الداء الزُّلاقي (الداء البطني) | الأسباب والعلاج
الداء الزُّلاقي هو حالة تتميز بمهاجمة الجهاز المناعي للجسم عند تناول الجلوتين؛ مما يؤدي إلى حدوث ضرر بالأمعاء ولا يقدر الجسم حينها على امتصاص الغذاء، وجدير بالذكر أن الداء الزُّلاقي يُسبب العديد من الأعراض، مثل: الإسهال, وآلام البطن, والانتفاخ، وينتج الداء الزُّلاقي عن حدوث رد فعل تجاه الجلوتين، وهو عبارة عن بروتين غذائي يوجد في ثلاث أنواع من الحبوب: القمح، الشعير، الجاودار، كذلك يتواجد الجلوتين في أي طعام يحتوي على تلك الأنواع من الحبوب، مثل:
- المعكرونة.
- الكعك.
- حبوب الإفطار.
- أغلب أنواع الخبز.
- بعض الأنواع من الصلصات.
- بعض الوجبات الجاهزة.
يُعد الداء الزُّلاقي مرضًا وراثيًا مما يعني أنه يتواجد بين العائلات، وبعضها يُمكن أن يُصاب به الفرد في أي سن بعد تناول الأطعمة، أو الأدوية التي تحتوي على الجلوتين، وفي حال عدم علاجه فإن الداء الزُّلاقي قد يُسبب بعض المشكلات الصحية الخطيرة.
محتويات المقال:
- ما أعراض الداء الزُّلاقي؟
- ما أسباب الإصابة بالداء الزُّلاقي؟
- ما محفزات ظهور الداء الزُّلاقي؟
- ما مضاعفات الداء الزُّلاقي؟
- كيفية تشخيص الداء الزُّلاقي.
- ما علاج الداء الزُّلاقي؟
- ما أعراض الداء الزُّلاقي؟
تختلف أعراض الداء الزُّلاقي من شخص لآخر فتكون طفيفة أو شديدة, كما قد تذهب وتختفي من حين لآخر عند بعض الناس، وربما لا تتسبب الحالات الطفيفة للداء الزُّلاقي بظهور أعراض ملحوظة, وعادةً نعرف وجوده أثناء الكشف والفحوصات للحالات الصحية الأخرى فيوصى بالعلاج حتى مع وجود الأعراض الطفيفة أو حتى إذا لم تظهر؛ نظرًا لاحتمالية ظهور المضاعفات بغض النظر عن شدة الأعراض.
الأعراض الشائعة:
يُعد الإسهال أكثر الأعراض الشائعة للداء الزُّلاقي، ويحدث نتيجة عدم قدرة الجسم على امتصاص المغذيَّات بشكلٍ كاملٍ (سوء الامتصاص)، ويُمكن لسوء الامتصاص أن يؤدي إلى نزول كميات كبيرة من الدهون مع البراز, ويُلاحظ ذلك في قوام البراز ورائحته، وتتضمن الأعراض الأخرى المرتبطة بالأمعاء ما يلي:
- آلام بالبطن.
- الانتفاخات، والغازات.
- عسر الهضم.
- الإمساك.
- القيء؛ والذي يؤثر فقط على الأطفال.
- الشعور بالتعب الشديد؛ والذي قد يكون إشارة على وجود فقر الدم بسبب نقص الحديد, أو فقر الدم بسبب نقص فيتامين ب12.
- فقدان مفاجئ في الوزن.
- طفح جلدي، وحكة.
- صعوبة الحمل بالنسبة للإناث.
- آلام بالمفاصل.
- الشعور بالتنميل في الأيدي، والأقدام (التهاب الأعصاب الطرفية).
- اضطرابات بالحركة، والكلام.
- تورم اليدين, والقدمين, والذراعين نتيجة تراكم السوائل.
سوء التغذية:
في حال عدم علاج الداء الزُّلاقي فإن سوء الامتصاص الناتج عنه يؤدي إلى سوء التغذية، وعدم تلقي المواد الضرورية للجسم؛ مما يجعلك تشعر بالتعب وافتقارك للطاقة طوال اليوم، ويمكن أن يؤثر سوء التغذية على نمو الأطفال ويقلله عن المعدل الطبيعي, وكذلك بالنسبة للوزن؛ فقد يتأخر البلوغ أيضًا نتيجة لذلك.
