شلل الرعاش (باركينسون) | الأسباب والعلاج
مرض باركينسون ( Parkinson’s Disease )، أو الشلل الرعاش: هو اضطراب تدريجي في الجهاز العصبي ويؤثر على الحركة، وتظهر أعراض مرض باركينسون تدريجيًا، وتبدأ أحيانًا برعشة بالكاد تكون ملحوظة في يد واحدة فقط، فالشلل الرعاش هو مرض شائع، ومن أهم ما يمتاز به الأعراض التي تسبب تيبسًا، أو تباطؤًا في الحركة بشكل عام، وفي المراحل المبكرة من مرض باركنسون لا تظهر على وجهك الكثير من التعبيرات، أو قد لا تظهر على وجهك أي تعبيرات على الإطلاق، كما قد يصبح كلامك أيضًا متشابكـًا، أو غير واضح بالنسبة للآخرين، وتبدأ أعراض مرض باركنسون بالتفاقم مع تقدم حالتك وبمرور الوقت، وعلى الرغم من أن مرض باركنسون لا يمكن علاجه إلا أن الأدوية قد تحسّن الأعراض بشكل ملحوظ، وفي بعض الأحيان قد يلجأ طبيبك إلى إجراء عملية جراحية؛ لتنظيم مناطق معينة من دماغك، وتحسين الأعراض لديك.
عناصر المقال:
- ما أعراض الشلل الرعاش؟
- متى يتوجب عليك زيارة الطبيب؟
- ما أسباب الإصابة بالشلل الرعاش؟
- ما محفزات الإصابة بالشلل الرعاش؟
- ما مضاعفات الشلل الرعاش؟
- ما طرق الوقاية من الشلل الرعاش؟
- كيف يتم تشخيص الشلل الرعاش؟
- ما علاج الشلل الرعاش؟
- ما نمط الحياة، والعلاجات المنزلية؟
- ما دور الطب البديل في علاج الشلل الرعاش؟
- ما أهم طرق التأقلم والدعم للمرضى؟
- كيف تقوم بالتحضير لموعدك مع الطبيب؟
ما أعراض الإصابة بالشلل الرعاش؟
يمكن أن تختلف علامات وأعراض مرض باركنسون من شخص لآخر، فقد تكون العلامات المبكرة خفيفة ولا يلاحظها أحد، وغالبًا ما تبدأ الأعراض في جانب واحد من جسمك، وعادةً ما تظل تزداد سوءًا في هذا الجانب، حتى بعد أن تبدأ الأعراض في التأثير على كلا الجانبين، وقد تشمل علامات وأعراض مرض باركنسون ما يلي:
- الرعشه: عادةً ما يبدأ الرعاش أو الاهتزاز في أحد الأطراف، أي أنها غالبًا ما تكون في يدك، أو أصابعك، كما قد ترتجف يدك كذلك عندما تكون في موضع راحة.
- بطء الحركة: بمرور الوقت قد يؤدي مرض باركنسون إلى إبطاء حركتك؛ مما يجعل المهام البسيطة صعبة وتستغرق وقتًا طويلـًا، كما قد تصبح خطواتك أقصر عند المشي، وقد يكون من الصعب التحرك من موضع جلوسك على الكرسي بحيث تجعلك تقوم بسحب قدميك وأنت تحاول المشي.
- تصلب العضلات: قد يحدث تصلب العضلات في أي جزء من جسمك، ويمكن أيضًا أن تكون العضلات المتيبسة مؤلمة وتحد من نطاق حركتك.
- ضعف التوازن: قد ينحني جسمك نتيجة الإصابة، أو قد تعاني من مشاكل في التوازن نتيجة لمرض باركنسون.
- فقدان الحركات التلقائية: قد يصبح لديك قدرة ضعيفة على أداء الحركات اللاواعية بما في ذلك الوميض، أو الابتسام، أو تأرجح ذراعيك عند المشي.
- صعوبة الكلام: يؤثر الشلل الرعاش على طريقة كلامك فقد تتحدث بهدوء، أو بسرعة، أو تتردد قبل التحدث.
