هل يمكن أن تنجب النساء المصابة بأمراض القلب الخلقية أطفالًا أصحاء؟
يمكن لمعظم النساء اللواتي ولدن بعيوب في القلب أن يحملن بأمان وينجبن أطفالًا أصحاء أو يعانون من مشكلات طفيفة أو بسيطة، إذا حصلوا على الرعاية والاستشارات الطبية المتخصصة، وفقًا لبحث نُشر في مجلة أمراض القلب الأوروبية.
في العقود القليلة الماضية، أدى التقدم في جراحة القلب إلى بقاء المزيد من الأطفال المولودين بأمراض عيوب القلب الخلقية (Congenital Heart Diseases) على قيد الحياة وحتى وصولهم إلى سن الإنجاب، ولكن حتى الآن، لم تكن المخاطر التي تتعرض لها النساء المصابات بأمراض القلب الخلقية بسبب الحمل والولادة واضحة بالكامل. كثيرًا ما كانت نصيحة الأطباء لهن بتجنب محاولة الحمل؛ بسبب مخاطر الوفاة والمشاكل الصحية الأخرى لكل من الأم والجنين.
الدراسة الحالية التي أجريت على 7512 حالة حمل في 4015 امرأة مصابة بأمراض القلب الخلقية في ألمانيا هي الأكبر لدراسة هذه المشكلة، وأظهرت أنه لم تتوفى أي امرأة منهم، على الرغم من وجود المزيد من المضاعفات الصحية لهؤلاء الأمهات والأطفال مقارنة بمجموعة المقارنة التي تضم 11.225 حالة حمل في 6502 امرأة ليس لديها أمراض القلب الخلقية. كان هناك خطر ضئيل ولكن متزايد متعلق بوفاة الأطفال خلال الشهر الأول من العمر بين أولئك الذين ولدوا لأمهات أمراض القلب الخلقية. كان هؤلاء الأطفال معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب الخلقية بمقدار ستة أضعاف مقارنة بالمجموعة المقارنة.
شهدنا مشكلات صحية لها علاقة بالقلب أثناء وقت الولادة، ولكن بفضل وسائل الرعاية والتقنيات المتطورة لحديثي الولادة، يمكن التغلب على غالبية هذه المشكلات، وإن كان ذلك من خلال الجراحة والمكوث بالمستشفى لفترات طويلة.
درست دكتور لامرز وزملاؤها جميع حالات الحمل لدى النساء المصابات بأمراض القلب الخلقية بين عامي 2005 و 2018 بالاستعانة بملفات واحدة من أكبر شركات التأمين الصحي الألمانية، ثم طابقوا حالاتهن مع نساء من نفس العمر ليس لديهم أيًا من الأمراض القلبية الخلقية.
لم تحدث أي حالة وفاة للنساء ذوات الأمراض القلبية أثتاء الحمل وحتى 90 يومًا بعد الولادة؛ بينما توفيت امرأة واحدة في المجموعة غير المصابة. وعلى الرغم من أن المضاعفات كانت منخفضة بصفة عامة؛ إلا أن النساء المصابات بأمراض القلب الخلقية كان لديهن معدل أعلى بكثير للإصابة بالسكتات الدماغية، وفشل القلب، واضطراب النظم القلبي، مقارنة بالنساء غير المصابات بأمراض القلب الخلقية. شاعت أيضًا الولادات القيصرية في الحالات المصابة بأمراض القلب الخلقية.
اقرأ أيضًا : ما تأثير تعرض الحوامل إلى تلوث الهواء على وزن أطفالهم؟
في الأطفال المولودين لأمهات مصابات بأمراض القلب الخلقية، تزايد خطر وفاة المواليد، والوفاة خلال الشهر الأول من العمر، وانخفاض وزن المولود (ما بين 1000 – 2499 جرامًا أو أقل ذلك)، أو الأطفال المبتسرون الذين يحتاجوا تنفس صناعي، وممن يعانون من تشوهات واضحة بالجسم، أو لديهم متلازمة داون أو متلازمات جينية أخرى. 18 % من الأطفال المولودين لأمهات مصابات بأمراض القلب الخلقية كان لديهم أمراض مشابهة مقارنة بـ 3% من أطفال الأمهات غير المصابات؛ بينما احتاج 6% مقابل 0.4% إلى جراحة قلب في سن السادسة.
وجد الباحثون أن عوامل مثل: صعوبة حالة قلب الأم، ارتفاع ضغط الدم، فشل القلب، استخدام أدوية مضادات فيتامين ك في العام السابق للحمل، وعلاج الخصوبة– كانت تنبأ بحدوث مشكلات طبية عند حديثي الولادة لهؤلاء الأمهات.
تقول د. لامرز: \”يجب أن تساعد النتائج التي توصلنا إليها في إبلاغ الأمهات الحوامل المصابات بأمراض القلب الخلقية بما يمكن توقعه من مضاعفات حديثي الولادة وتوجيههن إلى مقدمي الرعاية المناسبين؛ إذا كانوا يرغبون في تكوين أسرة. المشورة الطبية جزء هام جدًا من رعاية كل امرأة تعاني من عيب خلقي في القلب ويجب أن تبدأ من سن مبكرة.
بما أن المشاكل الصحية تحدث بشكل رئيسي في النسل؛ لذا يجب أن تركز المشورة على المشاكل الصحية المحتملة بالنسبة لهم. بالنسبة لبعض النساء اللواتي قد تعرضهن عيوب القلب لخطر الوفاة أو حدوث مضاعفات خطيرة، يجب مناقشة المخاطر المرتبطة بالحمل أثناء المشورة، ويجب عدم تشجيع هؤلاء النساء على الحمل. في بعض الأحيان تفوق الرغبة في الإنجاب هذه المخاطر ولا تزال النساء تختار أن تصبح أمًا. هنا يصبح قرارًا فرديًا للمرأة وشريكها. في هذه الحالة، من المهم توفير إشراف طبي دقيق من قبل جميع الأخصائيين المشاركين طوال فترة الحمل \”.
تعليقات