fbpx

القلق والتوتر النفسي الذي يصيب الأطباء | الأسباب وطرق الوقاية

   تُعد مهنة الطب من المهن السّامية والصعبة إذ تتطلب مجهودً بدنيًا ونفسيًا كبيرًا، ولا ينتهي الأمر كما يظن كثير من الناس بالتخرج من كلية الطب فيصبح الإنسان طبيبًا، لكنه بداية طريق طويل يسوده التعب، والإرهاق، والسعي وراء تحقيق الذات، ومساعدة المرضى، وإنقاذ أرواحهم.

   عادةً ما يتعرض الأطباء لمستويات عالية من القلق والتوتر في أثناء عملهم اليومي، ويكونون أكثر عرضةً للإصابة بالاضطرابات العقلية، وتعاطي المواد المخدرة، وضعف الأداء، كذلك يمكن أن يتطور الأمر إلى أفكار انتحارية؛ لذلك سوف نتناول في هذا المقال كلّ ما يخص القلق والتوتر النفسي الذي يصيب الأطباء.

   تُعد فترة جائحة الكورونا من الفترات الصعبة التي عاشها العالم، ولكن الأمر كان على الأطباء أشد بكثير؛ لأنهم تعرضوا لمزيد من القلق والتوتر النفسي بسبب ضغط العمل المتواصل، والخوف على أنفسهم وعائلاتهم من الإصابة بفيروس كورونا، وانتقال العدوى.

المحتويات:

ما مفهوم التوتر النفسي؟ ما أسباب القلق والتوتر النفسي الذي يصيب الأطباء؟ هل يؤثر القلق والتوتر النفسي على أداء الطبيب؟ ما النتائج المترتبة عن التعرض للقلق والتوتر النفسي؟ طرق الوقاية من التعرض للقلق والتوتر النفسي. تجارب بعض الأطباء لتخفيف القلق والتوتر النفسي.
  • ما مفهوم التوتر النفسي؟

   يُعرف التوتر النفسي أو القلق بأنه رد فعل الجسم لأي تغيير يتطلب تكيّفًا أو إستجابة، وعادةً ما يتفاعل الجسم مع هذه التغيرات باستجابات عقلية، وجسدية، وعاطفية. يُمثل التوتر جزءًا طبيعيًا من الحياة فقد يكون ناتجًا عن عوامل بيئة أو فكرية، ولا يشترط -دائمًا- أن يكون التوتر بسبب أمر سلبيّ، بل بعض التغيرات الإيجابية قد تؤدي إلى حدوث توتر نفسي.

   أظهرت الأبحاث أن 40% من الأطباء في الولايات المتحدة يعانون من القلق والتوتر النفسي؛ بسبب طبيعة عملهم، كما يصف بعض الخبراء الأطباء بالإرهاق بسبب بيئة العمل التي تعرضهم دائمًا للتوتر النفسي، كذلك أظهرت بعض الدراسات أن الجراحين، وأطباء النساء والتوليد أكثر عرضةً للإصابة بالإرهاق العاطفي والجسدي عن باقي الأطباء.

القلق والتوتر النفسي الذي يصيب الأطباء

  • ما أسباب  القلق والتوتر النفسي الذي يصيب الأطباء؟

   أظهرت دراسة أمريكية أجريت على 2000 طبيب أن 87% من الأطباء يعانون من ضغوط نفسية تتجاوز المستويات الطبيعية، فيتعرض الأطباء لعدد كبير من المشاعر  أثناء عملهم تتسبب في إصابتهم بالقلق والتوتر، والتي تتمثل فيما يأتي:

  • الرغبة في إنقاذ المريض.
  • الشعور بالفشل والإحباط عندما يتفاقم مرض المريض.
  • الخوف من الإصابة بالأمراض.
  • الشعور بالعجز والحزن عند موت المريض.
  • الرغبة في الانفصال عن المرضى وتجنبهم؛ للهروب من هذه المشاعر.
  • التنافس بين الأطباء من أجل إثبات الكفاءة -أيضًا- يسبب لهم القلق والتوتر، خاصةً التخصصات التي بها تنافس كبير بين الأطباء.

   تنشأ هذه المشاعر نتيجة علاقة الطبيب بالمريض، كما يساهم التعرض المستمر لهذه المشاعر في ارتفاع مستويات القلق والتوتر عند الأطباء.

  • هل يؤثر القلق والتوتر النفسي على أداء الطبيب؟

   بالطبع نعم، يؤثر القلق والتوتر النفسي الذي يصيب الأطباء في أدائهم؛ إذ يؤدي الأمر إلى ضعف أداء الطبيب، واتخاذ قرارات خاطئة بشأن المرضى؛ مما يسبب مشكلات خطيرة.

   كما أثبتت -أيضًا- بعض الدراسات أن القلق والتوتر النفسي يقلل استمتاع الطبيب بتفاعله مع المرضى، ويسبب تشتيت انتباهم وانشغالهم، ويتسبب -أيضًا- في عدم قدرة الأطباء على أداء عملهم بطريقة سليمة، والشعور بالفشل، وترك المهنة في بعض الأحيان.

