آلام الظهر
نظرة عامة
تعد آلام الظهر أمراً شائعاً جداً بين الناس وعادة ما تتحسن خلال أسابيع أو أشهر قليلة، ومن أشهر صور هذه الآلام هي ألم الظهر من الأسفل، وعادة ما يتم الشعور به في أي مكان على طول العمود الفقري بداية من الرقبة إلى الفخذ. وفي معظم الأحيان لا يكون سبب هذا الألم أمراً خطيراً بل عادة ما يتحسن بمرور الوقت، ويمكنك القيام ببعض الأشياء التي من شأنها أن تساعدك على التعافي من أي ألم في الظهر مثل ممارسة تمارين لآلام الظهر، ولكن في بعض الأحيان قد تستمر الام الظهر لوقت طويل أو تعاود المجيء من وقت لآخر. لذلك من المهم أن نتعرف سوياً على ما سبب الام الظهر، ومتى يصبح ضرورياً تناول مسكن لالام الظهر، وأيضاً علاج ألم الظهر.
متى تصبح زيارة الطبيب ضرورية
كما ذكرنا فإن آلام الظهر عادة ما تتحسن تلقائياً في غضون أسابيع او أشهر قليلة، وربما لا تحتاج لزيارة الطبيب في هذه الأثناء، لكن ربما يصبح من الضروري استشارة الطبيب المختص إذا شعرت بالآتي:
- إذا لم يبدأ الألم في التحسن خلال أسابيع قليلة
- إذا كان الألم عائقاً امامك في ممارسة نشاطك اليومي
- إذا كان الألم شديداً جداً أو يسوء بمرور الوقت
- في حالة ازدياد قلقك حول شعورك بالألم وقدرتك على التعايش معه
وعند زيارتك للطبيب سيقوم بسؤالك عن الأعراض التي تشعر بها، وفحص الظهر، ومناقشة طرق العلاج الممكنة، وبعدها يمكنه تحويلك إلى طبيب آخر أو اختصاصي العلاج الطبيعي لمزيد من المساعدة.
ما سبب الام الظهر
ليس من الممكن دائماً تحديد سبب آلام الظهر، ولكن كن مطمئناً فنادراً ما يكون السبب خطير، فتُعرف معظم آلام الظهر بأنها غير محددة السبب أو ميكانيكية (أي ينشأ الألم من المفاصل أو العظام أو الأنسجة الرخوة داخل وحول العمود الفقري)
وهذا النوع من ألم الظهر:
- يميل إلى التحسن أو السوء حسب وضع جسمك، فعلى سبيل المثال، قد تشعر بتحسن عند الجلوس أو الاستلقاء
- غالباً ما تشعر بسوء عند الحركة، لكن ليس من الجيد تجنب تحريك ظهرك تماماً، لأن هذا ربما يزيد الأمر سوءاً
- قد يحدث فجأة أو تدريجياً
- أحياناً يحدث نتيجة الوقوف بشكل خاطئ أو رفع أشياء ثقيلة بطريقة خاطئة، ولكن عادة ما يحدث بدون سبب واضح
- قد تكون ناجمة عن إصابة طفيفة مثل الالتواء (شد في الأربطة) أو إجهاد (شد في العضلات)
- يمكن أن يرتبط بشعورك بالتوتر أو سوء حالتك المزاجية
- عادة ما يبدأ في التحسن خلال أسابيع قليلة
ما هي الحالات المرضية المسببة لآلام الظهر
تشمل بعض الحالات الطبية التي تسبب ألم الظهر ما يلي:
- الانزلاق الغضروفي، قد يسبب آلام الظهر وتنميل والاحساس بالوخز والضعف في أجزاء أخرى من الجسم
- عرق النسا (وهو عصب يمتد من أسفل الظهر إلى القدمين) يمكن أن يسبب الإحساس بالألم، والخدر، والوخز، والضعف في أسفل الظهر والأرداف والساقين والقدمين
- التهاب الفَقار المُقسِط (نوع من تورم المفاصل بالعمود الفقري) يسبب الألم والتيبس الذي عادة ما يكون أسوأ في الصباح ولكنه يتحسن مع الحركة
- انزلاق الفقار (انزلاق عظام في العمود الفقري من مكانها) ويسبب الإحساس بالألم أسفل الظهر وتيبس، بالإضافة إلى التنميل والإحساس بالوخز
وهذه الحالات يتم التعامل معها بشكل مختلف عن آلام الظهر الغير محددة.
