fbpx

جراحة استبدال الصمامات بالقلب | د. أسامة عباس

يعد القلب أقوى عضلة موجودة في الجسم، رغم أن حجمه لا يتعدى حجم قبضة اليد، ومن المعروف بأن القلب يبدأ في النبض من الأسبوع الـ 18 من عمر الجنين، وهو المسؤول الأول عن آداء العديد من الوظائف في الجسم، من أهمها تنظيم الدورة الدموية لدى الإنسان. ويتكون القلب من أربع حجرات، يفصل بينها صمامات لمنع عودة الدم في الإتجاه العكسي.

ويمتلك كل فرد منًا أربعة صمامات أساسية وهم: الصمام الأبهر، الصمام التاجي ، الصمام ثلاثي الشرفات، الصمام الرئوي. وقد يخضع العديد من الأشخاص لجراحة صمامات القلب، وذلك إما بغرض استبدال صمام القلب التالف أو اصلاحه، وخاصة بعد تعرض هذه الصمامات لخلل ما أدى إلى فقدان آدائها لوظائفها بشكل سليم.

الدورة الدموية للانسان
  • ما هي الدورة الدموية للإنسان؟

يمر الدم الغير مؤكسد عبر الوريد الأجوف العلوي إلى الأذين الأيمن، ومنه إلى البطين الأيمن عبر الصمام ثلاثي الشرفات، ومن ثم يقوم البطين الأيمن بضخ الدم إلى الشريان الرئوي عبر الصمام الرئوي. وبعدها تقوم الرئة بأكسدة هذا الدم أي تحميله بالأكسجين، ثم ينتقل بعدها إلى الأذين الأيسر، ومنه إلى البطين الأيسر عن طريق الصمام الميترالي. 

ويقوم البطين الأيسر بضخ الدم إلى الشريان الأبهر المسؤول عن توزيع الدم إلى جميع أجزاء الجسم عن طريق الصمام الأورطي، ومن ثم يقوم الجسم باستخدام هذا الدم وتتكرر الدورة الدموية من جديد.

صمامات القلب
  • ما هي صمامات القلب؟

الصمام هو ممر يعبر الدم من خلاله من وإلى القلب في اتجاه واحد فقط، وهذه الصمام يفتح ويغلق مع انقباض القلب وانبساطه. ويحتوي القلب على أربع صمامات، صمامين في الجانب الأيمن، وهو الجانب المسؤول عن التعامل مع الدم الغير مؤكسد، وصمامين في الجانب الأيسر، وهو الجانب المسؤول عن التعامل مع الدم المؤكسد. ويعد الصمام الأبهري أحد أكثر الصمامات وتنقسم هذه الصمامات إلى:

  • أولاً – الصمام ثلاثي الشرفات:

يفصل هذا الصمام بين الأذين الأيمن والبطين الأيمن، ويحتوي على ثلاث شرف تتصل بثلاث عضلات حليمية بواسطة الحبال الوترية، أما أمراض الصمام الثلاثي فهي:

  • ضيق الصمام ثلاثي الشرفات.
  • ارتجاع الصمام ثلاثي الشرفات.

 وتشمل أعراض أمراض الصمام الثلاثي ما يلي: 

في العادة لا يؤدي ارتجاع أو ضيق الصمام ثلاثي الشرفات في ظهور أي علامات أو أعراض حتى تغدو الحالة المرضية حادة وخطيرة، وفي بعض الأحيان قد يتم تشخيصك بأعراض ضيق أو ارتجاع الصمام ثلاثي الشرفات عند اجراءك لاختبارات للكشف عن أي حالات مرضية أخرى، وقد تشمل العلامات والأعراض الملحوظة لارتجاع الصمام الثلاثي الشرف ما يلي:

  • تورم أجزاء معينة من الجسم.
  • تورم أو تضخم الكبد. 
  • الشعور بالتعب والارهاق.
  • الشعور بضيق التنفس.
  • اضطراب نظم القلب.
  • تراكم الماء داخل البطن (الاستسقاء).
الصمام الرئوي
  • ثانياً – الصمام الرئوي:

الصمام الرئوي هو الصمام الذي يفصل بين البطين الأيمن والشريان الرئوي، وهو يسمح للدم بالتدفق من البطين الأيمن إلى الرئة، وهو ينفتح عند انقباض القلب، أو عندما يرتفع الضغط في البطينِ الأيمن فوق الضغط في الشريان الرئوي، ومن ثم يغلق في نهاية الانقباضة القلبية من أجل منع رجوع الدم إلى القلب، وتشمل أمراض الصمام الرئوي مايلي:

  • ضيق الصمام الرئوي.
  • ارتجاع الصمام الرئوي.

