هل ينتقل فيروس كورونا من الأم إلى الجنين ؟

أظهرت إحدى الدراسات أن النساء في الثلث الأخير من الحمل ( اللاتي قد أُصبن بفيروس كورونا في نفس الوقت ) لا تنقلن العدوى إلى الجنين , و قد تم القيام بتلك الدراسة بين إبريل و يونيو 2020 على النساء اللاتي ذهبن إلى أحد المراكز الطبية الثلاثة لمدينة بوسطن ؛ إما من أجل العلاج من فيروس كورونا أو الولادة . و أظهرت النتائج أنه لا يوجد أي من المولودين البالغ عددهم 127 مصاب بالفيروس . و كانت نسبة النساء المصابات اللاتي لم تظهر عندهن أية أعراض 36 % ,  34 % ظهرت عليهن بعض الأعراض الخفيفة , 11 بالمئة ظهرت عليهن أعراض متوسطة , 16 بالمئة كانت أعراضهن أشد , و 3 % كانت حالتهن حرجة . وتضمنت الدراسة أيضا 63 إمرأة حامل كانت نتيجتهن سلبية ( غير مصابات بالفيروس ) , و 11 إمراة في سن الإنجاب بدون حمل ؛ و ذلك لغرض مقارنة النتائج . و تم نشر الدراسة في مجلة JAMA Network Open بتاريخ 22 من ديسمبر 2020 .

قام الباحثون بقييم مستويات الفيروس في عينات تم أخذها من الجهاز التنفسي , الدم , و الأنسجة المشيمية . قاموا كذلك بالبحث عن ظهور الأجسام المضادة المنتقلة من الأم إلى الجنين , من حيث مدى سلامة إنتقال تلك الأجسام المضادة عبر المشيمة إلى الجنين , و فحص النسيج المشيمي . و وجدوا كميات ملحوظة من الفيروس في اللعاب , و إفرازات الحلق و الأنف . و لم يتم إيجاد الفيروس في الدم أو المشيمة . و بالرغم من خلو جميع المولودين من فيروس كورونا بعد ولادتهم , إلا أن الباحثون قد نوهوا من أن نطاق الخطر لم يكن قليلا كفاية مقارنة مما هو عليه في بعض الفيروسات الأخرى مثل : فيروس زيكا , و الفيروس المضخم للخلايا .

و من بين النتائج التي تمت ملاحظتها أن الأمهات المصابات بالفيروس تكونت عندهن أجسام مضادة للفيروس , لكنها لم تنتقل عبر المشيمة على عكس توقُع الباحثين . و طبقا للدراسة أيضا فإنه بينما لاحظ الباحثون مستويات أقل من المتوقع من الأجسام المضادة في الدم الموجود بالحبل السري , إلا أنهم وجدوا مستويات عالية من الأجسام المضادة للإنفلونزا , و الناتجة عن أخذ الأم للقاح الإنفلونزا  . 

تميل الأجسام المضادة في الفيروسات أو اللقاحات الأخرى إلى إنتقالها بكميات كبيرة ؛ و ذلك بسبب أن الأطفال غير قادرين على إنتاج الأجسام المضادة الخاصة بهم قبل 6 أشهر من العمر . 

اقرأ المزيد : دواء مضاد للإسهال يمكن أن يستخدم في علاج الأورام السرطانية

قالت دكتور دينيس جايمسون , إحدى المشاركين في الدراسة و رئيسة قسم النساء و التوليد بكلية الطب جامعة إمروي , : لا أعتقد أن النتائج حاسمة , لكنها أظهرت بعض الأسئلة الغير مجاب عنها مثل : هل بإمكان الأجسام المضادة لفيروس كورونا الموجودة بالأم المساعدة في حماية الجنين كما في حالة لقاح الأنفلونزا على سبيل المثال ؟ . و تسلط النتائج الضوء على أهمية إشراك النساء الحوامل في البحوث و الدراسات ؛ نظرا لحاجة العلماء إلى فهم أكثر عن كيفية عمل اللقاحات و الأدوية بشكل خاص على الحوامل . و أعتقد أننا نملك الآن أدوات لإنهاء الوباء , لكن سيستغرق ذلك وقتا . و في الوقت الحالي يجب أن تحذر المرأة الحامل و تستمر في حماية نفسها من العدوى . لكنني متفائلة بمعرفة أن الحوامل بإمكانهن الحصول على اللقاح . 

و بالرغم من أن الأطفال تظهر عليهم أعراض خفيفة لفيروس كورونا , إلا أن المولودين حديثا هم الأكثر عرضة للخطر , و يزداد الخطر كذلك عند الحوامل . ففي البحوث السابقة كانت بعض العدوى الفيروسية الأخرى , و الحمى التي تصيب النساء الحوامل ترتبط بزيادة خطر إصابة النسل ببعض الإضطرابات العصبية و التي تتضمن :  التوحد , اضطراب فرط الحركة وقصور الإنتباه , القلق , و الإكتئاب . و يأمل الباحثون في متابعة أكثر للنساء من خلال هذه الدراسة , و أطفالهم كذلك في دراسات مستقبلية . 

المصدر : ويب ميد