استئصال اللحمية | ما الذي يجب أن يعرفه الآباء عن اللحمية، وكيفية إزالتها؟
لا شك أن هناك الكثير من التساؤلات التي جالت بخاطرك كأبٍ عندما أخبرك الطبيب: “إن طفلك بحاجة إلى إجراء عملية استئصال اللحمية في أقرب وقت”، منها: هل استئصال اللحمية ضرورة؟ وهل ستُنهي هذه العملية آلام طفلي؟ وما المراد باللحمية؟ وهل هناك خطر على طفلي من عملية اللحمية؟
استئصال اللحمية إجراء شائع، ويحدث للعديد من الأطفال، وغالبًا ما يعمل الأطباء على إزالتها أو إزالة اللحمية واللوزتين؛ لأنها قد تُسبب التهابات الحلق، والجهاز التنفسي المزمنة؛ لأنه عندما تحبس اللحمية الجراثيم التي تدخل إلى الجسم فإن الأنسجة الغذائية تتضخم أحيانًا في أثناء مكافحتها للعدوى، وفي بعض الأحيان يمكن أن تصاب اللحمية (وهذا ما يسمى بالتهاب الغدد)، وإذا حدث هذا كثيرًا فقد يوصي الطبيب بإزالتها، وفي كثيرٍ من الأحيان يحدث استئصال اللوزتين واللحمية جراحيًا في نفس الوقت؛ لذلك هيا بنا عزيزي القارئ نتعرف على اللحمية، وعملية استئصال اللحمية، وكل ما يجب عليك معرفته عنها .. وذلك في السطور القادمة.
ما اللحمية؟
اللحمية هي غدد تقع فوق سقف الفم خلف الأنف، وتبدو مثل كتل صغيرة من الأنسجة فهي تؤدي غرضًا مهمًا عند الأطفال الصغار، كما تُعد جزءًا من جهاز المناعة، فهي تساعد على حماية الجسم من الفيروسات والبكتيريا، وتبدأ اللحمية في الانكماش في سن 5 إلى 7 سنوات تقريبًا عند الأطفال، ويمكن أن تختفي تمامًا بحلول سنوات المراهقة.
يمكنك التفكير في اللحميه كمركز لمعالجة الجراثيم؛ فهي تساعد أجسامنا على تعلم التعرف على أنواع مختلفة من الجراثيم حتى نتمكن من مكافحتها بشكلٍ أفضل.
لماذا قد تحدث عملية استئصال اللحمية؟
يمكن أن تتورم اللحمية لدى الطفل أحيانًا أو تتضخم، وقد يحدث هذا بعد عدوى بكتيرية، أو فيروسية، أو بسبب مادة ما تسببت في رد فعل تحسسي، وفي معظم الحالات تسبب الزوائد الأنفية المتورمة انزعاجًا خفيفًا، وليس هناك حاجة للعلاج ومع ذلك بالنسبة لبعض الأطفال قد تسبب إزعاجًا شديدًا وتتداخل مع حياتهم اليومية؛ ولذلك قد يلزم استئصال اللحمية إذا كان لدى طفلك:
1. مشكلات في التنفس: قد يعاني طفلك صعوبة في التنفس من خلال أنفه، كما قد يضطر إلى التنفس من فمه بدلًا من ذلك؛ مما قد يسبب بعض مشكلات، مثل: تشقق الشفاه، وجفاف الفم.
2. صعوبة في النوم: قد يبدأ طفلك بالشخير، وفي الحالات الشديدة يعاني بعض الأطفال من عدم انتظام التنفس في أثناء النوم، أيضًا يشعرون بالنعاس الشديد في أثناء النهار (انقطاع النفس النومي).
3. وجود مشكلات متكررة أو مستمرة في الأذنين: مثل: التهابات الأذن الوسطى (التهاب الأذن الوسطى)، أو غراء الأذن (حيث تمتلئ الأذن الوسطى بالسوائل).
4. حدوث مشكلة التهاب الجيوب الأنفية المتكرر أو المستمر: قد تؤدي التهابات الجيوب الأنفية إلى أعراض، مثل: سيلان الأنف المستمر، وآلام الوجه، والكلام الناطق بالأنف، كما قد تتسبب التهابات الحلق المتكررة في تضخم اللحمية، ولا يحتاج البالغون غالبًا إلى استئصال اللحمية فعادةً ما تتقلص اللحمية؛ لذلك من غير المحتمل أن تسبب مشكلات صحية لك.
