التكيس العقدي | هل يُعدّ تورم سرطاني؟
قد يُصادَف في بعض الأحيان ولدى الكثيرين ظهور تورّم أو تكتل في منطقة الرسغ أو مناطق أخرى من الجسم على هيئة نتوءات تُعرف بــ “التكيس العقدي”، وإضافةً إلى الشعور بالإحراج فقد تظهر العديد من التساؤلات التي يحيطها القلق عن طبيعة هذا الكيس وما ماهيته؟ وغيرها من علامات الاستفهام؛ لذا سنستعرض في هذا المقال -معًا- كل ما يخصّ التكيس العقدي.
محتويات المقال:
- تعريف التكيس العقدي.
- أسباب ظهور التكيس العقدي.
- الأعراض المصاحبة للتكيس العقدي.
- الأشخاص الأكثر تعرضًا لحدوث التكيس العقدي.
- الأخطاء الشائعة في أثناء التعامل مع التكيس العقدي.
- كيفية تشخيص التكيس العقدي؟
- علاج التكيس العقدي.
- ما المدة الكافية للشفاء بعد عملية التكيس العقدي؟
تعريف التكيس العقدي
هو تورم حميد لا ينتشر في أنحاء الجسم المختلفة كما أنه يحتوي على نفس السائل الموجود بغلاف الأوتار وبين المفاصل؛ وذلك لتواجده بالقرب منهما، ويُعرف هذا السائل بــ “السائل الزلالي أو الهلامي”، وكما يسمى التكيس بــ “تكيس الكتاب المقدس”.
شكل التكيس العقدي
يبدو الورم الكيسي بيضاوي أو دائري الشكل، له نفس لون الجلد، وقد يكون ملمسه صلبًا أو رخويًا -حسب حجمه-.
حجم التكيس العقدي
يتراوح حجمه ما بين:
- كيس صغير: وهو تورم في حجم حبة البازلاء، ويمكن أن يكون أصغر من ذلك لدرجة لا تشعر بوجودها.
- كيس كبير: ويصل حجمه إلى 2.5 سم، ويزداد مع كثرة تحريك المفصل.
أماكن تواجد الكتل العقدية
يظهر بالقرب من مفاصل الجسم المختلفة، ولكنها تنتشر عادةً عند مفصل الرسغ من جهة راحة اليد وأيضًا الجهة الأخرى من المفصل، لكن هناك أماكن أخرى لكنها أقل شيوعًا، هي:
- قاعدة أصابع اليد من جهة الكف: وذلك على هيئة نتوءات صغيرة بحجم حبة البازلاء.
- طرف الإصبع من ناحية أسفل الظفر مباشرة: ويطلق عليها “الأكياس المخاطية”.
- الجانب الخارجي من الركبة أو الكاحل.
- أعلى القدم.
أسباب ظهور التكيس العقدي
لا يزال السبب الأساسي وراء حدوث التورم العقدي غير معروف، ولكن هناك نظريات تبين الأسباب التالية:
- الإصابات: حيث تؤدى إلى تهتك الغشاء المحتوى على السائل الزلالي، ومن ثَمَّ تسرّبه مكونًا هذا التورم العقدي.
- الحوادث والصدمات.
- خلل في كبسولة المفصل أو غلاف الوتر المليئة بالسائل الزلالي: فيسمح بظهور الكيس الزلالي.
- الأعراض المصاحبة لورم التكيس العقدي:
لا تظهر الأعراض إلا عندما يضغط التورم العقدي على الأعصاب أو الأوتار المحيطة به مما يؤدى إلى:
- التنميل، وتخدر المكان المصاب.
- الإحساس بالألم عند لمسه، أو الضغط عليه.
- ضعف العضلات.
- تحجيم حركة المفصل.
- صعوبة التحرك أو المشي إذا كان التكيس بمنطقة القدم.
الأشخاص الأكثر تعرضًا لظهور التكيس العقدي
هناك عوامل خطر تساهم بشكلٍ أكبر في ظهور التورم العقدي، وهي:
- الجنس : يصاب به النساء بنسبة أعلى من الرجال.
- الفئة العمرية: ينتشر بنسبة 70% من سن 20 إلى 40 سنة.
- من لديه تاريخ مرضي سابق بالإصابة بتمزق الأوتار.
- الذين يعانوا من مرض التهاب المفاصل.
الأخطاء الشائعة في أثناء التعامل مع التكيس العقدي
هناك بعض الأخطاء التي قد نتعرض لها في أثناء علاجنا وتعاملنا مع التكيس العقدي، وهي:
- محاولة ثقب الكيس بأي آلة حادة؛ مسببًا العدوى، بالإضافة إلى احتمالية عودته مرةً أخرى بنسبة كبيرة.
- اصطدام الكيس بأي جسم صلب حتى ينكمش ولكن النتيجة عكسية ومضرّة.
- اللجوء إلى بعض الأدوية دون الرجوع إلى طبيب.
كيفية تشخيص التكيس العقدي؟
عند زيارة الطبيب يتم عمل بعض الفحوصات التي يستبعد بها أي تشابه بين التكيس العقدي وغيره من الأورام، وهي:
- الفحص السريري:
وذلك بالضغط على الكيس بواسطة الطبيب -لمعرفة مدى صلابته-، أو بتسليط الضوء عليه.
- الأشعة العادية:
للتأكد من سلامة المفاصل، وعدم وجود أمراض أخرى.
