داء البروسيلات | التشخيص والعلاج
سنتعرف في هذا المقال على الموضوعات التالية:
- ما داء البروسيلات؟
- ما أعراض داء البروسيلات؟
- ما أسباب الإصابة بداء البروسيلات؟
- ما عوامل الخطر لداء البروسيلات؟
- ما مضاعفات داء البروسيلات؟
- كيف يتم تشخيص داء البروسيلات؟
- ما علاج داء البروسيلات؟
- ما طرق الوقاية من داء البروسيلات؟
ما داء البروسيلات؟
داء البروسيلات هو مرض يتسبب به مجموعة من البكتيريا تسمى بالبروسيلا؛ تصيب هذه البكتيريا الإنسان والحيوان، وعادةً ما ينتشر داء البروسيلات عن طريق تناول الطعام الملوث بالبكتيريا, مثل: اللحم غير المطبوخ, والحليب غير المبستر، كما يمكن للبكتيريا أيضًا أن تنتشر في الهواء، أو تدخل الجسم عن طريق الجروح.
يسمى داء البروسيلات أيضًا ب الحمى المالطية نظرًا لاكتشافه عند سكان مالطا منذ أكثر من 2000 عام على يد الطبيب ديفيد بروس، كما يسمى أيضًا ب مرض الحليب نظرًا لشيوع انتقاله عن طريق الحليب غير المبستر.
وطبقًا لمركز مكافحة الأمراض والعدوى CDC فإنه يوجد 140 حالة سنويًا لداء البروسيلات في الولايات المتحدة وحدها، وترتفع فرص الإصابة بشكل كبير عند الأشخاص الذين يتعاملون مع الحيوانات، واللحوم النيئة.
يجب التحدث مع الطبيب إذا كنت تعتقد أنك مصاب بداء البروسيلات، وغالبًا ما يتم علاجه بالمضادات الحيوية لكن يُصاب بعض الناس بالمرض مجددًا على مدار سنوات, وليس من الضروري أن تمنع الأدوية الإصابة به مجددًا.
لتقليل خطر الإصابة بداء البروسيلات عليك أن تتجنب تناول اللحوم غير المطبوخة أو شرب الحليب غير المبستر ومنتجاته، كما يجب عليك أيضًا أن تتأكد من ارتداء ملابس خاصة للحماية أثناء التعامل مع الحيوانات وأنسجتها.
ما أعراض داء البروسيلات؟
تتشابه أعراض داء البروسيلات في الإنسان مع أعراض الإنفلونزا؛ لذا يمكن أن تتضمن الأعراض ما يلي:
- فقدان الشهية.
- ألم في الظهر.
- رعشة.
- صداع.
- ألم في البطن.
- ألم في المفاصل.
- ارتفاع درجة الحرارة من حين لآخر.
- فقدان الوزن.
- خمول.
يمكن لأعراض داء البروسيلات أن تختفي لأسابيع أو شهور ثم تظهر مرة أخرى، ويصاب بعض الناس بداء البروسيلات المزمن وتستمر الأعراض لسنوات حتى بعد تلقي العلاج، وتتضمن الأعراض طويلة المدى: التعب, والحمى المتكررة, والتهاب القلب Endocarditis, والتهاب الفقار Spondylitis الذي يؤثر على العمود الفقاري والمفاصل القريبة منه.
ما أسباب الإصابة بداء البروسيلات؟
يؤثر داء البروسيلات على العديد من الحيوانات البرية والأليفة، مثل:
- البقر.
- الماعز.
- الخراف
- الخنازير.
- الكلاب خاصةً الأنواع المستخدمة في الصيد.
- الغزلان.
- الجمال.
- الظبي.
- الثيران.
- الرنة.
هناك أيضًا نوع من داء البروسيلات يؤثر على الفقمات، وخنازير البحر, وبعض الحيتان.
تعتبر الطرق التالية هي الأكثر شيوعًا لانتقال داء البروسيلات من الحيوان إلى الإنسان:
- تناول منتجات الألبان الخام: يمكن أن تنتشر بكتيريا البروسيلات الموجودة باللبن الخاص بالحيوان المصاب إلى الإنسان من خلال اللبن غير المبستر, والمثلجات, والزبد, والجبن، كما يمكن أن تنتقل البكتيريا أيضًا عن طريق اللحوم النيئة للحيوانات المصابة أو غير المطبوخة.
- استنشاق الهواء الملوث: تنتشر بكتيريا البروسيلات بسهولة في الهواء؛ لذلك يمكن لكل من المزارعين, والصيادين وفنيي المعامل، وعمال المسالخ استنشاق هذه البكتيريا.
