استثارة العصب الحائر تخلصك من الإرهاق وتُحسّن المزاج دون منبهات أو أدوية
طرح بحث جديد امكانية خضوع الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات بالنوم لعلاج ذاتي ودون تدخل جراحي من خلال استثارة العصب الحائر العنقي عبر الجلد (ctVNS) ، والذي بدوره يمكنه أن يحسن الحالة المزاجية والوظائف الإدراكية لهم.
في الدراسة التي أجريت على طياري القوات الجوية الأمريكية المحرومين من النوم، وُجد أن الذين تلقوا علاج نشط عن طريق استثارة العصب الحائر العنقي، تحسن أدائهم في إنجاز المهام المتعددة، وزادت سرعة ردة فعلهم ويقظتهم وشعروا بحيوية ونشاط وقلة الإرهاق، مقارنة بمن حصل على استثارة وهمية.
أشار الباحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة Communications Biology إلى أن استثارة العصب الحائر العنقي عبر الجلد يمكن أن تكون أداة ذاتية فعالة وطويلة الأمد لعلاج الإرهاق دون الحاجة للعلاجات الدوائية الشائعة ذات الآثار الجانبية الكثيرة.
يشرح د.ر.أندي ماكنلي، الحاصل على الدكتوراه والباحث بالدراسة، “بمساعدة استثارة العصب الحائر العنقي عبر الجلد، نستطيع زيادة نشاط بعض مناطق المخ الحيوية مثل ” الموضع الأزرق locus coeruleus“، وهي المنطقة الرئيسية المسئولة عن إفراز مادة النورأدرينالين في المخ، وهي المادة المسئولة عن اليقظة والانتباه والاستثارة والتعلم.”
لاحظ الباحثون أن بالرغم من أن الإرهاق يمكن علاجه عن طريق تناول الكافيين واستعمال المنبهات الكيميائية الأخرى ولكنها محدودة الفعالية، بينما اتضح فعالية التعديل العصبي الكهربي.
لتقييم قدرة استثارة العصب الحائر العنقي عبر الجلد على تخفيف الآثار السلبية للإرهاق على الإدراك والمزاج، استخدم الباحثون جهاز جاما كور gammaCore، والذي طرح في الولايات المتحدة لعلاج الصداع العنقودي والصداع النصفي. يمرر الجهاز تيار كهربي سطحي قدره 25 هيرتز عبر الجلد إلى العصب خلال قطبين كهربائيين موضوعين على العنق.
اقرأ أيضًا : كيف يُمرضنا الإجهاد؟
خضع المشاركون في كلا المجموعتين لحرمان متواصل من النوم لمدة 34 ساعة داخل المختبر، أنهوا خلال تلك الفترة تنفيذ مهام للأداء و أجابوا عن استبيانات شخصية.
أشار الباحثون بأنه قد وافقت النتائج نظرياتهم، حيث ساعد استثارة العصب الحائر العنقي عبر الجلد في زيادة الإدراك أثناء فترة اليقظة المتواصلة. وضح هذا التحسن الملحوظ في القدرة على إنجاز المهام المتعددة سويًا وزيادة الاستثارة والانتباه حتى 24 ساعة كاملة بعد انتهاء مفعول الاستثارة العصبية. يذكر أنه لوحظ تحسن في المزاج والتقييمات الذاتية للإجهاد، بينما لم تشهد الذاكرة العاملة أي تحسن ملحوظ.
يبدي الباحثون فخرهم بأن تلك الدراسة هي الأولى التي تنجح في استعمال استثارة العصب الحائر العنقي عبر الجلد في أشخاص أصحاء بهدف تعزيز أدائهم الإدراكي أثناء فترات اليقظة المتواصلة. بالتأكيد سيكون لهذا الإجراء تطبيقات مميزة في الخدمة العسكرية والمهن مثل النقل والقطاع الطبي التي تستدعي العمل في مناوبات عمل متغيرة بين الليل والنهار، بجانب فترات العمل المتواصل الطويلة ما يعرضهم إلى أضرار قلة النوم.
يختتم د.شين بيه، الاستاذ المساعد بطب الاعصاب جامعة تكساس، “ما زالت تقنية استثارة العصب الحائر حديثة بعض الشيء، لذا هناك حاجة لزيادة الأدلة والنتائج لتأكيد فعاليتها وتطبيقاتها. نحن دائمًا ما نتعلم عن الوصلات العصبية للعصب الحائر داخل الدماغ، ومن المرجح أن يكمن تأثير استثارته على الإجهاد والإدراك خارج منطقة الموضع الأزرق بالدماغ.”
تعليقات