fbpx

كيف يتأثر المخ بالتقدم في السن؟

مع التقدم في السن تقل كفاءة أعضاء الجسم. وبينما توجد الكثير من الدراسات التي تركز على تأثير التقدم في السن على جسم الإنسان والمخ والإدراك, لا زالت الآلية العصبية والعوامل الكيميائية التي تسرع أو تبطئ من هذه التأثيرات حتى الآن.

يلعب كل من الجهاز العصبي والجهاز المناعي دورا أساسيا في التحكم في أعضاء الجسم. وأشارت دراسات سابقة أن كلا الجهازين يتغيران كثيرا مع التقدم في السن.

ولقد وجدت بعض الدراسات التي تختص بالأعصاب أنه مع تقدم الجهاز العصبي في السن, تتغير طريقة تحكم الجسم في الاستجابات المناعية. ومع ذلك لم يُفهم بعد جيدا كيف تؤثر عملية تقدم الجهاز العصبي في السن على الاستجابة المناعية ونتائجها على أداء المخ لوظائفه.

أجرى الباحثون  بالجامعة الطبية ببيجين, ومستشفى جامعة تيانجين العامة  دراسة عن الآثار المحتملة للاستجابة المناعية على ما سُمي  بشيخوخة المخ . نٌشرت الدراسة في مجلة  Nature Neuroscience , حيث أظهرت أن تدهور  خلايا الأرومة العصبية Neuroblasts  (وهي الخلايا الجنينية التي تنشأ منها الألياف العصبية) في شيخوخة المخ يزيد من سُمِية  الخلايا القاتلة الطبيعية NK , التي تؤدي إلى ضعف تكوين الأعصاب والإدراك. تعتبر الخلايا القاتلة الطبيعية أحد أنواع خلايا الدم الأساسية التي تعتبر جزءا من الجهاز المناعي عند الإنسان.

قال كيانج ليو, وهو أحد القائمين على الدراسة,”يزداد الالتهاب العام في الجسم مع تقدم المخ في السن, لكن تبقى آثار الاستجابة المناعية والالتهابية على تقدم المخ في السن أمرا مجهولا. كان الهدف من دراستنا معرفة لماذا تتراكم خلايا المناعة في المخ أثناء تقدمه في السن, ولتحديد إلى أي مدى يمكن لخلايا المناعة أن تؤثر على تجدد الأنسجة والإدراك على المخ.

أجرى دكتور ليو مع زملائه تجاربهم وفحوصاتهم على أنسجة للمخ تم استخراجها من أُناس وفئران مسنين. قاموا باستخدام عدد من التقنيات التي يستخدمها أغلب علماء الأعصاب, للتحقيق حول تأثير الاستجابة المناعية على تكوين الأعصاب والإدراك.

أوضح ليو قائلا”قمنا باستخدام تلك التقنيات لقياس خصائص خلايا المناعة, وقمنا أيضا بتقييم عملية تكوين الأعصاب, وبالنهاية قمنا بعمل تقييم سلوكي لاختبار تأثير الاستجابة المناعية على الوظائف الإدراكية”.

لاحظ ليو مع زملائه أن الخلايا القاتلة الطبيعية تتراكم في منطقة معينة تسمى   Dentate gyrus  توجد عند كل من الفئران والإنسان. ومع تركزها في مكان محدد تزداد أعدادها كثيرا حتى تفوق الأنواع الأخرى من الخلايا المناعية عددا.

أظهرت الخلايا الأرومة العصبية في منطقة dentate gyrus بعض الخصائص الإفرازية الناجمة عن تفاعل بعض التراكيب الوراثية المحددة مع البيئة, مما يعزز من نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية ووظائفها. ويؤدي ذلك بالنهاية إلى قضاء الخلايا القاتلة الطبيعية على الأرومة العصبية في الدماغ المسن.

قال ليو”وجدنا أن الخلايا المناعية مثل الخلايا القاتلة الطبيعية تقلل من تكوين الأعصاب والوظائف الادراكية أثناء التقدم الطبيعي للمخ في السن. ويمكن أن يكون من المفيد استهداف الخلايا المناعية لتحسين الوظائف الإدراكية عند المسنين.

تشير الدراسة إلى أن تراكم الخلايا القاتلة الطبيعية في المخ المسن يقلل من العملية التي يتم من خلالها تكوين الأعصاب في المخ. يمكن لتلك النتائج في المستقبل أن تساهم في تطوير علاج فعال لتحسين وظائف الإدراك عند المسنين.

المصدر:  اكسبرس

Responses