التهاب الجلد الهربسي (حلقي) الشكل Dermatitis Herprtiformis:
بالرغم من أنه لا تُعد أحد أعراض الداء الزُّلاقي إلا أنه إذا كان لديك رد فعل مناعي تجاه الجلوتين فربما يظهر طفح جلدي يسمى (التهاب الجلد الهربسي الشكل)، ويُعد هذا الطفح الجلدي من النوع شديد الحكة، ويتميز بوجود أكياس مملوءة بالسوائل والتي قد تنفجر أثناء الحكة، كما يظهر هذا الطفح في الغالب على الكوع, والركبة, والسرة, ويمكن أن يظهر بأي مكان بالجسم.
وتُشير الإحصائيات إلى أن هناك حالة واحدة من كل خمس حالات مصابة بالداء الزُّلاقي يظهر عندها الطفح الجلدي الهربسي الشكل، وسبب ظهور هذا الطفح الجلدي غير معروف لكن بما أنه يظهر في حالات الداء الزُّلاقي؛ فهذا يعني ارتباطه بالجلوتين، ومثل حالة الداء الزلاقي فإن الطفح الجلدي يختفي بعد التحويل للأنظمة الغذائية الخالية من الجلوتين.
- ما أسباب الإصابة بالداء الزُّلاقي؟
يحدث الداء الزلاقي نتيجة وجود رد فعل غير اعتيادي للجهاز المناعي تجاه الجلوتين الذي يوجد في العديد من الأطعمة، وجدير بالذكر أن الداء الزلاقي يندرج تحت فئة الأمراض المناعية الذاتية والتي لا يُميز فيها الجهاز المناعي الخلايا والمواد الصحية السليمة من المواد الأخرى الضارة, فيفرز حينها أجسامًا مضادة لها، وفي حالة الداء الزلاقي فإن جهاز المناعة يتعرف على إحدى المواد التي تشكل الجلوتين وتسمى بالجليادين ويتعامل معها على أنها تهديد, ثم يُنتج أجسام مضادة تسبب التهاب سطح الأمعاء.
تٌبطَّن الأمعاء من الداخل بملايين الخملات؛ وهي عبارة عن نموات صغيرة أشبه بالأنابيب، وتزيد تلك الخملات من مساحة سطح الأمعاء؛ لمساعدتها على هضم الطعام بفاعلية، أما في حالة الداء الزلاقي فإن الالتهاب الحادث في بطانة الأمعاء يؤثر على الخملات، ويقلل قدرتها على الهضم والامتصاص, وينتج عن ذلك عدم استغلال المغذيات في إنتاج الطاقة, وظهور أعراض الداء الزلاقي.
الشوفان:
قد يجد بعض المصابين بالداء الزلاقي أن تناول الشوفان يحفز ظهور الأعراض, وربما يكون سبب ذلك دخول إحدى البذور إلى الشوفان أثناء عملية إنتاجه، ويحتوي الشوفان على بروتين آخر يسمى: الأفينين؛ وهو بروتين مماثل للجلوتين، لكن يجب الإشارة إلى أن معظم المصابين بالداء الزلاقي قادرون على هضم الأفينين بأمان، إلا أن هناك بعض الأدلة تشير إلى أن عدد قليل من الناس ربما يتحسسون من المنتجات الخالية من الجلوتين والتي لا تحتوي على بذور أخرى مع الشوفان.
- ما محفزات ظهور الداء الزُّلاقي؟
هناك عدة عوامل تُزيد فرص الإصابة بالداء الزلاقي، وتتضمن:
- التاريخ العائلي:
ينتشر الداء الزلاقي بين بعض العائلات فإذا كان أحد أقارب الدرجة الأولى مصابًا به، مثل: الأب، والأم، والأشقاء؛ فإن فرص إصابتك به تزداد بنسبة 10%، وتشير الدراسات إلى أن الداء الزلاقي يرتبط -بقوة- بالعديد من الطفرات الجينية؛ وهي تغيرات غير طبيعية للأوامر التي تتحكم في نشاط الخلية, وتؤثر تلك الطفرات على مجموعة من الجينات تسمى HLA-DQ، وتُعد تلك الجينات مسئولة عن تطور الجهاز المناعي وربما يتم إمرارها عبر العائلات، وحدوث الطفرات في تلك الجينات شائعًا جدًا إذ يحدث في حوالي الثلث من الناس، ويشير ذلك إلى أن هناك عوامل أخرى تحفز ظهور الداء الزلاقي عند بعض الناس, مثل: العوامل البيئية.
