التهاب البنكرياس المزمن
محتويات المقال :
- نبذة عن التهاب البنكرياس المزمن
- أعراض التهاب البنكرياس المزمن
- التشخيص
- أسباب الإصابة
- المضاعفات
- العلاج
نبذة عن التهاب البنكرياس المزمن | Chronic Pancreatitis
هو عبارة عن حالة تنتج عن حدوث ضرر دائم في البنكرياس حيث يلتهب و يتوقف عن العمل كما ينبغي .
و البنكرياس هو عضو صغير يوجد خلف المعدة و يساعد على الهضم .
يمكن أن يصيب التهاب البنكرياس المزمن الناس في مختلف الأعمار لكنه غالباً يظهر عند البالغين من العمر ما بين ال 30 و 40 عاما نتيجة لكثرة شرب الكحوليات على مر السنين , و يشيع خاصة عند الرجال .
و يختلف عن التهاب البنكرياس الحاد حيث يكون الالتهاب مدته قصيرة . فمعظم المصابين بالتهاب البنكرياس المزمن تعرضوا سابقاً لنوبة واحدة أو أكثر من التهاب البنكرياس الحاد .
أعراض التهاب البنكرياس المزمن
يعتبر حدوث ألم شديد متكرر في منطقة البطن هو العرض الأكثر شيوعا عند المصابين بالتهاب البنكرياس المزمن . و يكون بالتحديد في منتصف أو الجانب الأيسر من البطن و هو قادر على الإنتشار إلى الظَهر .
و يوصف الألم على أنه حرق أو وخز شديد يظهر و يختفي لكنه ربما يستمر لعدة ساعات أو أيام . و بالرغم من أن الألم يمكن أحيانا أن يظهر بعد تناول وجبة فإنه عادة لا يوجد سبب له , وبعض الناس يمكنهم فقط الشعور بالمرض و رغبة في القئ .
و بتقدم الأعراض فإن نوبات الألم تزداد شدتها و عددها , و في النهاية يكون الألم خفيف و مستمر بين نوبات الألم الشديد .
و يشيع ذلك عند الذين يستمرون في شرب الكحول بعد تشخيصهم بالتهاب البنكرياس المزمن . لذلك فبعض الذين يقلعون عن التدخين و شرب الكحول يكون الألم أقل حدة عندهم . 
التهاب البنكرياس المتقدم
تتطور الأعراض بزيادة الضرر الواقع على البنكرياس و يكون غير قادر على إنتاج العصارات الهاضمة التي تساعد على هضم الطعام .
و غياب العصارات الهاضمة يعني صعوبة تكسير الدهون و بعض البروتينات مما يتسبب في جعل البراز دهني و كريه الرائحة كثيرا و يصعب صرفه من المرحاض .
غالبا يفقد البنكرياس هذه الوظائف فقط بعد سنوات كثيرة من ظهور الأعراض الأولى .
يمكن أن تمر ب :
- فقدان الوزن
- فقدان الشهية
- اصفرار الجلد و العينين ( الصفراء )
- أعراض مرض السكري مثل : العطش الشديد , و الرغبة في التبول أكثر من المعتاد , و شعور بالتعب الشديد
- شعور مستمر بالغثيان و القئ
متى تحتاج لإستشارة الطبيب ؟
يجب زيارة الطبيب فورا إذا مررت بألم شديد لأنه علامة تحذيرية لحدوث شئ ما في الجسم .
يجب أيضا زيارة الطبيب بأسرع ما يمكن إذا :
- ظهرت أعراض الصفراء
- استمر الشعور بالمرض
و تنتج الصفراء عن عدة أسباب غير التهاب البنكرياس لكنها غالبا تشير لحدوث خلل ما في الجهاز الهضمي .
تشخيص التهاب البنكرياس المزمن
سوف يقوم الطبيب بسؤالك عن الأعراض التي تمر بها و يفحصك. و يمكن أن يحيلك إلى أخصائي للقيام بفحوصات إضافية إذا اعتقد أنك مصاب بالتهاب البنكرياس المزمن . و سيقوم الأخصائي بتأكيد التشخيص.
