ما بين المخاطر والفوائد | 8 نصائح لصيام آمن لمرضى السكري
كثيرًا ما يثار الجدل حول صيام مرضى السكرى، فالبعض يشيد بالفوائد الصحية من فقدان الوزن وضبط معدلات السكر بالدم وغيرها، بينما ينذر البعض الآخر من المخاطر المحتملة.
فإن كنت ممن يعانون من مرض السكري، وتنوي الصيام في شهر رمضان، أو إن كنت ترغب في اتباع نمط الصيام المتقطع لفقدان الوزن، تابع القراءة؛ حتى تعرف المزيد حول مخاطر الصيام على مرضى السكري، وما النصائح الهامة لتجنب تلك المخاطر، وماهي التغييرات الدوائية الموصي بها في أثناء الصيام.
أنواع الصيام؟
عند ذكر الصيام، نحن كمجتمع عربي وإسلامي دائمًا ما يتبادر إلى ذهننا صيام شهر رمضان الكريم فقط، لكن توجد أنواع عدة من الصيام التي لا ترتبط بالشعائر الدينية.
فيعد صيام شهر رمضان هو الامتناع عن الأكل والشرب من الفجر حتى غروب الشمس، وتتراوح عدد ساعات الصوم من 11 إلى 20 ساعة تبعًا لموقع البلد الجغرافي.
أمّا الصيام المتقطع فهو تغيير في نمط الحياة يتبعه البعض لإنقاص الوزن، وتوجد أنواع عدة منه، وقد تصل ساعات الصوم في ذلك النظام إلى 18 ساعة يوميًا.
ماذا يحدث لجسمك في أثناء الصيام؟
تحدث التغيرات داخل جسمك تبعًا لعدد ساعات الامتناع عن تناول الطعام، فيدخل الجسم في حالة الصيام بعد ٨ ساعات من تناول آخر وجبة.
فيبدأ الجسم في استهلاك مخازن سكر الجلوكوز في الجسم، ثم يبدأ في تكسير الدهون في محاولة للبحث عن مصدرٍ آخر للطاقة،
لذا وعلى فترات طويلة، يبدأ الجسم في استخدام الدهون مصدرًا للطاقة، مما يؤدي إلى فقدان الوزن الذي ينعكس بدوره على تحسين معدلات السكر في الدم، وضبط ضغط الدم، وخفض نسبة الكوليسترول في الدم.
فوائد الصيام لمرضى السكري
للصيام العديد من الفوائد الصحية، بدايةً من المساعدة على تقليل الالتهابات، وخفض مستوى الكوليسترول في الدم، كما يسهم في الحد من مقاومة الأنسولين.
فأشادت بعض الدراسات بفوائد الصيام لمرضى السكري ضمن خطة علاجية محكمة، وتحت الإشراف الطبي، ولكن نحتاج إلى المزيد من الدراسات العلمية لإثبات ذلك، ومن ثم فإن الصيام يساعد على:
- خفض جرعة الأنسولين وبعض أدوية داء السكري.
- إنقاص الوزن.
- تحسين نسبة السكر في الدم في أثناء الصيام.
- تقليل نسبة السكر التراكمي أو الهيموجلوبين السكري.
- الحد من خطر الإصابة ببعض أمراض القلب.
مخاطر الصيام على مرضى السكري
في أثناء الصوم تنخفض معدلات السكر في الدم، ومع تناول الأدوية التي تستخدم لعلاج مرض السكري يزداد انخفاض نسبة السكر بالدم بصورة أكبر؛ مما قد يؤدي إلى الشعور بالترنح أو فقدان الوعي، وقد يصل الأمر إلى حدوث الغيبوبة.
كما قد يتسبب الإفراط في تناول الطعام أو تناول كمية كبيرة من النشويات بعد الإفطار في الارتفاع المفاجئ في نسبة السكر بالدم، لذا يجب التحدث إلى الطبيب، وخاصة قبل البدء في الصيام؛ لوضع الخطة الملائمة لحالتك الصحية، فقد تكون في خطر كبير، وقد يمنع عنك الطبيب الصيام في الحالات التالية:
- إن كنت مريض داء السكري النوع الأول.