- العوامل البيئية:
تزداد فرص إصابتك بالداء الزلاقي إذا كانت لديك عدوى بالجهاز الهضمي في أثناء الطفولة, مثل: عدوى فيروس الروتا (الفيروسات العجلية)، وهناك أيضًا بعض الأدلة التي تشير إلى أن ضم الجلوتين للنظام الغذائي للطفل قبل إتمامه سن ثلاثة أشهر يزيد فرص الإصابة بالداء الزلاقي، وجدير بالذكر أن خبراء الصحة يوصون بانتظار بلوغ الطفل 6 أشهر على الأقل قبل إطعامهم طعام يحتوي على الجلوتين، كما قد يزداد خطر إصابة الأطفال بالداء الزلاقي -أيضًا- إذا لم يرضعوا في نفس الفترة التي ضُم فيها الجلوتين لنظامهم الغذائي.
- حالات صحية أخرى:
هناك عدة حالات صحية تزيد فرص الإصابة بالداء الزلاقي، مثل:
- مرض السكري النوع الأول.
- أمراض الغدة الدرقية.
- التهاب القولون التقرحي.
- الاضطرابات العصبية، مثل: الصرع.
- متلازمة داون, ومتلازمة تيرنر.
- مرض أديسون.
- مرض الكبد المناعي الذاتي.
- سرطان الأمعاء.
- الذئبة.
- التهاب المفاصل الروماتيدي.
ليس من الواضح إذا كان هناك ارتباط مباشر بين تلك الحالات الصحية والإصابة بالداء الزلاقي أو ما إذا كان الداء الزلاقي، وتلك الحالات ينتجان عن سبب آخر.
- ما مضاعفات الداء الزلاقي؟
إذا كنت مصابًا بالداء الزلاقي فمن المهم جدًا ألا تتناول أي أطعمة تحتوي على الجلوتين إذا لم يتم تشخيصك بعد بالداء الزلاقي، أو إذا كنت تعاني منه ولم تعالجه وما زلت تتناول الجلوتين؛ فإنك معرض بشدة لظهور عدة مضاعفات علمًا بأنه يوجد سوء فهم شائع عند بعض الناس بأن تناول كمية قليلة من الجلوتين لا تضر، لكن يمكن للكميات القليلة من الجلوتين تحفيز ظهور أعراض الداء الزلاقي, وزيادة خطر حدوث بعض المضاعفات التي سنذكرها تاليًا.
سوء الامتصاص:
يؤدي سوء امتصاص الطعام إلى حدوث نقص في العديد من المعادن والفيتامينات مما قد يؤدي إلى الإصابة ببعض الحالات، مثل:
- هشاشة العظام.
- فقر الدم بسبب نقص الحديد.
- فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، وحمض الفوليك.
سوء التغذية:
يؤثر الداء الزلاقي على وظائف الجهاز الهضمي ويجعله لا يعمل كما ينبغي, وفي حالات شديدة قد يؤدي -في بعض الأحيان- إلى فقدان شديد في المغذيات التي يحتاجها الجسم ويُعرف ذلك بسوء التغذية، ثم يؤدي سوء التغذية إلى اختلال وظائف الجسم وتعريضه للإصابة بالعدوى, ويؤثر كذلك على شفاء الجروح، فإذا كنت تعاني من سوء التغذية فربما تشعر بالتعب والدوار والاضطراب العام بالجسم، كما يمكن للعضلات أن تتلف, وقد تجد صعوبة في الشعور بالدفء، كما أنه يُمكن لسوء تغذية الأطفال أن يؤثر على النمو وتأخر تطورهم البدني والعقلي.
يتضمن علاج سوء التغذية زيادة السعرات الحرارية في النظام الغذائي, وأخذ المكملات الغذائية المناسبة لحالتك.
عدم تحمل اللاكتوز:
إذا كنت مصابًا بعدم تحمل اللاكتوز فإنك معرض لعدم تحمل اللاكتوز حيث يفتقر الجسم إلى الإنزيم الذي يقوم بهضم سكر الحليب (اللاكتوز) الموجود في منتجات الألبان، ويتسبب عدم تحمل اللاكتوز في ظهور بعض الأعراض، مثل: الانتفاخ, والإسهال, واضطرابات الأمعاء، ولا يتسبب اللاكتوز بضرر في الجسم، وذلك على عكس الجلوتين في حالة الداء الزلاقي، ولكن قد تظهر بعض الأعراض المرتبطة بالأمعاء إذا تناولت طعامًا يحتوي على اللاكتوز؛ لعدم قدرتك على هضمه.
