اليرقان (الصفراء) عند الأطفال
اليرقان عند الرضع ( Newborn Jaundice ) أو الصفراء: هو ظهور لون أصفر في جلد وعين المولود الجديد، وعادةً ما يحدث اليرقان عند الرضع نتيجة احتواء دم الطفل على نسبة عالية من البيليروبين ( bilirubin )، وهو صبغة صفراء من خلايا الدم الحمراء، ويُعد اليرقان (الصفراء)عند الرضع حالة شائعة خاصةً لدى الأطفال المولودين قبل 38 أسبوعًا من الحمل (الأطفال الخدج)، وكذلك بعض الأطفال الذين يحصلون علي الرضاعة الطبيعية، فعادةً ما يحدث اليرقان عند الرضع؛ لأن كبد الطفل ليس ناضجًا بما يكفي للتخلص من البيليروبين الموجود في مجرى الدم، وعادةً لا يحتاج معظم الأطفال الذين يولدون بين الأسبوع الحملي 35 وفترة الحمل الكاملة إلى علاج لليرقان، وفي حالات نادرة من الممكن أن يؤدي ارتفاع مستوى البيليروبين في الدم بشكل غير عادي إلى تعريض المولود لخطر الإصابة بتلف في الدماغ، لا سيما في وجود محفزات معينة للإصابة باليرقان الشديد.
- عناصر المقال:
- ما أعراض اليرقان (الصفراء)؟
- متى يتوجب عليك زيارة الطبيب؟
- ما أسباب الإصابة باليرقان (الصفراء)؟
- ما محفزات الإصابة باليرقان (الصفراء)؟
- ما مضاعفات الإصابة باليرقان (الصفراء)؟
- كيف يتم تشخيص اليرقان (الصفراء)؟
- كيف يتم علاج اليرقان (الصفراء)؟
- ما نمط الحياة، والعلاجات المنزلية لليرقان (الصفراء)؟
- كيف تقوم بالتحضير لموعدك مع الطبيب؟
- ما أعراض الإصابة بالصفراء (اليرقان)؟
يظهر اصفرار الجلد وبياض العين (العلامة الرئيسية ليرقان الأطفال) عادةً بين اليوم الثاني والرابع بعد الولادة، ومن أجل التحقق من اليرقان عند الرضع قم بالضغط برفق على جبهة طفلك أو أنفه فإذا ظهر الجلد باللون الأصفر في المكان الذي ضغطت عليه فمن المحتمل أن طفلك يعاني من اليرقان الخفيف، وإذا لم يكن طفلك يعاني من اليرقان فيجب أن يبدو لون الجلد أفتح قليلـًا من لونه الطبيعي ولو للحظة؛ لذلك افحص طفلك في ظروف الإضاءة الجيدة، ويفضل أن يكون ذلك في ضوء النهار الطبيعي.
- متى يتوجب عليك زيارة الطبيب؟
تتبع معظم المستشفيات سياسة فحص الأطفال من أجل معرفة إذا ما كان مصابًا بالصفراء قبل الخروج من المستشفى، وهذه الفحوصات الطبية الروتينية عادةً ما يتم القيام بها على الأقل كل 8 إلى 12 ساعة أثناء وجود الطفل في المستشفى، ويجب فحص طفلك للكشف عن اليرقان بين اليوم الثالث والسابع بعد الولادة، أما إذا خرج طفلك من المشفى قبل 72 ساعة من الولادة؛ فحدد موعدًا للمتابعة؛ للكشف عن اليرقان في غضون يومين من مغادرة المستشفى, فقد تشير العلامات أو الأعراض التالية إلى اليرقان الشديد أو المضاعفات الناتجة عن زيادة البيليروبين؛ اتصل بطبيبك:
- في حال أصبح جلد طفلك أكثر اصفرارًا.
- في حال ظهر جلد بطن طفلك، أو ذراعيه، أو ساقيه بالون الأصفر.
- في حال ظهر بياض عيون طفلك باللون الأصفر.
- في حال ظهر طفلك فاترًا، أو مريضًا، أو يصعب إيقاظه.
- في حال خسر طفلك وزنه، أو تأثرت تغذيته.
- في حال كان طفلك يبكي بصوت عالٍ.
- في حال ظهرت على طفلك أيّ أعراض تقلقك.
