دراسة توضح دور الطقس على سلوك الناس أثناء العمل
لا شك أن الطقس لديه تأثير كبير على حياتنا اليومية, على سبيل المثال: يمكنه أن يزيد أو يقلل من الرغبة في قضاء الوقت خارج المنزل, أو يجعل من الذهاب إلى العمل أكثر أو أقل متعة. وبالرغم من تعدد الدراسات التي قامت بالتركيز على تأثير الطقس على المزاج العام للناس ومستوي طاقتهم, إلا أنه تنقص معرفة إلى أي درجة يمكن أن يؤثر على بيئات العمل, حيث لم يُفهم ذلك بعد.
وضع علماء بجامعة ليوفانا بألمانيا ذلك في الاعتبار وقاموا مؤخرا بعمل دراسة تكشف عن تأثير الطقس الصباحي اليومي على شعور الناس في مكان العمل. وفحصت الدراسة مستويات الطاقة عند الناس, ومدى رضاهم عن وظائفهم, والإجهاد والإرهاق يوميا؛ نظرا لارتباط هذه العوامل بالطقس صباحا. ونُشرت الدراسة في مجلة The IAAP‘S Applied Psychology.
جاءت فكرة الدراسة بشكل تلقائي أثناء اجتماع للعمل في يوم كان الطقس سيئا. حيث قالت لورا فينز, وهي واحدة من القائمين على الدراسة: كان الجميع حينها خاملين ويتحدثون عن الطقس السئ. ونحن في العادة نقوم بالبحث عن العوامل المؤثرة في مكان العمل مثل: الخلافات, وضغط العمل , أو الدعم, وندرس علاقتها بشعور الموظفين. وأتى لنا هذا اليوم بفكرة أن هناك بعض العوامل الأخرى التي لا يلاحظها الكل (مثل الطقس) ربما بالفعل لها دور كذلك.
وكان الهدف من دراسة فينز وزميلها أليكساندر بوندت اختبار فرضية أن الطقس الصباحي لديه تأثير يومي على رفاهية وشعور الموظفين. وكان أملهم أن يكون بحثهم بداية مشجعة للقيام بدراسات أكبر لاستكشاف دور العوامل البيئية على سلوك الناس في العمل.
ولاختبار تلك الفرضية قام الباحثون بإعطاء الموظفين إستبيانين يوميا في كل أيام العمل, أحدهما في الصباح قبل البدء بالعمل, والآخر بعد العمل. تعتبر تلك الإستبيانات مثل الرسم البياني حيث تكون المتغيرات على هيئة رسومات كالتي تُستخدم لتلخيص النشرات الجوية (مثل: الشمس, شمس مخبأة جزئيا بالسحاب, سحاب مع مطر….وهكذا).
شرحت فينز قائلة: يختار الموظفون الرسمة التي تُمثل الجو الحالي, وبعد العمل يجيبون على الأسئلة التي تصف مزاجهم الحالي(مثل: الرضا, والنشاط, والإرهاق, والتأثير السلي). ويسمح ذلك لنا بربط الطقس صباحا بحال الموظفين في نفس اليوم بعد العمل.
قام بوندت وفينز بالقيام بدراستهم في إبريل الماضي الذي يعرف بأكثر الشهور تقلبا في الطقس في ألمانيا. واشترك حوالي 115 موظفا في دراستهم, وقاموا بملئ الإستبيانات على مدار 457 يوم عمل.
اقرأ المزيد: تناوُل الألياف يقي من الاكتئاب..مامدى صحة ذلك؟
أشارت البيانات التي جُمعت إلى أن الطقس الصباحي لم يرتبط بفقط بالحالة الإيجابية أو السلبية للشخص. بل وجد الباحثون أنه كلما كان الطقس أفضل صباحا, شعر الموظفون بالطاقة والرضا في عملهم أكثر. وعلى النقيض كلما كان الطقس سيئا صباحا فإن الناس سيشعرون بعدم الرضا والخمول. وكانت هناك بعض العوامل التي لم تتأثر بالطقس مثل: التوتر, والإرهاق.
قالت فينز: تفاجأنا بتلك النتائج؛ لأننا مطلقا توقعنا وجود علاقات أقوى خاصة مع الحالة السلبية للشخص.
قدمت النتائج التي جمعتها فينز مع بوندت رؤية قيمة عن دور العوامل البيئية, خاصة الطقس, وتأثيرها على مستويات الطاقة, والرضا, والحالة العامة للناس في العمل. وبالنهاية يمكنهم التشجيع على القيام بمبادرات لتسجين حالة الموظفين مثل: تشجيعهم على قيادة الدراجة أو التمشية إلى العمل في حالة كان الطقس مناسبا, أو التعريف بأنشطة يمكنها إعادة الحماس والنشاط إذا كان الطقس سيئا.
قالت فينز: نخطط في الدراسات المستقبلية للقيام بالبحث عن آليات لشرح العلاقة بين الطقس والحالة العامة للناس. إذ ربما على سبيل المثال يمكن للموظفين التصرف بشكل مختلف أثناء الطقس الجيد وهذا بدوره يؤدي إلى شهورهم أكثر بالطاقة والرضا.
المصدر: اكسبرس
تعليقات