نتائج واعدة للعلاج الجيني لأنيميا الخلايا المنجلية
قام فريقان منفصلان من الباحثين بالعمل بشكل منفصل على العلاج الجيني الموجه إلى أنيميا الخلايا المنجلية , و لاقت التجارب السريرية نجاحا , و تم نشر كلتا الدراستين في مجلة The New England Journal of Medicine . كان الفريق الأول من الولايات المتحدة , كندا , ألمانيا , و فرنسا , وقاموا بإستخدام تقنية تعديل الجينات CRISP-Cas9 لزيادة إنتاج الهيموجلوبين الجنيني عند مرضى أنيميا الخلايا المنجلية . و كان الفريق الآخر مكون من أعضاء بكلية الطب جامعة هارفرد و معهد دانا فاربر للسرطان , و قاموا أيضا بزيادة إنتاج الهيموجلوبين الجنيني عند مرضى أنيميا الخلايا المنجلية و لكن بإستخدام تقنية أخرى تتضمن إضافة الحمص النووي الريبوزي RNA على حامل فيروسي ليقوم بنسخ الجين المسئول عن إنتاج الهيموجلوبين الجنيني .
يعتبر مرض أنيميا الخلايا المنجلية مرضا وراثيا , و الذي يشيع بشكل كبير عند العرق الأفريقي . و هو ناتج عن حدوث طفرة جينية في الجين المسئول عن تكوين الهيموجلوبين . و تنتج عن هذه الطفرة حدوث تصلب في كريات الدم الحمراء و تحورها إلى شكل المنجل . و يمكن لهذه الخلايا أن تسد الأوعية الدموية مما يسبب ألما عند المرضى و يمكن أحيانا أن تؤدي إلى حدوث ضرر في الأعضاء أو سكتة دماغية .
اقرأ المزيد : العلماء يبتكرون “أم الدم الحي” من الدم وخلايا الدماغ البشرية
و تمضنت التجارب السريرية كلا العلاجين حيث كان الغرض منهما استبدال الجين المسئول عن الإصابة بأنيميا الخلايا المنجلية . و في كلا الحالتين قام الأطباء بإزالة بعض من خلايا الدم الجذعية من بعض المرضى , و قاموا بمحاولة إضعاف الجين الوراثي المسئول عن الأنيميا و الذي سيتعطل بعد ذلك عند المرضى , ثم تم إمداد المرضى بالعلاج الكيميائي لتدمير الخلايا المشوهة ( المنجلية ) , و تم بعدها وضع الخلايا الجذعية المعدلة بمحلول وريدي لإعادتها إلى المرضى . و بمرور الوقت ستنمو الخلايا الجذعية إلى خلايا دم طبيعية و سيتم شفاء المرضى .
لقيا كلا الفريقان نجاحا في التجارب السريرية , حيث قام الفريق الذي استخدم تقنية التعديل الجيني بالقيام بأول اختبار له منذ 17 شهرا تقريبا و منذ حينها لم تظهر على المرضى أية إشارة للألم المرتبط بأنيميا الخلايا المنجلية , و كانت نفس النتائج كذلك عند المرضى الآخرين . و قام نفس الفريق أيضا بمحاولة القيام بتقنية مماثلة لعلاج مرض أنيميا البحر المتوسط , و هي أحد الأمراض الوراثية حيث يقوم الجسد بإنتاج كميات قليلة من الهيموجلوبين , أو لا يقوم بإنتاجه أبدا ؛ و ذلك نتيجة لحدوث طفرات جينية في نفس المناطق المتعلقة بأنيميا الخلايا المنجلية . و قام الفريق الآخر بالقيام بتجربته على 6 مرضى , و تم القيام بذلك على مدار السنوات الماضية , و حتى يومنا هذا لم يتم رؤية أي فشل .
المصدر : اكسبرس
تعليقات