ورم الدماغ الحميد | ما مدى خطورته؟ وما فرص الشفاء؟
ورم الدماغ الحميد (غير السرطاني) هو عبارة عن كتلة من الخلايا تنمو بمعدل بطيء في الدماغ. تميل أورام الدماغ غير السرطانية إلى أن تبقى في مكان واحد ولا تنتشر، وعلى الأغلب أيضًا لا تعود في حال إزالة الورم بأكمله بشكل آمن عن طريق الجراحة. في حال عدم إزالة الورم بأكمله فإنه بذلك يزداد خطر عودة الورم مرة أخرى. في تلك الحالة يتم مراقبة المريض عن قرب باستخدام الفحوصات التصويرية، أو علاجه باستخدام العلاج الإشعاعي. من النادر تطور تلك الأورام لتصبح سرطانية.
سنتعرف في المقال الآتي على الموضوعات التالية:
- ما أعراض ورم الدماغ الحميد
- ما أنواع أورام الدماغ الحميدة؟
- ما محفزات الإصابة بورم الدماغ الحميد؟
- كيف يتم تشخيص ورم الدماغ الحميد؟
- كيف يتم علاج ورم الدماغ الحميد؟
- ما بعد العلاج والتعافي
ما أعراض ورم الدماغ الحميد؟
تعتمد أعراض ورم الدماغ الحميد على حجمه، ومكان ظهوره. ربما لا تسبب الأورام بطيئة النمو في ظهور أية أعراض في البداية. في حال ظهور أعراض فإنها تنتج عن تسبب الورم بضغط على الدماغ، ومنع المنطقة الموجود بها عن العمل كما ينبغي.
زيادة على الضغط على الدماغ
تتضمن الأعراض الشائعة لزيادة الضغط داخل الجمجمة:
- الصداع المستمر، الذي ربما يزداد سوءً في الصباح، أو عند الانحناء، أو السعال
- الشعور بالمرض طوال الوقت
- الدوار
- مشاكل بالرؤية، مثل تضبب الرؤية، أو، ازدواجية الرؤية، أو فقدان جزء من المجال البصري، أو فقدان البصر بشكل مؤقت
- نوبات الصرع، التي ربما تؤثر على الجسم كله، أو بجزء واحد من الجسم.
موقع الورم
يتكون الدماغ من عدة مناطق، ولكل منطقة بالدماغ مجموعة من الوظائف المخصصة لها. ولذلك تعتمد أعراض ورم الدماغ بمكان الورم. على سبيل المثال:
- في حال ظهور الورم بالفص الجبهي فإنه يسبب تغيرات في الشخصية، والشعف بأحد جانبي الجسم، وفقدان حاسة الشم
- في حال ظهور الورم بالفص الصدغي فربما يسبب فقدان الذاكرة، ومشاكل باللغة، ونوبات الصرع
- في حال ظهور الورم بالفص الجداري فربما يسبب وجود مشاكل باللغة، والشعور بالخدر أو الشعف بأحد جانبي الجسم، ومشاكل بالتنسيق الحركي، مثل صعوبة ارتداء الملابس
- في حال ظهور الورم بالفص القذالي أو القفوي فربما يسبب فقدان البصر بأحد جوانب المجال البصري
- في حال ظهور الورم بالمخيخ فإنه يسبب مشاكل بالاتزان، ورأرأة العين، والقيء
- في حال ظهور الورم في جذع الدماغ فربما يسبب صعوبة المشي وعدم الثبات، وضعف عضلات الوجه، وازدواجية الرؤية، وصعوبة الكلام، وصعوبة البلع.
يجب زيارة الطبيب إذا مررت بأي من الأعراض التي ذٌكرت. حتى وإن كان من غير المحتمل ألا يكون سبب الأعراض وجود ورم، فإنه يجب أن تخضع للفحص والتقييم؛ من أجل معرفة السبب. إذا لم يتمكن الطبيب من معرفة سبب الأعراض فإنه قد يحيلك إلى أخصائي الأعصاب من أجل القيام بالمزيد من الفحوصات والاختبارات.
