تعرف على الأنظمة الغذائية المناسبة لمرضى القلب
وجد الباحثون أن حمية البحر المتوسط يمكنها أن تحسن من وظائف الخلايا المبطنة لعضلة القلب , و التي تسمى بالخلايا الإندوثيلية عند المصابين بأمراض القلب و الشريان التاجي . و الخلايا الإندوثيلية هي عبارة غشاء رفيع يبطن الأوعية الدموية و القلب , والتي تلعب دورا مهما لوظائف الجهاز الدوري . و ربما تساعد الدراسة الحالية , التي تم نشرها في مجلة The Journal PLOS Medicine , على إرشاد الأطباء حول النصائح الغذائية التي يمكن يقدموها لمرضى القلب و الشريان التاجي .
أمراض القلب
تعتبر أمراض القلب أحد أسباب الوفيات الرئيسية حول العالم , و ذلك حسب تقرير مراكز مكافحة و منع الأمراض , فعلى سبيل المثال توجد حالة واحدة من كل 4 حالات تتوفى نتيجة لأمراض القلب في الولايات المتحدة . و هناك عدة علامات تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل : ارتفاع ضغط الدم , ارتفاع نسبة الكوليستيرول , التدخين . و أيضا تنتج عن أمراض القلب عدة مضاعفات مثل : نوبات القلب , اضطراب نبضات القلب , أو فشل في عضلة القلب .
لذلك يعتبر تعديل النظام الغذائي هو المفتاح الأساسي لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب . فلعدة سنوات قام الباحثون بدراسة فوائد حمية البحر المتوسط على صحة القلب , و التي تتضمن : زيت الزيتون , الخضراوات , المكسرات , الفواكه , الحبوب الكاملة , كميات قليلة من الألبان و اللحوم , كميات متوسطة من الأسماك , و البقوليات .
قام الخبراء كذلك بدراسة العلاقة بين الحمية قليلة الدهون و تحسين صحة القلب . و هذا النوع من الحميات يتميز بكميات قليلة من كل أنواع الدهون , و زيادة كميات الكربوهيدرات المعقدة . و قام القريق القائم على الدراسة المراد بها بعدة اختبارات لمعرفة تأثير كل نوع من الحميات الغذائية على الخلايا الإندوثيلية ؛ نظرا لأن الخلل في تلك الخلايا مؤشر للإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية .
اقرأ المزيد : ما مقدار النوم الذي تحتاجه لتجنب الإصابة بنوبة قلبية مميتة؟
و قال دكتور جوزيه لوبيس , و هو أحد المسئولين عن هذه الدراسة , بأن درجة الضرر في الخلايا الإندوثيلية تنبئ بحدوث مرض في القلب و الأوعية الدموية مثل الفشل الحاد في عضلة القلب AMI . و إذا كنا قادرين على القيام بشئ في المرحلة الأولى , مثل تحسين وظائف الخلايا و تحفيز تجددها , فيمكننا بذلك المساعدة في منع نوبات و أمراض القلب .
و لكي يتم اختبار فوائد حمية البحر المتسوط و مقارنتها بالحمية الغذائية قليلة الدهون على وظائف الخلايا الإندوثيلية , قام الباحثون بتحليل بيانات تتعلق ب 1002 مريض بأمراض القلب و الأوعية الدموية, و لم يتعرضوا لمضاعفات في آخر ستة أشهر . و قام الباحثون بتقسيم المتطوعين إلى قسمين , قسم اتبع حمية البحر المتوسط لمدة عام , و الآخر اتبع الحمية قليلة الدهون لمدة عام أيضا .
و في نهاية الدراسة قام الفريق بقياس وظائف الخلايا الإندوثيلية الخاصة بالمرضى مجددا , على 805 مريض التزم بالحمية كاملة . و وجدوا أن حمية البحر المتوسط أفضل بكثير مقارنة بالحمية قليلة الدهون و قامت بتسحين وظائف الخلايا الإندوثيلية , حيث كانت الشرايين مرنة أكثر و تكيفت مع مواقف مختلفة كانت تستدعي تدفق أكبر للدم . بالإضافة إلى ذلك , لاحظ الباحثون أن قدرة تجدد الخلايا الإندوثيلية كانت أفضل و قل الضرر الحادث لها سابقا , حتى عند الحالات الحرجة بين المرضى .
وجد الباحثون أيضا أن حمية البحر المتوسط قامت بتحسين مستويات HDL , و هو الكوليستيرول المفيد الذي يحتاجه الجسم , و قلة مستويات الجلوكوز بين المتطوعين مقارنة بالحمية قليلة الدهون . و أظهرت النتائج بنهاية الدراسة أن التحويل لحمية البحر المتوسط يمكن أن يساعد على تقليل المخاطر المحتملة لتضرر الخلايا الإندوثيلية , أمراض الشريان التاجي , و فشل القلب .
المصدر : ميديكال نيوز توداي
تعليقات