ميتافيرس | كيف سيترك العالم الإفتراضي أثره على الصحة النفسية
ميتافيرس | كيف سيترك العالم الإفتراضي أثره على الصحة النفسية
سمعت مؤخرًا عن ما حدث في وسائل التواصل الإجتماعي، وتكنولوجيا المستقبل وهي الميتافيرس، تُرى ماذا يُعني لميتافيرس؟ وهل ما شاهدته في أفلام الخيال العلمي سيحدث في أرض الواقع؟، هل ستكون هناك فوائد لما سيحدث أم أننا ننغلق على أنفسنا في العالم الإفتراضي لنتحول إلى أشخاص متوحدة مع التكنولوجيا، سنتعرف في هذا المقال ما تقنية الميتافيرس، وتأثيرها على الصحة النفسية؟، وهل تزداد حالات الاكتئاب والصرع، ونجد حالات متزايدة من الاضطرابات النفسية؟
عناصر المقال:
- ماذا تُعني الميتافيرس؟
- هل للميتافيرس فوائد؟
- ما أضرار تقنية الميتافيرس؟
- هل سيكون هناك محاسبات قضائية في الميتافيرس؟
- الميتافيرس والأمن السيبراني.
ماذا تُعني الميتافيرس؟
صاغ البعض تعريفًا للميتافيرس وهو ( الكون الذي أُنشأ عن طريق التكنولوجيا)، وفي تصريح لمارك زوكربيرج ميتافيرس لغويًا تنقسم إلى مقطعين ميتا Meta وتعني ما وراء، وفيرس vers وتُعني الكون، مجملًا الميتافيرس تُعني العالم الرقمي الذي يتعامل ويتفاعل فيه المستخدمون في بيئة ثلاثية الأبعاد مثل الألعاب الإلكترونية، وفي مشروع زوكربيرج يصبح هذا المصطلح مُطبق على جميع نواحي الحياة.
هل للميتافيرس فوائد؟
يمكننا الإجابة بنعم أو لا، كُلا حسب رؤيته للأمر، لكننا سنتناول الموضوع من جميع الإتجاهات، ونترك لك عزيزي القارئ حرية الإختيار.
1. ميتافيرس والإعاقة الجسدية: تمنع الإعاقات الجسدية المريض من ممارسة حياته بشكل طبيعي، وربما أيضا عدم الحركة، سيجد الشخص نفسه في العالم الإفتراضي قادر على التحرك، والذهاب إلى أماكن مختلفة، وربما أيضًا ممارسة الرياضة، والجري، بالتأكيد كل هذا سيُحسن من صحته النفسية، وطريقة معايشته.
2. ميتافيرس والاغتراب: شعرنا جميعا بإفتقاد بعض الأشخاص في حياتنا بسبب الاغتراب وبُعد المسافات، وأكبر مثال على ذلك هو سفر الآباء، وبالطبع جميعنا يدرك المشاكل النفسية والتربوية التي تصيب الأبناء نتيجة سفر واغتراب الأب، وكم من عائلات انهارت بسبب ذلك؟، ستحدث تقنية الميتافيرس ثورة في هذا النطاق، ستجعل الآباء يعيشون مع أبنائهم و يشاركونهم حياتهم، مما يقلل من الفجوة بين الآباء والأبناء. كذلك اغتراب الأبناء، أو الهجرة سيتيح لذويهم التعايش معهم وكأنهم في مكان واحد، يمكننا هنا التساؤل هل يمكن للسجناء، استخدام تقنية الميتافيرس في رؤية ذويهم؟ أم أن العقوبة تمنع من ذلك؟
3. ميتافيرس والطب النفسي: قامت تجربة في إحدى المصحات النفسية في هونج كونج تحت مسمى (نعم، أستطيع) (yes,I can)، في تلك التجربة يقوم مرضى الرهاب الإجتماعي، والمصابون باضطراب القلق بالدخول والانغماس في العالم الإفتراضي مثل (الجلوس في أماكن عامة، أو المقهى) ومقابلة أشخاص مختلفة، وقد أثبتت تلك الطريقة فعاليتها مع المرضى في الحد من الاضطراب، وتحسين مهاراتهم الإجتماعية، يمكن الإستفادة أيضًا من العالم الافتراضي في الوصول بسهولة للأطباء النفسيين، وهذا يعود بالنفع في تقليل تكلفة التنقلات، وكذلك تسهيل الوضع على الأشخاص أصحاب الذين لا يتواجد أطباء نفسيين في محيطهم.