- ما أسباب الإصابة باليرقان (الصفراء)؟
تعد ارتفاع نسبة البيليروبين في الدم هي السبب الرئيس وراء الإصابة باليرقان، ومادة البيليروبين هي المسؤول الأول عن اللون الأصفر الذي يظهر كعلامة واضحة على الإصابة باليرقان، وهي جزء طبيعي من الصبغة الناتجة عن تحلل خلايا الدم الحمراء التالفة. ينتج الأطفال حديثي الولادة كمية أكبر من البيليروبين مقارنة بالبالغين بسبب زيادة إنتاج خلايا الدم الحمراء، وتفككها بشكل أسرع في الأيام القليلة الأولى من حياة الطفل، وعادةً ما يقوم الكبد بترشيح مادة البيليروبين الزائده من مجرى الدم، ومن ثم نقلها إلى الأمعاء من أجل التخلص منها الى خارج الجسم. غالبًا ما يتعذر على الكبد غير الناضج لحديثي الولادة إزالة البيليروبين بالسرعة الكافية؛ مما يتسبب في زيادة نسبة البيليروبين في الدم، ويُطلق على الصفراء الناتجة عن هذه الحالات الطبيعية لحديثي الولادة اسم اليرقان الفسيولوجي، ويظهر عادةً في اليوم الثاني، أو الثالث من عمر الطفل .
ما الأسباب الأخرى للصفراء؟
قد تتسبب بعض الاضطرابات في الإصابة باليرقان عند الرضع، وفي هذه الحالات غالبًا ما يظهر اليرقان مبكرًا، أو متأخرًا كثيرًا عن الشكل الأكثر شيوعًا ليرقان الأطفال، وتشمل الأمراض، أو الحالات الأخرى التي يمكن أن تسبب اليرقان ما يلي:
- النزيف الداخلي.
- عدوى الدم.
- الالتهابات الفيروسية، أو البكتيرية الأخرى.
- وجود خلل في وظائف الكبد.
- رتق القناة الصفراوية؛ وهو حالة يتم فيها انسداد القنوات الصفراوية للطفل، أو ظهور ندوب فيها.
- وجود اضطراب في خلايا الدم الحمراء لطفلك؛ يؤدي إلى تحللها بسرعة.
- ما محفزات الإصابة باليرقان (الصفراء)؟
تشمل المحفزات الرئيسة لليرقان وخاصةً اليرقان الشديد الذي يمكن أن يسبب مضاعفات ما يلي:
- الولادة المبكرة: قد لا يتمكن الطفل المولود قبل 38 أسبوعًا من الحمل من معالجة البيليروبين بنفس السرعة لدى الأطفال المولودين في ميعادهم، فقد يعاني الأطفال الجددأيضًا من سوء التغذية، واضطرابات حركة الأمعاء؛ مما يؤدي إلى تقليل إخراج البيليروبين من الجسم بشكل طبيعي.
- الكدمات شديدة أثناء الولادة: يعاني الأطفال حديثو الولادة الذين يصابون بكدمات أثناء الولادة من مستويات أعلى من البيليروبين نتيجة تكسر الكثير من خلايا الدم الحمراء.
- فصيلة الدم: إذا كانت فصيلة دم الأم مختلفة عن فصيلة دم طفلها، فقد يكون الطفل قد تلقى أجسامًا مضادة من خلال المشيمة تتسبب في التكسر السريع، وغير الطبيعي لخلايا الدم الحمراء.
- الرضاعة الطبيعية: الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم وخاصةً أولئك الذين يجدون صعوبة في الرضاعة، أو الحصول على ما يكفي من التغذية من الرضاعة الطبيعية هم الأكثر عرضةً للإصابة باليرقان دون غيرهم. كما قد يساهم الجفاف، أو تناول كمية منخفضة من السعرات الحرارية في ظهور اليرقان؛ لذلك من المهم أن تتأكدي من أن طفلك يحصل على ما يكفي من الغذاء وأنه لا يعاني من الجفاف, كما ينصح الأطباء بإرضاع الطفل رضاعة طبيعية إلا في حالات الضرورة القصوى فقط.
- العرق: لوحظ أن الأطفال الذين هم من أصل شرق آسيوي عادةً ما يصبح لديهم خطر متزايد للإصابة باليرقان.
- ما مضاعفات الإصابة بالصفراء؟
يمكن أن تؤدي المستويات العالية من البيليروبين المتسببة في الإصابة باليرقان الشديد إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجها, ومن المحتمل أن تشمل هذه المضاعفات ما يلي:
- الاعتلال الدماغي الحاد: البيليروبين هو عنصر سام لخلايا الدماغ، وفي حالة ما إذا كان الطفل يعاني من اليرقان الشديد فإن هناك خطرًا لمرور البيليروبين إلى الدماغ، وهي حالة تسمى اعتلال الدماغ الحاد بالبيليروبين، وقد يمنع العلاج الفوري لليرقان من حدوث ضرر دائم. تشمل علامات الاعتلال الدماغي الحاد لدى الطفل المصاب باليرقان ما يلي:
- الخمول والكسل.
