فغر القولون | ما المراد بفغر القولون؟ وما آلية التعامل معه؟
هل سمعت يومًا عن فغر القولون؟ قد تكون سمعت وقد لا تكون.. لكن لا تقلق فاليوم سنتعرف على هذا المصطلح الطبي بشكل موسّع، كما سنتناول جوانب عديدة ترتبط به، ففغر القولون بحر من المعلومات المختلفة والمتنوعة وسنتوسع في هذا البحر الغني ضمن هذا المقال، وبالطبع لن ننسى المرضى الذين خضعوا إلى فغر القولون فإننا أيضًا سنذكر معلومات تفيدهم وتسهل عليهم نمط الحياة.
بدايةً نذكر ملخص عن النقاط التي سنتكلم عنها في هذا المقال، وهي:
محتويات المقال:
- ما المراد بفغر القولون؟
- العوامل التي تستدعي فغر القولون.
- ما أنواع فغر القولون؟
- الآثار الجانبية لفغر القولون
- ما سرطان القولون؟ وما أعراضه السريرية؟
- كيفية تطبيق الإجراء السريري.
ما المراد بفغر القولون؟
هو إجراء جراحي يُحوَّل به إحدى نهايتي الأمعاء الغليظة لتعبر من خلال جدار الأمعاء، وبهذه العملية تُصنع الفغرة من خلال إحداث شق في جدار الأمعاء؛ لتعبر من خلاله التحويلة، كما تُرفق حقيبة مع التحويلة لجمع الفضلات التي تعبر بالوضع الطبيعي من خلال الجهاز الهضمي، وقد تكون هذه التحويلة دائمة أو مؤقتة فهذا يعتمد على مدى تطور الحالة.
العوامل التي تستدعي فغر القولون
يُطبق هذا الإجراء الجراحي عند وجود مشكلات في الجزء السفلي من الأمعاء؛ إذ أنها قد تُحل بإجراء تصحيح مؤقت وهو تحويل الفضلات من الأمعاء إلى مخرج وهو الفغرة، وقد يتحول إلى فغرة دائمة عندما تتطور الحالة السريرية لتصبح حالة خطرة تستدعي إزالة القولون بشكلٍ كاملٍ، مثل: سرطان القولون.
وسنتوسع قليلًا بذكر الحالات السريرية التي تتطلب إجراء فغر القولون:
- انسداد في الأمعاء.
- إصابة في الأمعاء.
- داء كراون.
- سرطان القولون والمستقيم.
- السليلة القولونية: وهي حالة ينمو بها نسيج إضافي داخل القولون، وقد يتحول إلى سرطان أو يكون من البداية نسيج طافر.
- التهاب القولون.
- جراحة فتح الشرج نتيجة عيب خلقي.
- متلازمة القولون المتهيج.
- التهاب القولون القرحي.
وبالطبع تحديد مدى سوء الحالة وخطورتها كذلك أهمية العمل الجراحي أيضًا من مهام الطبيب؛ فعليه التقصي والقيام ببعض الفحوصات لمعرفة الإجراء الذي سيطبق، وبعد ذكرنا للحالات السريرية التي تتطلب إحداث فغرة في القولون ننتقل الآن لنتوسع أكثر في أنواع هذه الفغرة، وما الفروق بينهم؟ وما الإجراءات المتبعة لإحداثهم؟
ما أنواع فغر القولون؟
هناك أنواع عدة من الفغر التي تختلف باختلاف الإجراء المطبق التي سنتناولها واحدة تلو الأخرى، فلنبدأ:
1. فغر القولون:
أي تحدث فغرة في القولون أو ضمن الأمعاء الغليظة من أجل تجاوز الشرج وتعديل طريق خروج الفضلات، فكما ذكرنا سابقًا هناك حالتان: إما تكون الفغرة دائمة؛ بسبب استئصال الجزء السفلي من القولون، أو تكون الفغرة مؤقتة؛ لإراحة القولون لفترة من الزمن، ويُعد من الضروري إجراء فغرة في حالة سرطان المستقيم، أو إصابة القولون، أو انسداده.
2. فغر المثانة:
بها تحدث حقيبة باستخدام الأمعاء الدقيقة، وتتصل هذه الحقيبة مع الحاليبين؛ لتفريغ البول إلى خارج الجسم دون المرور إلى المثانة، ويُعد هذا الإجراء متـّبع في الحالات الضرورية عند تضرر المثانة أو إصابتها.
3. فغر اللفائفي:
تحدث فغرة باستخدام الأمعاء الدقيقة؛ لتأمين خروج الفضلات من الجسم بعد تجاوز القولون والشرج، ويُعد هذا النوع من أكثر أنواع الفغرة المؤقتة شيوعًا، وفي حالات معينة قد تتحول إلى دائمة، كما يُعد إجراء متبع في الحالات الضرورية عند وجود داء كراون، أو التهاب القولون التقرحي، أو سرطان الأمعاء.
ولإجراء إحدى هذه الفغر يتطلب ذلك أسلوب معين سنتحدث عنه الآن بشكلٍ مقتضب، وهما أسلوبين:
- الفغرة النهائية: يُقتطع في هذا الإجراء الجزء الأخير من القولون، ثم يسحب من خلال شقٍ في معدتك، وتُخاط الفتحة مع الجلد لتشكيل فغرة، وهذا الأسلوب غالبًا يُتَّبع في الحالات السريرية التي تتطلب إجراءً دائمًا، أما الحالات المؤقتة فتتطلب علاجًا طارئًا فقط.
