fbpx

ورم الظهارة المتوسطة | أعراضه، وأسبابه، وعلاجه

للوهلة الأولى عندما نقرأ أو نسمع عن مصطلح “ورم الظهارة المتوسطة” أو “الورم الظهاري” قد لا يتبادر إلى أذهاننا أي نوع من الأمراض هو، وقد لا نعرف أنه مرض سرطاني خبيث يصعب العلاج؛ خاصةً في المراحل المُتقدمة منه؛ مما يمنح العلم به والكشف المُبكر عنه أهمية بالغة؛ لذلك نتناول معكم في هذا المقال نبذة عن ورم الظهارة المتوسطة.. أشهر أعراضه، وأسبابه، وكيفية تشخيصه، وخيارات علاجه المُمكنة.

محتويات المقال:

ما الورم الظهاري؟

ورم الظهارة المتوسطة (أو سرطان الميزوثليوما) هو نوع من أنواع السرطان الذي يتطور في الطبقة الرقيقة من النسيج الذي تبطن تجاويف الجسم ويغطي غالبية الأعضاء الداخلية، كما يصيب بطانة الرئتين بشكل أساسي، لكنه يمكن أن يصيب بطانة البطن والنسيج المحيط بالقلب والمحيط بالخصيتين -أيضًا-، ويعد الورم الظهاري نوع خطير ومميت من السرطان لأن الخلايا السرطانية تستطيع غزو وتدمير الأنسجة المحيطة في هذا المرض والانتشار إلى أجزاء الجسم الأخرى بغض النظر عن مكان نشأته.

ما أعراض الورم الظهاري؟

تتطور أعراض المرض تدريجيًا بمرور الوقت، وعادةً لا تظهر إلا بعد مرور عشرات السنين من التعرض للأسبستوس والذي سنتناول بعض المعلومات عنه لاحقًا في هذا المقال.

ورم المتوسطة في بطانة الرئتين وأعراضه

يبدأ هذا النوع من ورم الظهارة المتوسطة في طبقتي النسيج المُغلفة للرئتين المسماة “غشاء الجنب أو الأغشية الجنبية” والتي تحمي الرئتين، كما أنها تفرز سائلًا يساعد في انزلاق الطبقتين على بعضهما البعض عند تمدد وانكماش الرئتين أثناء التنفس، كما يُسبب هذا النوع زيادة في سُمك الأغشية الجنبية، فتنتج عنه أعراض، منها:

  1. ألم في الصدر.
  2. ضيق النفس.
  3. تعب شديد.
  4. كتل نسيجية غير مُعتادة تحت الجلد في منطقة الصدر.
  5. التعرق وارتفاع درجة حرارة الجسم؛ خاصة ً في الليل.
  6. سعال مؤلم مستمر.
  7. فقدان الشهية وفقدان للوزن غير مبرر.
  8. انتفاخ وتورم أطراف الأصابع.

ورم البطن وأعراضه

يغطي أعضاء تجويف البطن طبقة نسيجية يُطلق عليها “الصفاق”، والتي تساعد في حماية مكونات البطن وتثبيتها في مكانها، كما أنها تفرز سائلًا يساعد الأعضاء الداخلية على الحركة بسلاسة وعدم الاحتكاك ببعضها البعض عند تحرك الجسم، ويصيب ورم الظهارة المتوسطة هذه الطبقة مُسببًا ما يُسمى “ورم المتوسطة البريتوني”، والذي لا ينتشر عادةً لأجزاء الجسم الأخرى، وتتمثل بعض الأعراض الناتجة عن ورم المتوسطة البريتوني في:

  1. ألم أو تورم في البطن.
  2. شعور بالإعياء.
  3. فقدان الشهية وفقدان للوزن غير مبرر.
  4. إسهال أو ترجيع.

أنواع أخرى وأعراضها

أعراض الأنواع الأخرى من الورم الظهاري غير واضحة؛ لأن هذه الأشكال من المرض نادرة جدًا، وفي بعض الحالات ينتقل الورم الظهاري إلى طبقة النسيج المغلف للقلب المُسمى “التامور”؛ نظرًا لقُربه الشديد من “الأغشية الجنبية” المُغلفة للرئتين، وقد يصاحب هذا النوع أعراض، مثل: صعوبة التنفس، وآلام الصدر، أما الورم الظهاري الذي يصيب الخصيتين يمكن الكشف عنه لأول مرة كتورم أو تكتل غير مُعتاد على الخصية.

نظرًا لأن العديد من الحالات المرضية تتشارك في هذه الأعراض، وظهورها لا يعني بالضرورة الإصابة بورم الظهارة المتوسطة؛ ولذلك من المهم زيارة الطبيب لتحديد المُسبِب لهذه الأعراض.