5. الزوائد الأنفية المتضخمة: قد تعيق الزوائد الأنفية المتضخمة التنفس وتسد قنوات استاكيوس (التي تربط أذنك الوسطى بالجزء الخلفي من أنفك)، كما قد يولد بعض الأطفال بزوائد أنفية متضخمة، ويؤدي انسداد قناتي استاكيوس إلى التهابات الأذن التي قد تُعرِّض صحة طفلك السمعية والجهاز التنفسي للخطر.
6. قد يوصي طبيب طفلك بإزالة اللحمية إذا كان طفلك يعاني التهابات الأذن أو الحلق المزمنة التي:
- لا تستجب للعلاج بالمضادات الحيوية.
- تحدث أكثر من خمس أو ست مرات في السنة.
- تُعيق تعليم طفلك بسبب الغياب المتكرر.
كيفية تشخيص الزوائد الأنفية المتضخمة:
قد يسأل الطبيب عن أذني طفلك وأنفه وحلقه ثم يفحصه، ويشعر بالرقبة على طول الفك، وقد يطلب الطبيب إلقاء نظرة فاحصة؛ فيطلب إجراء أشعة سينية، أو ينظر إلى ممر الأنف باستخدام تلسكوب صغير.
كذلك قد يصف الطبيب أنواعًا مختلفة من الأدوية، مثل: الحبوب أو السوائل وذلك عند الاشتباه في وجود عدوى، كما يمكن وصف المنشطات الأنفية (سائل يتم رشه في الأنف)؛ للمساعدة في تقليل التورم في اللحمية.
كيفية إجراء عملية استئصال اللحمية:
عادةً ما يحدث إجراء عملية اللحمية بواسطة جرّاح الأذن والأنف والحنجرة (ENT) وتستغرق حوالي 30 دقيقة، وبعد ذلك سيحتاج طفلك إلى البقاء في جناح التعافي لمدة تصل إلى ساعة حتى يزول تأثير المخدر.
وتكون عمليات استئصال اللحمية أحيانًا حالات نهارية وفي هذه الحالة قد يتمكن طفلك من العودة إلى المنزل في نفس اليوم؛ ولذلك إذا حدث الإجراء في فترة بعد الظهر فقد يحتاج طفلك إلى البقاء في المستشفى طوال الليل.
كيفية التحضير قبل العملية:
أخبر جراح الأنف والأذن والحنجرة الخاص بك إذا كان طفلك قد أصيب بنزلة برد أو التهاب في الحلق وذلك في الأسبوع السابق للعملية، فإذا كان طفلك يعاني ارتفاع في درجة الحرارة أو السعال فقد يتعين تأجيل العملية لبضعة أسابيع؛ للتأكد من تعافيه بالكامل، وتقليل خطر الإصابة بمضاعفات نتيجة لإجراء الجراحة.
في الغالب ينزف الفم والحلق بسهولة أكبر من مناطق أخرى من الجسم؛ لذلك فإن طبيبك قد يطلب فحص الدم؛ لمعرفة قياس تجلط الدم لدى طفلك، وما إذا كان تعداد الدم طبيعيًا كما قد تساعد اختبارات الدم قبل الجراحة الطبيب على ضمان عدم حدوث نزيف مفرط في أثناء عملية استئصال اللحمية أوبعدها.
- في الأسبوع الذي يسبق الجراحة:
لا تُعطِ طفلك أي دواء يمكن أن يؤثر على تخثر الدم، مثل: الأيبوبروفين أو الأسبرين، لكن يمكنك استخدام عقار الاسيتامينوفين (تايلينول) كمسكن للألم، أما إذا كان لديك شك في الأدوية المناسبة فتحدث مع طبيبك.
- في اليوم السابق للجراحة:
يجب ألا يأكل طفلك أو يشرب بعد منتصف الليل (وهذا يشمل الماء)، أما إذا وصف الطبيب لطفلك دواءً يجب تناوله قبل الجراحة فامنحه لطفلك مع أخذ رشفه صغيرة من الماء.
ماذا يحدث في أثناء العملية؟
يستخدم طبيب التخدير في غرفة العمليات -عادةً- مزيجًا من الغازات والأدوية الوريدية للتخدير العام، وفي معظم الحالات يبدأ الطبيب في إجراء الحقن الوريدي؛ إما في غرفة الاحتجاز قبل الجراحة، أو بعد إعطاء الطفل قناع التخدير، وفي أثناء الإجراء سيرصد نبض طفلك باستمرار ومقياس التأكسج (تشبع الأكسجين)، والقلب، ورسم القلب، بالإضافة إلى الجراح وطبيب التخدير وسيكون هناك ممرضة وفني جراحي في الغرفة.
