fbpx

هل للسمات الشخصية دور في الإصابة بأمراض الشيخوخة وألزهايمر؟

كشفت دراسة جديدة من كلية الطب بجامعة ولاية فلوريدا أن التغيرات الدماغية المرتبطة بمرض ألزهايمر غالبًا ما تظهر مبكرًا في الأفراد الذين لديهم سمات شخصية لها صلة بهذا المرض.

ركزت الدراسة على صفتين مرتبطتين سابقًا بخطر الإصابة بالخرف: الصفة الأولى هي العُصابية، التي تقيس الاستعداد للمشاعر السلبية؛ أما الصفة الثانية فهي الضمير، التي تقيس ميل الشخص إلى الاهتمام والتنظيم وتحقيق الأهداف والشعور بالمسؤولية.

يقول دكتور أنطونيو تيراتشيانو، أستاذ طب الشيخوخة بكلية الطب: ” لقد أجرينا دراسات توضح من هم المعرضون لخطر الإصابة بالخرف، لكن تلك الدراسات الأخرى كانت تبحث في التشخيص الإكلينيكي. هنا، نحن ننظر في علم الأمراض العصبية، أي العلامات المرئية في الدماغ التي تخبرنا عن ماذا يحدث تشريحيًا داخل الدماغ بسبب المرض. تظهر هذه الدراسة أنه حتى قبل الخرف الإكلينيكي، قد تنبأ الشخصية بتراكم العلامات المرتبطة بالخرف \”.

شملت الدراسات أكثر من 3000 مشارك. يوفر الجمع بين النتائج عبر الدراسات تقديرات أكثر قوة للارتباطات بين الشخصية وعلم الأمراض العصبية أكثر مما يمكن أن تقدمه دراسة فردية فردية.

 وجد الباحثون المزيد من رواسب الأميلويد والتاو (البروتينات المسؤولة عن اللويحات والتشابكات التي تميز مرض ألزهايمر في المشاركين الذين سجلوا درجات أعلى في تقييمات العصابية و درجات أقل في الضمير.  وجد الفريق أيضًا هذه الصلة أقوى في الدراسات التي أجريت على الأشخاص ذو الإدراك الطبيعي مقارنة بالدراسات التي شملت الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الإدراك.

تشير هذه النتائج إلى أن الشخصية يمكن أن تساعد في الحماية من مرض الزهايمر والأمراض العصبية الأخرى عن طريق تأخير أو منع ظهور علامات المرض لدى أصحاب الضمير اليقظ والعصابية المنخفضة.

اقرأ أيضًا : هل يمكن التنبؤ بموعد بداية أعراض خرف ألزهايمر؟

قال تيراشيانو: \”قد تنجم هذه الحماية من الأمراض العصبية عن الاختلاف في عواطف الناس وسلوكياتهم مدى الحياة. على سبيل المثال، تظهر الأبحاث السابقة أن انخفاض العصابية يساعد في التحكم في التوتر ويقلل من مخاطر اضطرابات الصحة النفسية الشائعة. وبالمثل، يدفع الضمير اليقظ صاحبه باستمرار لاتباع أنماط الحياة الصحية، مثل ممارسة الرياضة. وبمرور الوقت، يمكن لسمات الشخصية الأكثر تكيفًا أن تدعم بشكل أفضل وظائف التمثيل الغذائي والمناعة، وفي نهاية المطاف تمنع أو تؤخر عملية التنكس العصبي والخرف. \”

تعد BLSA دراسة علمية عن شيخوخة الإنسان أجراها المعهد الوطني للشيخوخة (NIA)، وهو جزء من المعاهد الوطنية للصحة (NIH)، والتي بدأت في عام 1958. تم قياس الشخصية باستخدام اختبار الشخصية  خماسي العوامل، وهو أداة تقييم الشخصية الأكثر استخدامًا. كان جميع المشاركين أثناء تسجيلهم في الدراسة الفرعية للتصوير العصبي BLSA، خاليين من علامات الخرف أو الحالات الطبية الشديدة الأخرى. 

ساهم التقدم في تقنية مسح الدماغ المستخدمة لتقييم وجود بروتينات الأميلويد والتاو مرضيًا في الجسم الحي  في تيسير عمل الباحثين لإكمال هذا العمل.

قال تيراشيانو: \”حتى وقت قريب، كان الباحثون يقيسون بروتينات الأميلويد والتاو في تشريح الدماغ بعد وفاة المرضى؛ بينما في السنوات الأخيرة، مكنت التطورات في التصوير الطبي من تقييم أمراض الأعصاب عندما لا يزال الناس على قيد الحياة ، حتى قبل أن تظهر عليهم أي أعراض.\”

المصدر 

تعليقات