ما أنواع أورام الدماغ الحميدة؟
الورم السحائي Meningioma
يعتبر الورم السحائي النوع الأكثر شيوعًا لأورام الدماغ. يبدأ الورم السحائي في الأغشية السحائية أو السحايا، وهي عبارة عن طبقات تحيط بالمخ والنخاع الشوكي لحمايتهما. تزداد فرص إصابة النساء بالورم السحائي إلى الضعف مقارنة بالرجال. تزداد فرص الإصابة بالورم في حال التعرض بجرعات عالية من الإشعاع، أو وجود تاريخ عائلي من الإصابة بالأورام الليفية العصبية.
لا تسبب معظم الأورام السحائية أعراضًا إلى أن تزداد في الحجم. قد يسبب ظهورها:
- الصداع
- نوبات الصرع
- الغثيان أو القيء
- تغيرات في الشخصية
- التشويش
- مشاكل بالرؤية
- مشاكل بالكلام
- فقدان السمع، أو طنين الأذن
- ضعف العضلات.
الورم الشفاني Schwannoma
سمي الورم بهذا الإسم بسبب المكان التي تبدأ منه الخلايا، وهي خلايا شوان التي تحيط بالخلية العصبية في الدماغ. ويعد ورم العصب السمعي، أو ما يسمى أيضًا بالورم الشفاني الدهليزي Vestibular schwannoma، النوع الأكثر شيوعًا للورم الشفاني. يؤثر هذا الورم على العصب السمعي الذي يمتد من الأذن الداخلية وحتى الدماغ، ويساعد على الحفاظ على التوازن. تزداد فرص ظهور الورم الشفاني عند الأشخاص المصابون بالورم الليفي العصبي النوع الأول. وتزداد فرص إصابة النساء به مقارنة بالرجال.
تتضمن أعراض الورم الشفاني:
- فقدان السمع
- طنين الأذن
- الدوخة
- صعوبة البلع
- مشاكل بالاتزان
ورم الغدة النخامية Pituitary Adenoma
يبدأ هذا الورم في الغدة النخامية، وهي غدة تقع في قاعدة الدماغ، والمسئولة عن إفراز العديد من الهرمونات. توجه تلك الغدة أيضًا العديد من الغدد بالجسم لتنتج هرموناتها. تشيع الإصابة بأورام الغدة النخامية، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 1 من كل 5 بالغين لديهم أورام صغيرة بالغدة النخامية، ومعظم تلك الأورام لا تنمو أبدًا أو تسبب أعراضًا. تزداد فرص إصابة النساء أكثر بها مقارنة بالرجال.
يمكن لأي فرد أن يصاب بها، لكن تزداد فرص الإصابة عند الأشخاص المصابين بالورم الصمامي المتعدد من النوع الأول MEN1. تفرز بعض أورام الغدة النخامية الهرمونات، وتسمى بالهرمونات الوظيفية. تعتمد الأعراض التي تظهر على ما إذا كان الورم يفرز هرمونات، وما الهرمونات التي يفرزها. على سبيل المثال:
- إذا كان الورم يفرز هرمون البرولاكتين عند النساء فربما يحدث تفاوت في الدورات الشهرية، وربما تتوقف. أما في حال إفرازه عند الرجال فإنه يحدث تثدي
- إذا كان الورم يفرز الهرمون الموجه لقشرة الكظر ACTH فمن المحتمل ظهور أعراض متلازمة كوشينج، والتي تتضمن الزيادة في الوزن، وسهولة الحرق، والضعف
- إذا كان الورم يفرز الهرمون المنبه للغدة الدرقية TSH فإنه من المحتمل أن تظهر أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية ، والتي تتضمن زيادة الوزن، والعصبية، وفرط التعرق.
قد تتضمن الأعراض الأخرى لتلك الأورام:
- الصداع
- فقدان الرؤية أو ازدواجية الرؤية
- العقم
- فقدان الرغبة الجنسية
- تغيرات سلوكية
- اكتساب الوزن دون تعمد.
ورم الخلايا القاعدية الوعائي Hemangioblastoma
يبدأ هذا الورم في الأوعية الدموية، ويمكن أن يتكون بالدماغ، أو الحبل الشوكي، أو بالشبكية الموجودة في الجزء الخلفي من العين. في بعض الأحيان قد تؤثر تلك الأورام على الأشخاص المصابين بداء فون هيبل لينداو. تتضمن أعراض الإصابة بالورم:
- الشعور بالخدر أو الضعف بالذراع أو الساق
- الصداع
- القيء والغثيان
- الدوار
- مشاكل بالاتزان والمشي
- فقدان التحكم بالمثانة والأمعاء.
