fbpx

سرطان الدم مشعر الخلايا | الأسباب وطرق العلاج

سرطان الدم مشعر الخلايا هو نوع نادر بطيء النمو من سرطان الدم حيث يقوم نخاع العظام بإنتاج الخلايا البائية (الليمفاوية) بكميات كبيرة، وهو نوع من أنواع خلايا الدم البيضاء التي تحارب العدوى؛ تكون الخلايا البائية تلك غير طبيعية وتبدو “مشعرة” تحت المجهر، ومع زيادة خلايا سرطان الدم يتم إنتاج كميات أقل من خلايا الدم البيضاء، وخلايا الدم الحمراء، والصفيحات.

يصيب سرطان الدم مشعر الخلايا الرجال أكثر من النساء، ويكون أكثر شيوعًا لدى البالغين في منتصف العمر أو كبار السن، ويعتبر سرطان الدم المشعر الخلايا مرضًا مزمنًا لأنه قد لا يختفي كليًا، على الرغم من أن العلاج قد يؤدي إلى إخماده لسنوات.

محتويات المقال:


أعراض سرطان الدم مشعر الخلايا

تتطور أعراض سرطان الدم مشعر الخلايا ببطء وتشبه أعراض الأنواع الأخرى من سرطان الدم، وتشمل هذه الأعراض:

  • فقدان الوزن غير المقصود.
  • شحوب الجلد.
  • ألم أو تورم في البطن.

يمكن أن تتراكم خلايا الدم البيضاء غير الطبيعية في الطحال؛ مما يؤدي إلى زيادة حجمها، فالطحال هو عضو في الجانب الأيسر العلوي من البطن خلف معدتك وأضلاعك، فإذا كان الطحال متضخمًا فمن المحتمل أن يكون لديك كتلة مؤلمة في الجانب الأيسر من بطنك، فإذا كانت هذه هي الحالة فيجب عليك زيارة طبيب عام حتى يمكن فحص الكتلة، فقد يزيل الطحال المتضخم خلايا الدم الطبيعية من دمك؛ مما يؤدي إلى مزيد من الانخفاض في عدد خلايا الدم الحمراء، والبيضاء الطبيعية، والصفائح الدموية في الدم، وهذا يمكن أن يسبب:

  • الضعف، والتعب، وضيق التنفس.
  • التهابات متكررة.
  • سهولة حدوث نزيف، أو كدمات.
سرطان الدم مشعر الخلايا

عوامل خطر الإصابة بسرطان الدم مشعر الخلايا

قد تزيد عوامل معينة من خطر تطوُّر الإصابة بسرطان الدم مشعر الخلايا، إلا أنه لا تتفق جميع الدراسات البحثية على العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذه الأمراض حيث تشير هذه الأبحاث إلى أن خطر الإصابة بسرطان الدم مشعر الخلايا تزيد استنادًا إلى:

  • التعرُّض للإشعاع: الأشخاص المعرَّضون للإشعاع مثل هؤلاء الذين يعملون حول أجهزة أشعة إكس دون أن يرتدوا معدات واقية كافية، أو هؤلاء الذين يتلقون علاجًا إشعاعيًّا للسرطان قد يعانون من خطر أكبر للإصابة بابيضاض الدم مشعر الخلايا، ولكن الدليل غير حاسم.
  • التعرُّض لمواد كيميائية: توجد دراسات متعارضة تتعلق بدور المواد الكيماوية الصناعية والزراعية في تطور الإصابة بسرطان الدم مشعر الخلايا.

مضاعفات سرطان الدم مشعر الخلايا

يتقدم سرطان الدم مشعر الخلايا ببطءٍ شديد، وأحيانًا يبقى مستقرًّا للعديد من السنوات؛ لهذا السبب يحدث القليل من مضاعفات المرض، كما تعمل خلايا سرطان الدم المشعر غير المعالجة على تزاحم خلايا الدم السليمة في نخاع العظام؛ مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل:

  • حالات العدوى: يتسبب العدد القليل لخلايا الدم البيضاء السليمة في خطر الإصابة بالعدوى التي لم يعد يحاربها جسمك.
  • النزيف: يؤدي انخفاض عدد صفيحات الدم إلى صعوبة إيقاف جسمك للنزيف، كما ستلاحظ ظهور كدمات بسهولة إن كنت تشعر بانخفاض طفيف في عدد صفيحات الدم، فيؤدي انخفاض تعداد صفيحات الدم الشديد إلى نزيف تلقائي من الأنف واللثة.
  • فقر الدم: كلما انخفض تعداد خلايا الدم الحمراء انخفض عدد الخلايا التي تحمل الأكسجين إلى جسمك، وهو ما يعرف بالأنيميا (فقر الدم) والتي تُسبِّب الإرهاق.

