ما علاقة البيئة المحيطة بالأطفال باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟
قد يكون حيز المساحات الخضراء المحيطة بمنازل الأطفال متعلق بخطر إصابتهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. يتضح هذا من خلال نتائج البحث الجديد من iPSYCH.
درس فريق من الباحثين من جامعة آرهوس كيف تؤثر المساحات الخضراء حول المنزل على احتمالية تشخيص الأطفال والمراهقين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ووجد الباحثون بالفعل ارتباطًا واضحًا.
تقول ماليني ثيجيسين، وهي إحدى باحثي الدراسة، “تظهر النتائج التي توصلنا إليها أن الأطفال الذين يقطنون في محيط سكني أقل خضرة في مرحلة الطفولة المبكرة، والتي تمتد حتى سن الخامسة، لديهم مخاطر متزايدة لكي يشخصوا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مقارنة بالأطفال الذين نشأوا وحولهم مساحات خضراء أكبر.”
يعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أحد أكثر التشخيصات النفسية شيوعًا بين الأطفال ويؤثر على المصابين بهذا الاضطراب بطرق مختلفة. لا يزال سبب إصابة بعض الأطفال باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مجهول نسبيًا. قد يكون اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وراثيًا، ولكن هناك عوامل أخرى أيضًا. لهذا السبب، هناك حجج قوية للبحث في أسباب نشأة المرض لدى هؤلاء الأطفال. أحد العوامل التي كانت موضع اهتمام للبحث هو توفر المساحات الخضراء حول الأطفال، حيث وجدت الدراسات السابقة ارتباطًا بصحة الأطفال الذهنية والنمو الإدراكي.
اقرأ أيضًا : ما جدوى مشاهدة الأطفال والمراهقين أعمال درامية عن الصحة النفسية ؟
لا توفر دراسة واحدة مبادئ كافية لاستنتاج وجود ارتباط بين توفر الحدائق والمساحات المزروعة وخطر إصابة الأطفال باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، حيث يتطلب ذلك مزيدًا من الدراسات. لكن نتائج ماليني ثيجيسن وأبحاث الفريق هي نفسها الخاصة بمشاريع بحثية سابقة، وقد وضعت في الاعتبار العديد من العوامل الأخرى التي يمكن أن تشكل سببًا في ظهور أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه.
تشرح د.ماليني ثيجيسن “في الدراسة، اهتمينا بعوامل مثل الجنس والعمر وسنة ميلاد الطفل والتشخيص النفسي للوالدين والحالة الاجتماعية والمادية ومقارنتها بمستوى الحي السكني. دراستنا قوية لأنها تشمل العديد من الأشخاص ولأن المعلومات مفصلة للغاية. على سبيل المثال، نستخدم بيانات تستند إلى التشخيصات السريرية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، التي أجراها متخصصون “.
نشر هذا البحث في مجلة Environmental Health Perspectives، نأمل أنه ربما تلهم الباحثين لمواصلة دراسة العلاقة بين توافر المساحات الخضراء في الأحياء السكنية وخطر إصابة الأطفال باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو غيره من التشخيصات.
“من المثير للاهتمام فكرة في أن النشأة في بيئة خضراء قد يكون عاملاً وقائيًا للأطفال فيما يتعلق بخطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.”
استخدمت الدراسة بيانات عن عناوين أكثر من 800 ألف شخص وُلدوا من عام 1992 وحتى عام 2007، بالإضافة إلى معلومات عن تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه السريري من سن الخامسة حتى عام 2016. بالإضافة إلى ذلك، استعان الباحثون بمقياس محدد لمدى اخضرار البيئة حول المنزل، ما يسمى بمؤشر الغطاء النباتي التفاضلي الطبيعي. يضع هذا المقياس عنوان المنزل في منتصف منطقة تربيعية بمساحة 210 مترًا على كل جانب، وعلى هذا الأساس يحسب مدى توفر المساحات الخضراء للمنطقة المحيطة.
تعليقات