الصمم والعمى | التشخيص وطرق التعايش
الصمم والعمى (Deaf-blindness) هو مزيج من ضعف البصر والسمع الذي يؤثر على قدرة الشخص على التواصل والوصول إلى المعلومات، وهو ما يطلق عليه أحياناً “فقدان الحواس المزدوج” أو “ضعف الحواس المتعددة”،
وعلى عكس المعتقد الشائع فإن الشخص المصاب بالصمم والعمى لن يكون في العادة أصماً ومكفوفاً تماماً، ولكن كلا الحواس ستنخفضان بما يكفي لإحداث صعوبات كبيرة في الحياة اليومية، ويمكن أن تحدث هذه المشاكل حتى لو كان ضعف السمع وفقدان البصر خفيفاً، حيث تعمل الحواس معاً ويساعد أحدهما في تعويض فقدان الآخر.
قد تكون مشاكل السمع أو الرؤية موجودة منذ الولادة، ولكن في كثير من الحالات تتطور مشكلة واحدة أو كلتا المشكلتين تدريجياً مع تقدم الشخص في السن وقد لا يلاحظونها في البداية.
- سوف نتعرف معكم في هذا المقال على:
- ما هي أعراض فقدان السمع والبصر؟
- متى يتوجب عليك الحصول على المشورة الطبية؟
- ما هي أسباب الإصابة بالعمم والصمم؟
- كيف يتم تشخيص الصمم والعمى؟
- ما هي أهم أساليب التأقلم والدعم؟
- ما هي أعراض فقدان السمع والبصر؟
إذا كان لدى شخص ما تعرفه مجموعة من العلامات التالية فمن المحتمل أن يكون لديه درجة معينة من الصمم والعمى ويتوجب عليه طلب المشورة الطبية،
- أولاً – أعراض خلل السمع:
يمكن أن يحدث فقدان السمع منذ الولادة أو قد يتطور تدريجياً أو فجأة في وقت لاحق من العمر، وتشمل العلامات التي تشير إلى أن شخصاً ما قد يعاني من مشكلة في السمع ما يلي:
- لا يستطيع هذا الشخص سماعك إذا تحدثت إليهم من الخلف
- الحاجة إلى رفع مستوى الصوت في التلفزيون أو الراديو
- صعوبة متابعة المحادثة، وخاصةً إذا كان العديد من الأشخاص يتحدثون أو كان الشخص الذي يتحدثون إليه غير مألوف
- عدم سماع الأصوات من حولهم، مثل صوت طرق الباب أو رنين جرس الباب
- مطالبة الآخرين بالتحدث بصوت عالٍ وببطء وبشكل أكثر وضوحاً
إذا كان شخص ما يعاني بالفعل من مشكلة في السمع، على سبيل المثال كان يرتدي جهازاً سمعياً أو يستخدم لغة الإشارة، فراقب علامات مشاكل الرؤية التي يمكن أن تحدث لديه.
- ثانياً – أعراض خلل الرؤية:
يمكن أن يكون فقدان البصر موجوداً أيضاً منذ الولادة أو قد يحدث لاحقاً، وتشمل العلامات التي قد يعاني منها شخص ما لديه مشكلة في الرؤية ما يلي:
- مشاكل الرؤية في الضوء الخافت أو الضوء الساطع
- صعوبة التعرف على الأشخاص الذين يعرفونهم
- مواجهة صعوبة في قراءة تعابير الوجه
- الاعتماد على اللمس للعثور على الأشياء وتحديدها
- الحاجة إلى حمل الكتب أو الصحف بالقرب من وجوههم
- الحاجة إلى الجلوس بالقرب من التلفزيون
- صعوبة التنقل في الأماكن غير المألوفة
- الإصطدام بالأشياء أو التعثر فيها دوماً
- عدم النظر إليك مباشرة أو ضعف الإتصال البصري
إذا كان الشخص يعاني بالفعل من مشكلة في الرؤية، على سبيل المثال: في حال كون الشخص يرتدي نظارات أو يستخدم العصا أو يعاني من حالة مثل الجلوكوما أو إعتام عدسة العين فاحذر من علامات مشاكل السمع التي يمكن أن تتفاقم لديه.
- متى يتوجب عليك الحصول على المشورة الطبية؟
قم بزيارة طبيبك إذا لاحظت أي تدهور في سمعك أو بصرك، إذا كنت قلقاً بشأن رؤية أو سمع أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء فشجعه على زيارة الطبيب العام من أجل الإطمئنان على حالته الصحية.