الورم الظهاري

ما الأسباب ومحفزات ورم الظهارة المتوسطة؟

بشكلٍ عام يحدث السرطان نتيجة لسلسلة من الطفرات في الحمض النووي للخلية DNA؛ مما يؤدي لانقسام الخلية ونموها بدون سيطرة لتتراكم الخلايا ويتكون ورم، وحتى الآن لا يوجد سبب واضح للطفرات الجينية الأولية المُسببة لورم الظهارة المتوسطة.

كذلك يُعتقد أن الأورام السرطانية تتكون نتيجة التفاعل بين العديد من العوامل، مثل: الحالات الوراثية، والبيئة المحيطة، والطروف الصحية، ونمط الحياة، ومع ذلك استطاع العلماء تحديد بعض العوامل التي تُساهم في زيادة خطورة الإصابة.

كما يعتبر التعرض للأسبستوس (معدن طبيعي يُستخدم بشكل واسع في البناء) عامل الخطورة الأساسي المُسبِب لورم الظهارة المتوسطة؛ حيث يُعتقد أنه إذا تم استنشاق أو ابتلاع غبار الأسبستوس يستقر في الرئتين أو المعدة، كما يسبب تهيج وتدمير الخلايا مع الوقت، وقد يؤدي في النهاية إلى حدوث ورم الظهارة المتوسطة ربما بعد أكثر من عشرين عامًا من التعرض له؛ لذلك تم منع استخدام الأسبستوس نهائيًا منذ عام 1999؛ مما قلل من خطر التعرض له هذه الأيام، لكن المواد التي تحتوي على الأسبستوس لا زالت موجودة في كثيرٍ من المباني القديمة.

مع ذلك فإن معظم الحالات التي تعرضت للأسبستوس لم تُصاب بالورم الظهاري أبدًا؛ مما يعني أنه يوجد عوامل أخرى تساعد في حدوث الورم, مثل: وراثة الاستعداد للإصابة بالسرطان، أو وراثة بعض الحالات المرضية الأخرى التي تزيد خطورة الإصابة به، كذلك العيش مع شخص يعمل في وجود الأسبستوس، أو حتى التعرض السابق للعلاج الإشعاعي للصدر.

كيف يتم تشخيص الورم الظهاري؟

قد يكون من الصعب التفريق بين ورم الظهارة المتوسطة وباقي الأورام السرطانية؛ لذلك قد يلزم إجراء فحص بدني بالإضافة إلى عدد من الاختبارات المُختلفة بناءً على قرار الطبيب المعالج، منها:

  1.  الأشعة السينية (X-ray) على الصدر أو البطن.
  2. التصوير المقطعي المحوسب (CT scan).
  3. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
  4. التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).
  5. عينة من السائل المُتراكم حول الرئتين أو في البطن؛ لتحليل هذا السائل باستخدام إبرة يتم إدخالها تحت الجلد.
  6. استخدام منظار الصدر أو البطن في فحص تجويف الصدر أو البطن، ويمكن أخذ عينة من أنسجة تجويف الصدر أو البطن (خُزعة)؛ لتحليلها وفحصها تحت المجهر، وبناءً على نوع ومرحلة الورم الظهاري الموجود لدى المريض يتم تحديد خطة العلاج.

ما مراحل ورم الظهارة المتوسطة؟

يقوم نظام المجموعة الدولية المعنية بورم الظهارة المتوسطة (IMIG) بتصنيف أنواع السرطان بشكل عام بناءً على نظام (TNM)، والذي يصف:

  • حجم وموقع الورم الظهاري الأولي (T).
  • انتشار خلايا الورم للعقد الليمفاوية المجاورة (N).
  • انتشار وغزو خلايا الورم لأجزاء الجسم الأخرى (M).

يتم تجميع المعلومات معًا لتحديد مرحلة الورم، ويتم تقسيم ورم الظهارة المتوسطة إلى 4 مراحل، تمثل فيها المرحلة الأولى، والمرحلة 4 المرحلة الأكثر تقدمًا.

