fbpx

استئصال باطنة الشريان السباتي | المضاعفات والمخاطر

قد تتساءل عن أهمية استئصال باطنة الشريان السباتي إذا كنت تعاني تضيُّق الشريان السباتي، ويكفيك العِلمُ أن الشريان السباتي أحد أهم الشرايين بالجسم؛ إذ يتولى مسؤولية التروية الدموية للدماغ، وإيصال الأكسجين الكافي للمُخ للقيام بوظائفه الحيوية؛ لذلك فإن أي تضييق أو انسداد في الشريان السباتي كفيل بتقليل الدم الواصل إلى المخ؛ مما يُحدِث مضاعفات خطيرة قد تصل إلى السكتة الدماغية، وفي مقالنا هذا نقدم لك كافة التفاصيل عن استئصال باطنة الشريان السباتي.

محتويات المقال:

الشريان السباتي

أين يقع الشريان السباتي؟ يحتوي جسم الإنسان على شريانَين سُباتِيَّين، يقع كل واحد منهما على أحد جانبي الرقبة، ويمتد كلاهما إلى الدماغ ليتفرعا إلى عدة شرايين أصغر حجمًا؛ لتغذية أجزاء المخ، فماذا يحدث عند قطع الشريان السباتي أو عند انقطاع الدم فيه؟ على الفور تنقطع التغذية الدموية عن المخ، ويتعرض المريض لسكتة دماغية، بالإضافة إلى النزيف الحاد في حالات قطع الشريان نفسه.

ومن أشهر الأمراض التي تصيب الشريان السباتي: انسداد الشريان السباتي نتيجة تصلب الشرايين، وورم الشريان السباتي، ويتطلب كلًا منهما علاجًا خاصًا للحفاظ على مجرى الدم داخل الشريان.

ونظرًا لأهمية ذلك الشريان فمن المهم معرفة كيف يتم الكشف عن الشريان السباتي؟ يعتمد فحص الشريان السباتي على تقنية تصوير الأوعية الدموية عقب إدخال أنبوب رفيع مرن إلى الشريان السباتي والذي يُعرف بقسطرة الشريان السباتي، حيث يُمكِّن الطبيب من معرفة مدى ضيق الشريان السباتي، ومن ثم حاجة المريض لاستئصال باطنة الشريان.

ما عملية استئصال باطنة الشريان السباتي؟

تُعد عملية الشريان السباتي (carotid endarterectomy) الخيار الأول لعلاج حالات التضيق الشديد والتي تبلغ فيها نسبة تضيق الشريان السباتي أكثر من 70%، كما يتم ترشيحها للحالات الأقل خطورة عند فشل الطرق العلاجية الأخرى.

يهدف استئصال باطنة الشريان السباتي إلى علاج انسداد الشريان السباتي سواءً أكان كُليًّا أم جزئيًّا، كما تعتمد العملية على التدخل الجراحي المباشر؛ لإزالة تراكمات الدهون والكوليسترول بباطنة الشريان؛ ليعود مجرى الدم إلى طبيعته مرة أخرى.

الشريان السباتي

مدة العملية

كم تستغرق عملية الشريان السباتي؟ يرى الخبراء أن مدة عملية الشريان السباتي تتراوح ما بين 1-2 ساعة فقط، لكن قد تختلف المدة قليلًا تبعًا لخبرة الطبيب، والحالة الصحية العامة للمريض،.. إلى غير ذلك من العوامل.

نوع التخدير في العملية

يتم استئصال باطنة الشريان السباتي تحت تأثير التخدير الكُلي أو الموضِعي وفقًا لرؤية الطبيب، إلا أن التخدير الموضعي يمتاز بإبقاء المريض مستيقظًا خلال العملية مع عدم الشعور بالألم، كما يسمح للطبيب بمتابعة وظائف المخ، ولكن لا يوجد دليل كافي لتحديد أي النوعين أكثر أمانًا.

