دواء مضاد للإسهال يمكن أن يستخدم في علاج الأورام السرطانية

وجد فريق من الباحثين بقيادة دكتور جورد فان فيجك من معهد أبحاث سرطان الأطفال بجامعة جوته منذ عامين دليلا يشير إلى أن مادة اللوبيرامايد Loperamide المضادة للإسهال يمكن استخدامها لتحفيز موت خلايا الورم الدبقي , و لقد قاموا باختبار الآلية التي يقوم بها الدواء بذلك , مما يفتح لهم سبلا جديدة لتطوير طرق علاجية جديدة . 

يؤدي تناول اللوبيرامايد في بعض أنواع خلايا السرطان  إلى إحداث ضغطا على الشبكة الإندوبلازمية في الخلية , و هي أحد عضيات الخلية المسئولة عن تصنيع البروتين في الجسم , و يزيد هذا الضغط من فرص تحللها , و الذي يليه الموت الذاتي للخلية و سمى العلماء ذلك بالموت الخلوي عن طريق الهضم الذاتي . و تحدث تلك الآلية عن طريق تحفيز الخلية بشكل زائد عن الحد لتُدمر نفسها من الداخل , فالتدمير الذاتي يحدث بشكل طبيعي في الخلية , حيث أنه يعمل على تنظيم عمليات الأيض , تكسير و إعادة تدوير الأجزاء المهمة أو المتضضرة من مكونات الخلية اللازمة لبقائها حية . ففي بعض أنواع خلايا السرطان يؤدي التحفيز المستمر على الهضم الذاتي إلى حدوث تحلل زائد للمواد داخل الخلية مما يجعلها غير قادرة على البقاء حية . 

و قال دكتور فان فيجك : توضح تجربتنا على الخطوط الخلوية أن التدمير أو الهضم الذاتي يمكن أن يكون له دور مهم في علاج الورم الدبقي في الدماغ , و هو أحد الأنواع الخطيرة للسرطان و الذي يصيب كل من الأطفال و الكبار , و الذي لا تجدي معه أغلب العلاجات الكيميائية نفعا , و تطلب ذلك من العلماء البحث في سبل علاجية طارئة للتغلب على تلك المشكلة . و قام الفريق البحثي لدكتور فان فيجك بالتعرف على عامل مهم يصل بين استجابة الشبكة الإنجوبلازمية للضغط و تحللها . حيث يزداد انتاج مركب يسمى بالعامل المحفز للنسخ ATF4  في كل من الضغط الواقع على الشبكة الإندوبلازمية , و تأثير اللوبيرامايد . و يحفز على تدمير الأغشية الخاصة بالشبكة الإندوبلازمية و بالتالي تدميرها بأكملها .

اقرأ المزيد : دراسة تكشف عن أكثر المضاعفات شيوعا عند المصابين بفيروس كورونا

و قال دكتور فان فيجك أثناء إشرافه على النتائج : و بعكس ماقلنا فإذا قمنا بتثبيط العامل المحفز للنسخ ستموت أعداد أقل من خلايا السرطان في حالة تم زراعتها على طبق و إضافة اللوبرامايد لها . بالإضافة إلى ذلك تمكن الباحثون قادرة من رؤية بعض البقايا من الشبكة الإندوبلازمية في الخلايا السرطانية التي تم إضافة اللوبيراميد إليها تحت الميكروسكوب الإلكتروني . و أوضح الفريق البحثي أن اللوبيرامايد يحفز التدمير الذاتي و ليس الموت الخلوي عند الخلايا الأخرى . ففي حالة تناول اللوبيرامايد من أجل الإسهال فإنه يرتبط بمواقع ارتباط معينة في الأمعاء و لا يتم إمتصاصه و باتالي لا يسبب ضررا . 

يمكن لآلية تحفيز الهضم الخلوي الذاتي عن طريق اللوبيرامايد أن تساعد في تطوير سبل علاجية أخرى لعلاج مثل هذه الأنواع الحادة من السرطانات . و يمكن أيضا لهذه النتائج أن تمهد لإحتمالات أخرى مثيرة للإهتمام لعلاج أمراض تتميز باضطراب الشبكة الإندوبلازمية بها مثل : الإضطرابات العصبية أو الخرف , بالإضافة إلى أنواع أخرى من الأورام . و من الضروري القيام بدراسات أخري قبل تأكيد استخدام اللوبيراميد في علاج الورم الدبقي أو أي مرض آخر . و يجب أيضا القيام بدراسات في المستقبل عن كيفية إيصال اللوبيرامايد إلى المخ عبر الحاجز الدموي الدماغي . و يمكن أيضا لجسيمات النانو أن تكون خيارا مناسبا .  

المصدر : اكسبرس