الورم القحفي البلعومي Craniopharyngioma
يبدأ هذا النوع في الخلايا الموجودة بقاعدة الدماغ بالقرب من الغدة النخامية. يتكون الورم القحفي البلعومي من أجزاء صلبة وأكياس مليئة بالسائل. يشيع هذا الورم أكثر عند الأطفال بين سن 5 و 14 عامًا، وعند البالغين فوق سن 45 عامًا.
عند نمو المرض تظهر بعض الأعراض مثل:
- زيادة الوزن أو السمنة
- العطس الشديد
- التبول أكثر من المعتاد
- بطء النمو
- تأخر البلوغ
- التعب
- الصداع، وربما يزداد سوءً بالصباح
- التشويش
- تغيرات بالرؤية
- تغيرات بالشخصية
- الغثيان والقيء
- صعوبة المشي والحفاظ على الاتزان.
الورم الدبقي Glioma
ينمو الورم الدبقي في الخلايا الدبقية، التي تحيط وتدعم الخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي. يمكن أن يصاب الأطفال والبالغين أيضًا بهذا الورم، لكنه يشيع أكثر عن البالغين. تزداد فرص إصابة الذكور بالورم الدبقي عن الإناث. تزداد فرص ظهور الورم الدبقي عند المصابين بالتصلب الحدبي، أو الورم العصبي الليفي من النوع الأول.
تأتي الأورام الدبقية بناء مدى تشابهها مع الخلايا الطبيعية، وسرعة نموها. وتنقسم كالآتي:
- الدرجة الأولى: يكون شكل الخلايا طبيعيًا تمامًا، وتنمو ببطء شديد
- الدرجة الثانية: تبدو الخلايا غير معتادة قليلًا، ويمكن أن تظهر مجددًا بعد العلاج مثل الدرجات الأعلى
- الدرجة الثالثة: تنقسم الخلايا بشكل أسرع، وتكون أكثر شدة مقارنة بالدرجتين السابقتين
- الدرجة الرابعة: تبدو الخلايا مختلفة تمامًا عن الخلايا الطبيعية، وتنمو بسرعة شديدة.
ما محفزات الإصابة بورم الدماغ الحميد؟
ليس من الواضح السبب المحدد للإصابة بالأورام الحميدة للدماغ عند معظم المصابين، لكن تعرف الأطباء على بعض العوامل التي ربما تحفز ظهور أورام الدماغ. وتتضمن:
- التعرض للإشعاع: تزداد فرص تعرض الأشحاص لنوع من الإشعاع المسمى بالإشعاع المؤين. من أمثلة الإشعاع المؤين: العلاج الإشعاعي لعلاج السرطان، والتعرض للإشعاع بفعل القنبلة الذرية
- التاريخ العائلي: تحدث بعض أورام الدماغ عند الأشخاص الذين يوجد عندهم تاريخ عائلي من أورام الدماغ، أو الاضطرابات الجينية التي تزيد من فرص الإصابة بأورام الدماغ.
كيف يتم تشخيص الإصابة بأورام الدماغ؟
بعد الذهاب للطبيب سيتم فحصك والاستفسار عن الأعراض التي تعاني منها. إذا شك الطبيب في وجود ورم، أو في حال عدم تأكده من سبب الأعراض فيمكن أن يحيلك إلى أخصائي الأعصاب من أجل المزيد من الفحصوات. يقوم أخصائي الأعصاب بفحص الجهاز العصبي من أجل الكشف عن أي مشكلة مرتبطة بأورام الدماغ. من أمثلة الفحوصات:
- فحص قوة الذراع والساق
- فحص رد الفعل، مثل رد فعل الركبة
- فحص البصر والسمع
- فحص حساسية الجلد
- فحص الاتزان والتنسيق الحركي
- فحص الذاكرة والقدرات الذهنية باستحدام أسئلة بسيطة أو الحساب
فحوصات أخرى
ربما تساعد بعض الفحوصات الأخرى لتشخيص ورم الدماغ:
- الأشعة المقطعية حيث يتم أخذ عدة صور لتكوين صورة مفصلة للدماغ
- أشعة الرنين المغناطيسي: حيث يتم خلاله تكوين صورة مفصلة للدماغ باستخدام حقل مغناطيسي قوي
- التخطيط الكهربائي الدماغ: يتم أثناء الفحص وضع أقطاب على فروة الرأس؛ لتسجيل نشاط الدماغ، وتحديد أي شيء غير معتاد إذا شك الطبيب بأي نوبات تشنج
- الخزعة: يمكن القيام بالخزعة إذا شك الطبيب في وجود ورم؛ وذلك لتحديد نوع الورم، والعلاج الأكثر ملاءمة. يتم القيام بالخزعة تحت تأثير التخدير الكلي، حيث تُدخل إبرة رفيعة بعد عمل ثقب صغير في الجمجمة؛ من أجل أذ عينة من نسيج الورم. قد تحتاح بعدها للبقاء بالمستشفى لعدة ايام بعد الخزعة.