زيادة خطر الإصابة بأنواع أخري من السرطان

وجدت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من سرطان الدم مشعر الخلايا قد يتزايد تعرضهم لخطر الإصابة بنوع آخر من السرطان، كذلك ليس من الواضح عما إذا كان هذا الخطر ناجم عن تأثير سرطان الدم مشعر الخلايا على الجسم أو إذا كان الخطر نابعًا من الأدوية المستخدمة لعلاج سرطان الدم مشعر الخلايا.

يُعد مرض اللمفومة اللاهودجكينية أحد أنواع السرطان الأخري التي يُصاب بها الأشخاص المعالجين من سرطان الدم مشعر الخلايا.

سرطان الدم مشعر الخلايا

تشخيص سرطان الدم مشعر الخلايا

قد يُوصي طبيبك بأي مما يلي لتشخيص سرطان الدم مُشعر الخلايا:

  • الفحص البدني: يفحص الطبيب طحالك -عضو بيضاوي الشكل على الجانب الأيسر أعلى بطنك- ليحدد ما إذا كان متضخمًا أم لا، فقد يُسبِّب الطحال المتضخم شعورًا بامتلاء البطن ما يجعلك تشعر بعدم الراحة مع تناول الطعام.

قد يبحث طبيبك -أيضًا- عن عُقَد لمفية متضخمة قد تحتوي على خلايا مصابة بسرطان الدم (اللوكيميا).

  • اختبارات الدم: يستعين طبيبك باختبارات الدم، مثل: تعداد الدم الكامل؛ لرصد مستويات خلايا الدم المختلفة.

فالأشخاص المصابون بسرطان الدم (لوكيميا) مُشعر الخلايا يمتلكون مستويات منخفضة من كل أنواع خلايا الدم الثلاث: كرات الدم الحمراء، وكرات الدم البيضاء، والصفائح الدموية. هناك اختبار دم آخر يُسمى مسحة من الدم السطحي؛ للبحث عن خلايا سرطان الدم (لوكيميا) مُشعر الخلايا في عينة من دمك.

  • خزعة نخاع العظم: تُتستخرج خلال إجراء خزعة نخاع العظم كمية صغيرة من نخاع العظم من منطقة الورك، وتُستخدم هذه العينة؛ للبحث عن خلايا سرطان الدم (لوكيميا) مشعر الخلايا، ولرصد خلايا دمك السليمة.
  • الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب (CT): يُظهِر الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب صورًا مفصلة لأعضاء جسمك الداخلية، كما قد يطلب طبيبك إجراء فحص التصوير المقطعي المحوسب؛ لاكتشاف تضخم طحالك، وعقدك اللمفية.

قد يكشف التحليل الدقيق لخلايا سرطان الدم (لوكيميا) مشعر الخلايا وعينات نخاع العظم عن بعض التغيرات الوراثية والكيميائية التي تعطي طبيبك فكرة عن التنبؤات بخصوص سير المرض، كما أنها تلعب دورًا في تحديد الخيارات العلاجية المتاحة لك.

أسباب سرطان الدم مشعر الخلايا

ليس واضحًا ما الذي يسبب سرطان الدم مشعر الخلايا؛ إن الأطباء يعرفون أن السرطان يحدث عندما تقوم الخلايا بارتكاب أخطاء (طفرات) في السلسلة الوراثية، وفي حالة إصابتك بسرطان الدم مشعر الخلايا فإن الطفرات في الحمض النووي تتسبب في أن تكون الخلايا الجذعية لنخاعك العظمي عددًا كبيرًا جدًّا من خلايا الدم البيضاء التي لا تعمل بشكلٍ صحيح، كذلك لا يعرف الأطباء أسباب طفرات الحمض النووي التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان الدم المشعر الخلايا.


العلاج سرطان الدم مشعر الخلايا

ليس من الضروري البدء بعلاج سرطان الدم مشعر الخلايا فور التأكد من تشخيصه، ويمكن تأخير العلاج لأن هذا النوع من السرطان يتطور ببطء شديد وأحيانًا لا يحدث ذلك على الإطلاق، كما أنك ستحتاج للمواظبة على زيارة الطبيب باستمرار لمتابعة تطور سرطان الدم مشعر الخلايا لديك، فإذا بدأت علامات وأعراض السرطان بالظهور فبإمكانك البدء بالعلاج، كما يلجأ أغلب المصابين بسرطان الدم مشعر الخلايا للعلاج عاجلًا أو آجلًا.