- في حالة الإصابة بداء السكري النوع الثاني مع عدم انتظام نسبة السكر في الدم.
- مريض السكري المصاب حديثًا بانخفاض حاد في سكر الدم.
- الإصابة المسبقة لمريض السكري بغيبوبة كيتونية.
- من يعاني بعض أمراض الكلى الخطيرة الناتجة عن خلل التحكم بداء السكري.
- الحامل أو المرضع التي تعاني من داء السكري.
- العمال ممن يعانون من مرض السكري، وتحتاج وظيفتهم لمجهود عضلي وبدني.
كما قد يكون الصيام آمنًا في الحالات التالية:
- التحكم الجيد في داء السكري من النوع الثاني.
- إدارة مرض السكري بالأدوية أو بتغيير نمط الحياة.
8 نصائح لصيام آمن لمرضى السكري
يمكنك البدء في الصيام بأمان خلال شهر رمضان، إن كنت على علم جيد بالمخاطر المحتملة بجانب تحكمك الجديد في داء السكري واتباع توصيات الطبيب.
تحدث مع الطبيب قبل البدء في الصيام.
تحدث مع طبيبك الخاص قبل الصيام؛ حتى يشرح لك ويقيم المخاطر المحتملة للصيام تبعًا لحالتك الصحية ومستوى التحكم في مرض السكري لديك.
كما تقل خطورة الصيام على مريض السكري، في حالة عدم وجود الأنسولين أو مجموعة السلفونيل يوريا الدوائية ضمن خطته العلاجية.
الاستمرار في قياس نسبة سكر الدم في أثناء الصيام.
يساعد قياس مستوى سكر الدم باستمرار على تقليل خطر الإصابة بارتفاع أو انخفاض سكر الدم؛ مما قد يساعد في ضبط داء السكري وتجنب بعض المخاطر الصحية التي قد تنتج.
تعديل الجرعات الدوائية في أثناء الصيام
قد يظن بعض مرضى السكري أن الصيام قد يتطلب وقف العلاج بالأنسولين تمامًا، لكن في الحقيقة، قد يحتاج الصائم فقط إلى تعديل جرعة العلاج، وفي بعض الأحيان الأخرى تغيير نوع الدواء المستخدم؛ للتأكد من ضبط نسبة سكر الدم بشكل معتدل بما يناسب التغيرات التي قد تطرأ على الجسم في أثناء الصيام.
الحد من ممارسة الرياضة
لأن الرياضة تسبب نقص معدل السكر في الدم، يفضل تجنب ممارستها بعنف في أثناء فترة الصيام، لذا يفضل استشارة الطبيب حول أنواع الرياضة المناسبة لك، أو إن كان يفضل وقفها تمامًا لحين انقضاء فترة الصيام.
تناول الطعام الصحي قبل البدء في الصيام (السحور)
احرص على تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المعقدة والألياف بطيئة الامتصاص، والأطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي مع شرب الكثير من السوائل.
كما يفضل تناول الفواكه والخضراوات، ويرجع ذلك إلى دورها في تعزيز الشعور بالشبع والامتلاء، كما تساعد في الحفاظ على نسبة السكر في الدم معتدلة.
الحرص على تناول وجبة متوازنة بعد انقضاء فترة الصوم (الإفطار)
مما لا شك فيه أن النظام الصحي المتوازن يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على الصحة العامة للأشخاص، وخاصةً مرضى السكري من النوعين، فيساعد النظام الغذائي الصحي على ضبط مستويات السكر لديهم.
ففي أيام الصيام تختلف أنماط تناول الطعام عن اليوم العادي؛ لذا إن كنت من مرضى السكري، يجب عليك اتباع الآتي:
- تناول وجبة صحية متكاملة غنية بالأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات الصحية والألياف والبروتين.