ما علاج ورم الدماغ الحميد؟
على الأغلب يمكن علاج ورم الدماغ الحميد بنجاح عن طريق استئصاله جراحيًا. عادة ما يعتمد ذلك على قدرة الجراح على استئصال الورم بأمان. إذا تبقى بعض من الورم، فإنك ستخضع للمراقبة عن كثب عن طريق الأشعة، أو يمكن تلقي العلاج الإشعاعي.
من النادر ان يعود الورم غير السرطاني مرة أخرى بعد العلاج، وبعض منها يتحول إلى ورم الدماغ الخبيث، والذي ينمو بمعدل أسرع وينتشر لأجزاء أخرى. على الأغلب ستكون هناك مواعيد للمتابعة بعد الانتهاء من العلاج لمراقبة حالتك والبحث عن علامات عودة المرض.
خطتك العلاجية
توجد بعض الخيارات العلاجية المختلفة لأورام الدماغ الحميدة. يحتاج بعض الناس فقط لعمل الأشعة بشكل متكرر لمراقبة الورم، وتقييمه، وذلك في حالة اكتشاف الورم بالصدفة. يحتاج البعض الآخر إلى الجراحة، خاصة إذا كانت الأعراض شديدة، لكن في بعض الأحيان قد تُطرح خيارات أخرى غير جراحية.
سيشرف على حالتك مجموعة من الأخصائيين، وسيوصون بأفضل خيار علاجي مناسب لحالتك، لكن القرار النهائي لك. قبل الذهاب إلى المستشفى ومناقشة الخيارات العلاجية فقد يكون المفيد تدوين أية أسئلة تراودك. على سبيل المثال: يمكن أن تسأل على المميزات والعيوب لعلاجات محددة.
الجراحة
تعتبر الجراحة العلاج الأساسي لأورام الدماغ الحميدة. تهدف الجراحة إلى استئصال أكبر قدر من الورم بأمان قد الإمكان دون التسبب بضرر للأنسجة المحيطة به. في معظم الحالات يتم القيام بعملية تسمى بحج القحف، أو استئصال القحف، وتتم تحت التخدير الكلي، ما يعني أنك ستكون غائبًا عن الوعي أثنائها.
في بعض الحالات قد تضطر للاستيقاظ أثناء الجراحة حيث يتم استخدام التخطير الموضعي. من أجل البدء في الجراحة إزالة الشعر من المنطقة المقصودة بفروة الرأس ثم تتم إزالة جزء من الجمجمة للكشف عن الدماغ والورم الموجود أسفله. سيقوم الجراح بعد ذلك بإزالة الورم، وإعادة العظمة إلى مكانها وتثبيتها، ثم تتم خياطة الجلد باستخدام الخيوط الجراحية المعقمة.
في حال عدم إمكانية استئصال الورم بأكمله، فربما تحتاج للمزيد من العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
الجراحة الإشعاعية
تقع بعض الأورام داخل المخ ويصعب في بعض الأحيان إزالتها دون تضرر الأنسجة المحيطة. في تلك الحالة تُجرى نوع من الجراحة الإشعاعية المسماه بالجراحة الإشعاعية التجسيمية. أثناء تلك الجراحة يُسلط شعاع رفيع من الإشعاع ذي الطاقة العالية على الورم لقتل خلاياه. يؤخذ العلاج في جلسة واحدة، وتمر مرحلة الشفاء سريعًا، ويمكن الذهاب إلى المنزل في نفس اليوم.