لا يوجد علاج لسرطان خلايا الدم مشعر الخلايا، إلا أن اختيارات العلاج المتاحة قادرة على وضع سرطان الدم مشعر الخلايا في حالة خمول لسنوات.

العلاج الكيميائي

يعتبر الأطباء أدوية العلاج الكيميائي هي خط العلاج الأول ضد سرطان الدم مشعر الخلايا، حيث أنه سيمر الغالبية العظمى من الناس بمرحلة تعافي كاملة أو جزئية خلال دورة العلاج الكيميائي.

هناك نوعان من أدوية العلاج الكيميائي تستخدم ضد سرطان الدم مشعر الخلايا:

  • كلادريبين: يبدأ علاج سرطان الدم مشعر الخلايا عادةً بالكلادريبين، فقد تتلقى حقنًا مستمرًّا بالعقار، أو حقنًا يومية في الوريد على مدار عدة أيام.

أغلب مَنْ يتلقون الكلادريبين يمرون بمرحلة تعافي قد تستمر لعدة أعوام، أما إذا عاود سرطان الدم مشعر الخلايا الظهور لديك فيمكن إعادة معالجتك بالكلادريبين، والآثار الجانبية للكلادريبين قد تتضمن العدوى، والحُمى.

  • بنتوستاتين: ينتج عن بنتوستاتين (نيبينت) معدلات مرحلة تعافي مشابهة للكلادريبين، لكنه يُعطى بآلية مختلفة، فالأشخاص الذين يتناولون البنتوستاتين يتلقَّون حقنًا كل أسبوعين لمدة من ثلاثة أسابيع حتى ستة أشهر، أما الآثار الجانبية للبنتوستاتين تشمل الحُمّى، والغثيان، والعدوى.

العلاجات البيولوجية

تحاول المعالجة البيولوجية أن تزيد من إمكانية تعرف جهازك المناعي على الخلايا السرطانية، وبمجرد أن يحدد جهازك المناعي الخلايا السرطانية باعتبارها دخيلة يمكن أن يبدأ في تدمير السرطان لديك.

يُستخدَم نوعان من المعالجات الحيوية في سرطان الدم مشعر الخلايا:

  • ريتوكسيماب: ريتوكسيماب (ريتوكسان) هو مضاد وحيد النسيلة معتمد لعلاج اللمفومة اللاهودجكينية والابيضاض اللمفاوي المزمن على الرغم من أنه يُستخدَم -أحيانًا- في سرطان الدم مشعر الخلايا.

إذا لم تصلح المعالجة الكيميائية معك أو إذا كنت لا تستطيع الخضوع للعلاج الكيميائي فقد يفكر طبيبك في استخدام ريتوكسيماب، كما قد يجمع طبيبك بين كلادريبين وريتوكسيماب، وتتضمن الأعراض الجانبية لاستخدام ريتوكسيماب الحمى، والالتهاب.

  • إنترفيرون: حاليًّا دور الإنترفيرون في علاج سرطان الدم مشعر الخلايا محدود، وقد تتلقى الإنترفيرون إذا لم يكن العلاج الكيميائي فعالًا أو إذا لم يكن بإمكانك الخضوع لعلاج كيميائي.

يتعرض أغلب الأشخاص لهدأة جزئية مع الإنترفيرون الذي يتم تلقيه لمدة عام. تتضمن الأعراض الجانبية أعراضًا تشبه الإنفلونزا، مثل: الحمى، والتعب؛ لذلك قد يُوصى بأدوية أخرى تستهدف الجهاز المناعي في حالة رجوع السرطان إليك مرة أخرى أو إذا لم يستجب للمعالجات القياسية، كذلك تدرس التجارب السريرية علاجات بيولوجية جديدة وعلاجات مستهدفة؛ لعلاج سرطان الدم مشعر الخلايا.

الجراحة

قد تكون جراحة إزالة الطحال (استئصال الطحال) خيارًا مطروحًا إذا كانت هناك تفتُّقات بطحالك، أو إذا كان متضخِّمًا، أو إذا ما تسبب لك بالألم، وعلى الرغم من أن إزالة الطحال لا يمكنها أن تشفي سرطان الدم مشعر الخلايا إلا أنها يمكنها أن تعيد تعداد كرات الدم إلى وضعه الطبيعي.

لا يُلجأ إلى استئصال الطحال -في العادة- لمعالجة سرطان الدم بالخلايا المشعرة، ولكنه قد يساعد في حالات بعينها؛ فأي جراحة تشمل خطر النزيف، والعدوى.

مقترحات القراءة:

المصدر:

Responses