يمكن أن يصبح ألم الظهر مؤشراً على مشكلة خطيرة، ولكن في حالات نادرة جداً، منها:
- كسر عظام في العمود الفقري
- الإصابة بعدوى
- متلازمة ذيل الفرس (حيث تصبح الأعصاب الموجودة أسفل الظهر مضغوطة بشدة)
- بعض أنواع الإصابة بالسرطان مثل الورم النقوي المتعدد Multiple Myeloma)) وهو نوع من سرطان نخاع العظام
علاج ألم الظهر
عادة ما يتحسن ألم الظهر في غضون أسابيع أو شهور قليلة، وهناك العديد من الأشياء التي يمكنك تجربتها للمساعدة في تخفيف الألم في هذه الأثناء، بالإضافة إلى بعض العلاجات المتخصصة التي يمكن التوصية بها في حالة فشل هذه الإجراءات البسيطة.
العلاجات التي يمكنك تجربتها بنفسك
ابق نشطاً
واحد من أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها هو الاستمرار في الحركة ومزاولة أنشطتك العادية قدر الإمكان، فمن المعتقدات الخاطئة الشائعة أن الراحة في الفراش تساعد على التعافي من آلام الظهر، ولكن من المعروف الآن أن الأشخاص الذين يظلون نشيطين من المرجح أن يتم شفاؤهم بشكل أسرع من غيرهم.
قد يكون هذا صعباً في البداية ولكن لا تثبط عزيمتك فمن المفترض أن يبدأ ألمك في التحسن في النهاية، ومن الممكن تناول مسكن لالام الظهر إذا منعك الألم من الاستمرار، ولا داعي للانتظار حتى تتعافى تماماً من الألم قبل العودة إلى العمل، ستساعدك العودة إلى العمل على استعادة نمط حياتك الطبيعي، بالإضافة إلى كونه عاملاً هاماً في تشتيت انتباهك عن الإحساس بالألم.
تمارين لآلام الظهر
يمكن لبعض التمارين البسيطة وتمارين التمدد أن تساعد في التخفيف من ألم الظهر، ويمكنك ممارستها بسهولة في المنزل كلما احتجت لها، وسوف يساعدك الطبيب في اختيار أنواع التمارين إذا لم تكن متأكداً من اختيارك للتمرين المناسب.
وتعد ممارستك للرياضة بانتظام جنباً إلى جنب مع هذه التمارين عاملاً هاماً في الحفاظ على ظهرك قوياً وصحياً، فبعض الأنشطة الرياضية مثل ممارسة السباحة، واليوجا، والمشي هي خيارات شائعة يوصى بها.
مسكنات لآلام الظهر
- يمكن أن تساعد العقاقير غير السترويدية المضادة للالتهابات (NSAID) مثل دواء الإيبوبروفين في تخفيف آلام الظهر، وكثير منها متوافر في الصيدليات أو محلات السوبر ماركت ويمكن شراؤها بدون وصفة طبية، لكن تناولها ليس مناسباً للجميع، لذا اقرأ جيداً الإرشادات المكتوبة على علبة الدواء أو نشرة الدواء الداخلية لمعرفة ما إذا كان يمكنك تناوله أو لا، ومن الأفضل استشارة الصيدلي إن لم تكن متأكداً.
- أدوية بديلة أخرى مثل الكودايين (Codeine) قد تساعد في حالة عدم تناولك للعقاقير غير السترويدية، وهي مسكنات قوية ومن الأفضل تناولها لبضعة أيام فقط، لأنها من الممكن أن تسبب الإدمان إذا استخدمت لفترة أطول.
- لا ينصح باستخدام عقار الباراسيتامول (Paracetamol) منفرداً لتخفيف ألم الظهر، ولكن يستخدم جنباً إلى جنب مع الكودايين.
- قد يصف لك الطبيب دواء باسط للعضلات إذا كنت تعاني من تقلصات عضلية مؤلمة في الظهر، ولكن بعضها يمكن أن يجعلك تشعر بالنعاس، أو الدوار، أو تسبب عدم وضوح الرؤية مثل الديازيبام (Diazepam) لذلك لا تقم بقيادة السيارة، أو ركوب الدراجة، أو تشغيل أي آلات إذا توافرت لديك أي من هذه الأعراض الجانبية.