- صعوبة الكتابة: قد يكون من الصعب عليك القيام بالكتابة، كما قد تبدو كتابتك صغيرة وغير منظمة.
متى يتوجب عليك زيارة الطبيب؟
ارجع إلى طبيبك إذا كان لديك أي من الأعراض المرتبطة بمرض باركنسون ليس فقط لتشخيص حالتك، ولكن أيضًا لاستبعاد الأسباب الأخرى لأعراضك.
ما أسباب الإصابة بالشلل الرعاش؟
في مرض باركنسون تتحلل، أو تموت بعض الخلايا العصبية في الدماغ تدريجيًا، ترجع العديد من الأعراض إلى فقدان الخلايا العصبية التي تنتج الدوبامين في الدماغ، وعندما تنخفض مستويات الدوبامين فإن هذا يسبب نشاطًا غير طبيعي للدماغ؛ مما يؤدي إلى ضعف الحركة وأعراض أخرى لمرض باركنسون، ويُلاحظ أن سبب الإصابة بمرض باركنسون غير معروف حتى اليوم، ولكن توجد عدة عوامل قد تلعب دورًا في الإصابة به بما في ذلك:
- العوامل الجينية: حدد الباحثون طفرات جينية معينة يمكن أن تسبب مرض باركنسون، لكن هذه الطفرات غير شائعة إلا في حالات نادرة خاصةً مع إصابة العديد من أفراد الأسرة بمرض باركنسون، وبالرغم من أنه من الممكن أن تزيد بعض الاختلالات الجينية من خطر الإصابة بمرض باركنسون لكن تكون الزيادة بمعدلات ضئيلة جدًا.
- المحفزات البيئية: قد يؤدي التعرض لبعض السموم، أو العوامل البيئية إلى زيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون في وقت لاحق، ولكن هذا الخطر ضئيل نسبيًا، فقد لاحظ الباحثون أيضًا أن العديد من التغييرات تحدث في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض باركنسون على الرغم من عدم وضوح سبب حدوث هذه التغييرات.
- خَرَف أجسام ليوي: أجسام ليوي هي تكتلات من مواد معينة توجد داخل خلايا الدماغ، وهي تعد علامات مجهرية هامة للإصابة بمرض باركنسون، كما يعتقد الباحثون أن أجسام ليوي هذه تعد عرضًا مهمًا من أعراض الإصابة بمرض باركنسون.
ما محفزات الإصابة بالشل الرعاش ؟
تشمل عوامل خطر الإصابة بمرض باركنسون ما يلي:
- التقدم بالعمر: نادرًا ما يعاني الشباب من مرض باركنسون، حيث أنه يبدأ عادةً في منتصف العمر، أو في وقت متأخر من العمر، وتزداد مخاطر الإصابة به مع تقدم العمر، فعادةً ما يصاب الناس بالمرض في سن 60 أو أكبر.
- الوراثة: يزيد وجود قريب مصاب بمرض باركنسون من فرص إصابتك بالمرض، ومع ذلك لا تزال مخاطر الإصابة بالشلل الرعاش محدودة إلا إذا كان لديك العديد من الأقارب في عائلتك مصابين بمرض باركنسون.
- الجنس: يعتبر الرجال أكثر عرضةً للإصابة بمرض باركنسون مقارنةً بالنساء.
- التعرض للسموم: قد يؤدي التعرض المستمر لمبيدات الأعشاب، والمبيدات الحشرية إلى زيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون بشكلٍ طفيف.
ما مضاعفات الإصابة بالشلل الرعاش؟
غالبًا ما يصاحب مرض باركنسون عدد من خلال بعض المشاكل الإضافية، والتي قد تشمل ما يلي:
- صعوبات في الإدراك: قد تواجه مشاكل في الإدراك (الخرف) وصعوبات في التفكير، فتحدث هذه المضاعفات عادةً في المراحل المتأخرة من مرض باركنسون، وعادةً لا تستجيب مثل هذه المشكلات المعرفية للأدوية.