يُمكن علاج عدم تحمل اللاكتوز بفاعلية عن طريق عدم تناول أو شرب منتجات الألبان التي تحتوي على اللاكتوز، وربما تحتاج أيضًا لأخذ مكملات الكالسيوم؛ نظرًا لأن منتجات الألبان تُعد مصدرًا مهمًا للكالسيوم؛ ولذلك سوف تحتاج لتعويض النقص في الكالسيوم.
السرطان:
يُعد السرطان من المضاعفات الخطيرة والنادرة للغاية للداء الزلاقي، فهناك نسبة قليلة من إصابة شخص مصاب بالداء الزلاقي بنوع محدد من السرطانات، وتشير الدراسات الحالية إلى أن نسبة الإصابة أقل من اعتقادهم سابقًا، وتتضمن السرطانات المرتبطة بالداء الزلاقي سرطان الأمعاء الدقيقة, واللمفومة الهودجكينية، ولكن لا يصاب أغلب مرضى الداء الزلاقي بها.
إذا كنت تتبع نظامًا غذائيًا خاليًا من الجلوتين لمدة ثلاث إلى خمس سنوات؛ فإن فرص إصابتك بتلك الأنواع من السرطان تتساوي مع عامة الناس.
الداء الزُّلاقي أثناء الحمل:
يُمكن أن يؤدي الداء الزلاقي في أثناء الحمل -إذا لم نتحكم به جيدًا ونعالجه- إلى الإصابة ببعض المضاعفات المرتبطة بالحمل, مثل: ولادة طفل وزنه قليل، فمن المهم للحوامل المصابات بالداء الزلاقي الالتزام بنظام غذائي متوازن وخالي من الجلوتين لحمايتهن وحماية أطفالهن، ومن المهم أيضًا للمصابين بالداء الزلاقي متابعة حالتهم بانتظام خاصة في الأوقات التي يزداد فيها التوتر والضغط العصبي, مثل: الحمل.
يزداد خطر حدوث مشكلات مرتبطة بالتناسل عند النساء المصابات بالداء الزلاقي اللاتي لا يلتزمن بعلاجه، وفي حال عدم اتباع نظام غذائي خالي من الجلوتين فإن ذلك قد يؤدي إلى ولادة طفل وزنه قليل أو الولادة المبكرة وزيادة نسبة اللجوء إلى الولادة القيصرية، وبناءً على حالتك ونظامك الغذائ؛ فإنكِ قد تحتاجين إلى مكملات الكالسيوم, والحديد, وفيتامين ب12، كذلك لا بد من التأكيد على أنه من الأفضل الحصول على الفيتامينات والمعادن من مصادرها الطبيعية من الطعام, ولكن في أثناء الحمل ربما تحتاجين لأخذ المكملات أيضًا، أما إذا كانت لديكِ بعض المخاوف فبإمكانك اللجوء إلى أخصائي التغذية لأنه بإمكانه مساعدتك على تقييم نظامك الغذائي, والتأكد من حصولك على المغذيات الكافية لكِ ولطفلك.
حمض الفوليك:
يوصى بإعطاء مكملات حمض الفوليك للنساء أثناء الشهور الثلاثة قبل التخصيب, وفي الأسابيع الاثنا عشر الأولى من الحمل، ويوصى لعامة الناس بأخذ كمية من حمض الفوليك لا تتجاوز 400 ميكروجرام, وفي حالة النساء الحوامل المصابات بالداء الزلاقي مع وجود سوء امتصاص فإنه يوصى لهن بأخذ 5 مجم من حمض الفوليك، وجدير بالذكر أنه يُعد حمض الفوليك مهمًا أثناء الحمل لحماية الجنين من التشوهات بالجهاز العصبي, مثل: السنسنة المشقوقة، كما أنه لا يوجد دليل يشير إلى أن المصابين بالداء الزلاقي معرضين لحدوث تشوهات عصبية, ولكن يوصى بأخذ جرعات عالية من حمض الفوليك أثناء الحمل كإجراء احترازي وفي حال وجود ضرر بالأمعاء عند الأم, والذي يقلل امتصاص الفيتامينات، مثل: حمض الفوليك.