الاختبارات و الفحوصات
يتم القيام بالاختبارات و الفحوصات في المستشفى العام و التي تتضمن :
- أشعة الموجات الفوق صوتية حيث يتم استخدام موجات الصوت لتكوين صورة للبنكرياس
- أشعة مقطعية و هي سلسلة من الأشعة السينية يتم تجميعها لتكوين صورة مفصلة ثلاثية الأبعاد للبنكرياس
- أشعة منظار موجات فوق صوتية حيث يتم إدخال أنبوبة رفيعة و طويلة مثبت بها كاميرا عبر الفم للأسفل إلى المعدة لأخذ صورة للبنكرياس
- تصوير البنكرياس و القنوات المرارية بالتنظير الباطني عن طريق أشعة الرنين المغناطيسي من خلال تكوين صورة مفصلة للبنكرياس و الأعضاء من حوله
فحص النسيج Biopsy
أحيانا تكون أعراض التهاب البنكرياس المزمن مماثلة لأعراض سرطان البنكرياس . لذلك ستحتاج لعمل فحص للأنسجة حيث يتم أخذ عينة صغيرة من البنكرياس و إرسالها إلى المعمل لفحصها .
أسباب الإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن
يعتبر شرب الكحوليات بكميات كبيرة لسنوات كثيرة السبب الأكثر شيوعا للإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن . و ذلك يتسبب في حدوث نوبات متكررة من التهاب البنكرياس الحاد مما ينتج عنه زيادة الضرر الواقع .
يعتبر التليف الكيسي السبب الأكثر شيوعا للإصابة به عند الأطفال .
و هناك أسباب أقل شيوعا منها :
- التدخين
- هجوم الجهاز المناعي على البنكرياس ( التهاب البنكرياس المزمن ذاتي المناعة )
- وراثة جين معيوب مسئول عن وقف عمل البنكرياس كما يبنغي
- حدوث إصابة في البنكرياس
- حصوات المرارة التي تسد قنوات البنكرياس
- العلاج الإشعاعي على منطقة البطن
في بعض الحالات لا يوجد سبب محدد متعارف عليه و بالتالي يسمى المرض بالتهاب البنكرياس المزمن مجهول السبب Idiopathic chronic pancreatitis .
مضاعفات التهاب البنكرياس المزمن
يسبب التعايش مع الآلام المزمنة ضغطاً جسدياً و نفسياً على المريض . لذلك يفضل زيارة الطبيب إذا كنت تمر بضغط عصبي , أو قلق , أو إكتئاب ناتج عن التهاب البنكرياس المزمن .
و في كل شخص واحد مصاب بالتهاب البنكرياس المزمن من كل 3 أشخاص ينتهي به الحال بإصابته بنوع من مرض السكري يسمى بالسكري النوع الثالث , و هذا يحدث عندما لا يستطيع البنكرياس إفراز الإنسولين نتيجة لتضرره .
يمكن أحيانا أن تظهر بعض التكيسات التي تحتوي على سائل على سطح البنكرياس عند المصابين بالتهاب البنكرياس المزمن و التي تسمى بالتكيسات الكاذبة Pseudocysts مما يؤدي لحدوث سوء الهضم و ألم خفيف في البطن و إنتفاخها .
تختفي هذه التكيسات عادة من نفسها لكن أحيانا تحتاج لتفريغها بإستخدام تقنية تسمى بالتفريغ التنظيري الفوق صوتي EUD .
يزيد التهاب البنكرياس المزمن من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس لكن ما تزال فرصة حدوث ذلك صغيرة .
الدعم النفسي لمرضى التهاب البنكرياس المزمن
تؤثر أي حالة مزمنة ( خاصة التي تتسبب في حدوث نوبات من الألم المستمر ) على الصحة النفسية و العاطفية للمريض . لذلك يفضل زيارة الطبيب إذا مررت بضغوطات نفسية ليقوم بوصف أدوية تساعد علي التغلب على الضغط العصبي و القلق و الإكتئاب .
التحدث مع أناس آخرين مصابين بنفس الحالة يقلل عادة من الشعور بالعزلة و الضغط .
