دراسة جديدة توضح العلاقة بين السمنة والإصابة بالعدوى
تتعدد الحالات والأمراض الناتجة عن مضاعفات السمنة, وتتضمن أمراض القلب, والسرطان, وداء السكري, وضعف التئام الجروح, بالإضافة إلى إصابة الجلد بالعدوى. ولا تكون طريقة تطور تلك المضاعفات واضحة دائما. ولقد كشف بحث جديد نُشر مؤخرا في مجلة Science Traslational Medicine عن الآلية التي تربط بين السمنة وعدوى الجلد, والتعرف على خيارات العلاج التي سيتم اختبارها قريبا في المرحلة الثانية من التجارب السريرية. وأشرف على هذا البحث فريق العمل بكلية العلوم الصيدلية بجامعة شايمن وكلية الطب جامعة سان دييغو.
ركز العمل على اكتشاف العلاقة بين المرض والميكروبيوم (وهي البكتيريا المفيدة التي تعيش على سطح البشرة) وكيف يمكن تعزيز نظام الجلد الدفاعي لعلاج أو منع المرض. وكان هدف الدراسة التعرف على كيفية مساهمة السمنة في ارتفاع فرص الإصابة بالعدوى البكتيرية. قال دكتور لينج جوان, القائم على هذه الدراسة,” ترتبط السمنة بزيادة فرص الإصابة بعدوى الجلد, لكن ليس من الواضح كيفية تأثير السمنة على جهاز المناعة. ووجدنا أنه عند تغذية الفئران بأطعمة تحتوي على نسب عالية من الدهون وإصابتها بالسمنة, تزداد الخلايا الدهنية بالجلد حجما, وتفقد قدرتها على محاربة البكتيريا الضارة أثناء الإصابة بعدوى الجلد”.
كشفت النتائج أن الزيادة في الخلايا الدهنية الناضجة تزيد من إشارات عامل النمو المحول بيتا TFGβ, الذي بدوره يقلل من عدد أسلاف الخلايا الجلدية الدهنية التي تفرز بروتين مضاد للميكروبات يسمى بكاثيليسيدين. ويترك ذلك البشرة معرضة للإصابة ببعض الأنواع العادية من البكتيريا مثل بكتريا المكورات العنقودية. وعند نماذج من الفئران والبشر التي تحتوي على نسب قليلة من الدهون, فإن الميكروبيوم الجلدي قد نجح في منع عدوى المكورات العنقودية, نظرا لعدم كفاية عدد الخلايا الدهنية الناضجة لكي تٌحدث اختلال الوظائف الدهنية للجلد التي تُبقي مثل تلك العدوى تحت السيطرة.
اقرأ المزيد: كيف نمنع انتحار الأطفال والمراهقين؟
قال دكتور لينج” تستجيب الخلايا الدهنية للجلد طبيعيا للبكتيريا الممرضة, وتفرز بروتينات مضادة للميكروبات, والتي تعتبر مضادا حيويا تفرزه خلايانا لقتل البكتيريا. لكن في حالة السمنة تفقد الخلايا الذهنية الزائدة في الحجم القدرة على إنتاج البروتينات المضادة للميكروبات, نتيجة لإفراز الخلايا الدهنية لعامل النمو المحول بيتا في حالة تضخمها مما يؤثر سلبا على البروتينات المضادة للميكروبات أثناء السمنة”.
وفي الخطوة التالية يأمل فريق الباحثين إيجاد علاج فعال لمعظم المرضى. الوقاية دائما خير من علاج, وبذلك شرح دكتور لينج قائلا” تٌظهر دراستنا كيف أن النظام الغذائي غير الصحي والسمنة يكمنهما أن يؤثران على قدرة الجلد على محاربة العدوى, ونأمل أن نساعد على تعريف الناس بأهمية النظام الغذائي الصحي ونمط الحياة السليم الذي يتضمن ممارسة الرياضة بانتظام لمنع تراكم الدهون الزائدة التي تؤثر على الوظيفة المناعية للجلد”.
بالنسبة للمصابين بالسمنة الذين يعانون من التهاب الجلد, فإن فريق الباحثين في بحث مستمر عن خيارات العلاج. وتوجهوا نحو الميكربيوم عند الأشخاص الأصحاء بحثا عن أدلة, قال دكتور لينج “نتأكد حاليا من بعض العلاجات الجديدة التي تتضمن وجود عوامل جديدة لتثبيط عامل النمو الموجه بيتا, والعلاج بالخلايا الجذعية لعلاج عدوى الجلد المرتبطة بالسمنة”.
شرح أيضا دكتور لينج قائلا” ليست الدهون سيئة كليا, فالخلايا الدهنية الصحية أساسية لجسمنا لكي يحارب العدوى. ولحسن الحظ فإن الخلايا الدهنية مرنة وقابلة للتعديل ويمكن استعادة وظيفتها المضادة للميكروبات علن طريق بعض التدخلات مثل اتباع نظام غذائي صحي, وممارسة الرياضة, والعلاج الموجه”.
ومازال البحث جاريا على العلاج الموجه, حيث قال دكتور لينج” يمكن أن تٌستخدم الخلايا الجذعية التي يمكنها التحول لخلايا دهنية سليمة كعلاج ممكن لتكوين خلايا دهنية صحية قادرة على إفراز البروتينات المناعية لتساعد على محاربة العدوى”.
المصدر: اكسبرس
تعليقات