  • ما النتائج المترتبة عن التعرض للقلق والتوتر النفسي؟

    يتسبب التعرض لمستويات عالية من القلق والتوتر -لفتراتٍ طويلة- تأثيرات سلبية على الأطباء تشمل (آثار جسدية، ونفسية)، والتي تتمثل فيما يأتي:

  • الاكتئاب.
  • اضطرابات النوم.
  • الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
  • مشكلات في الجهاز الهضمي.
  • ضعف جهاز المناعة.
  • زيادة الوزن.
  • الإرهاق المستمر؛  مما ينتج عنه اتخاذ قرارات خاطئة، وارتكاب مزيد من الأخطاء الطبية.
  • التعب الشديد.
  • مشكلات في الشعر والجلد.
  • اضطرابات القلق.
  • العلاقات المنكسرة.
  • اضطرابات نفسية،  مثل: إظهار موقف عدائي تجاه المرضى، أو التعامل السيئ مع زملاء العمل.
  • إدمان المشروبات الكحولية، والمواد المخدرة.
  • الخلل الزوجي.
  • اضطرابات الدورة الشهرية لدى الطبيبات.
  • التقاعد المبكر.
  • أفكار انتحارية.
  • طرق الوقاية من التعرض للقلق والتوتر النفسي:

  يمكن تخفيف القلق والتوتر النفسي الذي يصيب الأطباء أو التخلص منه من خلال اتباع بعض النصائح الآتية:

  • التفكير بطريقة إيجابية.
  • التسليم والقبول أن هناك أحداث لا يمكن منعها أو التحكم فيها، مثل: موت المريض.
  • تعلم ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل: التأمل، واليوجا.
  • تناول وجبات صحية متوازنة.
  • الحصول على الراحة الكافية، والنوم الكافي.
  • تخصيص وقت كافي لممارسة الهوايات، والاهتمامات.
  • قضاء وقت كافي مع الأهل، والأصدقاء.
  • ممارسة التمارين بانتظام.
  • اللجوء إلى  أخصائي نفسي   إذا لزم الأمر.

أسباب القلق والتوتر النفسي الذي يصيب الأطباء

  • تجارب بعض الأطباء لتخفيف القلق والتوتر النفسي:

   يعاني الجميع من القلق والتوتر سواء في العمل، أو في المنزل، أو في الحياة الأسرية، لكن الأطباء أكثر عرضةً للقلق والتوتر؛ بسبب طبيعة عملهم، والإرهاق المستمر بسبب العمل لفترات طويلة دون انقطاع.

1.تجربة د.جيرارد مارتن طبيب طب الطوارئ؛ لتخفيف القلق والتوتر:

   يقول د.جيرارد مارتن: أنه يحب السفر وقضاء وقت مع العائلة، كما يرى أن ركوب الدراجات في الهواء الطلق هو أكبر تخفيف للضغط لديه، يقول: أنه يحب ركوب الدراجات؛ للهروب من الضغط النفسي، وقضاء وقت لحل مشكلاته، والنظر في جميع الأشياء التي يمر بها.

2.تجربة د.إيرلكسيا نوروود طبيبة طب الأسرة؛ لتخفيف القلق والتوتر:

   تقول: أنها تخفف التوتر والقلق التي تشعر به من خلال الصلاة، والمشي في مسارات طبيعية، واللعب بالليل مع العائلة والأصدقاء، والضحك مع الأصدقاء على أحداث الحياة، فهي ترى أن هذه الأشياء تذكّرها بأن الحياة أكثر بكثير من أىّ مصدر قلق.

3.تجربة د. تامر أحمد غانم أخصائي أنف وأذن وحنجرة؛ لتخفيف القلق والتوتر:

   يقول: أنه يستطيع تخفيف القلق والتوتر من خلال الخروج مع عائلته والاستمتاع بالأنشطة الخارجية، مثل: صيد الأسماك، والتخييم، وركوب القوارب، وممارسة التمارين، والأعمال الخشبية، كل هذه الأنشطة تساعديني على تخفيف الضغط النفسي، وحل مشكلاتي.

4.تجربة د.رنا عوديش طبيبة أمراض الرئة والرعاية الحرجة؛ لتخفيف القلق والتوتر:

   تقول: بدأت الرسم بالزيت عندما كنت مريضة وأصبحت هوايتي المفضلة التي استمتع بها، فالرسم هو الوقت الذي يكون فيه ذهني هادئًا، وعندما أشعر بالتوتر ابدأ في الرسم كي أستطيع إخراج مشاعري وأفكاري فأشعر بالراحة والسكينة، كذلك ممارسة اليوجا تساعديني جيدًا على الاسترخاء، وتخفيف القلق والتوتر.

5.تجربة د.ديردري ماتينا طبيبة القلب؛ لتخفيف القلق والتوتر:

   تقول د.ديردري: أن اليوجا تحافظ على هدوئي وتركيزي ومرونتي؛ مما يساعدني على تخفيف التوتر والقلق، والتفكير بإيجابية، وإيجاد حلول لحل مشكلاتي.

   وختامًا .. يُعدّ القلق والتوتر النفسي الذي يصيب  الأطباء من المشكلات الصعبة التي يواجهها الأطباء كل يوم أثناء ممارسة عملهم، كما يحاولون -دائمًا- السيطرة عليها وحلها من أجل إكمال عملهم على أكمل وجه، ولعل حدوث فيروس كورونا من الأشياء التي أصابت كثير من الأطباء بالقلق والتوتر النفسي، فأثـّرت على كثيرٍ من الأطباء  بالسلب، وتسببت في حدوث مشكلات نفسية متعددة.

تجارب بعض الأظباء لتخفيف القلق والتوتر النفسي

يمكنك أيضًا الاطلاع على:

المصادر:

تعليقات