- الاكتئاب، والتغيرات العاطفية: أحيانًا وفي المراحل المبكرة جدًا قد يصاب مريض باركينسون بالاكتئاب، ويمكن أن يؤدي تلقي علاج للاكتئاب إلى تسهيل التعامل مع التحديات الأخرى لمرض باركنسون،كما قد تواجه أيضًا بعض التغيرات العاطفية الأخرى، مثل: الخوف، أو القلق، أو فقدان الدافع، وقد يفيدك الأطباء بشأن علاج هذه الأعراض.
- مشاكل في البلع: قد تواجه صعوبات في البلع مع تقدم حالتك المرضية، وقد يتراكم اللعاب في فمك بسبب تباطؤ عملية البلع؛ مما يؤدي إلى سيلان اللعاب.
- مشاكل في المضغ والأكل: يؤثر مرض باركنسون في المراحل المتأخرة على عضلات الفم؛ مما يجعل المضغ صعبًا؛ مما قد يؤدي إلى الاختناق، وسوء التغذية.
- اضطرابات النوم: غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بمرض باركنسون من مشاكل في النوم، بما في ذلك الاستيقاظ المتكرر طوال الليل، أو الاستيقاظ مبكرًا، أو النوم أثناء النهار، كما قد يعاني الأشخاص أيضًا من اضطراب حركة العين السريعة أثناء النوم، وقد تساعد الأدوية بشكلٍ ما في مشكلات نومك.
- مشكلات المثانة: قد يسبب مرض باركنسون مشاكل في المثانة؛ بما في ذلك عدم القدرة على التحكم في البول، أو صعوبة التبول.
- الإمساك: يُصاب العديد من الأشخاص المصابين بمرض باركنسون بالإمساك؛ ويرجع ذلك أساسًا إلى اضطراب حركة الجهاز الهضمي.
- تغيرات ضغط الدم: قد تشعر بالدوار عند الوقوف لفترة وجيزة؛ بسبب الانخفاض المفاجئ في ضغط الدم (انخفاض ضغط الدم الوضعي أو الإنتصابي).
- ضعف حاسة الشم: قد تواجه مشكلات في حاسة الشم، كما قد تجد صعوبة في التعرف على روائح معينة، أو التفرقة بين الروائح المختلفة.
- الإعياء: يفقد الكثير من المصابين بمرض باركنسون طاقتهم، ويعانون من الإرهاق خاصةً في في المساء لسبب غير معروف تمامًا.
- الألم: يعاني بعض الأشخاص المصابين بمرض باركنسون من الألم، إما في مناطق معينة من أجسامهم، أو في جميع أنحاء أجسامهم.
- العجز الجنسي: يلاحظ بعض الأشخاص المصابين بمرض باركنسون انخفاضًا في الرغبة الجنسية.
ما طرق الوقاية من الشلل الرعاش؟
نظرًا لأن سبب مرض باركنسون، أو الشلل الرعاش غير معروف تمامًا فإن الطرق المثبتة للوقاية من المرض تظل أيضًا لغزًا هي أيضًا، وقد أظهرت بعض الأبحاث أن التمارين الهوائية المنتظمة قد تقلل من خطر الإصابة بمرض باركنسون، كما أظهرت بعض الأبحاث الأخرى أن الأشخاص الذين يستهلكون الكافيين (الموجود في القهوة، والشاي، والكولا) يصابون بمرض باركنسون أقل من أولئك الذين لا يشربونه، ويرتبط الشاي الأخضر أيضًا بتقليل خطر الإصابة بمرض باركنسون، لكن لا يزال من غير المعروف ما إذا كان الكافيين يحمي بالفعل من الإصابة بمرض باركنسون أم أنه مرتبط بأشياء أخرى، ولا توجد حاليًا أبحاث كافية تشير إلى تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ للحماية من مرض باركنسون.