وتشمل أعراض أمراض الصمام الرئوي ما يلي: 

تتباين أعراض ارتجاع أو ضيق وارتجاع الصمام الرئوي حسب مساحة الانسداد الذي أصاب الصمام، وفي المجمل فإن المرضى المصابون بضيقٍ لأو ارتجاع الصمام الرئوي البسيط لا تظهر لديهم أي أعراض، بينما يلاحظ أولئك المصابون بضيق الصمام الرئوي الشديد بعض الأعراض عند بذل المجهود أو ممارسة التمارين الرياضية. وتشمل أهم الأعراض:

  • الدوار وفقدان الوعي.
  • زرقان في الجسم (الزرقة).
  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • الشعور بألم الصدر وضيق التنفس.
  • ثالثاً – الصمام الميترالي:

أو ما يطلق عليه الصمام التاجي (the mitral valve)، وهو الصمام الذي يفصل ما بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر، ويقع في الجانب الأيسر من القلب، ويتكون الصمام الميترالي من شرفتين، الشرفة الأمامية والشرفة الخلفية. يعمل الصمام الميترالي على السماح للدم النقي الغني  بالأكسجين بالمرور من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر بعد قدوم الدم من الرئتين وحينها تبدأ الأذنان بالامتلاء بشكل تدريجي، يفتح الصمام الميترالي ليتدفق الدم إلى البطين الأيسر عندما يمتلئ بالدم بشكل كامل، ومن ثم ينغلق الصمام الميترالي ليمنع عودة الدم إلى الأذين الأيسر بعد أن يمتلئ بالدم، وتشمل أمراض الصمام الميترالي ما يلي:

  • ضيق الصمام الميترالي.
  • ارتجاع الصمام الميترالي

وتشمل أشهر أسباب مرض الصمام الميترالي ما يلي: 

  • الحمى الروماتيزمية.

وتشمل أعراض أمراض الصمام الميترالي ما يلي: 

في العادة لا تظهر أي علامات على المرضى المصابين بضيق أو ارتجاع صمام القلب التاجي لسنوات، ولكن توجد العديد من مؤشرات مرض الصمام التاجي وأعراضه التي تشمل ما يلي:

  • ضيق التنفس الحاد.
  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • عدم انتظام ضربات القلب .
الصمام الاورطي
  • رابعاً – الصمام الأورطي:

وهو ما يطلق عليه كذلك الصمام الأبهري، ويفصل الصمام الأبهري بين البطين الأيسر والشريان الأبهر، ويتكون هذا الصمام من ثلاث شرفات، ويسمح الصمام الأورطي أو الصمام الأبهري للدم بالتدفق خارجاً من البطين الأيسر إلى الشريان الأبهري، وهو عادة ما ينفتح عند انقباض القلب، ومن ثم يغلق عند نهاية الانقباضة ليمنع رجوع الدم إلى القلب، وتشمل أمراض الصمام الأورطي ما يلي:

  • ضيق الصمام الأورطي.
  • ارتجاع الصمام الأورطي.

وتشمل أشهر أسباب مرض الصمام الأورطي ما يلي: 

  • الحمى الروماتيزمية. 
  • التآكل بسبب التقدم الطبيعي في العمر.

وتشمل أعراض أمراض الصمام الأورطي ما يلي: 

  • آلام الصدر وضيق التنفس.
  • الإغماء (من أخطر العلامات).
  • عدم القدرة على بذل المجهود.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • فقدان الشهية وخسارة الوزن.
امراض القلب
  • كيف يتم تشخيص أمراض صمامات القلب؟

في البداية يقوم الطبيب بعمل فحص جسدي شامل، من أجل البحث عن أعراض ومؤشرات تضرر صمامات القلب، ومن ثم يقوم الطبيب بطلب المزيد من الفحوصات الطبية الإضافية للتأكد من عدم اصابتك بأي أمراض أخرى، وتشمل أهم الفحوصات الطبية ما يلي:

