fbpx

” ويجوفي ” حقنة السكري الأسبوعية التي تنافس أدوية إنقاص الوزن

نسخة جديدة من دواء شائع لمرض السكري يمكن تسويقها كدواء لإنقاص الوزن في الولايات المتحدة.

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على ” ويجوفي ” Wegovy، وهو نسخة بجرعة أعلى من دواء لعلاج مرض السكري من هرمون سيماجلوتيد semaglutide من إنتاج شركة نوفو نورديسك الدنماركية، للتحكم في الوزن على المدى البعيد، مما قد يُجنبك اللجوء لجراحات السمنة وإنقاص الوزن غير الضرورية.

في الدراسات الممولة من الشركة، كان المشاركين الذين تناولوا ” ويجوفي “، قد فقدوا من وزنهم بنسبة 15٪، أي حوالي 15.3 كجم في المتوسط. خسر المشاركون الوزن بشكل مطرد لمدة 14 شهرًا قبل أن يصلوا إلى مرحلة التوقف عن فقدان الوزن أو ما يسمى بظاهرة ثبات الوزن. وفي مجموعة المقارنة التي حصلت على حقن وهمية، كان متوسط خسارة الوزن حوالي 2.5٪ ، أو أقل بقليل من ٣ كيلو.

قال د.هارولد بايز، المدير الطبي لمركز لويزفيل لأبحاث التمثيل الغذائي وتصلب الشرايين: “مع استعمال الأدوية الموجودة في السوق ، ربما تفقد 5٪ إلى 10٪ من وزنك وأحيانًا لا تصل إلى ذلك”. خسارة حتى 5٪ من وزن الشخص يمكن أن يحقق له مكاسب صحية مثل تحسين النشاط، وضبط ارتفاع ضغط الدم، و التحكم في فرط سكر الدم ، بجانب السيطرة على ارتفاع الكوليسترول ، ولكن هذا القدر لا يرضي غالبية المرضى الذين يولون اهتمامهم على التخلص من الوزن الزائد.

وقال د.بايز إن ” ويجوفي ” يبدو أكثر أمانًا من أدوية السمنة السابقة التي أثارت جدلًا واسعًا بسبب مخاطرها. كانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لعقار ” ويجوفي ” هي مشاكل الجهاز الهضمي، بما في ذلك الغثيان والإسهال والقيء، وعادة ما تختفي تلك المشاكل، لكنهم دفعوا حوالي 5 ٪ من المشاركين في الدراسة إلى التوقف عن تناوله.

يحمل الدواء خطرًا محتملاً للإصابة بنوع من أورام الغدة الدرقية، لذلك لا ينبغي أن يتناوله الأشخاص الذين لديهم تاريخ شخصي أو عائلي من بعض سرطان الغدة الدرقية والغدد الصماء. هناك أيضًا خطر الإصابة بالاكتئاب والتهاب البنكرياس.

” ويجوفي ” هو دواء مصنع من الهرمون المعوي الذي يحد من الشهية من خلال مادته الفعالة سيماجلوتيد، وهي ناهض لبيبتيد شبيه الجلوكاجون-1 ( GLP-1 agonist)، والذي يعمل كمنظم فسيولوجي للشهية وموجود في مناطق عديدة بالدماغ مسئولة عن ضبط اضطرابات الأكل والشهية.

ويجوفي

 يقوم مريض السمنة بأخذ حقنة ويجوفي أسبوعيا تحت الجلد. عادة ما يبدأ المريض بجرعة منخفضة 0.25 مجم/أسبوعيًا، ثم يزيد في الجرعة تدريجيًا حتى يصل إلى الجرعة الثابتة وهي 2.4 مجم/أسبوعيًا. تساعد تلك الزيادة التدريجية في تقليل الأعراض الجانبية المصاحبة، خاصة مشاكل الجهاز الهضمي. 