كيف يتم تشخيص مرض الشلل الرعاش؟
لا يوجد اختبار محدد لتشخيص مرض باركنسون، فعادةً ما سيشخص طبيبك (طبيب الأعصاب) مرض باركنسون بناءً على تاريخك الطبي، ومراجعة العلامات والأعراض، وكذلك الفحص العصبي، والجسدي، وقد يقترح طبيبك فحصًا محددًا للتصوير المقطعي بانبعاث فوتون واحد (SPECT) يسمى فحص ناقل الدوبامين (DaT-scan)، وعلى الرغم من أن هذا يمكن أن يساعد في دعم الشكوك في إصابتك بمرض باركنسون، إلا أن الأعراض والفحص العصبي هما اللذان يحددان التشخيص الصحيح في النهاية، كما أن معظم الناس عادةً لا يحتاجون إلى فحص (DaT-scan)، وقد يطلب طبيبك إجراء اختبارات معملية، مثل: اختبارات الدم؛ لاستبعاد الحالات الأخرى التي قد تكون سببًا لأعراضك.
يمكن أيضًا استخدام اختبارات التصوير (مثل: التصوير بالرنين المغناطيسي، والموجات فوق الصوتية للدماغ، والتصوير المقطعي البوزيتروني)؛ للمساعدة في استبعاد الاضطرابات الأخرى، حيث أنه لا تفيد اختبارات التصوير في تشخيص مرض باركنسون بشكل خاص، وبالإضافة إلى الفحص قد يعطيك طبيبك دواء كاربيدوبا، و ليفودوبا (Carbidopa ,Levodopa)؛ وهو دواء لمرض باركنسون من أجل ملاحظة نتائجه، وربطها باحتمالية الإصابة بمرض الشلل الرعاش، ويجب أن تحصل على الجرعة المناسبة من هذا الدواء ولفترة يحددها طبيبك من أجل الشعور بالتحسن، ومعرفة مدى استجابتك لهذا العقار، وقد يستغرق تشخيص مرض باركنسون وقتًا في بعض الأحيان؛ لذا قد يوصي الأطباء بمواعيد متابعة منتظمة مع أطباء الأعصاب المدربين على اضطرابات الحركة؛ لتقييم حالتك وأعراضك بمرور الوقت، وتشخيص إصابتك بالشلل الرعاش.
ما علاج الشلل الرعاش؟
لا يمكن علاج مرض باركنسون أو الشلل الرعاش بشكل نهائي حتى اليوم ، لكن الأدوية من شأنها أن تساعد في السيطرة على الأعراض, كما أنه في بعض الحالات الأكثر تقدمًا قد يُنصح بإجراء الجراحة، كما قد يوصي طبيبك أيضًا بتغيّرات في نمط الحياة وخاصةً التمارين الهوائية المستمرة، وفي بعض الحالات يكون العلاج الطبيعي الذي يركز على التوازن والتمدد مهمًا أيضًا، كما قد يساعد اختصاصي أمراض النطق واللغة في تحسين مشكلات النطق لديك، ويشمل علاج مرض باركينسون ما يلي:
- أولـًا:- العلاج الدوائي:
قد تساعدك الأدوية في إدارة مشكلات المشي، والحركة، والرعشة، وعادةً ما تزيد هذه الأدوية أو تحل محل الدوبامين، ويعاني الأشخاص المصابون بمرض باركنسون من انخفاض تركيزات الدوبامين في الدما غ، ومع ذلك لا يمكن إعطاء الدوبامين مباشرةً؛ لأنه لا يمكن أن يخترق الغشاء الموجود في الدماغ، وقد تتحسن الأعراض بشكل ملحوظ بعد بدء علاج مرض باركنسون، ولكن مع مرور الوقت غالبًا ما تتضاءل فوائد الأدوية، أو تصبح أقل ثباتًا، لكن يظل بالإمكان التحكم في الأعراض بشكل جيد، وتشمل الأدوية التي قد يصفها طبيبك ما يلي:
- كاربيدوبا و ليفودوبا (Carbidopa ,Levodopa): وهما الدواءان الأكثر فعالية لمرض باركنسون، وهو عبارة عن مادة كيميائية طبيعية تنتقل إلى دماغك وتتحول إلى دوبامين، ويتم دمج Levodopa مع (carbidopa Lodosyn) والذي يحمي ليفودوبا من التحول المبكر إلى الدوبامين خارج دماغك هذا يمنع أو يقلل من الآثار الجانبية، مثل: الغثيان، وقد تشمل الآثار الجانبية الغثيان، أو الدوار (انخفاض ضغط الدم الوضعي)، وبعد سنوات ومع تقدم مرضك قد تصبح الاستفادة من ليفودوبا أقل استقرارًا مع ميلها الى التلاشي تمامًا، وأيضًا قد تواجه حركات لا إرادية (خلل الحركة) بعد تناول جرعات أعلى من ليفودوبا، وقد يقلل طبيبك جرعتك، أو يضبط أوقات جرعاتك؛ للتحكم في هذه الآثار الجانبية.