علاج التهاب البنكرياس المزمن
يهدف علاج التهاب البنكرياس المزمن إلى التحكم بالأعراض و تخفيفها .
- تغييرات نمط الحياة
1-تجنب المشروبات الكحولية
يعتبر أهم شئ يمكن أن تفعله حتى و إن لم يكن هو سبب الأعراض , فهذا يمنع من حدوث ضرر إضافي للبنكرياس و يخفف من الألم .
إذا استمررت في شرب الكحول فمن المحتمل أن تمر بألم يمنعك من القيام بأنشطتك اليومية و غالبا سيؤدي لحدوث مضاعفات .
بعض المصابين بالتهاب البنكرياس المزمن يكون لديهم إدمان على الكحول و يحتاجون للمساعدة و الدعم للإقلاع عنه لذا يجب عليك زيارة الطبيب إذا كان ذلك بنطبق عليك .
يتضمن علاج إدمان الكحول :
- إستشارة فردية مع الطبيب
- حضور مجموعات الدعم النفسي
- تناول الأدوية التي تحد من الرغبة في شرب الكحول
2-أقلع عن التدخين
إذا كنت تدخن فيجب عليك الإقلاع عنه لأن التدخين يُزيد من الضرر الناتج عن التهاب البنكرياس المزمن مما يؤدي إلى زيادة فرص توقف البنكرياس عن العمل بعد فترة .
يمكن اللجوء إلى علاج مضاد للتدخين مثل العلاج بالنيكوتين البديل أو بعقار الببروبيون و هو دواء يقلل من الرغبة في التدخين .
3-تغييرات في نظام الغذاء
يحتاج مريض التهاب البنكرياس المزمن إلى تغيير نظامه الغذائي لأنه يؤثر على قدرة الجسم على هضم أنواع معينة من الطعام .
و ربما يقوم الطبيب بإسداء بعض النصائح المتعلقة بالنظام الغذئي أو يمكنك الطلب منه أن يحيلك إلى أخصائي تغذية ليقوم بعمل خطة غذائية مفصلة لك .
يوصى عادة بنظام غذائي قليل الدهون و غني بالبروتين والسعرات الحرارية مع تناول الفيتامينات التي تذوب في الدهون . لكن لا تقوم بأي تغيير في نظامك بدون إستشارة المختص .
- الإنزيمات المكملة
يمكن أن يتم إعطائك إنزيمات مكملة للبنكرياس لتساعد الجهاز الهضمي على العمل بشكل فعال أكثر .
تكون لدى هذه المكملات بعض الآثار الجانبية مثل : الإمساك و الإسهال , و الشعور بالمرض , و القئ , و ألم في البطن . لذا يجب زيارة الطبيب إذا مررت بهذه الآثار لتعديل الجرعة .
- أدوية الإستيرويدات
يوصى عادة بإستخدام أدوية الإستيرويدات للمصابين بالتهاب البنكرياس المزمن الناتج عن مشاكل الجهاز المناعي ليخفف من التهاب البنكرياس .
لكن أخذ أدوية الإستيرويدات لفترات طويلة يسبب آثار جانبية مثل : هشاشة العظام , و زيادة الوزن .
- المسكنات
تعتبر المسكنات جزء مهم في علاج التهاب البنكرياس المزمن .
في معظم الحالات يتم إستخدام الباراسيتامول كمسكن للألم أو الإيبوبروفين كمضاد للالتهاب .
لكن تناول المسكنات و مضادات الإلتهاب لفترة طويلة يزيد من إحتمالية الإصابة بقرح المعدة لذلك يمكن وصف أدوية مثبطة لمضخات البروتونات PPI للحماية من القرح .
- المسكنات القوية
في حالة عدم قدرة الباراسيتامول أو مضادات الالتهاب على تخفيف الألم فيمكن الحاجة لمكسنات مورفينية مثل : الكودايين أو الترامادول . و الآثار الجانبية الناتجة عنها : إمساك و شعور بالغثيان و قئ و دوار .
يمكن أن يصعب تحمل الإمساك لذلك يمكن أن يوصف لك دواء مُسهل للراحة منه .