- تجنب الإفراط في تناول الطعام بعد انقضاء ساعات الصوم (الإفطار).
- يفضل تجنب تناول الأطعمة المقلية والسكرية.
- في حالة الرغبة في السكريات يمكنك استخدام بدائل السكر للتحلية.
استمع لاحتياجات جسمك جيدًا
يزداد خطر الإصابة بانخفاض مستوى سكر الدم في أثناء الصيام لدى مرضى السكري من النوع الأول والثاني على حد سواء.
كن على علم باحتياجات جسدك، واستمع لها جيدًا للتعرف على الوقت المناسب الذي يجب إيقاف الصيام فيه؛ حيث أشارت بعض التوصيات بضرورة وقف الصيام في الحالات التالية:
- انخفاض مستوى سكر الدم لأقل من 70 ملليغرام/ديسيلتر.
- الشعور بالدوخة أو التعرق أو الارتباك.
حينها أسرع بتناول إحدى المشروبات أو المأكولات السكرية، ثم ابدأ في تناول وجبة صغيرة متزنة عند شعورك بعوده نسبة السكر في الدم إلى المعدلات الطبيعية.
تناول الماء بقدر كافٍ
كن حريصًا دائمًا على إبقاء جسمك رطبًا بالعديد من المشروبات؛ لأن مرض السكري قد يزيد من خطر الإصابة بالجفاف
لذا يفضل في فترات الصيام شرب الماء والمشروبات الخالية من السعرات الحرارية.
التغيرات الدوائية الموصي بها لمرضى السكري
استشر طبيبك قبل البدء في تغيير جرعتك الدوائية
1- الأنسولين (Insulin)
الحقن المتعدد (Multiple daily injections)
ينصح بأخذ جرعة الأنسولين طويلة المفعول مع وجبة الإفطار عند الغروب، مع تقليل الجرعة بنسبة 20 بالمئة لتجنب انخفاض نسبة السكر في الدم.
أما عن جرعات الأنسولين قبل الوجبات (جرعة صباحية/ الظهيرة/ مساءً):
- يفضل حذف جرعة الأنسولين في فترة الظهيرة.
- تبديل موعد جرعة الأنسولين الصباحية وأخذها كاملة عند غروب الشمس (وجبة الإفطار).
- كما يؤخذ نصف الجرعة المسائية من الأنسولين قبل السحور.
الأنسولين المخلوط (premixed insulin)
يستبدل وقت الجرعة الصباحية من الأنسولين، لتؤخذ في فترة المغرب مع وجبة الإفطار.
كما يؤخذ نصف الجرعة الثانية في السحور.
2- دواء الميتفورمين (Metformin)
يفضل تقسيم جرعة الميتفورمين في الصيام إلى:
ثلثي الجرعة اليومية مع غروب الشمس (الإفطار)
الثلث المتبقي قبل الوجبة المسائية (السحور)
وفي حالة التركيبات البطيئة في إخراج الميتفورمين (Slow release formulations)، يمكن تناول الجرعة اليومية كاملة من الميتفورمين مع غروب الشمس (وجبة الإفطار) مرة واحدة فقط.
3- أدوية السلفونيل يوريا (Sulfonylurea)
جليميبرايد (glimepiride )
تؤخذ الجرعة اليومية كاملة، مرة واحدة مع غروب الشمس (وجبة الإفطار).
جليكلازايد (gliclazide)
تناول نفس الجرعة اليومية مقسمة إلى نصفين عند وجبة الإفطار وقبل السحور.
جليبنكلاميد (glibenclamide)
يفضل تجنب السلفونيل يوريا طويلة المفعول خلال فترة الصيام.
وفي نهاية المقال، اتبع النصائح والإرشادات واستشر طبيبك؛ لضمان صيام آمن لمرضى السكري.
تعليقات