- أشعة السونار:
وهي موجات فوق صوتية يمكنها تحديد ما إذا كان التكيس مملوءًا بالسائل أم إنه صلب، وأيضًا احتوائه على وعاء دموي أم لا.
- أشعة الرنين المغناطيسي:
لاكتشاف ما إذا كان هناك كتل عقدية أخرى مختفية، ولكن قد تُستبعد -لارتفاع التكلفة-، وتُعوّض بأشعة السونار.
علاج التكيس العقدي
في أغلب الأوقات يختفي هذا الكيس تلقائيًا دون تدخل، أما فى حالة استمرار وجوده تبدأ مرحلة العلاج عند التأكد من التشخيص، وينقسم هذا العلاج إلى نوعين:
1. العلاج الطبي:
يشمل العلاج الطبي العديد من الخيارات، وهي:
- الانتظار مع الملاحظة:
الغالبية من الأطباء يطلبوا من المرضى الذين لديهم الكيس الزلالي بمفصل الرسغ الانتظار والمتابعة؛ لأن في هذه الحالات يختفي الكيس دون علاج بنسبة 58%.
- دعامة خارجية للمفصل:
ينصح الطبيب بارتدائها في حالة نمو الكيس بمفصل اليد حتى تثبط من حركة المفصل؛ فتقلل من ازدياد حجمه بالإضافة إلى الحد من الألم، وقد تساعد في انكماشه، أما إذا كان التكيس في مفصل القدم فيجب ارتداء أحذية واسعة وغير مُحكمة؛ لمنع الشعور بالألم.
- الشفط أو البذل:
حيث يسحب الطبيب السائل من الكيس بواسطة إبرة معقمة، وحقن مادة مضادة للالتهاب “الستيرويد” مكان السائل؛ لمنع عودة الكيس الزلالي مرة أخرى قدر الإمكان، وبعد الانتهاء تُوضع ضمادة لاصقة، كما أنها تُزال بعد 6 ساعات، وعادةً ما يتم الإجراء في قسم العيادات الخارجية، وتكون المغادرة من العيادة سريعة، هذا للاطمئنانكما أنه إجراء بسيط وغير مؤلم.
2. العلاج الجراحي:
يلجأ الطبيب إلى الجراحة كحلّ نهائيّ عند فشل جميع المحاولات؛ إذ يسجل التاريخ المرضي للحالة والتحكم في أي مرض مزمن لديه، ثم تحضيره إلى غرفة العمليات؛ ليخضع إلى التخدير الموضعي أو الكلي -حسب الحالة-، أيضًا طبقًا لمكان التكيس العقدي، حيث يتخلص من الكيس والسائل معًا، وتتم هذه العملية بإحدى الطريقتين:
- جراحة بالمنظار:
يصنع الجراح ثقوب صغيرة لإدخال كاميرا المنظار؛ للاسترشاد بها، وأيضًا الأدوات التي سوف تزيل الكيس والسائل.
- جراحة مفتوحة:
يقوم الجراح بعمل قطع متوسط الحجم فوق المفصل أو الوتر المصاب، ثم خياطته مع وضع ضمادة على المنطقة.
إرشادات يجب اتباعها بعد العملية الجراحية:
حتى يلتئم الجرح هناك تعليمات من الأفضل لك اتباعها، وهي:
- المحافظة على الجرح نظيفًا، وعدم تعريضه للمياه.
- ستعاني عادةً من بعض الكدمات التي سوف تتلاشى سريعًا.
- تناول الأدوية المسكنة عند الإحساس بالألم.
- التزام الراحة التامة لبضعة أيام بعد الجراحة.
- القيام بالأنشطة البسيطة والغير مكررة، مثل: الكتابة، أو رفع الأشياء الخفيفة.
- تحريك الأصابع بانتظام؛ للحفاظ على مرونة المفاصل وذلك من خلال ثنيها وفردها -بقدر الإمكان-.
- استخدام الدعامة الخارجية -في بعض الحالات-.
- لتجنب التورم يرفع الجزء المصاب باستخدام حمالة اليد، وعمل كمادات باردة، وأحيانًا قد يستمر التورم من شهرين إلى 3 شهور.
ما المضاعفات التي قد تحدث بعد الجراحة؟
المشكلات الوارد حدوثها بعد الجراحة نادرًا ما يشتكي منها المرضى، وهذه المشكلات قد سُجلت من بعض الأشخاص ألا وهي:
- إصابة الجرح بالعدوى.
- الألم المزمن بعد العملية.
- فقدان الحركة في المفصل أو تحريكه بصورة طبيعية، والاحتياج إلى العلاج الطبيعي.
- تكوين ندوب سميكة، والشعور بالتنميل بالجلد المحيط بالندبة.
- تلف بالعصب أو الشريان المحيط إذا كانت العملية في الجهة الخلفية للرسغ ” جهة كف اليد”.
ما المدة الكافية للشفاء بعد عملية التكيس العقدي؟
يستغرق الشفاء التام من أسبوعين إلى 6 أسابيع بعد الجراحة، وإجازة من العمل تصل إلى 24 يومًا (أي حوالي أسبوعين كمتوسط)، كما أن المدة تختلف طبقًا لطبيعة العمل، وموضع الجراحة.
وأخيرًاعزيزي القارئ.. إن “التكيس العقدي” هو حالة مرضية يمكن ظهورها واختفاءها دون علاج أو تدخل جراحي، كما أن نسبة عودتها مرة أخرى للفرد تختلف من شخص إلى آخر.
قد يهمك أيضًا:
المصادر : Healthline |nhs| WebMD
تعليقات