فحص الزغابات المشيمية | متى يحدث؟ وعن ماذا يكشف؟
قال الطبيب بحذر وهو يتابع الجنين الذي بدا على شاشة فحص الموجات فوق الصوتية: سيدتي.. سنحتاج لعمل فحص للكروموسومات عن طريق أخذ عينة من الزغابات المشيمية والذي يسمى chorionic villus sampling، توترت الأم وهي تتحسس جنينها الذي بلغ أسبوعه الثامن حديثا وتساءلت بتردد: لماذا سيتمُ عمل هذا الفحص؟ وما هي تلك الـ ….. ؟ قال الطبيب: حسنا .. أعتقد أن طفلك يعاني من مشكلة ما ربما تكون بسبب خلل جيني، ولذلك سنحتاج لمعرفة المزيد عن التركيب الجيني للجنين لتحديد الطريق الذي سنسلك، ابتلعت الأم ريقها بصعوبة وهي تتساءل بقلق: وكيف سيتم سحب العينة؟ وما مدى خطورة هذا الاختبار على صحة جنينها؟ وماهي النتائج المتوقعة التي لم يفصح عنها الطبيب؟ كل هذه الأسئلة سنجيب عنها في هذا المقال حتى نزيل بعض الغيوم حول هذا الإجراء الهام نوعًا ما، والمؤثر بشكل كبير في حالات تعدد ظهور بعض الأمراض الوراثية.
محتويات المقال:
- الزغابات المشيمية همزة الوصل بين الأم والجنين!
- لماذا يُجرى فحص الزغابات المشيمية؟
- ما الأمراض التي يُفصح عنها فحص الزغابات المشيمية؟
- متى يمكنك زيارة الطبيب لعمل الاختبار؟
- كيف تُسحب العينة؟ وما الاحتياطات الواجب اتباعها؟
- بضعة أيام وستستلمين النتائج، فلتستعدي!
- حذار فلا يخلو هذا الفحص من بعض المخاطر.
الزغابات المشيمية همزة الوصل بين الأم والجنين!
تلعب المشيمة، والتي تشبة الكيك المسطحة، دورًا حيويًا في حياة الجنين، فيتم عبرها امتصاص العناصر الغذائية والأكسجين إلي الجنين من جدار الرحم وتوصيلها إلى الجنين عبر الحبل السري، ومن ثم يتم أيضا التخلص من الفضلات بدم الطفل، أما عن الزغابات المشيمية فهي تلك البروزات الناعمة للأنسجة المشيمية التي تتفرع مثل الأصابع على جانب واحد من المشيمة، وظيفتها هي تثبيت المشيمة في جدار الرحم والمساعدة في امتصاص المواد الغذائية، كما أنها تتشارك التكوين الجيني للجنين، وهي الخاصية الهامة التي بُنيت عليها فكرة هذا الفحص. لهذا يتم سحب عينة من المشيمة دون الحاجة لسحب تلك العينة من الجنين نفسه وتعرضه للمخاطر.
لماذا يُجرى فحص الزغابات المشيمية؟
يلجأ الأطباء إلي أخذ عينة من الزغابات المشيمية chorionic villus sampling لفحص التركيب الجيني للجنين، وفحص الكروموسومات في حالاتٍ عديدة يكون الفيصل فيها هذا الاختبار مثل :
- وجود احتمال الإصابة بالأمراض الجينية المرتبطة بالجنس
- إذا كانت الأشعة الفوق صوتية للجنين تعطي مؤشر عن وجود خلل ما
- وجود مشاكل غير طبيعية في حمل سابق من نزيفٍ أو إجهاض
- عندما تكون تحاليل الحمض النووي مثيرة للقلق
- إذا كان عمر الأم يتخطى ال ٣٥ عامًا، وهذا سبب قوي لزيادة معدلات إصابة الجنين بالأمراض الوراثية
- إذا كان التاريخ المرضي للعائلة نذير خطر، فقد يحتوي على بعض الأفراد المصابين بأمراض وراثية ناجمة عن خلل كروموسومي مثل متلازمة داون، خلل اضطرابات الجين الفردي مثل داء تاي زاكس والتليف الكيسي واضطرابات التمثيل الغذائي.
