هل يُغني التستوستيرون عن ممارسة الرياضة؟
أشارت إحدى الدراسات التي نشرت في مجلة Hypertension التابعة للمؤسسة الأمريكية للقلب إلى أن ممارسة التمارين الرياضية لمدة 12 أسبوعا أدت إلى تحسين صحة ووظائف الشرايين عند الرجال في منتصف العمر وكبار السن (من 50 إلى 70 عاما) مع الحفاظ على نسبة هرمون التستوستيرون طبيعية أو قليلة, بينما وٌجد أن العلاج الهرموني بالتستوستيرون لا جدوى له في تحسين صحة الشرايين.
تتضمن عملية تقدم السن الطبيعية للرجال انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون والنشاط البدني, مما يؤدي إلى قلة كفاءة وظائف وصحة الشرايين. عادة ما يساعد العلاج الهرموني بالتستوستيرون على التغلب على أعراض انخفاضه التي تتضمن قلة الكتلة العضلية وانخفاض الطاقة والنشاط.
قال دكتور دانيال جي جرين, القائم على هذه الدراسة,” أصبحت الزيادة العالمية في استخدام التستوستيرون كبيرة جدا, خاصة بين الرجال في منتصف العمر الذين قد يجدونه هرمون مجدد للنشاط ويزيد الطاقة والحيوية. وبالرغم من ذلك قامت الدراسات السابقة بالخلط بين ما إذا كان العلاج الهرموني بالتستوستيرون مفيدا أم لا وما إذا كان له فوائد إضافية أو يُغني عن التمارين الرياضية”
أجرى دكتور جرين مع زملائه تقييما لبعض الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و70 عاما, ولم يكن لديهم تاريخ من أمراض القلب والأوعية الدموية, ومحيط الخصر عندهم أعلى من الطبيعي وكانت مستويات التستوستيرون ما بين المنخفضة والطبيعية عندهم. ولم يتضمن التقييم المدخنين, والذين يخضعون لعلاج هرموني بالتستوستيرون أو أي أدوية تقلل من تركيزات التستوستيرون بالجسم. قام الباحثون في بداية ونهاية الدراسة بقياس وظائف الشرايين باستخدام طريقة تزيد من تدفق الدم في الشريان؛ وهذا لتقييم ما إذا كان الجدار الداخلي المبطن للشريان بحالة جيدة ولمعرفة قدرته على مساعدة الشريان في زيادة حجمه أو تمدده.
تضمنت الدارسة ذات الإثنى عشر أسبوعا 78 رجلا تم تقسيمهم بشكل عشوائي إلى 4 مجموعات:
- تضمنت المجموعة الأولى 21 رجلا أخذوا علاجا موضعيا للتستوستيرون, وأكملوا برنامجا رياضيا تضمن تمارين القوة وتمارين الأيروبك, ومدته أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع
- تضمنت المجموعة الثانية 18 رجلا أخذوا علاجا هرمونيا بالتستوستيرون بدون برنامج رياضي
- تضمنت المجموعة الثالثة 20 رجلا تلقوا علاج وهميا بدون برنامج رياضي
- تضمنت المجموعة الأخيرة 19 رجلا تلقوا علاجا وهميا لكن مع اتباعهم برنامج رياضي
وجد الباحثون ما يلي:
- زاد العلاج بالتستوستيرون من مستوى الهرمون إلى أعلى من المتوسط عند 62% من الرجال في المجموعة التي أخذت العلاج
- زادت التمارين الرياضية أيضا من نسب التستوستيرون لكن كانت الزيادة أكبر عند المجموعة التي أخذت مكملات التستوستيرون
- تحسنت صحة ووظائف الشرايين عند المجموعة التي اتبعت برنامجا رياضيا, لكن لم يكن هناك تحسن عند المجموعة التي أخذت التستوستيرون بدون اتباع برنامج رياضي
- تحسنت وظائف الشرايين استجابة للاختبار بنسبة 28% في المجموعة التي اتبعت برنامجا رياضيا بدون التستوستيرون, وتحسنت بنسبة 19% في المجموعة التي استقبلت البرنامج الرياضي والتستوستيرون.
لم ير الباحثون أي تغير في الاختبارات الأخرى المحفزة للخلايا العضلية الموجودة بوسط الجدار الشرياني ويتبعها ممارسة الرياضية والعلاج بالتستوستيرون.
قال دكتور جرين:”تشير نتائجنا إلى أنه في حالة ما إذا كنت تتمتع بصحة جيدة لكنك في منتصف العمر أو أكبر في السن ولا تمارس أي أنشطة مع وجود زيادة في محيط البطن, وكنت تخاف من مخاطر النوبة القلبية أو السكتة الدماغية أو السكري, إذا عليك باتباع برنامج رياضي مع بعض الدعم والإشراف, وبالتالي سيساعد ذلك على تحسين وظائف وصحة الشرايين. ربما يساعد العلاج الهرموني بالتستوستيرون قليلا في زيادة الكتلة العضلة في الأرجل, لكننا لم نجد أي فوائد له بخصوص وظائف الشرايين التي تعتبر مؤشرا هاما لمخاطر القلب والأوعية الدموية في المستقبل.”
نوه دكتور جرين أنه بالرغم من قلة أعداد الأشخاص الذين أٌجري عليهم التقييم – حيث يعتبر أحد عيوب الدراسة – إلا أنها تعتبر أساسا لعمل لدراسات أكبر يمكنها أن تكون مرجعا صحيا للرجال.
المصدر : اكسبرس
اقرأ المزيد:
تعليقات