- صعوبة الاستيقاظ.
- البكاء الشديد.
- سوء التغذية.
- التقوس الخلفي للرقبة والجسم.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- اليرقان النووي (Kernicterus): هو متلازمة تحدث إذا تسبب اعتلال الدماغ الحاد في تلف دائم للدماغ.
- الشلل الدماغي الرعاش: وهو عبارة عن مجموعة من الحركات اللا إرادية، وغير المنضبطة.
- فقدان حاسة السمع: تؤثر الصفراء بشكل سلبي على حاسة السمع لدى الأطفال.
- التطور غير السليم لمينا الأسنان: ينشأ عادةً عن اليرقان بعض المشكلات في قوة وسلامة أسنان الطفل.
أفضل وسيلة وقائية ليرقان الرضع هي التغذية الجيدة؛ فيجب أن يتناول الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية من 8 إلى 12 رضعة يوميًا خلال الأيام العديدة الأولى من حياتهم، كما يجب أن يتناول الأطفال الذين يتغذون على اللبن الصناعي حوالي 30 إلى 60 مليلتر من الحليب الاصطناعي كل ساعتين إلى ثلاث ساعات في الأسبوع الأول.
- كيف يتم تشخيص اليرقان (الصفراء)؟
من المحتمل أن يقوم طبيبك بتشخيص اليرقان عند الرضع على أساس مظهر طفلك، ومع ذلك لا يزال من الضروري قياس مستوى البيليروبين في دم طفلك، سيحدد مستوى البيليروبين مسار العلاج بالنسبة لطفلك. تشمل اختبارات الكشف عن اليرقان وقياس البيليروبين ما يلي:
- الفحص البدني.
- الفحص المعملي لعينة من دم طفلك.
- الفحص الجلدي بجهاز يسمى مقياس البيليروبين عبر الجلد والذي يقيس انعكاس ضوء خاص عبر الجلد.
- قد يطلب طبيبك اختبارات دم إضافية، أو اختبارات بول إذا كان هناك دليل على أن يرقان طفلك ناجم عن اضطراب آخر.
- كيف يتم علاج اليرقان (الصفراء)؟
غالبًا ما يختفي اليرقان الخفيف عند الرضع من تلقاء نفسه في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وبالنسبة لليرقان المعتدل أو الشديد فقد يحتاج طفلك إلى البقاء لفترة أطول في حضانة الأطفال حديثي الولادة ،أو إعادة إدخاله إلى المستشفى. قد تشمل علاجات انخفاض مستوى البيليروبين في دم طفلك ما يلي:
- تحسين نوعية التغذية: قد يوصي طبيبك بتحسين نوع التغذية، أو تناول المكملات الغذائية بشكل منتظم؛ من أجل ضمان حصول طفلك على التغذية الكافية.
- العلاج بالضوء: يمكن وضع طفلك تحت مصباح خاص ينبعث منه ضوء بالطيف الأزرق والأخضر، ويغير الضوء شكل وبنية جزيئات البيليروبين بطريقة يمكن إفرازها في كل من البول والبراز، وأثناء العلاج سيرتدي طفلك فقط حفاضات وضمادات واقية للعين، ويمكن استكمال العلاج بالضوء باستخدام وسادة، أو مرتبة مشعة للضوء.
- الجلوبولين المناعي الوريدي (IVIg): قد يرتبط اليرقان باختلافات فصيلة الدم بين الأم والطفل، وينتج عن هذه الحالة أن يحمل الطفل أجسامًا مضادة من الأم تساهم في التكسر السريع لخلايا الدم الحمراء للطفل، وقد يؤدي نقل الغلوبولين المناعي عن طريق الوريد – وهو بروتين في الدم يمكنه تقليل مستويات الأجسام المضادة – إلى تقليل اليرقان، وتقليل الحاجة إلى نقل الدم على الرغم من أن النتائج ليست قاطعة.
- تبادل نقل الدم: عندما لا يستجيب اليرقان الشديد للعلاجات الأخرى فقد يحتاج الطفل إلى تبادل نقل الدم، ويتضمن ذلك سحب كميات صغيرة من الدم بشكل متكرر واستبدالها بدم المتبرع، وبالتالي تخفيف البيليروبين والأجسام المضادة للأم, وهذا الإجراء عادةً ما يتم القيام به في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة.
