fbpx

داء الليستريات | الأسباب وطرق الوقاية منه

   يعتبر داء الليستريات من الأمراض التي تنبع من الطعام الملوث بالبكتيريا المسببة له, مثل: الحليب غير المبستر, والخضراوات التي لم تُغسل جيدًا، ومن حسن الحظ أنه لا يعتبر مرضًا خطيرًا, ولا يلاحظ بعض المصابين به بأية أعراض للعدوى, ومن النادر -أيضًا- حدوث مضاعفات له، لكن بالرغم من ذلك فإنه قد يهدد حياة المصابين به إذا ظهرت تلك المضاعفات.

سنتعرف في المقال التالي على الموضوعات الآتية:

  1. نبذة عن داء الليستريات؟
  2. ما أعراض داء الليستريات؟
  3. ما أسباب الإصابة بداء الليستريات؟
  4. ما محفزات الإصابة بداء الليستريات؟
  5. كيف يتم تشخيص وعلاج داء الليستريات؟
  6. ما سبل الوقاية من داء الليستريات؟
  • نبذة عن داء الليستريات؟

   هي عدوى تنتج عن الإصابة ببكتيريا الليسترية التي سماها الجراح جوزيف ليستر، توجد 10 فصائل مختلفة لبكتيريا الليسترية, ويعتبر النوع الذي يصيب الإنسان الأكثر شيوعًا, وتسمى بجرثومة الليسترية المستوحدة Lesteria monocytogenes.

   تشير الإحصائيات إلى أن الليستريا مسئولة عن إصابات أكثر من 2000 حالة، و260 وفاة في الولايات المتحدة وحدها؛ ما يعني أن معدل الوفيات خاصتها يتجاوز معدل الوفيات للسالمونيلا والتسمم السجقي، لكن استقر معدل الوفيات مؤخرًا في السنوات الأخيرة.

   وفي العادة تنتج الليستريا عن تناول الأطعمة الملوثة وتسبب الوفيات في 20 أو 30% تقريبًا من الإصابات؛ ما يعني أنها لا تشكل خطرًا كبيرًا بالنسبة لأغلب المصابين حيث يتعافى أغلبهم في عدة أيام، لكن قد تشكل خطورة عند بعض المصابين, خاصةً الحوامل وأطفالهن والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.

أعراض داء الليستريات
  • ما أعراض داء الليستريات؟

 تتضمن الأعراض الشائعة لداء الليستريات:

  • الحمى.
  • الشعور بالغثيان.
  • الإسهال.
  • آلام العضلات.

   في أغلب الحالات قد لا يشعر المصابون بوجود أية أعراض, أو قد تكون طفيفة في حال ظهورها، فتبدأ الأعراض خلال يوم إلى ثلاثة أيام من تناول الطعام الملوث، وتتشابه الأعراض الطفيفة لداء الليستريات مع أعراض الإنفلونزا، كما أن بعض الناس لا يمرون بالأعراض الأولية إلا بعد أيام أو أسابيع من التعرض للبكتيريا. تستمر الأعراض في الظهور إلى أن تختفي العدوى، ويوصى عادةً باستخدام المضادات الحيوية لعلاج الحالات التي شُخصت بداء الليستريات، وترتفع فرص حدوث مضاعفات خطيرة في الجهاز العصبي المركزي, والقلب, ومجرى الدم, خاصةً بالنسبة للحوامل, وكبار السن, وذوي المناعة الضعيفة.

 يمكن لداء الليستريات أن ينتشر خارج الأمعاء, وتعتبر تلك مرحلة متقدمة للعدوىحيث تسبب أعراض أكثر حدة, وتتضمن:

  • الصداع.
  • الاختلال العام.
  • تصلب الرقبة.
  • تغيرات في مستوى الانتباه.
  • فقدان التوازن وصعوبة المشي.
  • التشنجات ونوبات الصرع.

في حال وصول العدوى إلى الدماغ فإنها قد تسبب مضاعفات شديدة, مثل:

   ولعلاج تلك المضاعفات فإنك ستحتاج للبقاء في المستشفى لعلاج العدوى؛ نظرًا لتهديدها حياتك.