4. ميتافيرس والصحة العامة: تُعد جائحة كورونا أحد أقوى الأمثلة على سرعة انتشار الأمراض نتيجة التعاملات اليومية، وكذلك تحورها وظهور سلالات منها أصبح أمرًا مرعب، تقنية الميتافيرس تعمل على تقليل التزاحم الاجتماعي وبالتالي الحد من انتشار الكورونا، أو أمراض أخرى، وكذلك الحفاظ على سلامة الموظفين وتسهيل أعمالهم من خلال المنزل، نتذكر جميعنا العزلة التي فُرضت بسبب بدايات الجائحة وانتشارها، وكيف كانت وسائل التواصل الاجتماعي هي الوسيلة الوحيدة للتواصل، في تقنية الميتافيرس نستطيع بسهولة اللقاء والتعامل في العالم الافتراضي دون الخوف من أي عدوى أو مرض.
ما أضرار تقنية الميتافيرس؟
نظرًا لأن تقنية المتافيرس لم تحدث بعد، فلا توجد دراسات طويلة المدى، وإنما نستخدم القياس لأضرار وسائل التواصل الاجتماعي،واستخدام شبكات الإنترنت.
- اختلال الإدراك: يحدث تشويش لدى الشخص هل هو في العالم الواقعي، أم الافتراضي؟، ويؤدي هذا إلى تصرفات متهورة في العالم الحقيقي، لفقدانه الإحساس بالمكان، والزمان.
- الصحة النفسية: تؤثر مواقع التواصل وشبكات الإنترنت على الصحة النفسية بشكل كبير مع إدمان الإستخدام، لذا سيكون الأمر أسوأ عندما نجعل معظم حياتنا في العالم الافتراضي، ومن الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تسببها ميتافيرس:
- الاكتئاب
- القلق
- التوتر
- العصبية
- اضطرابات النوم، والأرق
- العنف الزائد
- الشعور بالوحدة في العالم الحقيقي.
- الرغبة في الانفصال عن الواقع، والاكتفاء بالشخصية التي صُنعت خلف الشاشات
- الإنتحار.
بالإضافة لتأثر الصحة العامة مثل زيادة نسبة مرضى السمنة، بسبب العادات الصحية الخاطئة، وقلة الحركة، كما يمكن أن تزداد الفجوة الاجتماعية نتيجة التوحد مع العالم الافتراضي، والإنعزال عن العائلة، والأصدقاء.
هل سيكون هناك محاسبات قضائية في الميتافيرس؟
إذا كانت الإجابة ب \”لا” فسنجد نزعة الانتقام والعنف تزداد بشكل رهيب، وحينها سيكون الأمر وابلًا خاصة على المراهقين، والأطفال.
الميتافيرس والأمن السيبراني:
نعلم جميعنا حالات الاختراق التي تتعرض لها الحسابات، وسرقة المعلومات الشخصية سواء من قِبل الأشخاص، أو الهيئات العليا لبعض الدول، فهل سيكون هناك حماية للمعلومات الشخصية للفرد في عالم الميتافيرس؟، أظن أن الإجابة الأغلب هي لا، حينها سيزداد معدل عمليات الابتزاز، ومحاولات التلاعب.
