليست حطام منازل ولا بكاء ونواح أطفال، بل تاريخ ومجد أرادوا سلبه ومهما فعلوا لن يقدروا أن يمحوا تاريخ أولى القبلتين وثالث الحرمين، فعلم أبناءك عن تاريخ فلسطين حتى تكبر تلك الأجيال، شامخة بتراثها وتاريخها وعلمها، لتعلم ما طال فلسطين من دمار وعدوان غاشم.

 ففي هذا المقال سنتناول معًا قصص نجاح علماء فلسطينيون كانوا أشخاصًا عادية نشأوا ضمن الصراعات، لكنهم نجوا وتشبثوا جيدًا بالأمل واستمعوا إلى الصوت داخلهم وتبعوه؛ ليتألقوا ويلمعوا كلًا في مجاله متغلبين على الظروف والصعوبات، إلى أن أصبحوا علماء عظماء، تتعالى أصداء نجاحهم وتفوقهم في العالم أجمع، رافعين راية بلدهم فلسطين عاليًا. 

فلسطين في الفضاء

 يعد الدكتور عصام النمر والدكتور لؤي البسيوني من أكثر علماء الفضاء الفلسطينيون الذين ذاع صيتهم وتعاليت أصداء نجاحهم حول العالم.

 1- الدكتور عصام النمر     

 عالم ورائد فضاء فلسطيني، وُلد في جنين عام 1926 وتوفي في 15 يوليو 2005 في الولايات المتحدة الأمريكية، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدارس جنين وأنهى دراسته الثانوية في مدرسة النجاح الوطنية في نابلس، ثم التحق بجامعة “يوتاه” في الولايات المتحدة في عام 1949 وتخرج منها في عام 1953متخصصًا في العلوم الهندسية.

 كما كان للدكتور عصام النمر الفضل في كون فلسطين من أولى الدول في الشرق الأوسط التي كان لها بصمات واضحة في مجالات الفلك والفضاء، حين انضم إلى شركة كاليفورنيا للصواريخ، التي تصنع محركات الصواريخ العملاقة، وخلال عمله أظهر مهارات عالية في مجاله، مما ساعده على الانضمام إلى صناعة الفضاء، في عام 1960.

 وفي عام 1968 انتقل إلى وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” في هيوستن عاصمة ولاية تكساس، حيث قاد مجموعة من التجارب الخاصة بالمركبات الفضائية التي شاركت في إطلاق رحلة أبولو 11، التي هبطت بأمان ورسمت أولى خطوات البشر على سطح القمر في 20 يوليو 1969.

2- الدكتور لؤي البسيوني

وُلد في العالم لؤي بسيوني في ألمانيا، ثم عاد وهو أبن الخمس سنوات إلى مسقط رأس والده، في بيت حانون شمال قطاع غزة، وهناك تلقى تعليمه ثم سافر إلى الولايات المتحدة لدراسة تخصص الهندسة الكهربائية في جامعة كنتاكي ليتبع حلمه، ثم عمل بسيوني في شركة تعمل في مجال إنشاء المحركات الكهربائية، وحينها بدأت حياته تنقلب رأسًا على عقب عندما تعاقدت تلك الشركة التي يعمل بها مع وكالة “ناسا”، حيث أسند إليه العمل مع فريق ناسا في تصميم وبناء طائرة هليكوبتر تجريبية للتحليق على المريخ، وبالفعل نجح في ذلك.

الأخوة العلماء “نايفة”

 يعد الأخوة نايفة أشهر ٣ علماء فلسطينيون في مجال الهندسة والذرة بالعالم.

1- البروفيسور منير نايفة

 منير حسن نايفة هو فيزيائي جسيمات فلسطيني أمريكي، اشتهر بعمله الرائد في مجال تكنولوجيا النانو، ولد في ديسمبر عام 1945، في حي الشويكة في مدينة طولكرم، وفي أعقاب حرب فلسطين عام 1948 ونزوح الشعب الفلسطيني، اضطرت عائلة نايف الاستقرار في الأردن حيث أكمل دراسته الثانوية هناك، ثم حصل على شهادة البكالوريوس ثم الماجستير في الفيزياء من الجامعة الأمريكية في بيروت،

وبعد ذلك فاز بمنحة دراسية لمتابعة الدكتوراه في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أكملها بنجاح في عام 1974، حتى أصبح من علماء الذرة الفلسطينيون الأكثر شهرة، ثم  التحق بجامعة إلينوي أستاذًا في الفيزياء، وقد نشر أكثر من 130 ورقة علمية و10 كتب، بالاضافة إلى العديد من براءات الاختراع، كما اشتهر نايفة بأعماله الرائدة في مجال تكنولوجيا النانو التي استخدمت في العديد من التطبيقات الإلكترونية، وأحدثت طفرة طبية أدت إلى علاج العديد من الأمراض، واستمر دكتور منير في العمل المضني حتى حصد جائزة نوبل في الفيزياء عام 2005.