بعد أن يصبح المخدر ساري المفعول يقوم الطبيب بإزالة اللحمية من الفم، ولن يكون هناك شقوق خارجية، كما سيعمل الطبيب على كيّ قاعدة اللحمية بوحدة الكي الكهربائية، وتستغرق العملية بِرُمَّتها -عادةً- أقل من 45 دقيقة، وسيأتي طبيبك إلى غرفة الانتظار للتحدث معك بمجرد أن يكون طفلك بأمان في غرفة الإنعاش.
بعد جراحة استئصال اللحمية:
بعد الجراحة سيتم اصطحاب طفلك إلى غرفة الإنعاش حيث ستراقبه ممرضة، ومن المحتمل أن تحدث دعوتك إلى تلك الغرفة عندما يدرك طفلك ما يحيط به ويبدأ في البحث عنك، وسيتمكن طفلك من العودة إلى المنزل في نفس يوم الجراحة بمجرد تعافيه تمامًا من التخدير ويستغرق هذا -عادةً- عدة ساعات.
ومن الأفضل أن يأكل طفلك نظامًا غذائيًا خفيفًا، وناعمًا، وباردًا، كما هو مسموح به بمجرد تعافيه تمامًا من التخدير، وتجنب السوائل الساخنة لعدة أيام، وعلى الرغم من أن طفلك قد يكون جائعًا بعد الجراحة مباشرةً، إلا أنه من الأفضل له إطعامه ببطء؛ لمنع آثار ما بعد الجراحة، مثل: الغثيان والقيء، ومن حينٍ لآخر قد يتقيأ الطفل مرة أو مرتين بعد الجراحة مباشرة، ومع ذلك إذا استمر القيء فقد يصف لك الطبيب دواءً لتهدئة المعدة، ومن المهم أن تتذكر أن اتباع نظام غذائي جيد شامل مع الراحة الكافية أيضًا يعزز الشفاء.
كذلك سيصف الطبيب لطفلك بعض المضادات الحيوية لما بعد الجراحة، وينبغي إنهاء جميع الحبوب أو السوائل التي طلبها، كما سيصف لطفلك -أيضًا- بعض المسكنات (مثل: أسيتامينوفين، أو تايلينول مع الكوديين)، ولكن يجب تناولها حسب الحاجة؛ لذا إذا كانت لديك أي أسئلة أو شعرت أن طفلك يطور رد فعل تجاه أيًا من هذه الأدوية فيجب عليك استشارة طبيبك على الفور، ويجب ألا تعطَي أي أدوية أخرى سواء كانت موصوفة أو بدون وصفة طبية إلا إذا ناقشتها مع طبيبك الخاص.
بعض النصائح للاعتناء بطفلك بعد الجراحة:
ومن الطبيعي حدوث التهاب في الحلق لمدة أسبوعين إلى ثلاث أسابيع بعد الجراحة، لكن الأهم هو شرب الكثير من السوائل؛ لتجنب الجفاف، كما يساعد الترطيب الجيد في الواقع على تخفيف الألم.
1. لا تطعم طفلك الأطعمة الحارة أو الساخنة أو الأطعمة الصلبة والمقرمشة خلال أول أسبوعين بعد العملية، كما تُعد السوائل والحلويات الباردة ملطفة لحلق طفلك، وتشمل خيارات النظام الغذائي ما يلي:
- الماء.
- عصير الفواكه.
- الآيس كريم.
- الزبادي.
- البودنج.
- صلصة التفاح.
- مرق الدجاج أو اللحم البقري الدافئ.
- اللحوم والخضراوات المطبوخة طريًا.
2. قد يساعد طوق الجليد في تخفيف الألم، وتقليل التورم.
3. يجب أن يتجنب طفلك النشاط الشاق لمدة تصل إلى أسبوع بعد الجراحة، وقد يعود طفلك إلى المدرسة في غضون ثلاث إلى خمس أيام إذا شعر بالقدرة على ذلك.