العلاج الكيميائي والإشعاعي
يمكن من حين لآخر اللجوء إلى العلاج الإشعاعي التقليدي من أجل تقليص حجم الورم الحميد، أو لقتل أي خلايا متبقية بعد الجراحة. يتضمن العلاج الإشعاعي استخدام جرعات محددة من الإشعاع عالي الطاقة، وعلى الأغلب تستخدم الأشعة السينية لقتل خلايا الورم.
يستخدم العلاج الكيميائي بشكل أقل لعلاج الأورام غير السرطانية. فهو يتكون من أدوية قوية تقتل خلايا الورم، وتؤخذ على هيئة حبوب، أو حقن، أو قطرات. تتضمن الآثار الجانبية لتلك العلاجات الشعور بالتعب، وتساقط الشعر، والقيء، واحمرار الجلد.
العلاج الدوائي الموجه
في حال وجود خلايا سرطانية فإن العلاج الدوائي الموجه قد يكون إحدى الخيارات العلاجية. يهدف العلاج الدوائي الموجه إلى استهداف تغيرات خاصة داخل خلية السرطان. عند تثبيط تلك التغيرات فإن ذلك يؤدي إلى موت خلايا السرطان. تُتاح العلاجات الدوائية الموجهة لأنواع عدة من أورام الدماغ، وأنواع أخرى تُجرى دراستها في التجارب السريرية. ربما يجري الطبيب اختبارات لرؤية ما إذا كان العلاج الدوائي الموجه فعالًا في علاج ورم الدماغ.
علاج الأعراض
ربما يوصف لك دواء لعلاج بعض من الأعراض بعد الجراحة، ويتضمن:
- أدوية مضادة للصرع
- الستيرويدات من أجل تخفيف التورم حول الورم، حيث توفر الراحة من الأعراض وتسهل من الجراحة
- المسكنات لعلاج الصداع
- أدوية مضادة للقيء
التعافي
قد تحتاج لرعاية إضافية بعد الانتهاء من علاج ورم الدماغ الحميد؛ من أجل مراقبة حالتك، أو لعلاج أي مشكلات أخرى. يمكن للأورام غير السرطانية العودة مرة أخرى في بعض الأحيان بعد العلاج، لذلك من المفترض أن تُعاود زيارة الطبيب من أجل فحص أي علامات دالة على حدوث ذلك.
قد يتضمن موعد الطبيب مناقشة أية أعراض جديدة تمر بها، والفحص الجسدي، وعمل أشعة للدماغ من حين لآخر. من المحتمل أن تضطر لزيارة الطبيب من أجل المتابعة لعدة أشهر على الأقل، لكن من المحتمل أن تكون المدة أقل في حال عدم اكتشاف أية مشاكل.
الآثار الجانبية للعلاج
يمكن لبعض الذين قد أصيبوا سابقًا بأورام الدماغ المرور ببعض الآثار الجانبية للعلاج بعد أشهر أو سنوات مثل:
- إعتام عدسة العين (الكتاركت)
- مشاكل بالتفكير، أو الذاكرة، أو اللغة، أو الحُكم
- الصرع
- فقدان السمع
- العقم
- نوبات الصداع النصفي
- ظهور ورم بمكان آخر
- الشعور بالخدر والألم ، أو فقدان الرؤية نتيجة لتضرر العصب (من النادر حدوث ذلك)
- السكتة الدماغية (نادرة)
إذا ظهرت عندك أو عند شخص ترعاه أية أعراض مقلقة بعد علاج ورم الدماغ الحميد فيجب زيارة الطبيب فورًا. إذا شككت بحدوث سكتة دماغية فاتصل فورًا بالإسعاف.
العلاج الإضافي
من الممكن ألا تختفي المشاكل الناتجة عن الورم فور استئصاله أو علاجه. على سبيل المثال نوبات الصرع، وصعوبة المشي أو الكلام، والضعف المستمر. ربما تحتاج لعلاج إضافي لمساعدتك على التغلب أو التكيف مع أية مشاكل تمر بها. قد تتضمن العلاجات:
- العلاج الطبيعي أو الفيزيائي؛ لمساعدتك على التغلب على مشاكل الحركة
- العلاج الوظيفي؛ للتعرف على أي مشاكل تمر بها خلال حياتك اليومية، أو لوضع أي أداة بالمنزل قد تساعدك
- العلاج بالتخاطب؛ لمساعدك على حل مشكلات التواصل وصعوبات البلع.
يحتاج بعض الناس أيضًا إلى الاستمرار في تناول أدوية الصرع لعدة أشهر، أو أكثر بعد استئصال الورم أو علاجه.