- ما نمط الحياة، والعلاجات المنزلية لليرقان (الصفراء)؟
عندما لا يكون اليرقان عند الرضع شديدًا فقد يوصي طبيبك بتغيير عادات التغذية التي يمكن أن تخفض مستويات البيليروبين، تحدث إلى طبيبك إذا كان لديك أي أسئلة، أو مخاوف بشأن مقدار، أو عدد مرات إرضاع طفلك، أو إذا كنت تواجه مشكلة في الرضاعة الطبيعية. قد تقلل الخطوات التالية من الإصابة بالصفراء:
- زيادة معدلات الرضاعة الطبيعية: الرضاعة بشكل متكرر ستزود طفلك بمزيد من الحليب، وتساهم في تحسين حركة الأمعاء؛ مما يزيد من كمية البيليروبين التي يتم التخلص منها في براز طفلك، ويجب أن يتناول الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية من 8 إلى 12 رضعة يوميًا خلال الأيام العديدة الأولى من حياتهم، ويجب أن يتناول الأطفال الذين يتغذون على اللبن الصناعي حوالي 30 إلى 60 مليلترًا من الحليب الاصطناعي كل ساعتين إلى ثلاث ساعات في الأسبوع الأول.
- الأغذية التكميلية: إذا كان طفلك يعاني من مشكلات في الرضاعة الطبيعية، أو يفقد وزنه بسرعة، أو يعاني من الجفاف؛ فقد يقترح طبيبك إعطاء طفلك حليبًا صناعيًا، أو حليبًا مكمـًا للرضاعة الطبيعية، وفي بعض الحالات قد يوصي طبيبك باستخدام الحليب الصناعي وحده لبضعة أيام ثم استئناف الرضاعة الطبيعية. اسألي طبيبك عن خيارات التغذية المناسبة لطفلك.
- كيف تقوم بالتحضير لموعدك مع الطبيب؟
تميل مستويات البيليروبين في الدم إلى الذروة عندما يكون طفلك بين ثلاثة وسبعة أيام من العمر؛ لذلك من المهم أن يفحص الطبيب طفلك بحثًا عن اليرقان خلال تلك الفترة، وعندما يخرج طفلك من المستشفى سيبحث طبيبك، أو ممرضتك عن علامات الصفراء، فإذا كان طفلك يعاني من الصفراء فسيقوم طبيبك بتقييم احتمالية الإصابة باليرقان الشديد بناءً على عدد من العوامل:
- ما مقدار البيليروبين في الدم؟
- ما إذا كان طفلك قد ولد قبل الأوان؟
- ما مدى جودة رضاعة طفلك؟
- كم يبلغ عمر طفلك؟
- ما إذا كان طفلك يعاني من كدمات منذ الولادة.
- ما إذا كان الأخ الأكبر يعاني أيضًا من اليرقان الشديد.
في حالة وجود عوامل خطر الإصابة باليرقان الشديد قد يوصي طبيبك بزيارة متابعة بعد يوم أو يومين من مغادرة الطفل للمستشفى، وعند وصولك لموعد المتابعة فكن مستعدًا للإجابة على الأسئلة التالية:
- ما مدى جودة تغذية طفلك؟
- هل يرضع طفلك رضاعة طبيعية؟
- كم مرة يرضع طفلك؟
- كم مرة تبدل حفاضات طفلك؟
- هل يستيقظ طفلك بسهولة للرضاعة؟
- هل يبدو طفلك مريضاً أو ضعيفًا؟
- هل لاحظت أي تغيرات في لون جلد طفلك، أو عينيه؟
- إذا كان طفلك يعاني من اليرقان.. فهل انتشر اللون الأصفر إلى أجزاء أخرى من الجسم غير الوجه؟
- هل كانت درجة حرارة طفلك مستقرة؟
كما يمكنك أيضًا تحضير أسئلة؛ لطرحها على طبيبك في موعد المتابعة، بما في ذلك:
- هل اليرقان شديد؟
- ما سبب اليرقان؟
- ما الاختبارات التي سيحتاجها طفلي؟
- هل يحتاج طفلي لبدء علاج اليرقان؟
- هل سأحتاج لإعادة طفلي إلى المستشفى؟
- هل اليرقان شديد؟
- متى يجب أن يقوم طفلي بزيارة متابعة؟
- هل يجب أن أستمر في إطعام طفلي كما أنا الآن؟
- هل لديك أي كتيبات عن اليرقان والتغذية السليمة؟
تعليقات