- فغرة العروة: يُسحب في هذا الإجراء عروة القولون من خلال شقٍ في معدتك، والآن أصبحت العروة مفتوحة ومُخاطة إلى الجلد؛ لتشكيل فتحة تدعى الفغرة.
وهذا النوع من الفغر يحتوي على فتحتين قريبتين من بعضهما: إحداهما مرتبطة بالجزء الوظيفي من الأمعاء وبها يتخلص الجسم من الفضلات بعد الجراحة، بينما ترتبط الأخرى بالجزء غير الفعال من الأمعاء الذي يؤدي إلى فتحة الشرج.
وفي بعض الحالات تحدث إضافة جهاز يستخدم لربط عروة القولون في مكانها، وغالبًا تحدث إزالته بعد العملية بعدة أيام.
عزيزي القارئ.. بعد كل هذه المعلومات التي تحدثنا عنها وتوسعنا بها، فإنه بالطبع يرافق هذا الإجراء الجراحي العديد من المخاطر والسلبيات كغيره من الإجراءات، فقد تظهر المخاطر بعد العملية الجراحية بشكلٍ مباشرٍ أو بعدها بفترةٍ زمنية.
ما الآثار الجانبية لفغر القولون؟
هناك العديد من الآثار الجانبية التي تصاحب فغر القولون، وهي:
- انسداد في الفغرة.
- الضرر الذي قد يصيب الأعضاء الأخرى.
- الفتاق؛ وهذا العرض الجانبي يحدث عند إدخال عضو داخلي خلال منطقة تحوي عضلات ضعيفة.
- العدوى.
- النزيف الداخلي.
- مشكلات في الأنسجة والندبات الناتجة عن العملية.
- هبوط في فغر القولون.
- انفتاح الجرح.
والانتباه إلى هذه التفاصيل وكيفية التصرف بعد العملية الجراحية هناك أمور يجب على الطبيب استعراضها على المرضى، والتأكد من معرفتهم الكاملة لجميع إجراءات، وأساليب الحياة التي يجب على المريض اتباعها بعد العملية الجراحية، إضافةً إلى أسلوب الحياة الخاص بمرضى فغر القولون.
والآن سنتوسع في موضوع آخر تكلمنا عنه في السابق كثيرًا وهو إحدى الحالات السريرية التي تستدعي فغر القولون “سرطان القولون”.
ما سرطان القولون؟ وما أعراضه السريرية؟
هو نوع من أنواع السرطان يصيب الأمعاء الغليظة (القولون)، ويُعد القولون الجزء الأخير من السبيل الهضمي، وهو غالبًا ما يصيب الكبار في السن لكن مرض السرطان لا نستطيع توقعه فقد يفاجئنا ليصيب أشخاص صغار في السن وغيرهم، ويبدأ هذا العرض السريري على هيئة كتلة صغيرة من الخلايا تتشكل داخل القولون، ومع الزمن قد تتحول بعض هذه الخلايا إلى سرطان القولون؛ لذلك بمجرد الشك بوجود أي كتل غير طبيعية يطلب الطبيب إجراء فحوص استكشافية؛ لمعرفة الوضع الصحي عن قرب، وعندئذٍ يتخذ الإجراء السريري المناسب.
ومن الأعراض السريرية التي قد تشاهَد في هذه الحالة:
- تغيُّرات في عادات التبول: وتتضمن أيضًا عادات الإسهال، والإمساك، إضافةً إلى تغيُّر تناسق البراز.
- النزيف الشرجي أو وجود دماء في البراز.
- الإزعاجات المعوية، مثل: الغازات، والآلام، والتشنجات.
- الشعور الدائم بعدم تفريغ الأمعاء الكامل.
- التعب والإرهاق.
- فقدان الوزن غير المبرر.
من الجدير بالذكر أن هناك العديد من الأشخاص الذين لا تظهر لديهم أعراض سريرية في الحالات المبكرة من المرض، لكن عند ظهور أعراض سرطان القولون نكون قد وصلت إلى المرحلة المتأخرة من الإصابة؛ لذلك علينا دائمة أن نكون في تواصلٍ مع أجسامنا بشكلٍ كامل، وعند الشعور بعدم الارتياح تجاه شيءٍ ما عليك مراجعة الطبيب.
بعد الشرح المفصل عن هذا الإجراء، وكيفية التعامل معه، وأعراضه نكون قد وصلنا إلى الجزء الأخير من هذا المقال.
كيفية تطبيق الإجراء السريري:
بدايةً يقوم المريض بإجراء فحصٍ شامل جسدي، وفحص عينات لجسمه (تعداد كريات الدم، ونسبة السكر، وخمائر الكبد، …) والعديد من الإجراءات الأخرى؛ للتعرف أكثر على تاريخه المرضي؛ لذلك عليك إخبار الطبيب مسبقًا إن تعرضت إلى جراحة سابقًا، أو كنت قد أخذت أدويةً معينة.
كما يجب عليك الصيام لمدة 12 ساعة على الأقل قبل الإجراء الجراحي، وفي بعض الأحيان يعطى المريض مُسهلات قبل العملية بيوم؛ لتنظيف الأمعاء، وعليك أيضًا تحضير نفسك للبقاء في المشفى حوالي أسبوع.
والآن بعد كل هذه المعلومات المفيدة أتمنى أن تنال المقالة إعجابكم، وأن تستفيدوا من هذه المعلومات؛ فقد تساعد على تحسين أسلوب الحياة، أو الوقاية من تطور الحالات السريرية إلى حالات أشد سوءًا.
قد يهمك أيضًا:
المصادر: nhs |healthline
تعليقات