ما الأمراض التي يُفصح عنها فحص الزغابات المشيمية؟
يضع هذا الاختبار النتائج الفارقة في إصابة الجنين ببعض الأمراض الوراثية، ومن ثم يعطي الأم فكرة عن حالة طفلها المرضية ويترك لها اتخاذ القرار المناسب مثل :
- فقر الدم المنجلي
- الثلاسيميا
- الطفرات الجينية مثل متلازمة داون أو متلازمة إدوارد (Edwards’ syndrome) أو متلازمة باتو (Patau’s syndrome)
- مرض تاي ساكس
- معظم أنواع التليف الكيسي.
من الهام أيضًا تذكر أن عينة خلايا المشيمة لا يمكنها تحديد جميع العيوب الخلقية بما في ذلك السنسنة المشقوقة وعيوب الأنبوب العصبي الأخرى.
متى يمكنك زيارة الطبيب لعمل الاختبار؟
يتم هذا الفحص بداية من الأسبوع العاشر وحتى الأسبوع الرابع عشر من الحمل. قد يتم عمل الاختبار في وقت لاحق لهذا التوقيت لكن لا يفضل أن يتم قبل الأسبوع العاشر، نظرا لما قد يترتب عليه من آثار جانبية ومخاطر على الجنين.
كيف يتم سحب العينة؟ وماهي الاحتياطات الواجب اتباعها؟
أولا: يتوجب عليك إبلاغ طبيبك بكل تاريخك المرضي لأي حمل سابق، وجود أمراض مزمنة، نزيف مهبلي أو حساسية تجاة أي نوع من الأدوية.
ثانيا: يحدد الطبيب ما إذا كان يتوجب عليك ملء المثانة أم لا تبعًا لوضع الرحم والمشيمة عبر الفحوصات حيث أن المثانة تلعب دورًا هاما في تحريك الرحم للمكان المطلوب.
ثالثا: سوف يطلب منك الطبيب التمدد على سرير الفحص ووضع يديك بجانب رأسك، سوف يتم إجراء موجات صوتية للتأكد من وضع المشيمة ودقات قلب الجنين ومعدل التنفس.
رابعا: تبعا لوضع المشيمة سوف يتم تحديد سحب العينة من خلال الطرق التالية:
أولاً – عن طريق عنق الرحم:
في هذه الحالة يقوم الطبيب بإدخال منظار عبر المهبل حتى يتمكن من رؤية عنق الرحم، باستخدام الموجات الصوتية يُوجه أنبوب رفيع الي داخل الزغابات المشيمية، وتُسحب العينة من المشيمة من خلال الأنبوب إلى محقن. من المرجح أن يُسحب أكثر من عينة من أماكن متفرقة.
ثانياً – عبر جدار البطن:
بعد حقن مخدر موضعي تحت الجلد، يستخدم الطبيب الأشعة فوق الصوتية لتوجيه إبرة رفيعة، طويلة ومجوفة عبر الجلد إلى عضلات البطن ثم إلى الرحم ثم إلى الزغابات المشيمية وسحب عينة من المشيمة، قد يضطر الطبيب إلى أخذ عينة عبر جدار البطن في حالات مرضية مثل عدوى المهبل او عنق الرحم، النزيف المهبلي، استحالة الوصول للمشيمة لميل الرحم أو أورام أسفل الرحم، لابد وأن تتم هذه الأجراءات تحت أجواء معقمة كليا خشية وصول أي عدوى نشطة إلى الجنين، في حال الحمل في توأم غير متماثل يجب أخذ عينة من كلتا المشيمتين.