بالنسبة للجرعات العالية من حمض الفوليك فإنها تُصرف من خلال وصفة طبية, ويُفضل مناقشة الطبيب حول إرشادات أخذ حمض الفوليك، ويجب الإشارة إلى أنه من الممكن لمكملات حمض الفوليك أن تُخفي وجود أعراض نقص فيتامين ب 12، إذ يُشيع ذلك أكثر عند المصابين بالداء الزلاقي، وبطبيعة الحال من المهم البقاء على تواصل مستمر مع الطبيب أثناء الحمل لمراقبة وضعك. بجانب المكملات الغذائية -أيضًًا- فإنه يجب اختيار الأطعمة الغنية بحمض الفوليك, مثل: الخضراوات الورقية، كما يوصى أيضًا بأخذ 10 ميكروجرام من فيتامين د يوميًا خلال فترة الحمل.
- كيفية تشخيص الداء الزلاقي:
يوصى بعمل الفحوصات الروتينية للداء الزلاقي إذا لم تظهر هناك أعراض أو في حال ارتفاع نسب ظهورها، وتتضمن اختبارات الداء الزلاقي:
- اختبارات الدم؛ لتساعد على التعرف على الأشخاص المصابين بالداء الزلاقي.
- الخزعة؛ لتأكيد التشخيص.
كما ستحتاج أثناء فحصك إلى تناول أطعمة تحتوي على الجلوتين؛ للتأكد من دقة الاختبارات، ويجب ألا تبدأ نظامًا غذائيًا خاليًا من الجلوتين حتى تأكيد التشخيص من قبل المختص وإن كانت نتائج الاختبارات إيجابية.
اختبار الدم:
تؤخذ عينة من دمك لفحص وجود الأجسام المضادة التي غالبًا تكون موجودة بالدم في حال إصابتك بالداء الزلاقي، ويجب ضم الجلوتين ضمن النظام الغذائي عندما تقوم بالفحص؛ لأن تجنُّب الجلوتين قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة، أما إذا وُجدت الأجسام المضادة للداء الزلاقي في دمك؛ فإن الطبيب سوف يُحيلك لعمل خزعة لأخذ عينة من الأمعاء وفحصها، وفي بعض الأحيان قد لا توجد الأجسام المضادة في ظل الإصابة بالداء الزلاقي، أما إذا استمرت أعراضك في الظهور بجانب ظهور نتائج سلبية للاختبارات؛ فربما يطلب منك الطبيب القيام بالخزعة.
الخزعة:
يتم القيام بالخزعة في المستشفى ويقوم بها أخصائي الجهاز الهضمي، فالخزعة تساعد على تأكيد التشخيص بإصابتك بالداء الزلاقي، وتتم الخزعة عن طريق إدخال أنبوبة رفيعة من الفم برفق وإمرارها للأسفل لتصل إلى الأمعاء الدقيقة، وقبل الفحص يُعطيك مخدر موضعي لتخدير الحلق, وربما يُعطيك أيضًا أحد أنواع المهدئات؛ لتساعدك على الاسترخاء، سيمرر الأخصائي أداة رفيعة عبر المنظار؛ لأخذ العينة من بطانة الأمعاء الدقيقة, ثم بعدها يرسل تلك العينة للمختبر؛ لتحليلها وللبحث عن علامات الإصابة بالداء الزلاقي.
اختبارات ما بعد التشخيص:
إذا شُخصت بالداء الزلاقي فحينها ربما تقوم ببعض الاختبارات الأخرى لتقييم حالتك، وربما يطلب منك القيام ببعض اختبارات الدم الأخرى لفحص نسب الحديد، والفيتامينات، والمعادن في الدم، كما يساعد ذلك على تحديد ما إذا كان الداء الزلاقي أدى إلى الإصابة بفقر الدم المرتبط بالحديد نتيجة لسوء الهضم، وإذا ظهر التهاب الجلد الهربسي الشكل؛ فربما يُطلب منك القيام بخزعة الجلد لتأكيد الإصابة به، ويحدث ذلك تحت تأثير التخدير الموضعي, وتؤخذ بعض العينات من المنطقة التي يوجد بها الطفح الجلدي وفحصها تحت المجهر.