لا يغني استعمال ” ويجوفي “، كما الحال مع أدوية إنقاص الوزن الأخرى، عن ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي ومتابعة تسجيل السعرات. يلزم على المريض أيضًا متابعة مستوى السكر في الدم قبل وأثناء استعمال ” ويجوفي” لتجنب انخفاض نسبة السكر في الدم. من مميزات “ويجوفي”أنها لا تتعارض مع مرضى الكبد والكلى ولا يحتاج المريض تغيير الجرعات مثل معظم الأدوية. لكن ينبغي على المريض أن لا يستعمل أي دواء به نفس المادة الفعالة لحقنة ” ويجوفي” مثل أدوية أوزيمبك Ozempic و ريبيلسس Rybelsus. لم يستدل حتى الآن على أمان وكفاءة دمج حقنة “ويجوفي” مع بعض أدوية إنقاص الوزن الأخرى والمنتجات العشبية المساعدة في التخلص من الوزن الزائد. 

فيما يخص استعمال الحامل لحقنة “ويجوفي“، ينصح بالتوقف عن استعمال حقنة “ويجوفي” قبل شهرين على الأقل من الحمل، والتوقف عنها فورًا عند التأكد من الحمل، حيث أنه لا تتوافر أدلة على مأمونية الدواء في فترة الحمل، كما أن مادة سيماجلوتيد تبقى في الجسم فترة طويلة حتى يتخلص الجسم منه. 

قالت د. أرشانا سادهو، رئيسة برنامج السكري في مستشفى هيوستن ميثوديست، إن خيار ” ويجوفي ” سوف يعتمد على السعر المقترح.” وأشارت إلى أن خطط التأمين الصحي للمرضى في وقت ما لا تغطي العلاجات فقدان الوزن التي  تُساعد في الحفاظ على الوزن وتقليل خطر الإصابة بالأمراض، مما يجعل الأدوية باهظة الثمن بعيدة المنال.

  اقرأ أيضًا : دراسة توصي بتجنب الحمل لمدة 12 شهرًا بعد جراحات السمنة

تنوي د. سادهو استعمال “ ويجوفي ” مع مرضاها ممن يعانون من السمنة ومرض السكري النوع الثاني. وقالت إنه يجعل المرضى يشعرون بالشبع بشكل أسرع ويزيد من إفراز الإنسولين من البنكرياس للتحكم في مستوى السكر في الدم. وأضافت أن المرضى سيشعرون بعد ذلك بالتحفيز أكثر لممارسة الرياضة وتناول الغذاء الصحي.

يقوم ” ويجوفي ” على توجه صانعي أدوية السكري الجديدة نسبيًا باختبارها لعلاج الحالات الأخرى الشائعة لدى مرضى السكري. على سبيل المثال ، حصلت أدوية السكري الشهيرة جارديانس Jardiance  و فيكتوزا Victoza من نوفو نورديسك  على موافقات لتقليل مخاطر الإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية والوفاة لدى المرضى ممن يعانون  بعض أمراض القلب.

انضمت فيلاندر بانيل، 49 عامًا، من ولاية ماريلاند ، إلى المشاركة في الدراسة بعد محاولات من فقدان الوزن ثم استعادته. قالت إنها استعملت ” ويجوفي ” ومارست الرياضة عدة مرات في الأسبوع وخسرت 30 كيلوجرام تقريبًا على مدار 16 شهرًا. قالت فيلاندر عن استعمالها ” ويجوفي ” : “لقد ساعدني على تقليل شهيتي والشعور بالشبع بشكل أسرع” 

بعد فترة وجيزة من انتهاء الدراسة وتوقفها عن حقن ” ويجوفي“، استعادت نصف وزنها تقريبًا. لقد فقدت الكثير من ذلك منذ ذلك الحين، وبدأت فصول التمارين واشترت معدات التمارين المنزلية إنها تفكر في العودة إلى استعمال ” ويجوفي ” بعد الموافقة عليه.

لم تكشف الشركة الدنماركية “نوفو نورديسك”  عن سعر ” ويجوفي “، لكنها قالت إنه سيكون مماثلاً لسعر ساكسندا Saxenda، وهو عقار لخسارة الوزن يتم حقنه يوميًا ويكلف الآن أكثر من 1300 دولار شهريًا. وتقوم الشركة أيضًا بتطوير أقراص للفم من ” ويجوفي “، وعلى الرغم من ذلك مازال التنافس قائم بين ويجوفي وحقن السكري الأخرى لمعرفة أيهما أفضل.

اقرأ أيضًا : دراسة توصي بتجنب الحمل لمدة 12 شهرًا بعد جراحات السمنة

المصدر 

تعليقات