الفرق بين الولادة الطبيعية والقيصرية والمائية | كل ما تودين معرفته
إن كنتِ تخططين للإنجاب بطريقة الولادة الطبيعية أو تفكرين في حجز موعد للقيام بولادة قيصرية أو قرأتِ مرةً في موقعٍ ما عن الولادة المائية، وتتسألين عن الفرق بين الولادة الطبيعية والقيصرية والمائية، فهذا المقال هو دليلك في هذا الموضوع.
فبدايةً كل هذه الأنواع هي شكل من أشكال الولادة الطبيعية، ولكن بالعودة للتاريخ فمصطلح الولادة الطبيعية يُطلق على الولادة بدون استخدام أدوية أو مواد مخدرة.
ويجب أن تكوني على ثقة بأنك بطلة مقالتنا اليوم بغض النظر عن الطريقة التي تلدين طفلك بها.
ففي هذا المقال سنتعرف على الفروق بين أنواع الولادات المختلفة، وإن كنتِ تخططين للحمل أو في نهاية حملك وهنالك العديد من الأفكار والأسئلة في رأسكِ، فاليوم في هذا المقال سنجيب على كل هذه الأسئلة وأكثر.
محتوى المقال:
1-ما الفرق بين الولادة الطبيعية والولادة القيصرية؟
2-متى تُعد العملية القيصرية ضرورية؟
3-كيفية التجهيز لإجراء العملية القيصرية؟
4-ما هي الولادة المائية؟
ما الفرق بين الولادة الطبيعية والولادة القيصرية؟
أولًا: الولادة الطبيعية:
إن كنتي تفكرين بإجراء ولادة طبيعية من دون اللجوء إلى استخدام أدوية، نعم يمكنك القيام بهذا الإجراء إن سمحت حالتك الصحية بذلك، وهنالك العديد من الأسباب التي تشجعك على القيام بها وهي:
1-قد تؤثر مسكنات الآلام على المخاض، إما تبطئه أو تزيد من سرعة حدوثه، وقد تؤثر أيضًا على علامات الولادة
2-قد تؤثر مسكنات الآلام على الأم أيضًا، وذلك إما بخفض ضغط الدم أو تحفيز الغثيان
وهنالك العديد من النساء تلجئ إلى هذا الاختيار لأنها تفضل أن تكون بكامل وعيها أثناء المخاض، وأن تحتفظ بجميع ذكريات هذه اللحظة.
ولكن بالطبع هذا الإجراء السريري له مخاطر مثله مثل أي إجراء آخر، وإن خضعتي إلى المخاض باستخدام أدوية أو بدونها، فهنالك العديد من التداعيات أو الاختلاطات التي قد تحدث مثل (خسارة كمية كبيرة من الدماء أو تعقيدات تتعلق بالحبل السري).
وقد يكون من الصعب تجاوز هذه الاختلاطات بدون اللجوء إلى الأدوية، ولكن إن كنتِ ترغبين بخوض هذه التجربة من دون اللجوء إلى مسكنات الآلام أو إلى المواد المخدرة، وهو الفرق بين الولادة الطبيعية والقيصرية، فبإمكانك القيام بها وذلك مع وضع خيارات أخرى في ذهنك مثل إنجاب الطفل بعملية قيصرية عند ضرورة اللجوء إلى الأدوية.
ثانيًا – الولادة القيصرية:
ويتم هذا الإجراء الجراحي بواسطة إجراء شق في المعدة، أسفل خط البكيني، وعادةً يُعد هذا الإجراء غير خطر.
ويخطط لهذا الإجراء قبل فترة زمنية من الولادة إن شك الطبيب بإمكانية حدوث اختلاطات أثناء الولادة، أو خضعت الأم سابقًا لولادة قيصرية، ولا يوجد إمكانية لإجراء ولادة طبيعية بعدها.