- استنشاق انبريجيا (Inbrija): هو دواء على هيئة بودرة استنشاق من دواء يتكون من carbidopa و levodopa، وقد يكون مفيدًا في إدارة الأعراض التي تنشأ عندما تتوقف الأدوية الفموية فجأة عن العمل أثناء النهار.
- المعلق المعوي دوبا (Duopa): هو دواء يتكون من carbidopa و levodopa، ومع ذلك يتم إعطاؤه من خلال أنبوب تغذية يوصل الدواء في شكل هلام مباشرةً إلى الأمعاء الدقيقة، وهذا العقار مخصص للمرضى الذين يعانون من مرض باركنسون الأكثر تقدمًا، والذين لا يزالون يستجيبون لكاربيدوبا، وليفودوبا خاصةً في حال كان لديهم الكثير من التقلبات في استجابتهم، ونظرًا لأن Duopa يتم تسريبه باستمرار تظل مستويات الدم للعقارين ثابتة في الدم لدى المريض، ويتطلب وضع الأنبوب الخاص بهذا العقار إجراءً جراحيًا صغيرًا، وتشمل المخاطر المرتبطة بوجود الأنبوب سقوط الأنبوب أو حدوث عدوى في موقع التسريب.
- محفزات الدوبامين: على عكس ليفودوبا لا تتحول محفزات الدوبامين إلى الدوبامين، لكنها تعمل على محاكاة تأثيرات الدوبامين في عقلك، وهي ليست فعالة، مثل: ليفودوبا في علاج الأعراض، لكنها تدوم لفترة أطول، ويمكن استخدامها مع ليفودوبا؛ لتدعيم تأثيرها المتقطع في بعض الأحيان، وتشمل محفزات الدوبامين عقار براميبيكسول, وروبينيرول, وروتيجوتين، وتشبه بعض الآثار الجانبية لمحفزات الدوبامين الآثار الجانبية لكاربيدوبا، وليفودوبا، ولكنها يمكن أن تشمل أيضًا الهلوسة، والنعاس، والسلوكيات القهرية، مثل: فرط الرغبة الجنسية، والإفراط في تناول الطعام, فإذا كنت تتناول هذه الأدوية وتتصرف بطريقة خارجة عن طبيعتك؛ فتحدث إلى طبيبك على الفور.
- مثبطات MAO-B: تشمل هذه الأدوية عقار سيليجيلين, راساجيلين, سافيناميد، وهذه العقارات تساعد في منع تكسير مادة الدوبامين في الدماغ عن طريق تثبيط إنزيم المخ مونوامين أوكسيديز ب (MAO B)، وهذا الإنزيم يعمل على تكسير الدوبامين في الدماغ، وقد تشمل الآثار الجانبية لمثبطات MAO B الصداع، أو الغثيان، أو الأرق، وفي حال إضافتها إلى carbidopa-levodopa تزيد هذه الأدوية من خطر الإصابة بالهلوسة، وغالبًا لا تُستخدم هذه الأدوية مع معظم مضادات الاكتئاب، أو بعض العقاقير المخدرة؛ بسبب بعض التفاعلات الخطيرة المحتملة، ولكنها تظل نادرة؛ لذلك من الضروري أن تستشير طبيبك قبل تناول أي أدوية إضافية مع مثبط MAO B.