2- البروفيسور علي نايفة

علي حسن نايفة  هو  عالم رياضيات ومهندس ميكانيكي وفيزيائي فلسطيني والأخ الأكبر للدكتور منير نايفة، الذي يُعد من أكثر العلماء تأثيرًا في مجال الديناميكا التطبيقية في الميكانيكا والهندسة.

 وحصل على وسام بنجامين فرانكلين في الهندسة الميكانيكية عام 2014، وكان عمله الرائد في مجال الديناميكا اللاخطية مؤثرًا في بناء وصيانة العديد من الآلات والهياكل المستخدمة في الحياة اليومية، مثل السفن والرافعات والجسور والمباني وناطحات السحاب والمحركات النفاثة ومحركات الصواريخ والطائرات والمركبات الفضائية.

  3- البروفيسور عدنان نايفة

يحمل العالم الفلسطيني عدنان نايفة، درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراة في هندسة الطيران والميكانيكا من الولايات المتحدة الأمريكية.كما يعد نايفة من أبرز علماء الهندسة الميكانيكية في العالم، الذي عمل في وكالة الفضاء الدولية (ناسا)، كما شغل عدة مناصب مرموقة منها، خبيرًا دوليًا في مجال الجودة والاعتماد الأكاديمي لبرامج التعليم العالي، ومستشارًا للجودة والاعتماد الأكاديمي لعدد من الجامعات الفلسطينية والأردنية والسعودية والقطرية، وغيرها.

مهندسون ومهندسات من فلسطين

  1- البروفسور مجيد الكاظمي 

وُلد البروفسور مجيد الكاظمي العالم النووي عام1947في القدس،إلى أن أجبرت عائلته للنزوح إلى الأردن، على أثر ما عاشه الشعب الفلسطيني من نكبة عام 1948، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة النووية عام من جامعة الإسكندرية  مصر،  ومنها إلى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصل على درجة الماجستير في العلوم النووية في عام 1971 والدكتوراه في عام 1973.

وقد شغل عدة مناصب ضمن هيئة التدريس في أقسام العلوم والهندسة النووية التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وقسم الهندسة الميكانيكية، كما كان مديرًا لكل من مركز نظم الطاقة النووية المتقدمة التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومركز الكويت للتكنولوجيا للموارد الطبيعية والبيئة، كما أشرف على 45 رسالة دكتوراه و80 رسالة ماجستير خلال عمله في ذلك المعهد، ونشر أكثر من 200 ورقة علمية، وشارك في تأليف كتاب دراسي من مجلدين عن “الأنظمة النووية”، بالإضافة إلى العديد من المساهمات المؤثرة في وضع استراتيجيات تكنولوجيه لدورة الوقود النووي” داخل المحطات النووية.

2- دكتورة هالة جار الله الخزندار

 ولدت دكتورة هالة الخزندار في غزة، فلسطين وحصلت على بكالوريوس في الفيزياء من جامعة بيرزيت في فلسطين عام 1987، ثم حصلت على الدكتوراه في الفيزياء في مجال الكهرباء من جامعة ولاية نيومكسيكو في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1999. 

تعمل حاليًا أستاذًا دكتورًا في قسم الهندسة الكهربائية في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث شاركت في العديد من الأبحاث والدراسات أهمها دراسة الألياف الضوئية وكيفية تطبيقها في مجال الاتصالات والمجسات الضوئية.

رفعت اسم فلسطين عاليًا بحصولها على العديد من الجوائز العالمية ومنها جائزة الإيسيكو للعلوم والتكنولوجيا، وحتى الآن مازالت د هاله ترسم قصص نجاحها من قلب فلسطين. 

 تلك هي أشهر قصص نجاح علماء فلسطينيون التي ذاع صيتها، تلهمنا جميعًا لنتحدى الصعاب ونتذكر من هي فلسطين القوية الأبية الصامدة، سنظل نذكرهم بتاريخك حتى الممات.

قد يهمك أيضًا:

معاناة نظام الرعاية الصحية في فلسطين| الصحة في منطقة الصراع

ما هو دور منظمات الصحة العالمية في إنقاذ فلسطين؟

المصادر: spacegeneration\ thenationalnews