ولكن في أغلب الأحيان لا يؤخذ هذا الخيار إلا أثناء المخاض أو عند ظهور أعراض الولادة، لأنه من الصعب اتخاذ هذا القرار في الولادة الأولى للأم قبل فترة طويلة من حدوثها، وسنتكلم لاحقًا عن الإجراءات التي تحدث خلال الولادة القيصرية وبعدها.
وذلك لتضعِ في ذهنكِ جميع الاحتمالات، ولتكونِ على دراية شبه كاملة بالولادة القيصرية والفرق بين الولادة الطبيعية والقيصرية.
وبالعودة للولادة القيصرية هنالك أيضًا مخاطر لها مثل الولادة الطبيعة، وتتضمن هذه المخاطر:
مخاطر قد تواجه الجنين:
1-مشاكل في التنفس؛ فالأطفال التي تولد قيصريًا قد تعاني في الأيام الأولى من الولادة من تسارع في التنفس ويُعرف بتسارع التنفس العارض عند الطفل الوليد
2-إصابة أثناء الجراحة، بالرغم من أنها تُعد عرض جانبي نادر ولكن قد يتعرض جلد الرضيع إلى خدوش عرضية أثناء الجراحة
مخاطر قد تواجه الأم:
1-عدوى، فقد تتعرض الأم بعد العملية إلى عدوى قد تصيب الشق الجراحي أو بطانة الرحم
2-نزيف ما بعد الولادة، فقد تتعرض الأم إلى نزيف شديد أثناء الولادة أو بعدها
3-أعراض جانبية قد تظهر بسبب التخدير أو حساسية من المواد المخدرة
4-جلطات دموية، فقد تزيد العملية القصرية من تعرض الأم إلى جلطات دموية في الوريد وخاصًا في القدمين أو في الأعضاء الحوية، وقد يكون الخطر كبيرًا وأحيانًا مهدد للحياة خصوصًا إن تحركت الخثرة إلى الرئتين أو سدت مجرى الدم
5-إصابة أثناء الجراحة، بالرغم من أنها تُعد عرض جانبي نادر ولكن قد يحدث ضرر في المثانة أو الأمعاء أثناء العملية الجراحية وبالتالي يتطلب ذلك إجراء عملية أخرى لإصلاح الضرر
6-زيادة الخطورة في الولادات المستقبلية، وخصوصًا إن تعرضت الأم إلى اختلاطات خطيرة أثناء العملية القيصرية، وذلك بعد إجرائها كولادة ثانية بَعد الولادة الطبيعية الأولى.
فعند زيادة تكرار العمليات القيصرية تزداد خطورة التعرض إلى انزياح في المشيمة (في هذه الحالة ترتبط المشيمة بجدار الرحم ارتباطًا غير طبيعيًا)، أو قد يتعرض الرحم إلى تمزق على طول خط الشق الجراحي الناتج عن العملية القيصرية السابقة.
متى تُعد العملية القيصرية ضرورية؟
هنالك بعض النساء تلجئ إلى الولادة القيصرية في ولادتهم الأولى لتجنب المخاض أو تجنب الاختلاطات المتعلقة بالولادة الطبيعية، ولكن هذا يُثبط من عزيمتك إن كنتِ تنوين إنجاب المزيد من الأطفال، لأن النساء اللواتي خضعن لعدة عمليات قيصرية هم في خطر التعرض إلى مشاكل المشيمة أو نزيف دموي شديد، وفي هذه الحالات قد يلجئ الطبيب لإزالة الرحم للحفاظ على حياة الأم، لذلك عليك اتخاذ هذا القرار بمساعدة طبيبك أو مسؤول الرعاية الصحية، فهو ليس خيار للهرب من آلام المخاض، فيمكن اللجوء إلى الأدوية، أما الآن سنتكلم عن هذا الإجراء بشيء من التفصيل، وذلك لأنه يُعد ضروريًا في حالات محددة وهي:
1-عدم حدوث مخاض أو تأخر علامات الولادة، وذلك يُعد أمر شائعًا فهنالك العديد من النساء لا يتوسع لديهن عنق الرحم بشكل كافي بالرغم من التقلصات الشديدة
2-يعاني طفلك من تغيرات في عدد ضربات القلب
3-توضع أطفالك أو طفلك في وضع غير طبيعي وغير أمن للقيام بولادة طبيعية
4-الحمل بتوائم
5-تعانين من مشكلة في المشيمة
6-في حالة انزلاق عروة الحبل السري من خلال عنق الرحم قبل خروج الطفل
7-مخاطر صحية تهدد حياتك، أو تعانين من أمراض سابقة، مثل السكري، أو مقدمات الارتجاع أو لديك مشاكل تتعلق بتخثرات الدم
8-في حالة عرقلة ليف كبير الحجم قناة الولادة، أو توضع غير طبيعي متعدد في بنية الفخذ، أو ولد طفلك برأس حجمه أكبر من الطبيعي.