- مثبطات أنزيم الكاتيكول O ميثيل ترانسفيراز: وهذا هو الدواء الأساسي من هذه الفئة، حيث يطيل هذا الدواء بشكل معتدل تأثير علاج ليفودوبا عن طريق منع الإنزيم الذي يكسر الدوبامين، وتشمل الآثار الجانبية لهذا العقار زيادة خطر الحركات اللاإرادية (الخلل الحركي), وكذلك الإسهال، أو الغثيان، أو القيء.
- تولكابون ( Tasmar ): هذا العقار مثبط آخر من مثبطات COMT التي نادرًا ما توصف؛ بسبب خطر تلف الكبد الخطير، والفشل الكبدي.
- الأدوية المضادة للكولين: تم استخدام هذه الأدوية لسنوات عديدة؛ للمساعدة في السيطرة على الرعاش المصاحب لمرض باركنسون، وتتوفر العديد من الأدوية المضادة للكولين بما في ذلك مستحضر (trihexyphenidyl)، ومع ذلك فإن فوائدها المتواضعة غالبًا ما تقابلها آثار جانبية، مثل: ضعف الذاكرة، والارتباك، والهلوسة، والإمساك، وجفاف الفم، وضعف التبول.
- الأمانتادين: قد يصف الأطباء الأمانتادين بمفرده؛ لتخفيف أعراض مرض باركنسون الخفيف، والمراحل المبكرة على المدى القصير، ويمكن أيضًا إعطاؤه مع علاج (carbidopa- levodopa) خلال المراحل اللاحقة من مرض باركنسون؛ للتحكم في الحركات اللاإرادية (الخلل الحركي) التي يسببها العقار، وقد تشمل الآثار الجانبية ظهور البقع الارجوانية اللون فوق سطح الجلد، أو تورم الكاحل، أو الهلوسة.
- ثانيًا:- الإجراءات الجراحية:
يعتمد الإجراء الجراحي لعلاج الشلل الرعاش على التحفيز العميق للدماغ (DBS)، حيث يقوم الجراحون بزرع أقطاب كهربائية في جزء معين من الدماغ، ثم يتم توصيل الأقطاب الكهربائية بمولد مزروع في صدرك بالقرب من عظمة الترقوة، والذي يرسل نبضات كهربائية إلى دماغك، وتنطوي جراحة التحفيز العميق للدماغ على مخاطر عديدة، بما في ذلك: العدوى، والسكتات الدماغية، ونزيف المخ، وقد يعاني بعض الأشخاص من مشكلات في نظام DBS، أو يصبح لديهم مضاعفات بسبب هذا التحفيز، وغالبًا ما يتم عمل التحفيز العميق للدماغ للأشخاص المصابين بمرض باركنسون المتقدم والذين لديهم استجابات غير مستقرة للأدوية (ليفودوبا). ويمكن أن يعمل التحفيز العميق للدماغ على المساعدة في منع تقلبات الأدوية، وتقليل الحركات اللاإرادية (لبخلل الحركي)، أو إيقافها وتقليل الرعاش، وتقليل الصلابة، وتحسين تباطؤ الحركة، فالتحفيز العميق للدماغ فعال للتحكم في الاستجابات غير المنتظمة والمتذبذبة لليفودوبا، أو للتحكم في خلل الحركة الذي لا يتحسن مع تعديلات الأدوية، ومع ذلك فإن الاستثارة العميقة للدماغ ليست مفيدة للمشكلات التي لا تستجيب لعلاج ليفودوبا بصرف النظر عن الرعاش، ويمكن السيطرة على الرعاش عن طريق التحفيز العميق للدماغ حتى لو لم يكن الرعاش شديد الاستجابة لليفودوبا، وعلى الرغم من أن الحث العميق للدماغ قد يوفر فائدة مستدامة لأعراض باركنسون، إلا أنه لا يمنع أعراض مرض باركنسون من التقدم.