الكمادات الساخنة والباردة
- يجد بعض الناس أن الحرارة (مثل الحمام الساخن أو زجاجة ماء ساخن موضوعة على المنطقة المصابة) تساعد على تخفيف ألم الظهر عند بدايته.
- يمكن أن تساعد البرودة (مثل كيس ثلج أو كيس من الخضراوات المجمدة) في تخفيف الألم على المدى القصير، لكن لا تضع الثلج على الجلد مباشرة، لأنه من الممكن أن يسبب حروقاً باردة، لذلك قم بلف كيس الثلج أو كيس الخضراوات المجمدة بقطعة قماش أو منشفة أولاً.
- هناك خيار آخر وهو التبديل بين استخدام الحرارة والبرودة بالتناوب، باستخدام أكياس الثلج وزجاجات الماء الساخن، ويمكنك شراء الكمادات الضاغطة الساخنة والباردة من معظم الصيدليات.
استرخ وكن إيجابياً
تعد محاولة الاسترخاء جزءاً مهماً من تخفيف الألم، حيث أن الشد العضلي الناتج عن القلق بشأن حالتك قد يزيد الأمر سوءاً، وعلى الرغم من أنه قد يبدوا الأمر صعباً، إلا أنه يساعدك على البقاء إيجابياً وإدراك أن الألم سيتحسن، فالأشخاص المائلون إلى الإيجابية على الرغم من شعورهم بالألم هم أكثر عرضة للتعافي بشكل أسرع.
علاجات متخصصة
فصول التمارين
قد يطلب منك طبيبك الخاص الانضمام إلى أحد برامج التمارين الرياضية الجماعية إذا اعتقد أنه قد يساعد في تخفيف الألم، وتتضمن هذه البرامج فصولاً يقودها مدرب مؤهل حيث تتعلم مزيجاً من التمارين لتقوية العضلات وتحسن وضعيتك، بالإضافة إلى تمارين الأيروبيك والتمدد.
العلاج اليدوي
يعتبر العلاج اليدوي عبارة عن مجموعة من العلاجات يستخدم فيها المعالجين أيديهم لتحريك وتدليك ووضع قوة محددة على العضلات، والعظام، والمفاصل داخل وحول العمود الفقري. وعادة ما يقوم بإجرائها مقومين العظام أو اختصاصي تقويم العظام، أو اختصاصي العلاج الطبيعي.
يمكن أن يساعد العلاج اليدوي في تخفيف آلام الظهر، ولكن يجب استخدامه جنباً إلى جنب مع التمارين الرياضة، كما توجد بعض الأدلة العلمية على أن العلاج المسمى بتقنية الإسكندر (Alexander technique) قد يساعد في علاج آلام الظهر طويلة المدى.
الدعم النفسي
ربما يقترح الطبيب الحاجة إلى العلاج النفسي بجانب العلاجات الأخرى مثل ممارسة التمارين الرياضية والعلاج اليدوي، فقد تساعدك بعض العلاجات النفسية مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) في تحسين آلام الظهر عن طريق تغيير طريقة تفكيرك في حالتك، فعلى الرغم من أنك تعاني من ألم حقيقي، إلا أن طريقة تفكيرك وشعورك تجاهه يمكن أن يزيد الأمر سوءاً.
إذا كنت تعاني من الألم لفترة طويلة، فقد يتم تقديم برنامج علاج متخصص يتضمن مجموعة من أنواع العلاج النفسي المختلفة مثل العلاج الجماعي، والتمارين الرياضة، والاسترخاء، بالإضافة إلى التثقيف حول طبيعة الألم.
العمليات الجراحية
عادة ما يوصى بإجراء عملية جراحية لألم الظهر فقط في حالة وجود حالة طبية خاصة وحرجة، مثل وجود الانزلاق الغضروفي، أو الإصابة بعرق النسا، أوعدم جدوى العلاجات الأخرى.