بضعة أيام وستستلمين النتائج، فلتستعدي!
بعد سحب العينة، تُرسل إلي أحد معامل فحص الجينات، ومن ثم يحدد المتخصصون المرض الذي يعاني منه الجنين بناءً على الخريطة الجينية، ويمكن الحصول علي النتيحة النهائية في غضون ثلاثة أيام إذا كان الفحص يستهدف بعض أمراض الإختلالات الكروموسومية مثل متلازمة داون، أما إن كان المرض نادرًا فقد يستغرق الفحص ثلاثة أسابيع كحد أقصى.
قد تصل نسبة دقة اختبار فحص الزغابات المشيمية إلى ٩٩%، لكن ذلك يتطلب تحديد دقيق للمرض الوراثي الذي يجري التحليل من أجله، فقد تكون نتيجة التحليل سلبية تجاه مرض معين، لكن مع ذلك يولد الطفل بمرض وراثي أخرى لم يتم اختباره.
علي الرغم من أهمية الاختبار إلا أنه لا يكشف عن كل الأمراض الوراثية التي قد تحتاج إلى تحاليل أخرى، مثل بزل السلي والذي يتم عبر سحب عينة من السائل الأمنيوسي، لكن هذا الاختبار يتم إجراؤه في مرحلة متأخرة من الحمل عكس فحص الزغابات المشيمية.
حذار فلا يخلو هذا الفحص من بعض المخاطر!
فحص الزغابات المشيمية مثل أي اجراء قد يتسبب في بعض المشاكل والمضاعفات الغير محددة بدقة، ونظرًا لخطورة هذا الإجراء فلابد وأن يكون السبب أقوى من احتمالات الخطر، مثل:
- الإجهاض والذي لا تتجاوز نسبته ١%
- الولادة المبكرة في بعض الحالات النادرة
- النزيف المهبلي البسيط أو المستمر والذي يتطلب زيارة الطبيب
- العدوى والتي قد تنتقل من الأم أو الأدوات غير المعقمة وتؤثر على الحمل
- تشوهات في أرجل الجنين أو أصابع اليد، خاصة لو كان الحمل قبل الأسبوع التاسع
- تهتك في الغشاء الامينوسي للجنين وتسرب السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين، لهذا يتوجب عليكِ التوجه فورا للطبيب في حال الشعور بتسرب مياه الجنين عبر المهبل
- أثناء سحب العينة قد يحدث تسريب لبعض خلايا دم الجنين إلى دم الأم، والذي من الممكن أن يكون سالب العامل الريسوسي، ولهذا سيتم تكوين أجسام مضادة لدم الطفل الموجبة وتحدث مضاعفات كثيرة ناجمة عن تكسير كرات الدم الحمراء للطفل، لهذا يجب إجراء تحليل العامل الريسوسي وإعطاء الأم السالبة حقنة الغلوبولين المناعي العامل الريسوسي، والذي بدوره سوف يمنع تكوين الأجسام المضادة.
هناك بعض العوامل التي قد تتداخل مع فحص الزغابات المشيمية مثل:
- الحمل أقل من سبع أسابيع او أكثر من ثلاثة عشر أسبوعًا
- وضع الجنين والمشيمة وكمية السائل الأمنيوسي
- عدوى المهبل أو عنق الرحم
- سحب خلايا غير مناسبة للتحليل أو تحتوي على خلايا للأم.
وبعد أن قدمنا لكِ شرحًا مبسطًا لتوضيح أهمية فحص الزغابات المشيمية ودوافعه ومخاطره، نريد أن نطمئنكِ عزيزتي أن نسبة حدوث الأمراض الوراثية ضئيلة، فغالبًا ما تكون نتائج التحليل سلبيةً وسوف تتمتعين بفترة حمل سعيدة دون أيّة عقبات.
المصادر: webMD | Medlineplus
كما يُمكنك الاطلاع على:
تعليقات