من الأفضل طلب المشورة في أسرع وقت ممكن، لأن علاج بعض الأسباب الكامنة للصمم والعمى يمكن أن يكون أكثر فعالية إذا بدأ مبكراً، كما سيضمن التشخيص المبكر أيضًا قدرة الشخص على الوصول إلى خدمات الدعم المحلية في وقت أقرب، وتمكينه من التخطيط للمستقبل (مثل تعلم طرق تواصل جديدة).
- ما هي أسباب الإصابة بالعمم والصمم؟
هناك العديد من الأسباب المحتملة للصمم والعمى، يمكن أن تكون الحالة موجودة عند الولادة أو تتطور لاحقاً خلال مراحل الحياة.
1. الصمم والعمى الموروث:
يُعرف الصمم والعمى منذ الولادة بالصمم الخلقي والعمى، يمكن أن يحدث الصمم والعمى منذ الولادة بسبب:
- المشاكل المرتبطة بالولادة المبكرة (الولادة قبل 37 أسبوعاً من الحمل)
- عدوى الجنين في الرحم مثل الحصبة الألمانية أو داء المقوسات أو الفيروس المضخم للخلايا (CMV)
- الحالات الوراثية مثل متلازمة تشارج أو متلازمة داون
- الشلل الدماغي وهو مشكلة في الدماغ والجهاز العصبي تؤثر بشكل رئيسي على الحركة والتنسيق
- متلازمة الكحول الجنينية وهي مشاكل صحية ناجمة عن شرب الكحول أثناء الحمل.
2. الصمم والعمى المكتسب:
في معظم الحالات يحدث الصمم والعمى في أوقات مختلفة من عمر المرضى وهو ما يُعرف بالصمم المكتسب والعمى، قد يولد الشخص المصاب بالصمم والعمى المكتسب بدون مشكلة في السمع أو البصر ثم يفقد لاحقاً جزءاً من حواسه أو كلتا الحاستين، وبدلاً من ذلك قد يولد شخص ما يعاني من مشكلة في السمع أو الرؤية ثم يفقد لاحقاً جزءاً من هذه الحواس أو يفقدها كلياً. تشمل المشكلات التي يمكن أن تسهم في الإصابة بالصمم والعمى المكتسب ما يلي:
- فقدان السمع المرتبط بالعمر
- متلازمة أوشر وهي حالة وراثية تؤثر على السمع والرؤية
- مشاكل العين المرتبطة بتقدم العمر مثل الضمور البقعي المرتبط بالعمر وإعتام عدسة العين
- اعتلال الشبكية السكري وهو أحد مضاعفات مرض السكري حيث تتضرر الخلايا المبطنة للجزء الخلفي من العين بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم
- حدوث تلف في الدماغ مثل التهاب السحايا والتهاب الدماغ والسكتة الدماغية أو الإصابة الشديدة في الرأس.
- كيف يتم تشخيص الصمم والعمى؟
يمكن اكتشاف الصمم والعمى بعد ولادة الطفل بفترة وجيزة، أو بعد إجراء الاختبارات في وقت لاحق من الحياة، تحدث إلى طبيبك إذا كانت لديك أي مخاوف بشأن سمعك أو بصرك في أي وقت، أما إذا كنت قلقاً بشأن أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء، فحاول تشجيعهم على التحدث إلى طبيبك العام.
1. فحص حديثي الولادة:
إذا وُلد طفلك أصماً ومكفوفاً فعادة ما يتم اكتشاف هذا الأمر أثناء فحص حديثي الولادة، وذلك من خلال سلسلة من الفحوصات التي يتم إجراؤها لمعرفة ما إذا كان طفلك يعاني من أي مشاكل صحية خطيرة منذ الولادة، بما في ذلك أي مشاكل في العين أو السمع.
إذا لم يتم اكتشاف أي مشاكل في هذه المرحلة فقد يتم اكتشافها أثناء الفحوصات الروتينية مع تقدم طفلك في السن، اقرأ المزيد عن فحص السمع للأطفال و فحص النظر للأطفال.
2. اختبارات السمع والبصر للبالغين:
في معظم الحالات يتفاقم الصمم والعمى مع تقدم الشخص في السن، حيث يمكن أن يحدث تدريجياً لذلك قد لا تلاحظ أن بصرك أو سمعك يزداد سوءاً في البداية، لذلك من المهم إجراء فحوصات روتينية للعين للتحقق من أي مشاكل، حيث يجب عادة فحص عيون البالغين كل عامين.