كيف يتم الورم الظهاري؟

علاج ورم الظهارة المتوسطة بشكلٍ عام يعتمد على عوامل عدة، بما فيها: مدى انتشار السرطان في الجسم، والصحة العامة للمريض، وتشمل العلاجات الممكنة ما يلي:

  1. الجراحة: يمكن إزالة الورم السرطاني جراحيًا إذا تم اكتشافه في المراحل المُبكرة للمرض، ولكن ليس واضحًا بعد عما إذا كانت الجراحة مُفيدة في الشفاء من سرطان الميزوثليوما، لكن تُستخدم أحيانًا للتخفيف من حدة الأعراض والمضاعفات الناتجة عن المرض، مثل: تقليل تراكم السوائل في الصدر وتسهيل التنفس، وإزالة الأنسجة السرطانية المتراكمة على الرئتين أو في التجويف البطني.
  2. العلاج الكيميائي: ويُعَد العلاج الرئيس للورم الظهاري حاليًا، حيث يتضمن استخدام الأدوية للمساعدة في تقليص الخلايا السرطانية، كذلك قد يُستخدم أيضًا بعد الجراحة “العلاج الكيميائي المُساعد”؛ لتقليل فرصة رجوع السرطان، أو قبل الجراحة ويُطلق عليه “العلاج الكيميائي المُساعد الجديد”؛ لتسهيل العملية الجراحية، وفي حالة علاج ورم البطن (ورم المتوسطة البريتوني) قد يتم تسخين الأدوية الكيميائية ووضعها مُباشرةً في التجويف البطني فيما يُسمى بـ”العلاج الكيميائي داخل الصفاق”.
  3. العلاج الإشعاعي: يتضمن تركيز شعاع عالي الطاقة على منطقة أو مناطق مُعينة من الجسم لقتل الخلايا السرطانية، كذلك قد يُستخدم بعد الجراحة لقتل أي خلايا سرطانية مُتبقية، أو تقليل حدة الأعراض والمُضاعفات المُصاحبة للمراحل المُتقدمة من المرض.
  4. العلاج المناعي: يتضمن مزج نوعين من الأدوية اللذان يساعدان على تنشيط الجهاز المناعي وتحريضه ضد الخلايا السرطانية، وعلى الرغم من أن الأدوية المناعية لا تستطيع علاج ورم الظهارة المتوسطة، إلا أنها فعالة في إبطاء انتشار المرض في الجسم.
  5. العلاج الدوائي المُوجه: يتضمن استخدام أدوية تقوم بمُهاجمة نقاط ضعف مُحددة في السرطان، هذا النوع من الأدوية لا يُستخدم عادةً في علاج ورم الظهارة المتوسطة، لكن يمكن أن يوصي به الطبيب بناءً على نتائج الحمض النووي للورم عند المريض.

بالإضافة إلى علاج الأعراض الفردية لمساعدة المريض على الإحساس بالراحة قدر الإمكان، مثل: تصريف سوائل الصدر بانتظام والذي قد يساعد في التنفس بشكلٍ أفضل، كما أن استخدام مسكنات الألم القوية قد يُساعد في تخفيف حدة الألم.

غالبًا ما يتم تشخيص المرض في مراحل مُتقدمة؛ لذلك يتم تركيز العلاج عادةً على العناية التلطيفية أو الداعمة والتي تتركز في السيطرة على الأعراض وإطالة الحياة لأطول فترة ممكنة، ورغم ذلك تختبر التجارب السريرية حاليًا عددًا من الأساليب الجديدة لعلاج الميزوثليوما، بما في ذلك: أنواعًا جديدة من أدوية العلاج الدوائي المُوجه والعلاج المناعي.

تناولنا معكم في هذا المقال نظرة شاملة عن ورم الظهارة المتوسطة، ونرجو أن نكون قد أجبنا عن أهم النقاط التي تشغل بالكم في كل جزئية مذكورة، ومع ذلك يتوجب علينا التنويه بأنه لابد من استشارة طبيب متخصص في حالة الشك في أي أعراض، فكما ذكرنا سابقًا بأن ظهور هذه الأعراض لا يعني بالضرورة الإصابة بهذا المرض نظرًا لتشارك العديد من الحالات المرضية في هذه الأعراض؛ لذلك من المهم زيارة الطبيب لتحديد المُسبِب لها، كما يمكنكم أيضًا الاستعانة بخدمة الاستشارات الطبية المجانية المتوفرة على موقع صحة سكاي، حيث يمكنكم استشارة طبيب متخصص والحصول على الإجابة الطبية الدقيقة سريعًا وبمُنتهى الثقة والأمان.

مقترحات للقراءة

  1. تورم الغدد الليمفاوية | هل جميع الأورام دليل على وجود خلايا سرطانية؟
  2. الورم الكوليسترولي | الأسباب والمضاعفات
  3. سرطان الرئة | الأسباب والعلاج
  4. سرطان الجلد “الورم الميلانيني أو الميلانوما”
  5. التكيس العقدي | هل يُعد تورم سرطاني أم لا؟ وما أهم الخطوات نحو العلاج الأمثل؟

تعليقات