الأعراض عند الحوامل وحديثي الولادة:

   ربما لا تمرين بأعراض كثيرة في حالة الحمل, أو ربما تكون الأعراض طفيفة لدرجة أنكٍ ربما لا تدركين أنكِ مصابة بالعدوى، وعلى النقيض -أيضًا- قد تؤدي الإصابة بداء الليستريات عند الحوامل إلى الإجهاض وولادة طفل متوفي.

   ترتفع فرص إصابة الحوامل 10 مرات بداء الليستريات مقارنةً بعامة الناس حيث تصاب 12 امرأة حامل من كل 100 ألف بداء الليستريات، وفي حال نجاة المولود فإنه ربما يصاب بعدوى خطيرة بالدماغ والدم والتي تستدعي المكوث لفترة إضافية بالمستشفى، وتلقي العلاج بالمضادات الجيوية بعد الولادة مباشرةً، وتتضمن أعراض داء الليستريات عند حديثي الولادة:

  • العصبية والتهيج.
  • الحمى.
  • القيء.
  • فقدان الشهية.
داء الليستريات
  • ما أسباب الإصابة بداء الليستريات؟

   تحدث الإصابة بداء الليستريات نتيجة التعرض لبكتيريا الليسترية من خلال الطعام الملوث بها، ويُصاب حديثو الولادة عن طريق الأم المصابة أثناء الحمل. تدخل البكتيريا جسم العائل عبر الأمعاء وتصيب الكبد أولًا، ثم تبدأ بالتضاعف إلى أن يجابهها جهاز المناعة، وفي تلك المرحلة تبدأ أغلب مؤشرات العدوى بالتراجع، لكن عند ذوي المناعة الضعيفة والفئات الأخرى المعرضة لخطر العدوى فإنها قد تستمر وتنتقل بالنهاية إلى الدماغ.

   تستطيع بكتيريا الليسترية أن تدخل خلايا المناعة، مثل: خلايا الماكروفاج وتصمد داخلها، وتستطيع البكتيريا -أيضًا- خداع خلايا المناعة عن طريق سحبها لكي تدخل بها، وبذلك تستطيع البكتيريا أن تتضاعف داخل خلايا المناعة, وتنتشر إلى الخلايا المجاوزة بعيدًا عن جهاز المناعة، وعندما تقوم البكتيريا بذلك فإنه يصعب في بعض الأحيان التعرف عليها وعلاجها، تعيش بكتيريا الليسترية في التربة, والمياه, وفضلات الحيوانات، كذلك يمكن أن تتواجد -أيضًا- على الطعام, ومعدات تحضير الطعام, وفي مخازن حفظ الطعام.

 يمكن لداء الليستريات أن ينتشر بالطرق الآتية:

  • اللحوم المصنعة: مقل النقانق (الهوت دوج), والأطعمة البحرية المدخنة, واللحوم الباردة.
  • منتجات الألبان غير المبسترة: مثل: الجبن، والحليب.
  • بعض منتجات الألبان المصنعة: مثل: البوظة.
  • الفاكهة والخضراوات غير المطبوخة.

   لا تموت بكتيريا الليسترية في درجات الحرارة المنخفضة للثلاجات، فهي بالرغم من أنها لا تنمو بسرعة في البيئات الباردة, لكنها تستطيع الصمود في درجات الحرارة المنخفضة،  ومع ذلك فإنها في أغلب الأحيان تموت بالتسخين حيث يساعد تسخين الأطعمة المصنعة لدرجات حرارة تصل إلى 73.8 درجة سيليزية إلى قتل البكتيريا.