القيادة والسفر
قد لا يُسمح لك بالقيادة بعد تشخيصك بورم الدماغ. تعتمد المدة التي لا تكون قادرًا على القيادة خلالها على عدة عوامل مثل:
- إذا حدثت لديك نوبات صرع
- نوع ورم الدماغ الموجود عندك
- موقع الورم بالدماغ
- الأعراض التي تمر بها
- نوع الجراحة التي خضعت لها
إذا لم تكن متأكدًا ما إذا كان من المفترض أن تقود فلا تقود إلى أن يصرح لك. يعتبر من الخطر القيادة دون المشورة الطبية. سيُسمح لك بالقيادة مرة أخرى بعد إتمام الفحوصات الطبية بانتظام؛ وذلك لتحديد قدرتك على التحكم بالسيارة، وذلك عندما تقل فرص حدوث نوبات الصرع لديك أيضًأ. مسموح لك بالطيران في حال التعافي من الجراحة.
نصائح متعلقة بنمط الحياة
إذا خضعت للعلاج الإشعاعي فمن المهم اتباع نمط حياة صحي لتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. يُقصد هنا بالتغيرات في نمط الحياة الإقلاع عن التدخين، أو اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وممارسة الرياضة، لكن هناك حد للرياضات التي تقوم بها.
الأنشطة والرياضات
قد ينصحك الطبيب بعد علاج ورم الدماغ ببعض الرياضات بشكل دائم مثل الملاكمة، والرجبي. يمكن العودة لتلك الرياضات فقط إذا صرح الطبيب لك بذلك. لا يوصى أيضًا بالسباحة دون إشراف لمدة عام على الأقل من الانتهاء من العلاج؛ نظرًا لأن هناك خطر لحدوث نوبة صرع في الماء
الحمل والجنس
من الآمن ممارسة الجنس بعد العلاج من ورم الدماغ غير السرطاني. قد تُنصح النساء بتجنب الحمل لستة أشهر أو أكثر من العلاح. إذا كنتي تخططين للحمل، فيجب مناقشة ذلك مع الطبيب.
العودة للعمل
من الشائع أن تشعر بالتعب بعد تلقي علاج ورم الدماغ ، وعادة ما يعيق ذلك قدرتك على العودة إلى العمل. بالرغم من أنك ربما ترغب بالعودة إلى العمل وحياتك الطبيعية في أقرب فرصة، إلا أنه من الجيد أن تبدأ بالعمل لبعض الوقت ولا تعود للعمل كل الوقت إلا عند استعدادك لذلك. إذا حدثت نوبات صرع عندك فلا يجب العودة إلى العمل في حال كان العمل يتضمن التعامل مع الماكينات أو في المرتفعات.
المساعدة والدعم
في العادة قد يغير تشخيصك بورم الدماغ من حياتك، وقد تشعر بالغضب، أو الخوف، أو القلق. قد يحيلك الطبيب إلى أخصائي في العلاج النفسي لمساعدك على إدارة نفسك وعواطفك لتتكيف مع التشخيص.
يمكن اتباع بعض النصائح من أجل التكيف مع تشخيصك:
- تعرف أكثر غلى حالتك لمساعدك على اتخاذ القرار حول رعايتك. اسأل الطبيب حول نوع الورم الذي تعاني منه، وخبارات العلاج. مع تعرفك أكثر على تلك النواحي فإن ذلك يسهل كثيرًا من اتخاذ قرارك
- كن قريبًا من أصدقائك وعائلتك فذلك يساعدك على التعامل مع الورم. يمكن للأصدقاء والعائلة توفير الدعم الذي تحتاجه، مثل رعايتك في المنزل أو المستشفى. يمكنهم أيضًا توفير الدعم النفسي عندما تشعر بالإحباط
- تحدث مع شخص تثق به حول تطلعاتك ومخاوفك. قد يكون هذا الشخص فردًا من عائلتك أو صديقًا لك. اسأل الطبيب أيضًا إذا كان يوجد مختص يمكن أن يوصي به. اسأله أيضًا عن مجموعات الدعم في المدينة أو على الانترنت، أو المنظمات الصحية.
يمكنك الاطلاع أيضًا على:
المراجع: NHS – Moyoclinic – Hopkinsmedicine – Webmd
تعليقات