قد يوصى بعمل فحص هشاشة العظام DEXA scan في بعض حالات الداء الزلاقي، وفي أثناء الفحص تُستخدم إحدى أنواع الأشعة السينية لقياس كثافة العظام, وقد يكون ضروريًا إذا اعتقد الطبيب أن إصابتك أثرت على عظامك، كما أنه قد يؤدي الداء الزلاقي في بعض الأحيان إلى الإصابة بهشاشة العظام نتيجة لسوء امتصاص المغذيات، ولا يُعد فحص هشاشة العظام اختبارًا لالتهاب المفاصل, ولكنه فقط يقيس كثافة العظام لرؤية ما إذا كنت معرضًا للكسور مع تقدمك بالسن.
مجموعات الدعم:
يشعر الكثير من الناس بالإحباط عند تشخيصهم لأول مرة بالداء الزلاقي، وقد يُربكهم قليلًا تحويل نظامهم الغذائي إلى نظام خالي من الجلوتين, خاصةً إذا كانوا يتناولون أطعمة تحتوي على الجلوتين لسنوات عديدة، كما أن كثير من الناس في الشهور الأولى بعد تشخيصهم يتناولون أطعمة تحتوي على الجلوتين بالخطأ مما يحفز ظهور الأعراض، ويمكن أن تزيد معرفتك أكثر بالداء الزلاقي وتلقي النصائح المتعلقة بالتحويل للأنظمة الغذائية الخالية من البروتين عن طريق البحث عن مجموعات الدعم بمدينتك أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإن مجموعات الدعم تساعد المصابين بالداء الزلاقي خاصة الذين شٌخصوا مؤخرًا به, أو الذين يتعايشون معه لسنوات، ونشر المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية NICE عام 2015 لائحة تفصيلية عن متى يجب القيام باختبارات وفحوصات الداء الزلاقي؟ يجب على الأطفال أو الكبار القيام بالاختبارات في حال ظهور أي من الأعراض، أو العلامات التالية:
- ظهور أعراض مستمرة ومجهولة السبب بالجهاز الهضمي.
- شعور مستمر بالتعب والإرهاق.
- فقدان مفاجئ للوزن.
- وجود قرح شديدة ومستمرة بالفم.
- فقر الدم المرتبط بالحديد.
- فقر الدم المرتبط بفيتامين ب12 وحمض الفوليك.
- تأخر النمو.
- اكتشاف إصابتك بالداء السكري النوع الأول في أثناء التشخيص.
- وجود أمراض مناعية ذاتية بالغدة الدرقية، مثل: قصور الغدة الدرقية, أو فرط نشاط الغدة الدرقية.
- متلازمة القولون العصبي (عند الكبار).
يُوصى أيضًا بالقيام بالفحوصات اللازمة إذا كان هناك أقارب من الدرجة الأولى مصابين بالداء الزلاقي.
- ما علاج الداء الزلاقي؟
في الغالب يًعالج الداء الزلاقي عن طريق استبعاد الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين من النظام الغذائي فإن ذلك يمنع من تضرر بطانة الأمعاء, وظهور الأعراض المصاحبة لذلك، مثل: الإسهال، وآلام المعدة، فإذا كنت مصابًا بالداء الزلاقي فإنك يجب أن تتوقف عن تناول كل مصادر الجلوتين في حياتك؛ لأن الأعراض ستستمر بالظهور إذا استمررت في تناول الجلوتين؛ مما قد يؤدي لظهور المضاعفات.
تبدأ الأعراض بالتحسن بعد أسابيع من بدء نظامك الغذائي الخالي من الجلوتين, ولكن ربما يستغرق جهازك الهضمي وقتًا قد يصل إلى عامين ليتعافى بالكامل، وسيعرض عليك الطبيب مراجعة سنوية يتم خلالها قياس طولك، ووزنك، وفحص الأعراض, وسوف يسألك عن الأعراض, وما إذا كنت تحتاج لرؤية مختص للتغذية.
النظام الغذائي الخالي من الجلوتين:
عندما تٌشخَّص لأول مرة بالداء الزلاقي حينها تُحال لمختص التغذية؛ ليساعدك على الاعتياد على النظام الغذائي الجديد الخالي من الجلوتين، ويقوم مختص التغذية أيضًا بالتأكد من أن النظام متوازن، ويحتوي على كل المغذيات التي تحتاجها، ويجب الإشارة إلى أنك إذا كنت مصابًا بالداء الزلاقي؛ فإنك لن تكون قادرًا على تناول الأطعمة التي تحتوي على الشعير أو القمح، وحتى إذا تناولت كمية قليلة من الجلوتين, مثل: تناول ملعقة من المعكرونة؛ فإن الأعراض ستظهر حينها، وإذا استمررت في تناول الجلوتين فستزداد حينها فرص إصابتك بهشاشة العظام والسرطان لاحقًا في حياتك.