استئصال اللوزتين:
إذا كان طفلك يعاني من تضخم اللوزتين، أو كان يعاني من نوبات شديدة أو متكررة من التهاب اللوزتين فقد يقترح الطبيب إزالة اللوزتين واللحمية في نفس الوقت، وهذا ما يسمى استئصال اللوزتين الغديتين، ويُقلل إزالة اللحمية واللوزتين في نفس الوقت فرص حدوث مضاعفات صحية.
كيف أعتني بطفلي في فترة النقاهة بعد جراحة استئصال اللحمية؟
- يجب تحديد موعد للفحص بعد 10 إلى 14 يومًا من إجراء عملية استئصال اللحمية، ومن غير المعتاد أن يعاني الأطفال احتقان الأنف بعد الجراحة، وإن وجد فقد يستمر احتقان الأنف لعدة أشهر مع انخفاض التورم.
- يمكن استخدام قطرات الأنف المالحة (Ocean Spray) للمساعدة في إذابة أي جلطات، وتقليل الوذمة، كما قد تلاحظ الشخير المستمر أو بصوت أعلى لعدة أسابيع، ويُعد التغيير المؤقت في الصوت أمرًا شائعًا بعد الجراحة، وعادةً ما يعود إلى طبيعته بعد عدة أشهر، وسوف يبدو طفلك بالطبع أقل “أنفية” بعد الجراحة.
- يُعد حدوث النزيف أمرًا نادرًا بعد استئصال اللحمية، وقد يكون لديهم نزيف أنفي خفيف جدًا، وعليه فإذا كان الأمر بسيطًا فقد ينصحك طبيبك باستخدام قطرات الأنف للأطفال Neosynephrin.
- يحتاج معظم المرضى على الأقل 7-10 أيام إجازة من العمل أو المدرسة، ثم بعد 3 أسابيع يمكن ممارسة السباحة، ولكن لا يجوز الغوص لمدة شهرين.
- أخبر طبيبك إذا كان طفلك يُعاني:
- زيادة مفاجئة في كمية النزيف من الأنف ولا يخففها الضغط، والثلج، وارتفاع الرأس.
- الحمى: وهي أكبر من 101.5 درجة فهرنهايت ومستمرة، ويجب أن يحاول الطفل المصاب بالحمى أن يشرب ما يقرب من نصف كوب من السوائل كل ساعة استيقاظ.
- الألم الحاد المستمر أو الصداع الذي لا يُخفف بالأدوية الموصوفة للألم.
- زيادة تورم أو احمرار الأنف، أو العينين.
- المضاعفات الناتجة عن استئصال اللحمية:
تُعد عملية استئصال اللحمية عملية آمنة للغاية ونادرًا ما تحدث مضاعفات، ومع ذلك -كما هو الحال مع أي نوع من الجراحة- تأكد من إخبار الطبيب إذا كان طفلك يعاني من حساسية تجاه أي دواء، ولا تزل هناك فرصة ضئيلة لحدوث مضاعفات، وهي:
- حدوث النزيف.
- تعرض أحد الأسنان للطرق أو القطع في أثناء العملية.
- العدوى فقد يُعطَى طفلك مضادات حيوية للمساعدة في منع ذلك.
- رد فعل على التخدير.
- بعض المشكلات الطفيفة التي قد تحدث في أثناء الشفاء:
بعد استئصال اللحمية قد يعاني بعض الأطفال من بعض المشكلات الصحية البسيطة، ومع ذلك فإن معظم هذه الأعراض مؤقتة ونادرًا ما تتطلب المزيد من العلاج، وقد تشمل:
- التهاب الحلق.
- آلام الأذن.
- الفك المتيبس.
- انسداد الأنف أو إفرازات الأنف.
- رائحة الفم الكريهة.
- تغيُّر الصوت (قد يبدو طفلك وكأنه يتحدث من أنفه)
- وجود صعوبة في البلع.
- وجود صعوبة في تنظيف أسنانهم ب فرشاة الأسنان.
ستختفي معظم هذه الأعراض في غضون أسابيع قليلة، واتصل بطبيبك إذا كان طفلك لا يزال مصابًا بعد بضعة أسابيع.
وأخيرًا عزيزي القارئ .. على الرغم من أنَّ اللحمية جزء من جهاز المناعة لدى طفلك، إلَّا أنَّ استئصال اللحمية لا يؤثر على قدرة طفلك على مكافحة العدوى، فإنَّ للجهاز المناعي العديد من الطرق الأخرى لمحاربة الجراثيم .. فلا تقلق!
قد يهمك أيضًا:
المراجع: nhs | healthline
تعليقات