  1. تخطيط كهربية القلب:  يعمل هذا الإختبار على قياس كفاءة عمل وظائف القلب، وهو عادة ما يتم إما على هيئة تخطيط صدى القلب ثلاثي الأبعاد، أو مخطط صدى القلب عبر المريء.
  2. تخطيط صدى القلب:  يعمل هذا الفحص على رصد تضخم حجرات القلب وأمراض القلب واضطرابات نظم القلب، من خلال قياس النبضات القلبية الخارجة من القلب.
  3. فحص الصدر بالأشعة الصينية:  يعمل هذا الفحص على تحديد ما إذا كان القلب متضخماً أم لا، كما يعمل على الكشف عن أمراض القلب الأخرى وفحص حالة الرئتين.
  4. فحص القلب بالرنين المغناطيسي:  عادة ما يتم اللجوء إلى هذا الفحص من أجل تقييم حالتك المرضية، وإنشاء الصور التفصيلية لقلبك من خلال ترددات الموجات الكهرومغناطيسية وموجات الراديو.
  5. رسم القلب بالمجهود:  تعمل هذه الفحوصات على قياس ردة فعل جسمك وقلبك تجاه المجهود البدني، وفي حالة عدم استطاعة المريض لبذل الجهد اللاوك لإجراء هذه الإختبارات، فقد يتم استخدام بعض الأدوية التي تعطي نفس الأثر.
  6. القسطرة القلبية:  تعتبر القسطرة القلبية آخر الوسائل المتاحة من أجل تشخيص الإصابة بمرض صمام القلب، وإنما يستخدم في حالة فشل الفحوصات الأخرى في الكشف عن حالة مرض صمام القلب.
صمامات القلب
  • ما هو علاج أمراض صمامات القلب؟

في أغلب الحالات قد يحتاج المريض لأجراء تدخل جراحي سريع لإصلاح أو استبدال الصمام المريض، وفي الآونة الأخيرة بات من السهل إجراء هذه العملية عن طريق المنظار، دون الحاجة إلى عملية شق الصدر، والتي كان يتخوف منها الكثير من المرضى في السابق. 

وتتميز عملية إصلاح أو استبدال الصمام بالمنظار بسرعة التعافي بعد إجراء العملية، كما تتميز أيضا بعدم مكوث المريض لمدة طويلة في المستشفى، وتتضمن أنواع التدخلات الجراحية لعلاج أمراض صمام القلب ما يلي:

1. ترميم صمام القلب:

عادة ما يلجأ جراح القلب إلى ترميم صمام قلب المريض من أجل المحافظة على هيكل ووظيفة الصمام، وخلال عملية ترميم القلب يعمل الجراح على فصل سدائل الصمام (أو ما يطلق عليه الوُريقات أو الشُّرفات) الملتصقة، وربما يقوم الجراح باستبدال الحبال الداعمة للصمام، أو إزالة أنسجة الصمام الزائدة بحيث يمكن للوريقات أو الشّرفات أن تغلق بإحكام أو يقوم بترميم ثقوب الصمام، وعادة ما يحكم الجراحون الحلقة المحيطة بالصمام أو يدعمونها من خلال غرس حلقة صناعية.

2. استبدال صمام القلب:

عادة ما يلجأ جراح القلب إلى استبدال صمام القلب التالف في حالة عدم القدرة على ترميم صمام القلب، حيث يستأصل الجراح الصمام المتضرر من خلال عملية استبدال صمام القلب، وهو ما يطلق عليه استبدال الصمام الأبهري بالقسطرة القلبية(TAVR  )، ويتم استبدال الصمام الطبيعي غالباً بصمام آخر ميكانيكي أو صمام بيولوجي، ويقصد بالصمام البيولوجي الصمام المصنوع من الأنسجة الحيوانية أو البشرية.

في الغالب تتفاقم حالة الصمامات المصنوعة من الأنسجة البيولوجية للأسوأ مع مرور الوقت، مما يضطر الطبيب إلى استبدالها بصمامات صناعية أخرى، بالإضافة إلى ذلك فسوف يحتاج الأشخاص ذوو الصمامات الميكانيكية إلى تناوُل الأدوية المسيلة للدم بشكل مزمن من أجل الوقاية من الاصابة بالجلطات الدموية في المستقبل.

صمامات القلب
  • خطورة التأخر في علاج صمامات القلب:

تؤدي أمراض صمامات القلب إلى تدهور عضلة القلب، والتي قد تتسبب بدورها في حدوث جلطات في القلب، وبالتالي فهي تؤدي إلى جلطات المخ والسكتات الدماغية، وفي بعض الأحيان قد تتعرض عضلة القلب للتضخم ومن ثم إلى الفشل التام إذا تأخر المريض في إجراء الجراحات اللازمة لعلاج صمامات القلب.

تعليقات