بالنسبة للجلوتين فإنه بروتين غير ضروري في نظامك الغذائي, ويمكن استبداله بأطعمة أخرى، فإنه توجد العديد من البدائل للجلوتين في الأسواق, مثل: المعكرونة, وعجين البيتزا, والخبز، وتخلو العديد من الأطعمة أيضًا من الجلوتين, مثل: اللحوم, والخضراوات, والجبن, والبطاطس, والأرز, وبالتالي يُمكنك ضمها لنظامك الغذائي، ويمكن لمختص التغذية أن يساعدك في التعرف على الأطعمة الآمنة للأكل والأخرى التي لا تصلح، وإذا لم تكن متأكدًا فيمكن أن تلجأ للقائمة التي سنذكرها تاليًا.
الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين (ليست آمنة):
إذا كنت مصابًا بالداء الزلاقي؛ فإنه لا يجب تناول تلك الأطعمة إذا لم تكن خالية من الجلوتين:
- الخبز.
- المعكرونة.
- حبوب الإفطار.
- البسكويت.
- الكعك والمخبوزات.
- الفطائر.
- الصلصات.
من المهم التأكد دائمًا من ملصقات الأطعمة المعلبة التي تشتريها، فكثير من الأطعمة -خاصة المكررة- تحتوي على الجلوتين, مثل: محسنات الطعم, والنشا، وقد يوجد الجلوتين -أيضًا- في بعض المنتجات الأخرى غير الطعام, مثل: ملمع الشفاه, وطوابع البريد, وبعض أنواع الأدوية، وقد يحدث تداخل أيضًا بين الطعام الخالي من الجلوتين والآخر الذي يحتوي على الجلوتين في حال تناولهم بنفس أدوات الطعام أو تقديمهم سويًا.
الأطعمة الخالية من الجلوتين (آمنة لأكلها):
يمكنك تناول تلك الأطعمة بأمان إذا كنت مصابًا بالداء الزلاقي:
- أغلب منتجات الألبان، مثل: الزبد, والحليب, والجبن.
- الفاكهة، والخضراوات.
- اللحوم، والأسماك.
- البطاطس.
- الأرز، ونودلز الأرز.
- الدقيق الخالي من الجلوتين, مثل: دقيق الأرز, والذرة, والصويا, والبطاطس.
قانونًا تحتوي المنتجات الخالية من الجلوتين على كمية قليلة منه لا تتجاوز 20 جزء من المليون، وبالنسبة لأغلب حالات الداء الزلاقي فإن تلك النسبة الصغيرة لا تسبب مشكلات، ولكن نسبة قليلة من الناس لا يمكن لها أن تتحمل أقل الكميات من الجلوتين ويحتاجون لتناول طعام خالي تمامًا من الجلوتين.
الشوفان:
لا يحتوي الشوفان على الجلوتين ولكن يتجنبه العديد من المصابين بالداء الزلاقي؛ لأنه قد يحتوي بالخطأ على حبوب تحتوي على الجلوتين، وهناك بعض الأدلة تقترح أنه قد توجد نسبة قليلة من الناس ربما يتحسسون من المنتجات الخالية من الجلوتين, ولا تحتوي على الشوفان الملوث بالحبوب الأخرى، ويرجع ذلك -كما ذكرنا- إلى احتواء الشوفان على بروتين الأفنين, الذي يُعد مناسبًا لأغلب المصابين بالداء الزلاقي, ولكنه قد يُحفز ظهور الأعراض في حالات قليلة.
إذا رغبت في ضم الشوفان لنظامك الغذائي بعد مناقشة ذلك مع طبيبك فتأكد من أن الشوفان خالي تمامًا من أية بذور أخرى، كما أنه يجب تجنب تناول الشوفان إلى أن يكمل النظام الغذائي الخالي من الجلوتين تأثيره كاملًا واختفاء الأعراض تمامًا، وبحدوث ذلك يُمكنك ضم الشوفان تدريجيًا لنظامك الغذائي، وإذا ظهرت الأعراض مجددًا فيجب التوقف عن تناوله.