أسباب داء الليستريات
  • ما محفزات الإصابة بداء الليستريات؟

   من النادر إصابة الأشخاص الأصحاء بداء الليستريات، لكن ربما يتعرض أصحاب المناعة الضعيفة لأعراض أشد حدة لداء الليستريات، وتزداد فرص حدوث مضاعفات شديدة لداء الليستريات عند الفئات الآتية:

  • الحوامل.
  • مَن يتجاوزن سن 65 عامًا.
  • مَن يتناولون أدوية مثبطة للمناعة, مثل: البريدنيزولون, والأدوية الأخرى الموصوفة لعلاج الأمراض المناعية الذاتية كالتهاب المفاصل الروماتيدي.
  • مَن يتناولون أدوية لمنع رفض العضو المزروع بالجسم.
  • المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية أو مرض الإيدز.
  • المصابون بمرض السكري.
  • مرضى السرطان أو الذين يخضعون للعلاج الكيميائي.
  • المصابون بأمراض الكلى, أو من يستخدمون غسيل الكلى.
  • المدمنون على شرب الكحول.
  • المصابون بأمراض الكبد.
  • مَن خضعوا لجراحة استئصال الطحال.
داء الليستريات
  • كيف يتم تشخيص وعلاج داء الليستريات؟

   من أجل تشحيص داء الليستريات فإنه يتم طلب القيام باختبار للدم, وفي بعض الحالات يمكن القيام بالبزل القطني؛ لأخذ عينة من السائل النخاعي الشوكي لفحصها، كذلك يمكن -أيضًا- أخذ عينة من البول وتحليلها.

 لعلاج العدوى في المراحل الأولى منزليًا يمكن اتباع الآتي:

  • الحفاظ على شرب المياه, والسوائل الأخرى المفيدة في حال وجود الإسهال والقيء.
  • استخدام الباراسيتامول، أو مضادات الالتهاب غير الستيرودية؛ لخفض الحرارة وتخفيف الألم.
  • تناول أطعمة يسهل تحضيرها وتناولها في ظل محاولة الأمعاء للعودة لطبيعتها، فيمكنك تناول الموز, والأرز, وخبز التوست، وعليك تجنب الأطعمة الحارة, والألبان, والكحوليات, والأطعمة الدهنية, واللحوم.

العلاجات الطبية:

   إذا كانت الأعراض أشد حدة وازدادت حالتك سوءًا، أو ظهرت لديك أعراض لمراحل متقدمة من العدوى فعلى الأغلب سيصف لك الطبيب المضادات الحيوية، ومن المحتمل أن تحتاج للبقاء بالمستشفى وتلقي العلاج بالمحاليل الوريدية، كذلك تساعدك المضادات الحيوية الوريدية على القضاء على العدوى, وسيرقبك الفريق الطبي جيدًا أثناء العلاج لمنع أي مضاعفات.

العلاج أثناء الحمل:

   إذا كنتِ مصابة بداء الليستريات أثناء حملك فسيرغب الطبيب ببدء العلاج باستخدام مضاد حيوي، وسيقوم بمراقبة حالة الطفل على مدار العلاج، وبالنسبة للأطفال فإنهم في حال إصابتهم بالعدوى فسوف يتلقون العلاج بالمضادات الحيوية فور ولادتهم.

توقعات بخصوص علاج داء الليستريات:

   تتعافي أغلب حالات داء الليستريات التي تظهر عليها أعراض طفيفة حيث تعود إلى طبيعتها خلال ثلاثة إلى خمسة أيام، فإذا كنت مصابًا بمرحلة متقدمة من العدوى فإن التعافي منها يعتمد على شدة العدوى، أما إذا انتشرت العدوى خارج الأمعاء فإن التعافي منها سيستغرق وقتًا أطول قد يصل إلى 6 أسابيع، وربما تحتاج -أيضًا- للبقاء في المستشفى خلال مرحلة التعافي؛ حتى تتلقى المضادات الحيوية والسوائل عبر الوريد، كما قد يتلقى حديثو الولادة العلاج بالمضادات الحيوية أيضًا لعدة أسابيع في نفس الوقت التي يكافح جسدهم العدوى. ويتطلب ذلك بقاء الأطفال بالمستشفى لفترة.

زيارة الطبيب:

   يجب زيارة الطبيب في حال كنت تناولت طعامًا في مكان تتفشى فيه عدوى الليستريا, وانتبه لأية أعراض أو علامات للإصابة؛ لذا اتصل بالطبيب إذا ظهرت حمى, أو آلام بالعضلات, أو إسهال، كذلك اتصل بالطوارئ إذا ظهرت أعراض أشد حدة، مثل: الحمى الشديدة, والصداع الشديد, وتصلب الرقبة؛ لأن تلك أعراض تشير إلى الإصابة بالتهاب الأغشية السحائية.