- لمس الدم، أو إحدى سوائل الجسم الخاصة بالحيوانات المصابة: يمكن أن تدخل البكتيريا الموجودة بالدم، أو السائل المنوي، أو المشيمة في الحيوانات المصابة مجرى الدم عندك عن طريق القطع أو الجروج الأخرى، ونادرًا ما يلتقط الناس العدوى من حيواناتهم الأليفة؛ نظرًا لأن الاتصال الطبيعي بينهم يكون عن طريق اللمس، أو اللعب، أو التنظيف بالفرشاه لكن وبالرغم من ذلك يجب على ذوي المناعة الضعيفة تجنب تربية الكلاب المعروف عنها أن لديها المرض أو حتى التعامل معها.
لا ينتشر داء البروسيلات بشكل طبيعي من شخص لآخر لكن في حالات قليلة يمكن للنساء المصابات بالمرض من نقل العدوى إلى أطفالهن عن طريق الحمل أو حليب الثدي، ونادرًا ما ينتقل داء البروسيلات أيضًا عن طريق النشاط الجنسي، أو عن طريق نقل الدم، أو نخاع العظام الملوث.
ما عوامل الخطر لداء البروسيلات؟
يشيع داء البروسيلات في العديد من المناطق حول العالم, ومنها:
- جنوب أوروبا؛ الذي يتضمن البرتغال, وأسبانيا, وتركيا, واليونان, جنوب فرنسا.
- شرق أوروبا.
- المكسيك, وجنوب ووسط أمريكا.
- آسيا.
- أفريقيا.
- دول الكاريبي.
- الشرق الأوسط.
يعتبر الناس الذين يعيشون في تلك المناطق أو مَن يسافرون إليها عرضةً لتناول منتجات الألبان غير المبسترة.
يعتبر الأشخاص الذين يتعاملون مع الحيوانات أيضًا، أو الذين يتعاملون مع دماء الحيوانات عرضةً لخطر الإصابة بداء البروسيلات، على سبيل المثال:
- الأطباء البيطريون.
- مزارعي الألبان.
- مربي الماشية.
- عمال المسالخ.
- الصيادون.
- اختصاصيّ الأحياء الدقيقة.
ما مضاعفات داء البروسيلات؟
يمكن لداء البروسيلات أن يؤثر على أي جزء بالجسم, مثل: الجهاز التناسلي, والكبد, والقلب, والجهاز العصبي المركزي، وربما بتسبب داء البروسيلات المزمن في حدوث مضاعفات في عضو واحد أو عدة أعضاء بالجسم. تتضمن المضاعفات المحتملة ما يلي:
- التهاب البطانة الداخلية للقلب Endocarditis : يعتبر واحدًا من أكثر المضاعفات الخطيرة لداء البروسيلات، وفي حال عدم علاجه يمكن أن يؤدي إلى تضرر صمامات القلب كذلك الوفاة.
- التهاب المفاصل: يتم ملاحظة التهاب المفاصل عن طريق تصلب المفاصل وتورمها والشعور بالألم بها، خاصة: مفاصل الركبة, والحوض, والرسغ, والعمود الفقري. يمكن أن يكون من الصعب علاج التهاب الفقار Spondylitis؛ وهو التهاب المفاصل بين عظام العمود الفقري أو بين عظام الحوض, وربما يسبب ضرر دائم.
- التهاب الخصيتين والبربخ epididymo-orchitis : يمكن للبكتيريا المسببة لداء البروسيلات أن تصيب البربخ؛ وهو عبارة عن أنابيب ملتفة تصل بين الخصية والقناة المنوية؛ ومن هنا يمكن للبكتيريا أن تنتشر إلى الخصية نفسها متسببة في حدوث تورم وألم يمكن أن يشتد.
- التهاب الكبد والطحال: يمكن لداء البروسيلات أيضًا أن يصيب الكبد و الطحال؛ مسببًا في تضخمهما عن الحجم الطبيعي.
- عدوى الجهاز العصبي المركزي: يتضمن ذلك الأمراض التي قد تهدد الحياة، مثل: التهاب الأغشية السحائية Meningitis؛ وهو التهاب في الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي, أو التهاب الدماغ encepalitis؛ وهو التهاب المخ نفسه.
- في حالة الحمل فإن داء البروسيلات يمكن أن يتسبب في الإجهاض، أو حدوث تشوهات عند الطفل.