نصائح بخصوص إطعام طفلك:
لا تضم الجلوتين لنظام الطفل الغذائي قبل سن 6 أشهر، وجدير بالذكر أن حليب الثدي يخلو من الجلوتين, ونفس الأمر كذلك بالنسبة لحليب الأطفال المُصنَّع،أما إذا كنتِ مصابة بالداء الزلاقي فإنه يٌقترح إضافة الطعام الذي يحتوي على الجلوتين تدريجيًا بعد بلوغ الطفل 6 أشهر, ويجب مراقبته بعناية في أثناء ذلك.
علاجات أخرى:
توجد بعض العلاجات الأخرى المتاحة للداء الزلاقي، بالإضافة إلى استبعاد الطعام الذي يحتوي على الجلوتين, وتتضمن:
اللقاحات:
قد يؤثر الداء الزلاقي عند بعض الناس على وظائف الطحالمما يعرضهم للإصابة بالعدوى، وقد يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى أخذ تطعيمات إضافية، وتتضمن:
- تطعيم الإنفلونزا.
- لقاح المستدمية النزلية Hib/MenC الذي يقي من تسمم الدم, والالتهاب الرئوي, والتهاب الأغشية السحائية.
- لقاح المكورات الرئوية: الذي يحمي من البكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي البكتيري.
في حال عدم تأثر الطحال بالداء الزلاقي فإن هذه اللقاحات لا تُعد ضرورية.
المكملات:
قد يصف الطبيب أو أخصائي التغذية مكملات الفيتامينات والمعادن بجانب تجنب الأطعمة الخالية من الجلوتين, وذلك لمدة 6 أشهر على الأقل بعد التشخيص، يساعد ذلك على تلقي المغذيات الضرورية التي تحتاجها بينما يعود الجهاز الهضمي لوظيفتها، ويساعد أخذ المكملات -أيضًا- على استعادة أي نقص, مثل: الذي يوجد في فقر الدم.
التهاب الجلد الهربسي الشكل:
إذا كنت مصابًا بالتهاب الجلد الهربسي الشكل فإن استبعاد الجلوتين من النظام الغذائي يساعد على علاجه، ولكنه في بعض الأحيان قد يستغرق النظام الغذائي الخالي من الجلوتين وقتًا أطول لكي يختفي اللقاح مقارنةً بوقت اختفاء الأعراض الأخرى، مثل: الإسهال، وآلام المعدة، وفي تلك الحالة ربما يصف الطبيب لك دواء يساعد على تسريع شفاء الطفح الجلدي، ومن المحتمل أن يوصف لك دواء يسمى: دابسون؛ والذي يؤخذ على هيئة حبوب مرتين باليوم.
يُمكن لدابسون التسبب ببعض الآثار الجانبية، مثل: الصداع, والاكتئاب؛ لذلك يوصف دائمًا بأقل جرعة فعالة، وجدير بالذكر أنك قد تحتاج لأخذ الدواء حتى عامين لكي تتحكم بالطفح الجلدي، وبعد ذلك يجب أن تتبع نظامًا غذائيًا خاليًا من الجلوتين لفترة طويلة؛ للوقاية من الطفح الجلدي بدون اللجوء للأدوية.
الداء الزلاقي المستعصي:
هو نوع نادر من الداء الزلاقي حيث تستمر الأعراض حتى بعد التحويل للنظام الغذائي الخالي من الجلوتين, وليس من المعروف سبب ذلك، وتشير الإحصائيات إلى أن هناك شخص من كل 140 مصابًا بالداء الزلاقي تتطور حالته إلى الداء الزلاقي المستعصي؛ ولذا إذا شك الطبيب بإصابتك به فمن المحتمل أن يُحيلك للقيام بسلسلة من الاختبارات؛ للتأكد من أن أعراضك ليست ناتجة عن حالة صحية أخرى، فإذا لم يكن هناك سببًا وتم تأكيد التشخيص فسوف تُحال إلى مختص، وتتضمن خيارات العلاج الستيرويدات القشرية, مثل: البريدنيزولون, وهو يساعد على تثبيط الاستجابة المناعية الضارة في الجسم.
يمكنك الاطلاع أيضًا على:
المصادر: NHS – Celiac.org – healthline
تعليقات