ما نمط الحياة، والعلاجات المنزلية؟
إذا تم تشخيصك بمرض باركنسون أو الشلل الرعاش فستحتاج إلى العمل عن كثب مع طبيبك؛ لإيجاد خطة علاج تقدم لك أكبر قدر من الراحة من الأعراض، مع تقليل آثار جانبية، وقد تساعد بعض التغيّرات المستحدثة في نمط الحياة تسهيلات للتعايش مع مرض باركنسون، وهذه التغيرات تشمل ما يلي:
- أولـًا:- الطعام الصحي: بينما ثبت عدم وجود طعام، أو مجموعة من الأطعمة التي تساعد في الإصابة بمرض باركنسون، فقد تساعد بعض الأطعمة في تخفيف بعض الأعراض، فعلى سبيل المثال: يمكن أن يساعد تناول الأطعمة الغنية بالألياف، وشرب كمية كافية من السوائل في منع الإمساك الشائع في مرض باركنسون، كما يوفر النظام الغذائي المتوازن أيضًا العناصر الغذائية، مثل: أحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي قد تكون مفيدة للأشخاص المصابين بمرض باركنسون.
- ثانيًا:- أنشطة الحياة اليومية: قد تكون أنشطة الحياة اليومية (مثل: ارتداء الملابس، وتناول الطعام، والاستحمام، والكتابة) صعبة على الأشخاص المصابين بمرض باركنسو.ن، ويمكن للطبيب أن يوضح لك التقنيات التي تجعل الحياة اليومية أسهل.
- ثالثـًا:- ممارسه الرياضة: قد تزيد ممارسة الرياضة من قوة عضلاتك، ومرونتها، وتوازنها؛ حيث يمكن أن تحسن التمارين أيضًا من صحتك، وتقليل الاكتئاب أو القلق، وقد يقترح طبيبك أن تعمل مع طبيب علاج طبيعي؛ لتعلم برنامج تمرين يناسبك، ويمكنك أيضًا تجربة تمارين، مثل: المشي، والسباحة، وتشذيب حديقة المنزل، والرقص، والتمارين الرياضية المائية أو التمدد، كما يمكن لمرض باركنسون أن يفقدك إحساسك بالتوازن في بعض الأحيان؛ مما يجعل من الصعب عليك المشي بطريقة طبيعية؛ لذلك قد تساعد هذه الاقتراحات في استعادة توازنك:
- حاول ألا تتحرك بسرعة كبيرة.
- اعمل على وضع كعبك على الأرض أولـًا عند المشي.
- انظر أمامك، وليس الى الأسفل مباشرةً أثناء المشي.
- تجنب السقوط، أو التعثر أثناء المشي.
في المراحل المتأخرة من المرض قد تسقط بسهولة أكبر؛ لذلك قد تساعد الاقتراحات التالية للحفاظ على توازنك:
- انعطف للخلف بدلـًا من تحريك جسمك فوق قدميك.
- وزع وزنك بالتساوي بين كلا القدمين، ولا تنحني.
- تجنب حمل الأشياء الثقيلة أثناء المشي.
- تجنب المشي للخلف.
ما دور الطب البديل في علاج الشلل الرعاش؟
يمكن أن تساعد العلاجات الطبيعية في تخفيف بعض أعراض ومضاعفات مرض باركنسون، مثل: الألم، والتعب، والاكتئاب, وفي حال تم تناوله جنبًا إلى جنب مع علاجاتك الأخرى؛ فقد تؤدي هذه العلاجات إلى تحسين نمط حياتك, وتشمل علاجات الطب البديل ما يلي:
- التدليك: يمكن أن يقلل العلاج بالتدليك من توتر العضلات ويعزز الاسترخاء، ومع ذلك نادرًا ما يغطي التأمين الصحي مثل هذا النوع من العلاج.
- التاي تشي: هو شكل قديم من التمارين الصينية، ويتضمن القيام بحركات بطيئة؛ قد تحسن المرونة، والتوازن، وقوة العضلات، وقد تساعد رياضة تاي تشي أيضًا في منع السقوط، والحفاظ على توازن الجسم، فقد تمّ تصميم العديد من أشكال تاي تشي للأشخاص من مختلف الأعمار، كما أظهرت الدراسة أن تاي تشي قد يحسن من توازن الأشخاص المصابين بمرض باركنسون الخفيف إلى المتوسط أكثر من تمارين التمدد والمقاومة.