نسبة نجاح العملية

تحظى عملية استئصال باطنة الشريان السباتي بنسب عالية من النجاح، إذ -وِفق دراسات موسعة أجريت على عدد من المرضى عقب العملية وعلى مدى سنوات- اتضح أن نسبة نجاح عملية الشريان السباتي تتجاوز 78%، كما أشارت دراسات أخرى أن معدل الوفيات بعد العملية لا يتجاوز 0.5% من الحالات ما يبرهن على الأمان العالي الذي تحظى به عملية الشريان السباتي. 

كيف أستعدُ لعملية الشريان السباتي؟

بجانب الفحص البدني الذي يُجريه الطبيب يتم عمل فحوصات واختبارات أخرى للتأكد من استعدادك لإجراء العملية بأمان تام، ومن ذلك: تصوير الأوعية الدماغية، كما قد يطلب منك الطبيب التوقف عن تناول بعض الأدوية التي قد تمثِّل خطرًا على نجاح العملية، مثل: الأسبرين، وبجانب معرفة الأدوية التي تناولتها مؤخرًا يقوم الطبيب بمراجعة كاملة لتاريخك المرضي. 

بالنسبة للمدخنين يتم الإقلاع عن التدخين لمدة كافية قبل إجراء العملية؛ لتحسين حالتك الصحية، والتقليل من فرص تكوُّن الجلطات، كما أنه من المهم بالطبع الالتزام بكافة التعليمات الطبية قبل العملية؛ لتجنب حدوث مضاعفات غير مرغوبة.

خطوات استئصال باطنة الشريان السباتي

  • تجهيز المريض تحت إشراف الطاقم الطبي.
  • تعقيم الرقبة جيدًا؛ لتجنب العدوى البكتيرية.
  • عمل شق جراحي في جانب الرقبة بطول 7-10 سم، في موضع الشريان تحديدًا.
  • يتبع ذلك شق جراحي آخر صغير في الشريان؛ لإزالة التراكمات الدهنية المُضيِّقة للشريان.
  • بعد إتمام الهدف من العملية يتم إغلاق الشريان بالغُرَز الجراحية، وإغلاق شق الجلد -أيضًا-.
  • تركيب أنبوب تصريف صغير بالرقبة؛ لشفط الدم والسوائل الناتجة عن الجراحة، ويُنزَع في اليوم التالي للعملية.
  • وضع ضِمَادة معقَّمة على موضع الجرح؛ لتجنب العدوى.

من المهم بالتأكيد الحفاظ على مسار الدم إلى المخ خلال إجراء العملية؛ لذلك يلجأ الطبيب إلى تغيير مسار الدم عبر أنبوب دقيق مُلتفًّا بذلك حول موضع إجراء الجراحة؛ ما يحافظ على التروية الدموية للمخ، ويسمح للطبيب بإجراء العملية بأمان، كما يتم إزالة الأنبوب وإعادة الدم لمساره الطبيعي فور استئصال الباطنة وقبل إغلاق الشريان.

التعافي بعد عملية الشريان السباتي

يخضع المريض للرعاية الطبية عقب العملية في غرفة خاصة وذلك لمدة يوم أو يومين؛ للتأكد من استقرار كافة المؤشرات الحيوية، مثل: ضغط الدم، ومعدل النبض، والتنفس كذلك، إذ عند اضطراب أيٍّ مما سبق قد يتم تحويل المريض فورًا إلى غرفة العناية المركزة لاتخاذ التدابير اللازمة.

وقد يتم تناول مسكنات الألم تحت الإشراف الطبي كذلك، كما يقدِّم لك الطبيب عددًا من التوجيهات الضرورية للحفاظ على سلامة الأوعية الدموية والمخ فيما بعد، مع وصف بعض الأدوية إذا لزم الأمر.

بعد العودة إلى المنزل ينبغي الحفاظ على الجرح نظيفًا؛ ولذا يرشدك الطبيب إلى تعليمات خاصة بكيفية الاستحمام، كما يُمكنك استعادة نمط الغذاء الخاص بك -إذا أذِن لك الطبيب- مع الاهتمام بتقليل نسبة الدهون والكوليسترول في الطعام؛ لتجنب تصلب الشرايين، وضيق الأوعية الدموية ثانيةً.