إذا كنت تشعر بالدوار بعد أخذ المسكنات المورفينية فتجنب القيادة و رفع المعدات الثقيلة .
- الألم الشديد
إذا كان الألم شديداً فربما يحيلك الطبيب إلى أخصائي أمراض الجهاز الهضمي أو جراحة البنكرياس و القنوات المرارية لعمل تقييمات و فحوصات إضافية .
و يمكن عرض الجراحة عليك لتساعد على علاج أو تخفيف الألم .
في بعض الحالات يمكن وصف أدوية إضافية مثل : الجابابانتين , أو البريجابالين و أميتريبتايلين لتساعد على الراحة من الألم .
و إذا لم يكن العلاج فعال فيمكن أحيانا الراحة من الألم لمدة أسابيع أو شهور عن طريق حقن تسمى بمثبطات الأعصاب و التي توقف الإشارات العصبية التي تسبب الألم عن البنكرياس .
- نوبات الألم الشديدة
إذا إزداد الالتهاب الموجود في البنكرياس سوءا بشكل مفاجئ فيجب المكوث في المستشفى للعلاج , و الذي يمكن أن يتضمن السوائل الوريدية و الأكسجين من خلال الأنابيب .
- الجراحة
يمكن اللجوء للجراحة لعلاج الألم الشديد عند المصابين بالتهاب البنكرياس المزمن .
- جراحة التنظير
يمكن لمرضى حصوات المرارة التي تسد فتحة البنكرياس أن يستفيدوا من جراحة التنظير و إمدادهم بعلاج لتفتيت الحصى بإستخدام الموجات الفوق الصوتية Lithotripsy إلى قطع أصغر ثم يتم إستخدام المنظار لفحص قنوات البنكرياس لإزالة هذه القطع .
يمكن لهذا العلاج أن يحسن من الألم لكن الفائدة ربما لا تكون دائمة .
- استئصال جزء من البنكرياس
في بعض الحالات حيث تلتهب أجزاء محددة من البنكرياس و تسبب ألم شديد و يتم إزالتها جراحيا . و يمكن اللجوء لهذا الخيار إذا كانت جراحة التنظير لا فائدة منها. و يتم إستخدام تقنية محددة لإستئصال جزء من البنكرياس على حسب الأجزاء التي يجب إزالتها .
يمكنك التحدث مع الفريق الجراحي عن فوائد و مخاطر هذا الإجراء قبل أن تقرر الخوض فيه .
- استئصال البنكرياس
في معظم الحالات الخطيرة من التهاب البنكرياس المزمن حيث يكون البنكرياس متضررا بشدة و من الضروري إزالة البنكرياس بأكمله .
يمكن أن يكون ذلك فعالا جدا لعلاج الألم لكنك لن تكون قادرا على إنتاج الإنسولين اللازم لجسمك مجددا . و للتغلب على هذه المشكلة فيمكن اللجوء لتقنية تسمى زراعة الجزر البنكرياسية الذاتية APICT .
أثناء هذه العملية يتم إزالة جزر لانجرهانز المسئولة عن إنتاج الإنسولين من البنكرياس قبل إستئصال البنكرياس جراحيا . ثم يتم خلط جزر لانجرهانز مع محلول خاص و يتم حقنه في الكبد .
وإذا كانت هذه العملية ناجحة فستبقى خلايا جزر لانجرهانز في الكبد لتنتج الإنسولين . و تكون فعالة على المدى القصير لذلك يمكن أن تحتاج لإنسولين إضافي .
- إختبارات و فحوصات إضافية
إذا تم تشخيصك بالتهاب البنكرياس المزمن فيجب أن تقوم ب :
- زيارة سنوية للطبيب للتأكد أن نظامك الغذائي يمدك بكل الغذاء اللازم
- عمل فحص كثافة العظام كل عامين لأن المشاكل المتعلقة بهضم الطعام يمكن أن تؤثر على العظام
- عمل اختبار الدم لمرض السكري كل 6 أشهر
- زيارة سنوية لفحص سرطان البنكرياس إذا كان سبب التهاب البنكرياس المزمن وراثي
تعليقات