يمكنك إجراء اختبار السمع في عيادة الطبيب العام في أي وقت إذا كنت تعتقد أنك معرض لفقدان السمع، يمكن تشخيص إصابة الشخص بالصمم والعمى إذا أظهرت الاختبارات أنه يعاني من مشاكل في السمع والبصر.
يجب أن يستمر تقييم السمع والبصر بانتظام حتى بعد التشخيص، حيث يعتمد مستوى الرعاية والدعم الذي تحتاج إليه على مدى شدة تأثر كل حاسة من حواسك.
3. التقييم المتخصص:
يجب عمل تقييم متخصص من المستشفى التخصصي بمجرد تحديد الإصابة المبدئية الصمم والعمى، يجب أن يتم إجراء التقييم فقط من قبل طبيب متخصص يمكنه تحديد قدرات واحتياجات الشخاص الصم والمكفوفين، يجب أن يشمل التقييم تقييم احتياجاتهم فيما يتعلق بما يلي:
- التواصل
- الاتصال البشري
- التفاعل الاجتماعي
- الرفاهية العاطفية
- دعم عملية التنقل
- التكنولوجيا المساعدة
- إعادة تأهيل
سيأخذ التقييم أيضاً في الاعتبار احتياجات الشخص الحالية وتلك التي تتزايد أو تتطور في المستقبل، يجب أن يتمتع الشخص الأصم والمكفوف بإمكانية الوصول إلى الخدمات المناسبة لمستوى السمع والبصر واحتياجاته الفردية، حيث لا تكون الخدمات العامة الموجهة بشكل أساسي إلى المكفوفين أو الصم مناسبة دائماً.
ما هي أهم أساليب التأقلم والدعم؟
ليس من الممكن دائماً علاج الأسباب الكامنة وراء الصمم والعمى، ولكن تتوفر مجموعة من خدمات الرعاية والدعم لمساعدة الأشخاص المصابين بهذه الحالة، عادة ما سوف يمتلك معظم الأشخاص الصم والمكفوفين بعض السمع أو الرؤية، وسوف يعتمد مستوى الرعاية والدعم الذي يحتاجون إليه على شدة مشاكل السمع والبصر لديهم.
1. خطة الرعاية الفردية:
يجب تقييم القدرات والاحتياجات الفردية للشخص الصم المكفوف بعد تشخيصه، حيث سيسمح هذا بوضع خطة رعاية مخصصة لتتناسب مع احتياجاته، تهدف خطة الرعاية إلى:
- الحفاظ على أي وظائف حسية متبقية لدى الشخص
- تعليم طرق الاتصال البديلة مثل الأبجدية اليدوية للصم المكفوفين
- مساعدة الشخص على الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من الاستقلالية، على سبيل المثال: من خلال التوصية بتلقيه تدريباً على استخدام عصا طويلة أو كلب إرشاد أو من خلال توفير دليل للتواصل
- بالنسبة للأطفال الصغار يجب التأكد من تلبية احتياجاتهم التعليمية
بعض الخدمات والتقنيات والعلاجات الرئيسية التي يمكن التوصية بها كجزء من خطة الرعاية موضحة أدناه.
2. توفير وتحسين نظم التواصل:
نظراً لأن الصمم والعمى يمكن أن يجعل التواصل عن طريق الكلام والكتابة أمراً صعباً، فقد تكون أشكال الاتصال البديلة ضرورية، وتشمل أنظمة الاتصال الرئيسية التي يستخدمها الصم المكفوفون ما يلي:
- الكلام الواضح: التحدث بوضوح هو أحد أكثر الطرق فعالية وشيوعاً للتواصل مع الصم المكفوفين الذين لديهم بعض الرؤية والسمع المتبقية
- الأبجدية اليدوية للصم المكفوفين: هي شكل من أشكال التواصل حيث يتم تهجئة الكلمات على يد الشخص الأصم المكفوفين باستخدام أوضاع وحركات محددة (لغة الإشارة)
- التوقيع العملي: نسخة معدلة من لغة الإشارة البريطانية (BSL) حيث يشعر الصم المكفوف بما يتم توقيعه من خلال وضع أيديهم فوق يد الموقّع
- توقيع الإطار المرئي: وهونسخة معدلة من لغة الإشارة البريطانية BSL حيث يتم تكييف العلامات ليتم توقيعها في مساحة أصغر لتتناسب مع موضع وحجم البصر المتبقي لشخص أصم مكفوف
- برايل: وهو نظام يستخدم سلسلة من النقاط البارزة لتمثيل الحروف أو مجموعات من الحروف
3. مساعدات الرؤية:
بالنسبة لبعض الأشخاص الصم المكفوفين، قد يكون من الممكن تحسين الرؤية باستخدام مساعدات ضعف الرؤية، مثل النظارات والعدسات المكبرة والأضواء، كما قد تساعد العناصر المصممة خصيصاً مثل الهواتف ولوحات المفاتيح الأشخاص المصابين بضعف البصر.