من الأكثر عرضة لأضرار الميتافيرس؟
بعض الأشخاص سيكونوا أكثر عرضة، وتأثرًا بأضرار الميتافيرس ومنهم:
- أولاً – الأطفال: عدم تواجد نمط تربوي صحيح، ووضع معدل ساعات لاستخدام الوسائل تكنولوجيا، يعرض الطفل لمشاكل سلوكية، وتربوية، ونفسية تصبح خطيرة على المدى البعيد.
- ثانياً – المراهقين: يُزيد الاستخدام المفرط للتكنولوجيا نزعة العنف لدى المراهقين، كما يزيد من احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية.
- الذين يعانون من الاضطرابات النفسية: مثل الاكتئاب، سيزيد العالم الافتراضي، والعزلة التي يفرضها من حدة الاكتئاب، كذلك سيزيد من نوبات الحزن التي يصاب بها الشخص.
- الذين يعانون من الاكتئاب ثنائي القطب: يتأرجح مريض ثنائي القطب بين حالات من الهوس، وحالات الحزن (الاكتئاب)، العالم الافتراضي يجعله أكثر عرضة لتكرار النوبات.
- الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية: يعاني الشخص في اضطراب الشخصية الحدية من الاندفاعية، وعدم الحكم على المواقف بشكل صحيح لعدم استقرار مشاعره، لذا العالم الإفتراضي يجعله يشعر بالاندفاعية بصورة أكبر، ويزيد لديه نوبات الغضب.
- الذين يعانون من الاضطرابات الذُهانية: يصعب فيها على المريض التفرقة بين الواقع والخيال، عند استخدام الميتافيرس سيؤدي إلى تطور الأمر بشكل أسوأ يصل إلى إيذاء نفسه.
نصائح للحد من أضرار الميتافيرس:
- الاهتمام بتربية الطفل وتحديد استخدام الألعاب الإلكترونية، وكذلك وسائل التواصل الإجتماعي
- الحفاظ على وقت مخصص للعائلة بعيدًا عن أي تقنيات
- نزهة عائلية كل أسبوع والاستمتاع بالطبيعة
- الحفاظ على الأكل الصحي
- الحفاظ على ممارسة الأنشطة، والتواصل مع الأشخاص على أرض الواقع
- أذا كنت تعاني من اضطراب نفسي، يجب عليك الحفاظ على العلاج الدوائي، وجلسات الطبيب.
- عند مواجهة أي صعوبات في السيطرة على الوقت، أو الإحساس بالعزلة، يُنصح باللجوء إلى مختص نفسي.
ختامًا عزيزي القارئ التكنولوجيا دائمًا سلاح ذو حدين، أنت من تحدد أي جانب ستختار؟، تقنية الميتافيرس ليست مشكلة في حد ذاتها، فقد عرضنا لها مميزات كثيرة، لكن الاستخدام الخاطئ يحولها من مجرد تقنية للتواصل، لعالم يحبس فيه الإنسان نفسه، ليجد نفسه غريب عن من حوله، عن الشعور بأي مشكلة سواء جسدية أو نفسية يرجى مراجعة المختص فورًا، أطفالك أغلى ما تملك فحافظ عليهم من أخطار التكنولوجيا، أنت مثلهم الأعلى إذا رأوا كثرة استخدامك لهاتفك الجوال، والإنشغال عنهم، وعدم تخصيص وقت لسماعهم، أو تخصيص وقت للعائلة، فبالتأكيد لن يعود هذا عليهم بالخير.
اقرأ أيضا:
اضطراب الهوية الجنسية | الأعراض والعلاج
ما الذى تتوقعه عند الطبيب النفسى
المصادر:
- How the Metaverse Could Be Good for Your Health – You Must Get Healthy
- Mental Health and the Metaverse. Akash Nigam’s Thoughts on Mental Health… | by Saul B | Medium
- Is the metaverse safe? Five risks associated with this technology – Archyde
- Metaverse: Would You Remain Yourself in a Virtual World? (tidio.com)
تعليقات