هل يساعد “كوجنوا” في التشخيص المبكر لاضطراب طيف التوحد عند الأطفال؟
وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على تسويق تطبيق يساعد في تشخيص اضطراب طيف التوحد (ASD) لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 شهرًا و 5 سنوات، والذين تظهر عليهم الأعراض المحتملة للتوحد.
مساعد تشخيص التوحد “كوجنوا” Cognoa ASD Diagnosis Aid هو برنامج قائم على التعلم الآلي، حيث أنه يتلقى المعلومات من الآباء أو مقدمي الرعاية ومحللي الفيديو ومقدمي الرعاية الصحية لمساعدة الأطباء في تقييم ما إذا كان الطفل معرضًا لخطر الإصابة بالتوحد.
التوحد هو اضطراب نمائي شهير، يمكن أن يسبب تحديات اجتماعية وسلوكية وفي التواصل مع الآخرين. يؤثر اضطراب طيف التوحد على حوالي 1 من كل 54 طفل. يصعب تشخيص اضطراب طيف التوحد بسبب عدم توفر أي فحص طبي لتشخيصه. بدلاً من ذلك، يتعين على الأطباء البحث في تاريخ تطور الطفل وسلوكه لإجراء التشخيص.
يتأخر تشخيص الكثير من الأطفال بالتوحد حتى وقت لاحق في مرحلة الطفولة، مما يؤدي في بعض الحالات إلى تأخير العلاج وضياع فرص التدخل المبكر. بينما يمكن اكتشاف اضطراب طيف التوحد في وقت مبكر يصل إلى 18 شهرًا، لكن متوسط العمر في تشخيص اضطراب طيف التوحد ما بعد سن الرابعة ( 4.3 عامًا).
صرح جيف شورين، مدير مركز الأجهزة والصحة الإشعاعية التابع لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية قائلًا “يمكن أن يؤدي اضطراب طيف التوحد إلى تأخير النمو البدني والمعرفي والاجتماعي للطفل، بما في ذلك تنمية المهارات الحركية والتعلم والتواصل والتفاعل مع الآخرين. كلما استطعنا تشخيص اضطراب طيف التوحد مبكرًا، كنا أسرع في تقديم استراتيجيات التدخل والعلاجات المناسبة، لذا يعد التصريح بتسويق الجهاز الحديث أداة جديدة للمساعدة في تشخيص الأطفال المصابين بالتوحد.”
اجتاز مساعد تشخيص التوحد “كوجنوا” تقييم معامل الأمان والكفاءة خلال دراسة أجريت على 425 مريضًا تتراوح أعمارهم بين 18 شهرًا و 5 سنوات. بالنسبة للدراسة، قارن الباحثون التقييمات التشخيصية التي أجراها الجهاز مع تلك التي أجرتها لجنة من الخبراء السريريين الذين استخدموا عملية التشخيص المتبعة حاليًا لاضطراب طيف التوحد. شخّص الجهاز 32٪ من الأطفال بنتيجة “إيجابية لاضطراب طيف التوحد” أو “سلبية لاضطراب طيف التوحد“. وجد الباحثون أن الجهاز يطابق استنتاجات اللجنة لـ 81٪ من المرضى الذين حصلوا على تشخيص إيجابي. بالنسبة لأولئك الذين تلقوا تشخيصًا سلبيًا، تطابق الجهاز مع استنتاجات اللجنة لـ 98٪ من المرضى. بالإضافة إلى ذلك، قام الجهاز بتحديد دقيق لاضطراب طيف التوحد لدى 98.4٪ من المرضى المصابين بهذه الحالة وفي 78.9٪ من المرضى غير المصابين بهذه الحالة.
اقرأ أيضًا : ما علاقة البيئة المحيطة بالأطفال باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟
يحتوي مساعد تشخيص التوحد “كوجنوا” على ثلاثة مكونات رئيسية. يشتمل أحد المكونات على تطبيق هاتفي لمقدمي الرعاية للإجابة على الأسئلة المتعلقة بمشاكل الطفل السلوكية ورفع مقاطع مصورة للطفل . المكون الثاني هو بوابة تحليل الفيديو للمتخصصين لعرض وتحليل مقاطع الفيديو المصورة للأطفال. المكون الأخير هو بوابة لمقدمي الرعاية الصحية، تسمح لهم بتقديم إجابات للأسئلة المطروحة مسبقًا حول المشاكل السلوكية، وتتبع المعلومات المقدمة من قبل الوالدين، ومراجعة تقرير النتائج.
بعد أن يعالج الجهاز القائم على التعلم الآلي تلك المعلومات المقدمة من الآباء ومقدمي الرعاية الصحية، فإنه يعطي نتيجة بالتشخيص الإيجابي أو السلبي. إذا لم تكن هناك معلومات كافية للجزم بالتشخيص إيجابي أو سلبي، فسوف يبلغ مساعد تشخيص التوحد أنه لا يمكن التوصل إلى نتيجة.
هناك بعض السلبيات بهذا الجهاز; ومنها احتمالية التشخيص الخاطئ والتشخيص المتأخر لاضطراب طيف التوحد بسبب نتيجة إيجابية أو سلبية مغلوطة، أو عند عدم ظهور نتيجة. قال الباحثون إن نتيجة إيجابية مغلوطة حدثت في 15 من أصل 303 طفلاً خضعوا للدراسة بدون توحد، وحدثت نتيجة سلبية مغلوطة في 1 من أصل 122 شخصًا يعانون من التوحد .
أكدت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أن الجهاز مخصص لمساعدة الأطباء في عملية تشخيص اضطراب طيف التوحد عند الأطفال. هذا يعني أنه لا ينبغي معاملته كجهاز تشخيصي مستقل، ولكن كعامل مساعد في عملية التشخيص.
تعليقات