يحتوي المعهد الوطني الملكي للمكفوفين(RNIB) على المزيد من المعلومات حول نمط الحياة اليومية مع فقدان البصر، بما في ذلك بعض النصائح حول التكنولوجيا المتاحة للمساعدة في المهام اليومية.
كما توفر العديد من المكتبات مجموعة مختارة من الكتب ذات الطباعة الكبيرة و “الكتب الناطقة”، حيث تتم قراءة النص بصوت عالٍ وتسجيله على قرص مضغوط، كما يقدم RNIB أيضاً خدمة الاشتراك في الكتب الناطقة، حيث يمكن طلب الكتب وتسليمها مباشرة إلى منزلك أو تنزيلها مجاناً من على الإنترنت.
4. أجهزة السمع والغرسات:
قد يستفيد بعض الصم المكفوفين من ارتداء المعينات السمعية ( سماعات الأذن للمكفوفين )، توجد هناك العديد من أشكال المعينات السمعية المتاحة لتناسب الأنواع المختلفة من فقدان السمع والتفضيلات الشخصية.
تستخدم المعينات السمعية الميكروفونات لجمع الصوت من البيئة وتضخيمه وإيصاله إلى قناة الأذن لمرتديها بحيث يمكن معالجتها بواسطة الجهاز السمعي، سيكون أخصائي السمع قادراً على التوصية بأنسب نوع من المساعدة بعد اختبار سمعك.
قد لا تتناسب السماعات التي تنقل الصوت إلى قناة الأذن مع الكثير من الأشخاص، وفي هذه الحالات يمكن تحسين السمع باستخدام نظام سمعي مزروع جراحياً مثل غرسة قوقعة الأذن أو الغرسة السمعية الموصولة بالعظام.
تعمل الميكروفونات على جمع الصوت ثم تقوم بعد ذلك بتحويل هذا الصوت إما إلى إشارة كهربائية أو اهتزاز، ثم يتم تمريره إلى الأذن الداخلية أو الوسطى للمعالجة بواسطة النظام السمعي.
5. الدعم الخاص (المرافق):
يمكن للأشخاص المكفوفين الحصول على المساعدة من عامل دعم فردي مدرب بشكل خاص إذا احتاج إليها، واعتماداً على حالة الشخص قد يكون هذا الشخص المعاون واحداً مما يلي:
- دليل التواصل: هو شخص يساعد الأشخاص الذين أصيبوا بالصمم والعمى المكتسب، لتقديم الدعم الذي يحتاجه الشخص للعيش بشكل مستقل
- المترجم: هو شخص يعمل كحلقة وصل بين الشخص الصم المكفوف والأشخاص الآخرين، باستخدام طريقة الاتصال المفضلة للشخص الصم المكفوف
- المرافق: هو شخص يعمل مع الأطفال والبالغين الذين ولدوا مصابين بالصمم والعمى، لمساعدتهم على التجربة والانضمام إلى العالم من حولهم قدر الإمكان
6. علاج الحالات المرضية الأساسية:
يمكن علاج بعض الحالات التي تؤثر على السمع والبصر باستخدام الأدوية أو الجراحة، على سبيل المثال:
- غالباً ما يمكن علاج إعتام عدسة العين عن طريق زرع عدسة اصطناعية في العين جراحياً
- غالباً ما يمكن علاج الجلوكوما باستخدام قطرات العين أو الجراحة بالليزر
- يمكن علاج اعتلال الشبكية السكري في المراحل المبكرة باستخدام جراحة الليزر
كما يمكن أيضاً علاج بعض أسباب فقدان السمع المؤقت، مثل تراكم شمع الأذن أو التهابات الأذن الوسطى.
7. دور مجموعات الدعم:
إذا كنت مصاباً بالصمم والعمى أو كان يعاني أحد أفراد عائلتك أو الأصدقاء من هذه الحالة، فقد يفيدك الاتصال بمجموعة دعم للحصول على المعلومات والمشورة، توجد مجموعتان من مجموعات الدعم الرئيسية للصمم والعمى في المملكة المتحدة وهما Sense و Deafblind UK
تعليقات