كيف يتم تشخيص داء البروسيلات؟
يتم تأكيد الإصابة بداء البروسيلات عن طريق اختبارات الدم ونخاع العظام؛ للكشف عن بكتيريا البروسيلات, أو عن طريق اختبار الدم؛ للكشف عن الأجسام المضادة للبكتيريا. يمكن للطبيب أن يوصي بالفحوصات التالية؛ لتحديد مضاعفات داء البروسيلات:
- الأشعة السينية: يمكن للأشعة السينية أن تظُهر التغيّرات التي حدثت بالعظام أو المفاصل.
- الأشعة المقطعية المحوسبة , أو أشعة الرنين المغناطيسي: تساعد هذه الاختبارات التصويرية على التعرف على الالتهابات، أو الخراج في الدماغ، أو الأنسجة الأخرى.
- اختبار مزرعة السائل النخاعي: يتم فيه أخذ عينة من السائل المحيط بالمخ والحبل الشوكي؛ للكشف عن العدوى في حالة التهاب الأغشية السحائية, والتهاب الدماغ.
- مخطط صدى القلب: يتم استخدام الموجات الصوتية في هذا الاختبار؛ لتكوين صور للقلب، وفحص علامات وجود العدوى بالقلب.
أخبر طبيبك فورًا إذا كنت تمرّ بأعراض شبيهه بالإنفلونزا ما إذا كنت تتعامل مع الحيوانات، وليس من الضروري أن تكون قد تواصلت في الفترة الأخيرة؛ فقد يمكن أن تكون مصابًا بداء البروسيلات حتى إذا كنت قد تواصلت مع الحيوانات منذ عدة أشهر سابقة، فإذا كنت مصابًا بالمرض, فإن الأعراض تستغرق ما بين أسبوع إلى شهرين لتظهر.
ما علاج داء البروسيلات؟
يهدف علاج داء البروسيلات إلى الراحة من الأعراض, ومنع تفاقم المرض, وتجنب مضاعفاته؛ لذا ستحتاج لأخذ المضادات الحيوية لستة أسابيع على الأقل لكن ربما لا تختفي أعراضك تمامًا -لعدة أشهر على الأقل- كما أنه ربما يعود إليك المرض ويصبح مزمنًا.
من أمثلة المضادات الحيوية المستخدمة في علاج داء البروسيلات:
- دوكسيسايكلين.
- ستريبتومايسين.
- سيبروفلوكساسين.
- ريفامبين.
- سالفاميثوكسازول.
- تيتراسايكلين.
عادةً ما يتم وصف الدوكسيسايكلين مع الريفامبين من 6 إلى 8 أسابيع، ويجب أن تستمر في أخذ المضادات الحيوية لأسابيع عديدة؛ لمنع عودة المرض لأن احنمالية عودة المرض تصل نسبتها إلى 15%، أما إذا لم يكن العلاج مجديًا فقد تحدث لك مضاعفات داء البروسيلات.
ما طرق الوقاية من داء البروسيلات؟
لتجنب خطر الإصابة بداء البروسيلات اتبعْ الإرشادات التالية:
- تجنب منتجات الألبان غير المبسترة: خاصةً إذا كنت مسافرًا إلى إحدى دول العالم التي تشيع فيها الإصابة.
- اطهي اللحم جيدًا: يجب طهي اللحم حتى تصل درجة الحرارة من 63 و74 درجة، أما إذا كنت تأكل بالمطاعم فاطلب اللحوم نصف مطهية على الأقل؛ لأن الطهي الجيد يساعد في القضاء على البكتيريا الضارة، مثل: السالموميلا، والإيشرشيا كولاي. عند سفرك للخارج تجنب شراء اللحوم من البائعين المتجولين واطلب اللحوم المطهية جيدا.
- ارتدِ القفازات: إذا كنت طبيبًا بيطريًا, أو مزارعًا، أو صيادًا فارتد القفازات أُثناء التعامل مع الحيوانات الميتة، أو المريضة، أو أنسجة الحيوانات، أو أثناء مساعدة الحيوان على الولادة.
- اتبعْ إرشادات السلامة في مناطق العمل التي ترتفع بها فرص الإصابة: إذا كنت تعمل في مختبر؛ فيجب أن تتعامل مع العينات تحت ظروف ملائمة، ويجب على المذابح أيضًا أن تتبع التدابير الوقاية, مثل: الفصل بين مكان الذبح ومكان معالجة اللحوم، واستخدام الملابس الملائمة.
- لقاح الحيوانات المحلية : إذا كنت تتعامل مع الحيوانات المحلية فيجب أن تأخذ في الاعتبار تطيعمها للوقاية من داء البروسيلات.
لا يوجد لقاح لداء البروسيلات للإنسان؛ لذلك من المهم أخذ الاحتياطات اللازمة؛ لحمايتك من البكتيريا.
المصدر: Mayoclinic | Healthline | Webmd
تعليقات