نتائج واعدة تمهد لظهور علاج للشلل النصفي
لا تستطيع الخلايا العصبية بعد التعرض البالغين لإصابة إلى تجدد محورها طبيعيا, وهو المسئول عن حمل الإشارات العصبية من الدماغ عبر الحبل الشوكي وحتى العضلات. ويساعد ذلك على تفسير لماذا تسبب إصابات النخاع الشوكي إعاقة شديدة ودائمة, والتي تتضمن شلل النصف السفلي من الجسم المعروف بالشلل النصفي.
بحث العلماء لعقود عن طرق لتجديد الخلايا العصبية, لكن لا يوجد حاليا علاج للشلل النصفي.
في 2013 نشر علماء الأعصاب في ألمانيا دراسة توضح إمكانية البروتين المناعي أو السيتوكين المسمى بالإنترلوكين-6 تحفيز تجدد المحاور العصبية البصرية في عينات بالمعمل.
لدى مركب الإنترلوكين-6 تأثيرات متنوعة على الجهاز المناعي مثل تحفيز ظهور الصفائح الدموية لتكوين الجلطات, لكن أشارت دراسة في عام 2013 إلى إمكانيته تسهيل عملية شفاء الخلايا العصبية. لكن كانت هناك عقبة واحدة وهي كيفية توصيل السيتوكين إلى الأجزاء الصعب الوصول إليها في الجهاز العصبي المركزي والمهمة لاستعادة الحركة.
كانت هناك صعوبة أخرى في أن مركب الإنترلوكين-6 الطبيعي لديه تأثير تحفيزي ضعيف على تجدد الأعصاب. لذلك قام نفس الفريق البحثي مع زملائهم بجامعة بوخوم بألمانيا بتطوير تقنية لتوصيل النسخة المطورة من الإنترليوكين-6 إلى الجهاز العصبي المركزي.
قاموا باختبار تقنيتهم على فئران مصابة بالشلل النصفي نتيجة لإصابة شديدة في الحبل الشوكي, وكانت النتائج واعدة. ونُشرت الدراسة في مجلة Nature Communication.
اقرأ المزيد: انخفاض مؤشرات الصحة النفسية أثناء الموجة الثانية للوباء
التأثير التحفيزي
في دراسة سابقة أظهر الباحثون أن الإنترلوكين الصناعي المسمى Hyper-IL-6 لديه تأثير تحفيزي قوي على عملية التجدد مقارنة بالإنترلوكين الطبيعي .
استخدم الباحثون في التجربة الجديدة فيروس معدل وراثيا ليقدم تعليمات تصنيع Hyper-IL-6 إلى الأعصاب الحركية في منطقة خارجية بالمخ تسمى بالقشرة الحسية الحركية Sensorimotor cortex.
من إحدى مميزات هذا العلاج الجيني هي السماح للخلية المعرضة للفيروس بصنيع الإنترلوكين الصناعي الخاص بها. ثم يتم توزيع البروتين عبر تفرعات المحاور العصبية لأجزاء بعيدة أكثر ومن الصعب الوصول إليها في الجهاز العصبي المركزي والتي تعتبر أساسية للحركة, وحيث تتحفز عملية التجدد.
قال دكتور ديتمار فيشر “حفز العلاج الجيني لعدد قليل فقط من الخلايا العصبية تجدد عدة محاور لخلايا عصبية مختلفة في المخ و عدة مسارات حركية في الحبل الشوكي تلقائيا”.
سارت الحيوانات المصابة بالشلل بعد حقن جرعة واحدة من الفيروس المعدل بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
قال دكتور فيشر ” هذا كان مفائجا جدا لنا في البداية؛ نظرا لأنه لم يثبت أنه ممكن قبل حدوث الشلل النصفي بشكل كامل”.
الخطط المستقبلية
يبحث الآن معمل دكتور فيشر في طرق لضم التقنية الجديدة مع تجارب واعدة أخرى, مثل استخدام رقع نسيجية لربط مناطق الإصابة بالحبل الشوكي.
بالإضافة أيضا إلى استكشافهم ما إذا كان يمكن لمركب Hyper-IL-6 تجديد الخلايا العصبية حتى في حالة حدوث الإصابة قبل ذلك بعدة أسابيع.
شرح دكتور فيشر قائلا: هذا البحث له أهمية خاصة لكي يٌطبق على البشر. وسوف تعرض لنا التجارب في المستقبل ما إذا كان بالإمكان نقل هذه التقنية إلى الإنسان.
وُجب التنويه أن كل تلك البحوث حتى اليوم أُجريت على نماذج لحيوانات كانت بها إصابات بالعمود الفقري. وسيتطلب تطوير واختبار علاج فعال وآمن للإنسان سنوات عديدة وعمل أكثر.
المصدر: ميديكال نيوز توداي.
تعليقات