علاج الأعصاب
يمكن أحياناً إجراء جراحة تسمى إزالة التعصيب بالترددات الراديوية إذا:
- كنت تعاني من آلام الظهر لفترات طويلة
- درجة الإحساس بالألم متوسطة أو شديدة
- أن سبب ألمك هو مفاصل العمود الفقري
تتضمن هذه العملية إدخال إبر باتجاه الأعصاب التي تغذي المفاصل المصابة، ثم يتم إرسال موجات الراديو عبر الإبر لتسخين الأعصاب لكي يمنعها من إرسال إشارات الألم، وعادة ما تكون مستيقظاً أثناء العملية، ويستخدم فيها مخدر موضعي لتخدير الظهر، ولن تحتاج إلى الإقامة في المستشفى طوال الليل.
وكما هو متعارف عليه في جميع العمليات الجراحية، فإن عملية إزالة التعصيب بالترددات الراديوية تحمل مخاطر حدوث بعض المضاعفات، وتشمل حدوث النزيف، والكدمات، والعدوى، وتلف الأعصاب العرضي، لذلك كن على دراية بهذه المخاطر وقم بمناقشتها مع طبيبك الخاص قبل الموافقة على إجراء الجراحة.
جراحة دمج الفقرات
تعد جراحة دمج الفقرات هي نوع آخر من جراحة آلام الظهر، وربما يوصى بها في حالة وجود تلف كبير في فقرات الظهر، وتستخدم في دمج فقرتين معاً لتقويتهما، وهذا من شأنه أن يساعد في تخفيف أي ألم عصبي مرتبط به لأنه يعمل على إيقاف الفقرات التالفة من الضغط على الأعصاب التي تمر عبر العمود الفقري.
من الممكن أن تتسبب هذه الجراحة في حدوث تلف دائم في بعض الأعصاب بالظهر، وهذا قد يؤدي إلى شلل جزئي في الساقين والأمعاء أو سلس بولي، ولكن يقدر حدوث هذه المضاعفات بحوالي 1 من كل 200 جراحة.
علاجات يجب تجنبها
يوجد عدد من العلاجات التي تستخدم أحياناً في علاج آلام الظهر غير محددة السبب، ولكن لا ينصح بتناولها من قبل بعض المنظمات الصحية مثل المعهد الوطني للتميٌّز في الرعاية الصحة (NICE) وذلك لعدم وجود أدلة علمية تنصح باستخدامها.
وتشمل:
- الأحزمة، الكورسيهات، تقويم عظام القدم، والأحذية ذات النعال الهزازة
- الجر، وهو عبارة عن استخدام الأوزان والحبال والبكرات لإحداث قوة على الأنسجة حول العمود الفقري
- الوخز بالإبر، حيث يتم عن طريق إدخال إبر دقيقة ورفيعة في نقاط مختلفة من الجسم
- الموجات فوق الصوتية، حيث يتم توجيه الموجات الصوتية على الظهر لتسريع الشفاء وإصلاح الأنسجة
- التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد (TENS) وفيها تستخدم آلة لتوصيل نبضات كهربائية صغيرة إلى الظهر عن طريق أقطاب كهربائية متصلة بالجلد
- التحفيز الكهربائي للعصب عن طريق الجلد (PENS) وفيها يتم تمرير نبضات كهربية بالإبر التي يتم إدخالها بالقرب من الأعصاب بالظهر
- العلاج التداخلي (IFT) عن طريق استخدام جهاز لتمرير تيار كهربي عبر ظهرك للمحاولة من تسريع الشفاء
- حقن مسكنات الألم في العمود الفقري، ولكنها فقط يمكن أن تساعد في حالة الإصابة بعرق النساء
الوقاية من آلام الظهر
من الصعب منع حدوث آلام الظهر، ولكن يمكن اتباع بعض الإرشادات التي من شأنها تقليل مخاطر الإصابة بهذه الآلام ومنها:
- قم بممارسة التمارين الرياضية وتمارين التمدد
- ابق نشيطاً، فممارستك للرياضة باستمرار قد يساعد في تقوية الظهر، وينصح البالغين بممارسة الرياضة على الأقل 150 دقيقة أسبوعياً
- تجنب الجلوس لفترات طويلة
- توخى الحذر عند رفع الأشياء
- تحقق من وضع ظهرك عند الجلوس، واستخدام أجهزة الكومبيوتر أو الأجهزة اللوحية ومشاهدة التلفاز
- تأكد من أن مرتبة سريرك تدعم ظهرك بشكل جيد
- إنقاص الوزن الزائد عن طريق مزيج من النظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، فزيادة الوزن يمكنها أن تزيد من مخاطر الإصابة بآلام الظهر
تعليقات