9-الخضوع لعملية قيصرية سابقة أو عمرك أكبر من 35 سنة.
10-شرب الكحول أو استخدام أدوية أثناء الولادة
والآن بعد التعرف على الفرق بين الولادة الطبيعة والولادة القيصرية، ننتقل لنتعرف معًا على الإجراءات المتخذة قبل العملية وأثنائها وبعد الخضوع لها.
ما كيفية التجهيز لإجراء العملية القيصرية؟
بدايةً يقوم الطبيب بإجراء مجموعة من تحاليل الدم لمعرفة زمرة دم الحامل والفحوص العامة لمعرفة إن وجد أمراض جانبية يجب الحذر منها عند إجراء العملية، ويتواصل أيضًا مع طبيب التخدير لتحديد نوع المادة المخدرة المناسبة لحالة الحامل وفي بعض الحالات تُستبعد المواد المخدرة التي قد تتحسس منها الحامل.
وإن تقرر القيام بولادة طبيعية يقوم الطبيب بمناقشة خيار القيام بولادة قيصرية إسعافية عند حدوث أي مستجدات أو تداخلات أثناء الولادة الطبيعية.
وفي حالات قد تقرر الأم التوقف عن الإنجاب بعد هذا الجنين، فبإمكانها مناقشة إجراءات ضبط الحمل الدائمة أو المؤقتة مع طبيبها، والقيام بالإجراء المتفق عليه بعد العملية مباشرةً.
والآن سنذكر الإجراءات الخاصة بكل مرحلة من مراحل العملية القيصرية وبذلك نوضح الفرق بين الولادة الطبيعية والقيصرية، ونركز على أهمية عدم اللجوء إلى الولادة القيصرية إلى عند الضرورة.
*الإجراءات المتبعة قبل العملية في المنزل:
1-الاستحمام بصابونة معقمة مساءًا قبل العملية؛ وذلك بهدف تعقيم الجلد
2-الابتعاد عن حلق العانة قبل العملية؛ وذلك لتجنب حدوث التهاب، وإن وجب القيام بهذا الإجراء يقوم طبيب الجراحة به قبل بداية العملية مباشرةً.
*الإجراءات المتبعة قبل العملية في المشفى:
1-يتم تعقيم البطن وتجهيزه للعملية
2-توصيل قسطرة بولية إلى المثانة لجمع البول وتمدد قسطرة إلى الوريد في اليد لإمداد الجسم بالسوائل الضرورية أثناء العملية
3-وتوضع الأم على التخدير الجزئي (الذي يخدر الجزء السفلي من الجسم)، وبذلك تبقى مستيقظة أثناء العملية، وهنالك نمطين من التخدير الجزئي (تخدير فوق الجافية والتخدير النخاعي)، وفي بعض الحالات قد يلجئ الطبيب إلى التخدير العام.