   كما يجب -أيضًا- أن يعرف الطبيب الأطعمة التي تناولتها مؤخرًا، ومن المحتمل أن يطلب منك بعض الاختبارات لتقوم بها لكي تُشخص حالتك, مثل: تحليل السائل النخاعي.

 يمكن قبل موعدك مع الطبيب أن تقوم بعمل قائمة للإجابة على الأسئلة الآتية:

  • ما الأعراض التي تمر بها؟ ومتى بدأت؟
  • هل أنتِ حامل؟ ومنذ متى؟
  • هل تتناول أدوية لعلاج حالة أخرى تمر بها؟
  • ما الأدوية والمكملات التي تتناولها؟

 قد يكون من المفيد -أيضًا- كتابة قائمة بالأطعمة التي تتناولها، ولتساعد الطبيب على التشخيص فإنه قد يرغب بمعرفة ما إذا كنت تناولت إحدى أنواع الطعام الآتية:

  • الجبن بأنواعها.
  • اللحوم غير المطبوخة.
  • الجبن المصنوع من الألبان غير المبسترة.
  • اللحوم المصعنة، مثل: النقانق واللحوم المجمدة.
أسباب داء الليستريات
  • ما سبل الوقاية من داء الليستريات؟

لمنع الإصابة بداء الليستريات يمكن اتباع بعض الإرشادات حول سلامة الغذاء، والتي تتضمن:

  • الحفاظ على النظافة: عن طريق غسل اليدين بالماء الدافئ والصابون قبل وبعد تخضير الطعام، وبعد طبخه، كذلك استخدام المياه الساخنة والصابون لغسل أدوات الطعام، وألواح التقطيع، وأي سطح مستخدم لتحضير الطعام.
  • اغسل الخضراوات فور شرائها: عن طريق استخدام الفرشاة تحت المياه.
  • استخدم ترمومتر الطعام: للتأكد من الحرارة المناسبة لطبخ اللحوم, والدجاج, والبيض.

إرشادات مهمة للفئات المعرضة للإصابة:

 يجب على الحوامل، وذوي المناعة الضعيفة أن يكونوا على دراية بعدوى الليستريا، ويجب الحذر عند التعامل مع تلك الأنواع من الأطعمة:

  • الأجبان الطرية: لا تتناول الأجبان الطرية, مثل: جبن الفيتا إلا بعد التأكد من خلال العبوة المعبأة بها أن مصعنة من حليب مبستر.
  • نجنب تناول اللحوم المجمدة، والنقانق في حال عدم تسخينهم جيدًا، وابعد السائل التي وضعت فيه النقانق بعيدًا عن الأطعمة الأخرى, ومعدات الطعام, وأي سطج لتحضير الطعام، كذلك اغسل يديك بعد التعامل مع تلك المنتجات -أيضًا-.
  • معجون اللحوم: لا تتناول أي معجون مجمد للحوم، ومن الممكن تناول معجون اللحوم المعبأة والتي يمكن تخزينها بأمان في درجة حرارة الغرفة، كذلك يجب وضعها في الثلاجة بعد فتحها.
  • المأكولات البحرية المدخنة: من الممكن تناول المأكولات البحرية التي يمكن تخزينها في درجة حرارة الغرفة.
  • نظف ثلاجتك بانتظام: عن طريق غسل الرفوف، والأدراج باستخدان المياه الدافئة والصابون؛ لقتل البكتيريا.
  • حافظ على برودة مكان التخزين: حيث تبطئ درجات الحرارة الباردة على إبطاء نمو البكتيريا, ويفضل أن تكون درجة الحرارة أقل من 4.4 درجة سيليزية في الثلاجة, وبالنسبة للفريزر فإنه يفضل أن تكون حرارته -17.8، أو أقل.

يمكنك الاطلاع أيضًا على: 

المصادر: NHS –Mayoclinic – Webmd – Medicalnewstoday

Responses