في حال شعرت بالحمى، أو ازدياد ألم الجرح، أو احمرار وتورُّم منطقة الجرح، أو أي أعراض أخرى غير مألوفة بادر بإبلاغ الطبيب للقيام باللازم قبل تفاقم الوضع.

الشريان السباتي

نتائج عملية الشريان السباتي

يُعد استعادة مجرى الدم الطبيعي إلى المخ هو أهم نتائج عملية الشريان السباتي، ولكن لا تقتصر نتائج العملية على ذلك فقط، وفيما يلي أهم مميزات تلك العملية:

  • الحد من فرصة التعرض للسكتة الدماغية مستقبلًا.
  • قلة نسبة حدوث مضاعفات خطيرة بعد العملية.
  • لا تتطلب وقتًا طويلًا للتعافي.

ولتحقيق أفضل نتيجة بعد عملية الشريان السباتي يُمكنك تعديل نظام الأكل الخاص بك؛ ليحتوي على نسب أقل من الدهون، مع الاهتمام بممارسة التمارين الرياضية، والحفاظ على مستوى ضغط الدم والكوليسترول بالدم، وفقدان الوزن الزائد -إذا وجِد-، إذ يضمن لك ذلك أعلى معدلات نجاح للعملية، بالإضافة تجنُّب انسداد الأوعية الدموية مرة أُخرى.

مخاطر عملية الشريان السباتي

توجد بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة لعملية الشريان السباتي، وإليك أبرزها:

  • مضاعفات التخدير.
  • النزف داخل المخ.
  • العدوى.
  • تخثُّر الدم.
  • النوبة القلبية.
  • تضرر المخ أو الأعصاب.
  • السكتة الدماغية (نادرة الحدوث).

ينبغي العلم بأن أغلب تلك المخاطر الناتجة عن العملية قليلة الحدوث، وتعتمد على عدة عوامل، مثل: نسبة تضيق الشريان، وموضع التضيق، ووجود بعض الأمراض (مثل: السكري)، كذلك كفاءة الطبيب القائم بالجراحة، بالإضافة إلى السن والجنس إذ تزداد فرصة حدوثها لدى كُلًّا من: كبار السن، والإناث.

بدائل استئصال باطنة الشريان السباتي

هناك بعض البدائل الأخرى لعلاج أمراض الشريان السباتي والتي قد تتناسب أكثر مع بعض الحالات، ومنها على سبيل المثال: تركيب دعامة الشريان السباتي؛ والتي تعتمد على إدخال أنبوب رفيع ومرن (قسطرة) عبر الذراع أو الأُربِيَّة إلى الشريان السباتي وصولًا إلى المنطقة ذات التضيق أو الانسداد؛ لتقوم قسطرة الشريان السباتي بتوسيع تلك المنطقة والحفاظ عليها بهذا الوضع، وبالتالي يبقى مجرى الدم مفتوحًا إلى الدماغ.

تبدو تلك العملية -من الناحية النظرية- أكثر أمانًا من استئصال باطنة الشريان السباتي، إلا أنه من الناحية العملية اتضح أن فرصة التعرض للسكتة الدماغية تكون مرتفعة أثناء تركيب القسطرة؛ ولذا يوصي الخبراء باعتماد عملية استئصال باطنة الشريان كخيار أول لعلاج أمراض الشريان السباتي.

وفي الختام عزيزي القارئ.. تعرفنا فيما سبق على أهم ما يتعلق بعملية استئصال باطنة الشريان السباتي، وفي حال إذا ماكنتَ تعاني من أمراض الشريان السباتي يمكنك استشارة طبيبك الخاص لمعرفة مدى استعدادك لإجراء العملية، مع أطيب تمنياتنا بالسلامة والشفاء العاجل.

المصادر

Clevelandclinic | NHS | Mayoclinic | Hopkinsmedicine

قد يهمك الاطلاع على

تعليقات