- اليوجا: في اليوجا قد تزيد حركات الإطالة اللطيفة من مرونتك وتوازنك، ويمكنك تعديل معظم الوضعيات؛ لتناسب قدراتك الجسدية.
- تقنية ألكسندر: قد تقلل هذه التقنية التي تركز على وضعية العضلات، والتوازن، والتفكير في كيفية استخدام العضلات من توتر العضلات وألمها.
- التأمل: يعتمد التأمل على التفكر بهدوء، وتركيز عقلك على فكرة أو صورة واحدة، فقد يقلل التأمل من التوتر والألم، ويحسن من إحساسك بالعافية.
- علاج الحيوانات الأليفة: قد يؤدي وجود كلب، أو قطة إلى زيادة مرونتك، وحركتك، وتحسين صحتك العاطفية.
ما أهم طرق التأقلم والدعم للمرضى؟
قد يكون التعايش مع أي مرض مزمن أمرًا صعبًا، ومن الطبيعي أن تشعر بالغضب، أو الاكتئاب، أو الإحباط في بعض الأحيان، كما تمكن أن تكون الإصابة بمرض باركنسون على وجه الخصوص هو أمر مؤلم للغاية؛ لأنه يجعل من المهام اليومية العادية، (مثل: المشي، والتحدث، وحتى تناول الطعام) عملـًا أكثر صعوبة، ويستغرق وقتًا طويلـًا؛ لذلك يعد الاكتئاب عرض شائع لدى الأشخاص المصابين بمرض باركنسون، لكن الأدوية المضادة للاكتئاب يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب؛ لذا تحدث مع طبيبك إذا كنت تشعر بالحزن، أو اليأس باستمرار، وعلى الرغم من أن الأصدقاء والعائلة يمكن أن يكونوا أفضل داعمين لك، إلا أن الحصول على دعم الأشخاص الذين يمرون بنفس الحالة الصحية قد يكون مفيدًا بشكل خاص؛ لذلك فإنه بالنسبة للعديد من الأشخاص المصابين بمرض باركنسون وأسرهم يمكن أن تكون مجموعة الدعم مصدرًا جيدًا؛ للحصول على معلومات عملية أكثر حول مرض باركنسون, حيث توفر المجموعات مكانًا للعثور على أشخاص يمرون بمواقف مماثلة، ومن ثم يمكنهم تقديم الدعم اللازم لك. وللتعرف على مجموعات الدعم في مجتمعك تحدث إلى طبيبك، أو إلى الأخصائي الاجتماعي لمرض باركنسون, أو اتصل بجمعيات دعم مرضى الشلل الرعاش الموجودة في بلدك أو محافظتك،كما قد يكون من المفيد بالنسبة للمريض وعائلته التحدث الى الطبيب النفسي؛ للحصول على الدعم النفسي المطلوب.
كيف تقوم بالتحضير لموعدك مع الطبيب؟
من المحتمل أن تزور الطبيب العام أولـًا، ومع ذلك قد تتم إحالتك بعد ذلك إلى طبيب متخصص في اضطرابات الجهاز العصبي (طبيب أعصاب)، ونظرًا لوجود الكثير لمناقشته مع طبيبك فمن الجيد الاستعداد لموعدك مع الطبيب، وإليك بعض المعلومات لمساعدتك على الاستعداد لموعدك، وماذا تتوقع من طبيبك؟:
- اكتب أي أعراض تعاني منها؛ بما في ذلك أي أعراض قد لا تبدو ذات صلة بالسبب الذي حددت من أجله الموعد.
- اكتب المعلومات الشخصية الرئيسة؛ بما في ذلك أي ضغوط كبيرة، أو تغييرات طرأت مؤخرًا على حياتك.
- أعد قائمة بجميع الأدوية، والفيتامينات، والمكملات الغذائية التي تتناولها.
- اطلب من أحد أفراد العائلة، أو صديق مرافقتك إن أمكن.
تعليقات