*الإجراءات المتبعة بعد العملية في المشفى:
1-تبقى الأم في المشفى لعدة أيام وفي بعض الحالات تستمر على المسكنات فترة من الزمن
2-شرب كمية كبيرة من السوائل بعد زوال التخدير وتشجيع الأم على السير؛ وذلك لتجنب حدوث إمساك وخثرة في الوريد
3-مراقبة الأم لتأكد من عدم حدوث التهابات وإزالة القسطرة البولية
4-تستطيع الأم أن تبدأ الرضاعة الطبيعة وبإمكانها استشارة طبيب النسائية أو مسؤول الرعاية الصحية؛ ليساعدها ويعطيها الطريقة الأنسب للأم وللرضيع
5-قبل مغادرة الأم المشفى يتم فحص الأم والجنين للتأكد من سلامتهم.
*الإجراءات المتبعة بعد العملية في المنزل:
1-إراحة الأم فترة زمنية كافية لتستعيد نشاطها الكامل، وتجنب رفع الأشياء الثقيلة في الأسابيع الأولى، والانتباه لطريقة حمل الطفل والجلوس؛ وذلك لسلامة جرح العملية
2-بإمكان الأم أخذ مسكنات غير ضارة بالجنين وذلك بمشورة الطبيب
3-تجنب العلاقة الحميمة مع الزوج خلال الشهرين الأولين بعد العملية، وتجنب قيادة السيارة في الأسبوعين الأولين
4-المراقبة الدائمة للأم والجنين للتأكد من سلامتهم، والانتباه إلى أي أعراض قد تظهر لاحقًا، ومراجعة الطبيب عند الشعور بأعراض جانبية مثل (حمى أو نزيف دموي شديد أو آلام غير محمولة أو احمرار الجرح وانتفاخه).
وفي بعض الحالات يجب القيام باستشارة نفسية، فقد تعاني الأم من اكتئاب ما بعد الولادة أو أعراض نفسية أخرى نتيجة مرورها بولادة صعبة، واستمرار الأعراض فترة طويلة من الزمن.
ما هي الولادة المائية؟
يحدث هذا النمط من الولادة في المياه الدافئة، في حوض ثابت أو قابل للنفخ، ويفضل عادة أن يتم المخاض في المياه، أما الولادة فتتم خارج المياه، فبهذه الحالة تحصل الأم على فوائد العلاج المائي وفوائد الولادة في المشفى، ولكن هنالك أمور مهمة يجب أن ننوه لها وهي:
1-لا ينصح بالخضوع لولادة مائية في المراحل الأولى من المخاض ويفضل اللجوء إليها عند توسع عنق الرحم بالكامل؛ وذلك لأن الولادة المائية تنقص من مدة المخاض وتقلل من استخدام المسكنات
2-لا ينصح بإنجاب الطفل في الماء؛ وذلك لتجنب إصابة الجنين بعدوى ففي بعض الحالات قد تكون مميتة
3-يُعد هذا النوع من الولادة غير محبذ عند الأمهات اللواتي خضعن لولادة قيصرية سابقة أو هن في مرحلة ولادة مبكرة
4-لا تُعد الولادة المائية خيارًا مطروحًا بحال حمل التوائم أو بحال حدوث اضطرابات تنفيسة عند الجنين أو بحال حدوث اختناقات أو نوبات صرع عند الأم.
والآن بعد التعرف على جميع أنواع الولادة ومعرفة الفرق بين الولادة الطبيعية والقيصرية، والتعرف على التفاصيل المتعلقة بكل منها، ذلك يعطي أفضلية للأم لاختيار نمط الولادة الأفضل لصحتها وصحة جنينها، والأنسب لحالتها الصحية.
ومناقشة نمط الولادة الأفضل مع مسؤول الرعاية الصحية أو طبيبها هو أفضل خيار مطروح، فهو الخبير بهذا الموضوع، ولا يغني هذا المقال عن هذه الاستشارة بل يعطي للأم خيارات أوسع ومعلومات موسعة عن أنواع الولادة المختلفة.
وتذكري دائمًا أن صحتك وصحة جنينك هي المرتبة الأولى، وأنك كما قلت سابقًا بطل مقالة اليوم، أتمنى أن ينال المقال أعجابكم وأن أكون أجبت على جميع أسئلتكم ونلتقي في المقال القادم.
تعليقات